ما هي الأمراض المبيحة للفطر في رمضان
من الأمراض المبيحة للفطر في رمضان
الصوم عبادة سرية بين المسلم وربه لا يراه غيره ولذلك اختص الله سبحانه وتعالى ثوابه لنفسه، وأما باقي العبادات فظاهرة وفي بعض الأحيان يختلط بها النفاق والرياء، ويجب أن يكون المسلم على دراية ب
انواع الصيام واركانه وشروطه
، مع العلم أن جميع العبادات في الإسلام تهدف إلى تهديب الإنسان وإصلاح وضعه في الدين والدنيا.
وفي ظل أوامر الله سبحانه ونواهيه، تأتي رحمته بالعباد، فإذا حدث لمسلم أمر طارئ يمنعه من أداء عبادة أو اضطر إلى مخالفة المحرمات، فيجيز الله ما حرمه عند الضرورة، ومن هذه الأمور الإفطار خلال شهر رمضان إذا كان العبد على سفر أو مريض، كما سمح للمتضرر من الوضوء بالماء إلى استخدام التراب في التيمم للوضوء.
لصيام المريض في شهر رمضان شرطان: الأول النهي عن الصيام ويجب عليه الفطر إذا كان الصيام سيعرضه للخطر أو الضرر الشديد، الثاني أنه قادر على الصيام، ولكن بضرر شديد وصعوبة، فيجوز للمريض أن يفطر وهذا ما اتفق عليه فقهاء المذاهب الأربعة وهذه إحدى
شروط الصيام
، ومن الأمراض التي تبيح الفطر خلال شهر رمضان ما يلي: [1]
مرض السرطان
قال كثير من العلماء إنه إذا كان المرض مزمنًا ومؤلمًا مثل السرطان، أو إذا زادت مخاوف المسلم من ارتفاع حدة المرض أو تأخر شفاءه بسبب الصيام، فلا شك أنه يدخل ضمن الأمراض التي تسمح للمسلم بالفطر خلال شهر رمضان، وأكد مجموعة كبيرة من الفقهاء أنه لا يجوز على المريض الإفطار في رمضان إلا إذا دعاه الضرورة الصحية لذلك، وإذا كانت لديه المقدرة على الصيام دون إصابته بأي أذى أو ضرر فهذه من
شروط وجوب الصيام
.
وعلى هذا الأساس يمكن القول إن معيار المرض الإيجابي أو الجائز للفطر في التفاصيل السابقة، يجب أن يكون ويجب أن يأخذ رأي طبيب مسلم متدين يتبع النصيحة بضرورة الفطر أو إذا كان الصوم سيسبب له الضرر أو يستطيعه دون أذى.
ويجب أن يدرك المسلم أن الله الذي فرض الصيام هو الذي منح الرخصة للمريض أن يفطر، وهو ما يكشف
الفرق بين شروط الوجوب وشروط الصحة
، وإذا كان مرضه غير مزمن ويرجى شفاؤه يجب عليه أن قضاء الأيام الذي فطرها، وإذا كان مرضه مزمنًا ولا أمل بالشفاء، يجب أن يقوم بإطعام مسكينًا عن كل يوم.
قرحة المعدة
إذا كان المسلم مصاب بمرض قرحة المعدة، أو ارتفاع ضغط الدم، الذي يتطلب تناول جرعات من العلاج بشكل مستمر، والمعروف أن هذه الحالات المرضية يزيدها الصوم صعوبة وتشكل خطرًا على حياة الصائم فيمكنه الفطر خلال شهر رمضان مع إخراج الفدية المطلوبة وهي إطعام اثنين من المساكين عن كل يوم إفطار بوجبتين مشبعتبن، ويجوز أن يخرج عن كل يوم أو يخرجهم جملة، ولكن يجب عليه أولا استشارة الطبيب حول إمكانية الصوم من عدمه.
مرض الربو
مرضى الربو من الفئات المستثناة من صيام شهر رمضان، حيث أن هذه المرض يأتي للإنسان على شكل زكام وضيق في التنفس، ويحتاج إلى استعمال بخاخات في الفم لعودة التنفس إلى طبيعته، وفي حالة عدم استعمالها تتعرض حياة المريض للخطر
ولذلك يُباح لهم الفطر خلال شهر رمضان حيث أن هذه البخاخات من
مفسدات الصيام
لأنها تدخل مجرى الفم، وكم المعروف أن عبور أي شيء عبر منافذ الأنف والفم يفسد الصيام، وعند استمرار هذه الحالة لفترات طويلة يكون على المسلم إطعام اثنين من المساكين يوميًا، أما إذا شفي منها وجب عليه قضاء الأيام التي لم يصمها ولا يؤخذ بالفدية في هذه الحالة.
مرض السكر
يباح لمرضى السكر الإفطار خلال شهر رمضان، حيث أنه إذا انخفض مستوى الأنسولين عند مريض السكر ولم يدرك نفسه بالشراب والطعام قد يفقد حياته أو يدخل في غيبوبة سكر خطيرة، وعلى المريض نفسه أن يدرك مدى خطورة صيامه من عدمه، وهو مسؤول عن ذلك أمام الله يوم القيامة.
