متى نزل الوحي الى الرسول ؟
نزول الوحي على الرسول
تحدثت الكثير من الكتب وذكرت ذكراً دقيقاً لتاريخ نزول الوحي أول مرةٍ على النبيّ محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم،
حيث قال إنّه كان يوم الاثنين، في الحادي والعشرين من شهر رمضان، وقد كانت هجرة النبيّ بعد ذلك باثنتي عشرة سنة تقريباً، أي أنّ نزول الوحي كان قبل الهجرة باثنتي عشرة سنةً.
وذكر الكتب أيضاً التاريخ الميلادي لذلك اليوم، فقال إنّه اليوم العاشر من شهر أغسطس الثامن من عام ستمئةٍ وعشرة للميلاد،
وذكرت السيدة عائشة -رضي الله عنها- حديثاً طويلاً عن بدء الوحي، وما سبقه من علاماتٍ واهتماماتٍ ظهرت على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، إذ كان دأبه أن يمكث في غار حراء لوحده فترةً من الزمن ينقطع فيها عن أهله، تأتيه زوجته خديجة -رضي الله عنها- بما يتزوّد به، ويبقى متأمّلاً متفكّراً، حتى جاءه الوحي يوماً، وبدأ معه بكلمة اقرأ، وبدا على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الخوف والوجل لِما رآه من الملك جبريل على هيئةٍ غير هيئة البشر، وعاد رسول الله خائفاً مرتجفاً ممّا رآه من جبريل، بعد أن ضمّه ضمّاتٍ عدّةٍ بلغ منه الجهد على إثرها، وردّد الآية الكريمة، حتى لامست جوارحه وقلبه، وبقي الخوف بادياً على محيّى النبيّ حتى وصل بيته وزوجته حيث تسائل الناس
ماذا كان يعبد الرسول قبل نزول الوحي
.[1]
بدء نزول الوحي
تبدأ قصة الوحي عندما دخل جبريل -عليه السلام- على النبي -صلى الله عليه وسلم- في هيئة رجل. ودخول رجل على رجل ليس مفزعًا رغم أن الرجل غريب، ولا يعرفه النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكن لماذا فزع النبي -صلى الله عليه وسلم- لما رأى جبريل عليه السلام؟
ونعلم لِمَ خاف -صلى الله عليه وسلم-. تروي السيدة عائشة -رضي الله عنها- فتقول: “دَخَلَ عَلَيْهِ الْمَلَكُ فَقَالَ: اقْرَأْ”. هكذا بدون مقدمات ولا سلام ولا كلام، لم يُعرِّف نفسَه، ولم يسأل الرسول عن نفسه. يخاطبه وكأنه يعرفه من زمن، ويقول له اقرأ، والرسول لا يدري أي شيء يقرأ؛ فالرسول أُمّيّ؛ لا يعرف القراءة ولا الكتابة، وهو يقول له اقرأ؛ فقال -صلى الله عليه وسلم-: “مَا أَنَا بِقَارِئٍ”. لم يسأله الرسول -صلى الله عليه وسلم- مَن أنت؟ وماذا تريد؟ فقد بُهت بدخوله عليه فجأة، وقوله له اقرأ. قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “ما أنا بقارئ”.
ففوجئ برد الفعل الذي أفزع الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ اقترب هذا الرجل من الرسول، ثم احتضنه بشدة. يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي (احتضنني) حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ”. والرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يكن ضعيفًا، بل كان قوي البنية. وكل الرسول الكريم: “ثم َقَالَ اقْرَأْ (للمرة الثانية)، قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ (المرة الثالثة). فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ فقال: فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي”.
