قصة مقولة ” الحكاية فيها إن “
ما هي قصة مقولة ” الحكاية فيها إن “
“الحكاية فيها إن” مقولة شعبية تتردد في أفواه الجماهير المصرية منذ العصور القديمة، وتعبر عن الشك وعدم الثقة في مكانة الشخص أو في الشخص نفسه، وهي واردة في قاموس الأقوال الشعبية التي لا يعرف مصدرها الكثير، وكانت هذه المقولة السبب وراء إنقاذ أحد الأشخاص من الموت، حيث تلاعب باللغة العربية وفنونها، وجعلت بطل القصة يتمكن من حبك خطة لم يقدر أحد على اكتشافها حينها.
اشتهر العرب في الماضي برجاحتهم وطلاقة لسانهم، وكانت لهم أقوال وأمثال رويت في ظروف معينة وتقال حتى يومنا هذا للإشارة إلى نفس الموقف، كثيرا ما نسمع مقولة “الحكاية فيها إن” خاصة عندما نسمع رواية أو قصة لم نؤمن بها، أو عندما نشك في ما حدث، فما هو أصل هذا القول؟
ويقال إن أصل هذه العبارة يعود إلى مدينة حلب وصاحبها “علي بن منقذ”، الملقب بـ “سديد الملك” مالك قلعة شيرز ، وكان يوصف برجاحة عقله ، وهرب من المدينة بعد خلاف بينه وبين الحاكم محمود بن مردس ، خوفًا من ظلم الحاكم.
وبعد فراره من حلب أمر الحاكم بن مردس موظفه بالكتابة إلى ابن منقذ وطلب منه العودة إلى حلب، وكان الملوك يعهدون بوظيفة الكاتب لرجل ذكي لتحسين صياغة الرسائل المرسلة إلى الملوك والأمراء ، وفي بعض الأحيان يصبح الكاتب ملكًا عند وفاة الملك ، لكن الكاتب في هذه القصة كان صديقا لابن منقذ ، وشعر أن الحاكم كان يأوى في قلبه الشر ضد صديقه علي بن منقذ.
فكتب الكاتب رسالة ظهرت وكأنها عادية وبسيطة وطلب من ابن منقذ العودة إلى حلب وختمها بجملة “إنّ شاء الله”، وبدلًا من سكون النون جعلها مشددة، وبعد أن تسلم ابن منقذ رسالة صديقه، علم أن الحاكم يحمل في قلبه الشر ضده وأن صديقه الكاتب حذره من القدوم بالتشديد على حرف النون.
وبعث ابن منقذ برسالة إلى الحاكم بما بدا أنها رسالة عادية شاكرًا إياه على ثقته به، وختم بقوله: “إنّا الخادم الذي يعترف بالبركة” بكسر الهمزة وتشديد النون بـ “إنا”.
وأدرك الكاتب أن صديقه فهم الرسالة والتحذير وأنه قصد قوله تعالى “إنا لن ندخلها أبدًا ما دامو فيها”، فلم يعد ابن منقذ إلى حلب ولا يزال الحاكم ابن مرداس هناك، ومن هنا جاء استعمال مقولة “الحكاية فيها إن” عند الريبة والشك.[1]
أقاويل الحكماء عن الشك وسوء النية
كلام الحكماء عن الشك وسوء النية جاء على أنهما صفتان متناقضتان ولا يمكن تحقيقهما معًا، ولكن في الآونة الأخيرة يمكننا أن نرى أن هاتين الصفتين منتشرتين وأن عدم استقرار كبير في العلاقات يرجع إلى سبب مثل الشك عندما يدخل في الحب، يؤدي أحيانًا إلى تدميره أو فقدانه عند الطرف الآخر.
وقال كثير من الحكماء إن الشك والحب لا يلتقيان ، واستندت أقوالهم إلى هذا الاعتقاد، وقال آخرون إن الحب يمكن الخلط بينه وبين بعض الشكوك في بعض الحالات، لكن هذا الشك يجب أن يزول بعد فترة حتى لا يتحول إلى خوف وألم وعذاب، ويمكن للإنسان أن يحب من صميم قلبه دون تردد، ومن أشهر أقاويل الحكماء عن الشك وسوء النية ما يلي:
- الأحلام تمنحك سعادة ولذة لا تحتوي على أي شكوك عند لحظة الإفاقة، ما يراه الإنسان في منامه يقين لا شك فيه وهو يشبه شك لا يقين به إلا الموت.
