ما هي الأعمال التي تدخل الجنة بغير حساب
الاعمال التي تدخل الجنة بغير حساب
ذلك العمل الذي يحبه الله و يرضى عنه ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، و الذي يقوم على الاستقامة ، و الأخلاق الحميدة ، وتأدية الفرائض ، وإتباع السنن ، والقيام بأعمال أخرى من شأنها منفعة عامة المسلمين ، وامتثالاً لأوامر الله ، ومجاهدة النفس ، وتجنب نواهيه ، وخصال أخرى تميزوا بها عن سائر العباد ، فقدروا عليها ، والتزموا بها رغم مشقتها على النفس ، و كانت سبباً في وقايتهم من العذاب ، ووقايتهم من الحساب ، فيدخلون بها الجنة دون سابقة حساب ، أو عذاب ، وانواع الحساب التي تدخل الجنة تكون كما يلي :
دخول الجنة بالحساب اليسير
هناك من المؤمنون الذين سيعرضون على الله تعالى ، ويدخلون الجنة بمغفرة الله ، حيث يصنف هؤلاء بأن أعمالهم كانت صالحة ، وأن ذنوبهم كانت اقل ، وبالتالي يحاسب المؤمن حساباً يسيراً ، مثل قول رسول الله قال: “هذه الأمة ثلاثة أثلاث يوم القيامة ، ثلث يدخل الجنة بغير حساب ، وثلث يحاسبون حسابًا حتى يقول: ما هؤلاء؟ أعلم تبارك وتعالى ، هؤلاء جاءوا بذنوب عظام إلا أنهم لم يشركوا بك ، فيقول الرب: أدخلوا هؤلاء في سعة رحمتي ، وتلا عبد الله هذه الآية: ” ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادَنا ف
مِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ”.
دخول الجنة برحمة الله
قد يدخل المسلم الجنة لا بعمله ، ولكنه يدخلها برحمة الله و رحمة الله وسعت كل شيء ، فلو حوسب المسلم على أعماله فلن يكون دخول الجنة سهلاً في حالات الحساب ، ولكن ينجو المؤمن دوماً برحمة الله ، وليس بالأعمال فإذا نجى برحمة الله فلن يُحاسب على أعماله ، ورحمة الله هي اسم من أسماءه الحسنى بل أكثر من ذلك ، ما روي عن رحمة الله التي كانت ستغشى فرعون يوم غرقه ، فمن أكثر القصص التي تعلمنا أن الله رحمن رحيم ، يوم غرق فرعون حين أيقن يومها أنه من الهالكين، فقال ” آمنت برب موسى “.
ثم جاء سيدنا جبريل فغشي عليه بجناحه ليغرقه في البحر مرة أخرى ، وعندما سُأل جبريل عن ذلك ، قال ” خشيت أن تناله رحمة الله ” ، و هنا أكبر دليل على أن رحمة الله هي المنجية للمسلم ، ولكنها لكوت للمسلم العاصي الذي لم يشرك بالله شيئاً ، ولكن غلبت معاصيه حسناته فتغشاه رحمة الله إذا ما حلت عليه يوم القيامة ، فإذا كان الطاغية فرعون ستناله رحمة الله لحظة غرقه ، وهو أكثر الطغاة على وجه الأرض منذ أن خلق الله الأرض وحتى الآن ، فكيف بحال المؤمن الذي ستناله رحمة الله يوم القيامة ، ومن الأدلة الأخرى على ذلك ، قو ل رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة أحد منكم بعمله ، قالوا: ولا أنت يا رسول الله ؟ قال: ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل “.[1]
دخول الجنة بدون حساب
يتساءل المسلم عن
من هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب
، حيث أننا جميعاً حريصين على معرفة اجابة هذا السؤال ، الذي نجد اجابته في أدلة القرآن الكريم و السنة النوبية الشريفة ، والتي تحفزنا على أداء صالح الأعمال التي تؤهلنا لدخول الجنة وهناك مرحلتين يحتم على المسلم فهمهما حتى يقوم بالالتزام بالعمل الصالح الذي يساعده لدخول الجنة.