كيفية نزول الوحي
وصفت هذه القصة
حالة رسول الله عند نزول الوحي
سوف نقوم بذكر الادلة من القرآن والسنة عن صور من صور نزول الوحي إلى الرسول.[2]
-
أولاً .. الرؤيا الصادقة:
وهي أوّل ما بدأ من الوحي على سيّدنا محمد، فما كان يُشاهده في منامه يراه في الحقيقة، وقد امتاز الأنبياء بأن الله -تعالى- أبعد عنهم خبث الشيطان وأضغاث الأحلام، فلا يرون أثناء نومهم ما يكون من ذلك مثل ما يرى باقي البشر، وكلّ ما يراه الرسول في نومه وحيٌ أوحاه الله -تعالى- إليه، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم في العديد من المواقف، منها ما رآه إبراهيم -عليه السلام- بأنّه يذبح ابنه إسماعيل، فقال: (إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى)
-
ثانيا .. حضور الوحي بهيأة رجل
:
ففي الحديث الذي ترويه عائشة -رضي الله عنها- عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: (وأَحْيانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ المَلَكُ رَجُلًا فيُكَلِّمُنِي، فأعِي ما يقولُ)،
-
ثالثا .. رؤية النبي للملك بهيئته الملائكيّة التي خلقه الله عليها، وله ستّمئة جناح
:
وقد تكرّر ذلك مرّتين؛ المرة الأولى كانت حين طلب منه رسول الله أن يُريه نفسه، فرآه في الأفق الأعلى، وكما قال ابن كثير أنّ هذه المرة كانت في غار حراء في أوائل نزول الوحي وبعثة النبيّ، أما المرة الثانية فكانت في ليلة الإسراء والمعراج في السماء السابعة عند سدرة المنتهى .
-
رابعا .. صلصلة الجرس:
ففي الحديث عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (أحْيانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الجَرَسِ، وهو أشَدُّهُ عَلَيَّ، فيُفْصَمُ عَنِّي وقدْ وعَيْتُ عنْه ما قالَ)، وصلصلة الجرس تشبيهٌ بصوت وَطَنِين الجرس الشديد، وهذه الحالة هي أشدّ ما يكون من الوحي على النبيّ. -
خامسا ..الإلهام:
حيث يُلقيه الله -عزّ وجلّ- في قلب نبيّه حتى لا يبقى للشكّ مكان، ومن ذلك ما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ رُوحَ القُدُسِ نفث في رُوعِي أنَّ نَفْساً لن تموتَ حتى تستكملَ رزقَها، فاتقوا اللهَ وأَجْمِلُوا في الطلبِ)
-
سادسا …الكلام من وراء حجاب:
وقد وردت تلك الصورة أيضاً في القرآن الكريم عندما كلّم الله -سبحانه- موسى -عليه السلام-، حيث قال الله -تعالى-: (فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ* فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
.
حديث نزول الوحي
فى (صحيح مسلم)، وغيره، من حديث الحسن، عن حطان بن عبد الله الرقاشي، عن عبادة بن الصامت.
قال: كان رسول الله ﷺ إذا نزل عليه الوحى كربه ذلك،
وتربد وجهه.
وفى رواية – اغمض عينيه – وكنا نعرف ذلك منه.
وفى (الصحيحين) حديث زيد بن ثابت حين نزلت: { لا يستوى القاعدون من المؤمنين } فلما شكى ابن أم مكتوم ضرارته نزلت: { غير أولى الضرر }.[1]
بعد نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم بدأت مرحلة الدعوة السرية
بعد نزول آيات المدثر قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله وإلى الإسلام سرًّا، وكان طبيعيًّا أن يبدأ بأهل بيته، وأصدقائه، وأقرب الناس إليه،
كان أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من النساء، بل أول من آمن به على الإطلاق السيدة خديجة رضي الله عنها.
وبعد إيمان السيدة خديجة دخل علي بن أبي طالب في الإسلام، وكان أول من آمن من الصبيان، وكانت سنُّه إذ ذاك عشر سنين على أرجح الأقوال،
وقد ذكر بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة، وخرج معه علي بن أبي طالب مستخفيًا من أبيه، ومن جميع أعمامه، وسائر قومه، فيصلِّيان الصلوات فيها، فإذا أمسيا رجعا؛ ليضمهما ذلك البيت الطاهر التقي بالإيمان، المفعم بصدق الوفاء وكرم المنبت وهذه هي
قصة نزول الوحي على رسول الله
كاملةً والتي تلخص
كيف كان حال سيدنا محمد عندما نزل الوحي
.[1]