هل تعلم ” ما اول جبل وضع على الارض ؟ “
اول جبل وضع على الارض
يعتبر جبل أبي قبيس هو أول جبل وضع على الأرض، وهو من أقرب الجبال إلى الكعبة المشرفة، ومعظم المصادر التاريخية والجغرافية التي سجلت تاريخ وجغرافية مكة المكرمة تحدثت عن هذا الجبل، وللإجابة على سؤال
أين يقع جبل أبي قبيس
؟ فهو يقع في مكة المكرمة، مقابل زاوية الحجر الأسود من المسجد الحرام، وهو من أقرب الجبال إلى الكعبة المشرفة.
وتعتبر المملكة العربية السعودية إحدى أشهر الدول حول العالم فيما يتعلق بالآثار التاريخية والإسلامية التي تعود إلى مئات وآلاف السنين، بالإضافة إلى كونها قبلة ملايين الحجاج والمعتمرين الذين يقصدون بيت الله الحرام لآداء فريضة الحج أو العمرة، وتضم ما يزيد عن 3600 موقع تاريخي وثقافي، وذكر حوالي 500 موقع منها في الشعر العربي القديم، بينما ورد حوالي 400 موقع آخر في الأحاديث والسيرة النبوية.
وبين القدماء من سكان مكة ومؤرخوها، يُعرف جبل أبي قبيس بأنه المكان الذي عاش فيه آدم وحواء عليهما السلام، ويبلغ ارتفاعه حوالي 420 متراً فوق سطح البحر، ويقال إنه سمي بـ “أبي قبيس” لأن الحجر الأسود أخذ منه، ويقال أيضًا أنه سمي بهذا الاسم لأن رجلًا يدعى “أبو قبيس” هو أول من بنى عليه.
ويتميز جبل أبي قبيس عن غيره من جبال مكة المكرمة بوجود الحجر الأسود فيه منذ زمن بعيد، وبكونه يطل على الكعبة المشرف، حيث أن الربوة التي بني فوقها البيت الحرام موصولة بجزء من جبل “أبي قبيس”.[1]
عمر جبل أبي قبيس
ووفقًا لخبراء علم الجيولوجيا، فإن عمر الأرض يقدر بحوالي 4 مليارات و 600 مليون سنة، ووفقًا للقرآن الكريم فإن أول ما أوضعه الله على الأرض هي الجبال لأنها أوتاد هذا الكوكب فهل يمكنك نصب خيمة بغير الأوتاد؟، وبهذه الطريقة، أصبح جبل أبو قبيس أول وأقدم طبيعة أوجدها الله سبحانه وتعالى على الأرض، وعندما تلمس حجرًا من هذا الجبل القديم، فأنت تلمس شيئًا عمره 4 مليارات و600 مليون سنة، وهذا أجمل شعور.
وجبل أبو قبيس هو أحد الجبال الواقعة على الجانب الشرقي من الجامع الحرام، ويسمى أيضا بـ “جبل الأمين” لأنه احتفظ بالحجر الأسود بأمر من الله عز وجل خلال عام الطوفان، ولما أقام نبي الله إبراهيم الخليل البيت الحرام دعاه أبي قبيس قائلًا إن الركن مني موجود في موضع كذا، ويقال إن جبريل أحضره من الجبل وسلمه لسيدنا إبراهيم عليه السلام، وبالفعل فإن التلة التي بنيت عليها الكعبة مرتبطة بأصل جبل أبي قبيس.
ولا يهدف الحديث عن جبل أبي قبيس الذهاب إليه وزيارته فقط، ولكن الإشارة إلى تاريخ هذه المكان الذي شهد على مهد الدين الإسلامي وحياة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه، حيث ارتبطت به الكثير من المواقف والوقائع التاريخية والمعجزات النبوية، التي سيظل أثرها واضحًا على الأمة الإسلامية إلى يوم القيامة.[2]
أهمية جبل أبي قبيس التاريخية
في العام الـ 37 من الهجرة، أمر عبد الملك بن مروان بالتخلص من عبد الله بن الزبير، وأعد جيشًا ضخمًا لمحاربة ابن الزبير في مكة، وأمره الحجاج بن يوسف فتوجه إلى مكة وقام بمحاصرة ابن الزبير بداخلها، ونصب المنجنيق فوق جبل أبي قبيس.
