مقارنة بين مكانة المرأة في ” المجتمع الاسلامي ” و ” الاوروبي “
مكانة المرأة في المجتمع
تعتبر المرأة هي محور المجتمع ، و الأساس الذي يقام عليه جميع الشعوب ، حيث تحتل المرأة مكانة كبيرة في المجتمع العقلاني الذي يتمتع بالقدر الكافي من العلم . حيث قال الرسول صلى الله عليه و سلم في حديث له “استوصوا بالنساء خيرا” و في حديث آخر قال “رفقا بالقوارير” . [1]
و مما لا شك فيه إنّ للمرأة دورها الفعال الواضح في نهضة المجتمع و تقدمه ، و في حقيقة الأمر إنّ المرأة هي نصف المجتمع ، حيث أنها الأم و الأخت و الزوجة و الأبنة ، و الصديقة،
و يتضح أن للمرأة الدور الواضح في صلاح و تنمية المجتمع ، و على أثر ذلك فقد تتخذ كل الأدوار و جميع المهن دون أي شكوى ، و من أمثلة هذه المهن ، الأعمال الاقتصاديّة، و التعليميّة، و التربويّة، و العديد من المناصب . و لكن قد تختلف مكانة المرأة في كل مجتمع عن الآخر و ذلك يأتي لعدة أسباب منها الدين و التقاليد و
مفهوم حقوق المرأة
فالمرأة منذ أقدم العصور حول العالم و لها دورها العظيم الفعال في جميع المجالات ، و كنتيجة لهذا الدور العظيم منذ أقدم العصور ، فأننا أصبحنا لا غنى عن المرأة ، حيث يقول الشاعر حافظ إبراهيم عن المرأة و خاصة الأم : الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا .
مكانة المرأة في المجتمع الاسلامي
لقد قام الإسلام بتكريم المرأة منذ بداية نشر الدعوة الإسلامية و كان ذلك على يد سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ، حيث أخرجنا جميعا من المعتقدات الجاهلية مثل ظاهرة وأد البنات و حرمان الفتيات من الميراث ،
و للأسف كان المجتمع قبل ظهور الإسلام ينظر للمرأة على أنها ليست سوى جارية تباع و تشترى فقط ، و لا يحق لها أن تملك حرية نفسها أبدًا و لا يعرفون
ما هي حقوق المرأة
، لذلك عندما جاء الإسلام كرمها و بالتالي أصبح لها حق الشهادة و الميراث مثلها مثل الرجل .
و نستنتج من ذلك عزيزي القارئ ، أن مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي عظيمة ، حيث بني عليه احترامها و تقديرها و أخذ مشورتها . كما أتاح الإسلام للمرأة حق التربية ، و ذكرها بأنها مصنع الرجال من خلال تربيتها .
-
تحريم وأد البنات بمجرد ظهور الإسلام
منذ فجر الإسلام و قد حرم الإسلام ظاهرة وأد البنات أو دفن البنات احياء ، حيث أن العرب في فترة الجاهلية ، كانوا يقللون من قيمة النّساء ، و الغريب في الأمر أن الأمهات كانت تتقبل ذلك الوضع ، بدفن أبنتها بدون شفقة ، و على أثر ذلك قد جاء الإسلام لكي يهدي البشر للطريق الصحيح ، و ينير لهم عقولهم بتحريم وأد البنات . و توفير أبسط حقوقها كحقها في الحياه .
-
إلتزام المجتمع بحق المرأة في الميراث
لقد تولى الإسلام تأكيد حقوق النساء ، فلقد أعطى الإسلام المكانة الكبيرة للمرأة من حولنا بعد أن كانت مقيدة بسلاسل الجاهلية ، و من ثم ، لقد أصبح الميراث هو أهم و أوضح
حقوق المرأة في الإسلام
و التي قد منحها الله للمرأة في المجتمع الإسلامي ، فأصبحت المرأة ترث مثلها مثل الرجال و لقد بقدر أقل
-
حسن معاملة المرأة في المجتمع الإسلامي
لقد كرم الله عزّ وجلّ المرأة المسلمة ، و عمل على رفع شأنها ، و بالتأكيد قد أوصى الإسلام في التعامل بالحسنى مع النساء ، و ذلك بالطبع بصرف النّظر عن درجة جمالها أو مالها أو أي شيء آخر، قد يخصها .
و يعتبر الإحسان هو ما تسعى إليه الكثير من المجتمعات إليها سواء أكانت امرأةً متزوّجةً أم كانت فتاةً صغيرةً ، و على أثر ذلك سواء أكانت أمًّا فإنّ الإسلام قد أمر أبناءها ببرّها و التعامل معها بالحسنى و رعايتها ، و العمل على الإنفاق عليها ، و هذا يدلّ على عظم شأنها و رفعة منزلة ربها [2]
-
مساواة الرجل بالمرأة في المجتمع الإسلامي
كثيرا ما نسمع بالمساواة بين الرجل و المرأة ، فلقد حثنا الدين الإسلامي على أن نساوي بين الرجل و المرأة .
