فضل شهر شعبان ابن عثيمين
فضائل شهر شعبان
لقد فضل الله تعالى شهر شعبان عن باقي أشهر السنة الهجرية ، من حيث المكانه و منزلته ، سأل أحدى الصحابة الملقب بأسم أسامة بن زيد (رضي الله عنه ). الرسول صلى الله عليه وسلم ، و قال له لماذا يا رسول الله لماذا تصوم أكثر أيام شهر شعبان فأجابة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقال
(ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ يُرفعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ فأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائم ) . اي حسب تفكير بعض الناس ، أن شهر رجب و شهر رمضان يجب الصيام في هذه الأشهر فقط وينسون باقي أشهر السنة ، وشهر رمضان له منزله كبيرة عند المسلمين ، وينسى الناس فضل شهر شعبان ، لان هذا الشهر ترفع كل الأعمال الصالحه التي ادها المؤمن الى رب العالمين ، و أحب الرسول أن يرفع الحسنات الصيام الى الله سبحانه وتعالى .
و من الجدير بالذكر ان رفع الأعمال والحسنات في شهر شعبان يكون على ثلاثة أوقات ، فترفع الحسنات والأعمال في الليل قبل أعمال النهار ، و أعمال و حسنات النهار قبل أعمال الليل ، كما ترفع أعمال الصيام أيام الأثنين والخميس في أسبوع كما قال في
فضل شهر شعبان ابن باز
.و الدليل على هذه الأمور ، قال أبوهريره رضي الله عليه و سلم ، أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال :
(يتعاقبون فيكم: ملائكةٌ بالليلِ وملائكةٌ بالنَّهارِ، و يجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر).
و لكي ترفع أحسن الأعمال الى الله تعالى فأفضل الأعمال هي الصيام ، و من المهم معرفت أن ليلة النصف من شعبان لها أهمية خاصه عند المسلمين ، و الدليل هو قول الرسول صلى الله عليه و سلم. ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (يطَّلِعُ اللهُ إلى خَلقِه في ليلةِ النِّصفِ مِن شعبانَ فيغفِرُ لجميعِ خَلْقِه إلَّا لِمُشركٍ أو مُشاحِنٍ) .
من المعروف أن الله سبحانه و تعالى لايحب و لا يستجيب دعاء الذين يدعون لغير الله تعالى ، والذين تكثر ذنوبهم ، و أعمالهم الغير مقبوله و التي لا ترضي و تعصي الله تعالى ، و هذه الأعمال أحد الأسباب التي تؤدي الى عدم قبول الصلاة و باقي الأعمال ، و لكي تتخلص من هذا الحقد والخبائث ، و أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم تدل على أن ليلة النصف من شعبان هي فرصة للشخص الذي تكثر ذنوبه ، أن يتخلص من هذه الذنوب ، و أكتساب الحسنات و تتجاوز عن السيئات .
و يجب أحياء هذه الأيام بالذكر والعبادة و الطاعة و استغلال كل لحضة من هذه الأيام لأكتساب الحسنات ، مع أنشغال الناس بين شهر رمضان و شهر رجب ، فقد غفلوا عن شهر شعبان ، و الكثير من الناس يغفل عن صيام شهر شعبان ويضنون أن الصيام يكون في شهر رجب ، و شهر رمضان ، و بالتأكيد هذا الأمر خاطئ جدا.[1]
فضائل الأعمال في شهر شعبان حسب أقوال ابن عثيمين
قال فضيلة الشيخ محمد بن العثيمين رحمة الله عليه ، في أحد خطباته ، عن الأخلاق السامية و الآداب الإسلامية ، حيث يحث على الإكثار من صيام و الأعمال الصالحة الأخرى في شهر شعبان ، و قال {أيها المسلمون ، أننا في شهر شعبان وهناك ستة نقاط يجب علينا أن نتعرف عليها و نشرحها ، و نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا و إياكم علما نافعا و عملا صالحا } [2] .
الصيام في أيام شهر شعبان
يتميز شهر شعبان عن باقي الشهور ، بخصوص موضوع الصيام ، و الدليل على ذلك صيام الرسول صلى الله عليه و سلم في كل أيام شهر شعبان ، و لهذا فأن صيام شهر شعبان ، يعتبر من أحد سنن الرسول صلى الله عليه وسلم اقتداء به .
حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم في أحد أحاديثة النبوية (ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب و رمضان ، و هو شهر ترفع فيه الأعمال الصالحة إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي و أنا صائم ) رواه النسائي و صححه الالباني.
صيام وقيام يوم النصف من شهر شعبان
قال فضيلة الشيخ محمد بن العثيمين رحمة الله علية ، بخصوص صيام يوم النصف من شعبان ، لا يوجد أحاديث نبوية قوية تتحدث بخصوص هذا الموضوع ، و لكن وردت بعض الأحاديث الضعيفة ، التي لا تصح عن النبي صلى الله عليه و سلم ، و لا يمكن العمل بها .
لأن لم يثبت بحديث نبوي من الرسول صلى الله عليه و سلم ، لهذا فأن لا يجوز على الأنسان يتعبد به الله ، و الملخص من هذا الموضوع فأن لا يجوز صيام يوم النصف من شعبان ، و ما يقال بخصوص صيام يوم النصف من شعبان فهو بدعة لا يجب الأقتداء بها .
فضل ليلة النصف من شعبان
قال الشيخ محمد بن العثيمين رحمة الله بخصوص قيام ليلة النصف من شعبان ،. أنه بخصوص قيام ليلة النصف من شعبان وردت بعض الأحاديث الضعيفة حول هذا الموضوع ، لا تعود الى قول النبي صلى الله عليه و سلم ، وقال الشيخ بن عثيمين أن ليلة النصف من شعبان ، مثل ليلة النصف من رجب ، و مثل ليلة النصف من جمادي الأول ، و مثل ليلة النصف من باقي الشهور الهجرية الأخرى .هذا يعني أن ليلة النصف من شعبان لا يوجد شيء يميز هذه الليلة عن باقي ليالي السنة الهجرية ، لأن الأحاديث التي وردت بخصوص قيام ليلة النصف من شعبان ضعيفة جدا .
بخصوص تخصيص ليلة النصف من شعبان بالقيام
قال الشيخ بن عثيمين بخصوص هذه النقطة ، أن قيام ليلة النصف من شعبان هي بدعة ، لأن لا يوجد اي حديث نبوي من الرسول صلى الله عليه وسلم خصيصا لهذا الموضوع ، فأذن لا يوجد هناك شي يدعى قيام ليلة النصف من شعبان . و لكن هذا لا يعني أن المسلم الذي يكون معتاد بقيام كل ليلة من ليالي السنة فيستطيع قيام هذه الليلة مثل باقي ليالي الأخرى ، و لايجب قيام ليلة النصف من شعبان فقط .
بخصوص هل يكون تقدير القضاء في ليلة النصف من شعبان
أجاب الشيخ ابن عثيمين بهذا السؤال ، أن ليلة القدر هي فقط في رمضان فقد قال الله تعالى قي القرآن الكريم: ((إنا أنزلناه في ليلة القدر (١)وما ادراك ما ليلة القدر (٢)ليلة القدر خير من الف شهر)) (سورة القدر) اي يقول الله تعالى أنا انزلنا اي القران الكريم في ليلة القدر ، وفي سورة البقرة قال الله تعالى؛((شهر رمضان الذي نزل فيه القرآن)) . هذا يعني أن القرآن الكريم نزل في شهر رمضان ، وأن ليلة القدر في شهر رمضان ، وذلك يدل على أن ليلة القدر في شهر رمضان فقط ولا توجد في شهر شعبان او في باقي الأشهر الأخرى، وأن ليلة النصف من شعبان مثلها كمثل باقي ليالي السنة.
بخصوص تحظير الطعام خصيصا في ليلة النصف من شعبان
قال الشيخ بن عثيمين بخصوص هذا الموضوع ،، يقول أنه يرى بعض الناس يحظرون الطعام ويقومون بتوزيعه على الفقراء والمساكين ،ويقول هذا عشاء الأب،هذا عشاء الأم ،هذا عشاء الوالدين. هذا الشي بدعه لان لا يوجد اي حديث من الرسول صلى الله عليه وسلم بخصوص هذا الموضوع ، ولا توجد اي آية كريمة في القرآن الكريم بخصوص هذا الموضوع.[1]