وهو أن الله يوم القيامة سيحاسب فئة من العباد من خلال الاطلاع على الصحف ، فإذا غلبت الحسنات السيئات دخل الجنة ، وإذا غلبت السيئات الحسنة لاقى العذاب المهين في نار جهنم ، وهناك مرحلة أخرى ، فهناك أعمال إذا قام بها صاحبها لا تعرض صحيفته على الله ، ولا يقف موقف الحساب أمام الله وهي مرتبطة بعدد من الطاعات ، والأعمال التي تحقق له هذا الجزاء.
كيف يدخل المؤمن الجنة دون حساب
هناك عدد من الأعمال التي يقوم بها المؤمن حتى يحظى بهذه الميزة فلا يحاسب حساباً وإن كان يسيراً ، ولا يحاسب حساباً وان كانت رحمة الله ستغشاه فيدخل الجنة بعمله دون أن يقف موضع حساب ، ومن هذه الأعمال الصالحة التالي :
أعمال الصابرون
من أكثر الطاعات و الأعمال الصالحة التي يمكن للمؤمن بها أن ينال حظ دخوله للجنة بدون حساب يوم لا يسأل حميم حميم ، حيث يخرج الصابرون مباشرة من القبر على الجنة دون نصب ميزان ، أو نشر ديوان ولهم صفات حميدة ، حتى يوصفون بوصف ” الصابرون ” ، فيجب على المؤمن أن بتحلى بهذه الصفات مجتمعة تحت بند صفة الصبر المشروط بدخول الجنة دون حساب كالتالي :
صفة الحلم
والحلم هو العفو عند المقدرة ، وتظهر خصال الصابرون في وقت الحلم عندما يتعرض المسلم لإساءة فلا يرد الإساءة بالإساءة ، وإنما يردها بالصبر عليه ، وطول البال ، وسعة الصدر ، والعفو الجميل.
المغفرة عند الجهل
كما ميز الله الصابرون أيضاً بخصلة المغفرة لمن يسيء إليه ، أو يجهل عليه ، فيرد ذلك بالصفح إذا اعتذر ، فهؤلاء يكونون أصحاب القلوب النقية الحالمين ، والكاظمين الغيظ ، والعافين عن الناس.
الاستغفار عن الذنب
كما اتسم الصابرون بأنهم الصابرون المستغفرون ،حيث إذا أذنب هؤلاء الصابرون بادروا بسرعة الاستغفار ، لأن الحسنات يذهبن السيئات.
الصبر على البلاء
كما يتسم الصابرون الموفون لأجورهم بدون حساب بأنهم صابرون صامدون أمام ابتلاءات الله خيره وشره في وقت البلاء الذي يكون اختبار من الله ، حيث يصبر هؤلاء على ما حكم الله به ، راضين غير ساخطين ، مؤمنين بقضاء الله وقدره.
الشكر عند العطاء
من أكثر الخصال التي اتسم بها الصابرون الذين سيوفون أجورهم بلا حساب هو كثر الشكر لله عند العطاء ، وهناك من يقوم يشكل الله تعالى بركعتين ، وهناك من يقوم بشكر الله تعالى بسجدة ، وهناك من يشكر الله دوام الشكر بالذكر و الحمد على لسانه لا ينقطع عن ذلك أبدا.
ومن الدليل من السنة النبوية الشريفة ما رود عن باب أعمال الصبر ، وما ارتبط بها من صالح القول ، وصالح العمل ، الذي يؤهل المسلم لدخول الجنة دون حساب هو مار روي في حديث أبى هريرة أن النبى قال ” أنا أول من يفتح باب الجنة فأرى امرأة تبادرني ، تريد أن تدخل معى الباب فأقول لها : من أنت ؟ فتقول أنا امرأة قعدت على أيتام لي ” ، وهنا دليل على أن الصابرون لا حساب لهم ، شريطة أن يكون هؤلاء ممن حرصوا على القيام بالأعمال الصالحات التي ارتبطت بقيمة الصبر.[2]