- إذا كان لنوح القدرة على الاطلاع على الغيب، لكان بلا شك قد اخترق فلكه.
- الشك هو الصديق المقرب للأرواح الضعيفة.
- الشك وحده لا يكفي للإصلاح، والمصلح الذي يشك في نظام قديم يجب أن يجلب للناس نظاماً أفضل منه.
- هناك دماء إلى الأبد، أكاذيب صارخة، شفرة سرية يتردد صداها، ثم الشكوك والنوايا تحت الضوء.
- الشك والاعتقاد هما كالليل والنهار.
- اليأس بالتأكيد افضل من الشك والارتباك والعذاب.
- حب المرأة مثل الفن الهادف ، فلا شك في عظمة هدفه، لكنه محاط بشبهة الشك.
- فقط اسأل نفسك : هل يمكننا فقط أن نسأل حول الشك في قدراتنا وثقتنا؟.
من أقوال الحكماء عن الشك
الشك من الصفات التي تهدد معظم العلاقات الإنسانية، مثل علاقة الزوج بزوجته ، أو الأصدقاء ، أو حتى الاخوات ، وهو من الصفات التي أصبحت مؤخرًا مقترنة بالحب إلا أنه إذا استمر وزاد عن حده قد يؤدي إلى تدمير هذا الحب وفشل العلاقة مهما كانت قوتها، ومن بعض أقوال الحكماء عن الشك ما يلي:
- الغيرة والشك صفتان لن يفترقا مثل التوأم الملتصق.
- هناك شيء واحد لا ريب فيه، وهو كل شيء مشكوك فيه.
- لا يمكنك تحقيق اليقين دون شك، أو النجاح دون فشل، والراحة دون اضطراب، أو أي شيء بدون حب.
- ميزة الحقيقة هي أن الشك والتشكيك يساعدانها على إظهارها أكثر فأكثر.
- الشك هو مفتاح كل شيء، وإذا كنت لا تشك في أي شيء، فأنت لا تعرف أي شيء.
-
الشك مرض ، لكن يمكنه تعليم الحكمة.
- الشك ذنب الجاهل ، والسذاجة ذنب الرجل العاقل.
- عندما يكون هناك شك بين الناس ، فإن الثقة في كل شيء هي العجز.
- الشك يثبت أن الاعتقاد موجود.
- الإيمان يقسم الناس والشك يربطهم ، والتسامح هو الشك في أن الآخر قد يكون على حق.
- الشك هو ألم في الوحدة المطلقة لعدم معرفة أن اليقين هو توأمه.
بعض عبارات الفلاسفة عن الشك والغيرة
الشك والغيرة من الأمور التي شغلت علماء النفس والفلاسفة منذ قديم الأزل، وتحدث الكثير عنه وعن علاقته بالغيرة والحب والعلاقات الإنسانية ، ومن أقوال الفلاسفة عن الشك والغيرة ما يلي:
- من تزيد شكوكه فإنه يثير من حوله إلى خيانته.
- ليس هناك شك في أن الأمهات من جيلنا الأكبر سناً فهمن الأنوثة بشكل أفضل من حفيداتهن الحديثات المتعلمات.
- الشك مرض مخيف يقتل النفوس ويقتل الحب في القلوب ويطفئ نور الإيمان في العيون.
- أعمق موضوع في تاريخ البشرية هو النضال من أجل الشك واليقين.
- كيف يمكن للإنسان أن يقبل الشك كعقيدة ويتمسك به بحسن نية؟.
- الشك في الأشياء التي نهتم بها هو موقف صعب للعقل البشري، فلا يمكنه تحمله لفترة طويلة وعليه الاختيار، لذلك يفضل أن يكون خاطئًا على الشك.
- الاجتهاد يعادل الشرك ، فالاجتهاد بلا شك لا يصح، والاجتهاد لا يأتي بلا شك.
- أنا أحتقر شخصًا يثير الشكوك لكي يدّعى ذكيًا.. والذي يخفي إعجابه ليقول إنه مستقل وغير تابع.
- كثرة الغيرة تجعلك امرأة مسيطرة ومزعجة، وأنك لست واثقة من نفسك أو في رجلك، وعدم وجوده يجعلك امرأة باردة تتخلى عن إحدى غرائزها الأنثوية حتى لا تظهر بالضعف أو بالغيرة الذي يحبه الرجل ويجعله يشعر برجولته ويجدد الحب بينكما.
- الحب الخالص والشك لا يجتمعان، لأن الحب يخرج من الباب الذي من خلاله يدخل الشك.