كما يكتسب جبل أبي قبيس شهرته الخاصة من واقعة شق القمر، حيث يقال أن رسول الله محمد “صلى الله عليه وسلم” وقف على جبل أبي قبيس أو بجواره عندما وقعت معجزة شق القمر.
وقال ابن عباس أن رفضوا تصديق دعوة الرسول صلي الله عليه وسلم للإسلام وعلى رأسهم “الوليد بن المغيرة، العاص بن وائل، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب، أبو جهل بن هشام، وزمعة بن الأسود، والنضر بن الحرث، والعاص بن هشام”، اجتمعوا وقالوا للرسول إذا كنت على صدق شق لنا القمر نصفين، النصف الأول يكون فوق جبل أبي قبيس والنصف الثاني على قعيقعان، فأجابهم الرسول قائلاً: “إن قمت بها تؤمنوا؟”، فأجابوا: “نعم”، وكانت القمر في هذه الليلة بدرًا، فدعا الرسول صلى الله عليه وسلم، ربه أن يحقق ما طلبوا، فانشق القمر جزأين، نصف على جبل أبي قبيس والآخ على قعيقعان،
وفيما بعد سكن مؤذن الرسول بلال بن رباح رضي الله عنه، فوق جبل أبي قبيس، ولذلك سمي مسجد الذي بني فوق الجبل بـ “مسجد بلال”.
ومن ناحية أخرى، يشير المؤرخ حمد الشويع، ألى أن أصل جبل الصفا الذي يبدأ المعتمرون والحجاج السعي منه يتواجد في أسفل جبل أبي قبيس في الجهة المقابلة لركن الحجر الأسود.
وأوضح أن جبل أبي قبيس القديم له مكانة بين أهل مكة المكرمة بشكل خاص وبين المسلمين بشكل عام، لافتًا إلى أن تاريخه واستقراره وعظمته وذكره في الحديث النبوي ما هو إلا له توطيد لحبه ومكانته في القلوب.
وتتجلى الدرس والعبرة من هذه الوقائع في العودة إلى الماضي البعيد والتفكير حول هذه الأماكن التي عاصرت حياة أشرف الخلق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الذين حملوا على عاتقهم عبء الرسالة بعد وفاته، فعندما تشهد هذه المناطق يذوب قلبك بالحب والعشق، وعند هذه النقطة يزداد تمسكك بسنة النبي وسيرته العطرة.[2]
ما هو جبل قيقعان
هو أحد أشهر جبال مكة المكرمة، ويتواجد في الجهة الغربية، ويبلغ ارتفاعه 430 مترًا ويعرف حاليا باسم “جبل هندي”، وأطلق على جبل قيقعان هذا الإسم نسبة إلى تقعقع الأسلحة به خلال الحرب بين جرهم وقطور، وكانت جرهم تقع بأعلى مكة وقيقعان تحت حكم الملك مصاص بن عمرو، أما قطور فتتواجد في أسفل مكة وأجيادين تحت حكم الملك السميدع، وجبل قيقعان كبير وطويل، وفي أصله يتواجد جبل المروة من ناحية المدعى في الشمال الشرقي للكعبة المشرفة.
وفي حين أن عدد كبير من المؤرخون يعتقدون أن جبل أبي قبيس هو أحد الأخشبين الذي ورد في الحديث النبوي، فقد اختلفوا على الأخشب الثاني فالبعض يعتقد أنه الجبل الأحمر بينما يرى البعض الآخر أنه جبل قيقعان.
ويعتبر جبل قيقعان أحد جبال مكة المكرمة التي تشهد على التاريخ القديم وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزاته، ولجأت إليه قبيلة جرهم في السابق واستخدمته كمخزن للأسلحة التي كانت السبب وراء اسمه بسبب قعقعتها كما اكدت الكثير من المصادر التاريخية.
وحاليا يعيش بعض سكان مكة المكرمة على سفوحه مع أسماء مختلفة تغيرت على مر السنين والعصور، كما تغيرت مسميات معظم المدن والدول والمناطق واختلفت مع اختلاف الأزمنة، حيث تغير مسمى قعيقعان إلى “جبل هندي” والعديد من الأسماء التي أطلقت عليه لاحقاً، لذا عند النظر إلى تاريخ وأصل هذا الجبل وحاضره قد تحصل على العديد من المعلومات التاريخية عبر المصادر الحديثة والقديمة الموثوق بها والتي تهتم بالتاريخ.[3]