ما هي الأعذار المبيحة للفطر في رمضان
من القواعد الهامة في الشريعة الإسلامية أن المشقة يأتي معها التيسير، وبما أن في الصوم مشقة فقد أنزل الله مع فرضه الأعذار التي تبيح الفطر والتي يترتب عليها إلحاق الضرر بصحة المسلم إذا أدى فريضة الصوم، وهو ما يشير إلى عظم رحمة المولى عز وجل، ومن الأعذار التي تعطي للمسلم الرخصة بالفطر خلال شهر رمضان بجانب المرض ما يلي: [2]
أصحاب الأعمال الشاقة
منح الإسلام الرخصة لأصحاب الأعمال الشاقة والخطيرة بالإفطار خلال شهر رمضان، وخاصة تلك الأعمال التي تستجوب تناول الكثير من الشراب والطعام أثناء القيام بها للقدرة على استكمالها، مثل العمل في أفران صهر المعادن أو المخابز ومصانع الاسمنت وغيرها.
ومن الممكن لتلك الفئات أيضًا أن تصوم إذا كانت بصحة جيدة والصوم لن يعرضها لأي خطر صحي ولن يعرض حياتهم للخطر، وإليك الشروط التي يضعها الشرع للفطر في رمضان لأصحاب الأعمال الشاقة:
- أن يكون العمل لا يتعارض مع الشرع.
- أن يكون صعبًا بحيث يصعب على القائم به استكماله دون طعام أو شراب.
- إذا كان صاحب العمل لا يقدر على تغيير مواعيد عمله بحيث تتناسب مع فترات الإفطار.
- لا يوجد مصدر آخر للربح غير هذا العمل ولو فقده لن يتمكن من الحصول على مصدر رزق آخر.
وعند توافر هذه الشروط في العمل يسمح للقائمين به الإفطار خلال شهر رمضان، ويتعامل معاملة المريض من حيث الفدية أو تعويض هذه الأيام بعد شهر رمضان إذا كان العمل متقطعًا أو خلال أيام الإجازات.
كبار السن
إذا كان كبار السن يشق عليهم صيام شهر رمضان فيباح لهم الإفطار وعليهم فدية إطعام ستين مسكينًا عن شهر رمضان كاملًا.
السفر
أعطى الله سبحانه وتعالى الرخصة للمسافر بالإفطار خلال شهر رمضان، وعليه صوم هذه الأيام تعويضًا لما لم يصمه خلال رمضان، إلا أنه هناك شروط السفر حتى يمنح المسافر رخصة الإفطار في رمضان وهي:
- أن تكون مسافة السفر لا تقل عن خمسة إلى ثمانية كيلو متر تقريبًا.
- أن يكون الهدف من السفر متوافق مع الشريعة الإسلامية فلا يجوز الإفطار لسفر به معصية أو فعل يغضب الله.
- أن يكون السبب هام وراء السفر، فلا يجوز الإفطار إذا كان السفر بغرض التنزه أو الذهاب إلى رحلة أو مصيف.
- أن يتجاوز المسافر المنطقة العامرة في بلاده قبل طلوع الفجر، أما أذا كانت هناك مشقة في السفر ولا يقدر على الصيام فيجوز الله الإفطار للمشقة وليس السفر.
- ألا يقيم أكثر من أربعة أيام لياليها في البلد المسافر لها، وإلا يعتبر مقيمًا.
الحمل والرضاعة بالنسبة للمرأة
أعطى الإسلام الرخصة للمرأة الحامل أو التي ترضع بالإفطار خلال شهر رمضان إذا كان الصوم سيؤثر على صحة أو صحة طفلها أو كلاهما معًا، وعليها أن تؤدي هذه الأيام بعد انتهاء مدة الرضاعة، أما إذا كان الصوم لن يؤذيها أو يؤذي طفلها فيمكن أن تصوم، وإذا كان سيؤثر على صحة جنينها وجب عليها الفطر ويحرّم صومها.
ما حكم الدين في الصيام بدون صلاة
من المعروف أنه يجب على المسلم أداء كافة الفرائض وعلى رأسها الصلاة حتى يصل إلى أعلى درجات الإيمان وينل رضا الله سبحانه وتعالى، ويكون قبول وثواب من يؤدي كل الفرائض كما أمر الله بالطبع أعلى ممن يؤدي بعضها فقط، إلا أنه لا يمكن الربط بين قبول الأعمال والفرائض بناءً على أداء بعضها وإسقاط البعض الآخر، حيث أن لكل منه ثوابه وعقابه، فمن أدى فريضة الصوم وأسقط فريضة الصلاة أخذ ثواب الصوم وعليه وزر ترك الصلاة.
وعلى الرغم من ذلك، لا شك أن ثواب المسلم الذي يصوم ويؤدي كافة الفرائض ثوابه أعلى من الذي يصوم ويسقط بعض الفرائض، والله أعلى وأعلم.[1]