لقد ساوى الدين الإسلامي بين المرأة و الرجل على حدا سواء ، و ذلك في خلق العديد من مختلف العبادات ، و فرضَ الإسلام على المرأة أيضا الوضوء و الصّلاة و الصّوم و الحجّ
-
تحمل الرجل نفقة المرأة في المجتمع الأسلامي
لقد أراد الإسلام أن يريح المرأة من متاعب الحياة و يجعل لها نفقتها التي تكفيها من زوجها ، و بذلك لقد أوجب الزوج على نفقة زوجته . حيث قال الله جلّ و علا: {الرِّجَال قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّل اللَّهُ بِهِ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}، و قد ذكر ابْنُ كَثِيرٍ في تفسير هذه الآية أنّ النّفقة واجبة على الذكور للنساء ، وبذلك تكتفي النّسوة من النّاحية المادّيّة فلا تحتاج لعملٍ أو ما شابه.
-
تحريم ظلم المرأة في المجتمع الإسلامي
و منذ بداية الإسلام و قد منع
العنف ضد المرأة
في جميع نواحي حياتها خلاف المعهود ؛ فأكرمها و هي جنينًا وبعد أن كبُرَت فصارت طفلةً ثمّ أكرمها بعد أن صارت زوجًة ، و كان من لوازم ذلك أنّه حرّم ظلمها، و أوصى النّبيّ -صلّى الله عليه و سلّم بهنّ في قوله: “استوصوا بالنّساء خيرًا”.
آيات قرآنية عن مكانة المرأة
- {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}.
- {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}.
- {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ}.
- {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
- {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}
ما هي مكانة المرأة في أوروبا
فمن المعروف أن النساء في أوروبا هن النساء اللائي يعشن في القارة الأوروبية أو ينتمين إليها. و بالفعل قد يتزامن تطور تاريخ المرأة الأوروبية مع تطور تاريخ أوروبا نفسها على حدا سواء. وذلك يحدث بشكل قاطع ،
و للأسف تعاني المرأة الأوروبية من الكثير من الممارسات السلبية في مجتمعاتها ، و هو بالفعل ما يسميه الغرب : “التمييز ضد المرأة، حيث أظهر المجتمع شعارات تنادي “مساواة الرجل بالمرأة “، و على الرغم من تقديم المساواة بين الطرفين من قبل الحكومة إلا أنها لا زالت المرأة تعاني من سوء المعاملة و الاضطهاد .
فيذكر أنه في فرنسا وحدها قد وصلت حالات العنف ضد المرأة نحو حوالي مليون و ثلاثمائة حالة و ذلك حدث في عام 2001م، و هذا العدد يعتبر كبير جدا مقارنة بحالات العنف التي يتم رصدها في المجتمعات الشرقية.
بالإضافة إلى ظهور ظاهرة الشواذ جنسيا، و المطالبة بحقوق المثليين ، و التي بالفعل قد وصلت إلى البرلمانيات الأوروبية جميعا و تم أعتمادها ، و قد أقرت في بعض الدول ، لتنتقل بعد ذلك إلى الكنائس! و بسبب وجود تلك الظاهرة أصبح من الصعب وجود حياة أسرية بعد الأستغناء عن الكامل عن الزوجة
المساواة بين المرأة والرجل في المجتمع الأوربي
تعتبر المساواة بين الرجل و المرأة هي من إحدى و أهم القيم التأسيسية الموجودة في الإتحاد الأوروبي. حيث يعود إلى عام 1957 عندما أصبح مبدأ الأجر المتساوي للعمل للجنسين جزءًا من معاهدة روما. و على ذكر ذلك ، و لكن أن أغلب المجتمع لا يصغي لما تريده المرأة . [3]
جهودات وقف عنف المرأة في أوروبا
-
حظر أي دعوة إلى الكراهية بين الجنسين
حيث نشر مفوض حقوق الإنسان بشأن حقوق الإنسان في 6 مارس 2014 ، و كان يدعو إلى تصحيح خطاب الكراهية و تأتي المرأة على وجه التحديد في جميع الدول الأعضاء. [4]
حيث أنتشر على الانترنت دعوات يومية تشجع العنف ضد المرأة و التهديد بالقتل أو الاعتداء الجنسي أو الاغتصاب ، و لكن قام مفوض الدول الأعضاء على منع أي دعوة إلى الكراهية بين الجنسين و التي من الممكن أن تشكل تحريضًا على التمييز مثل العداء أو العنف.
و قد شدد المفوض على أنه يجب على السياسيين و قادة الرأي العظام في أوروبا ، إرسال تحذير إلى الجمهور يوضح فيه أن الخطاب العنيف ضد المرأة لا مكان له في مجتمع ديمقراطي أوروبي و لن يتم التسامح معه على الأطلاق .
-
عقوبات قاسية للجرائم المنتشرة ضد المرأة الأوروبية
لقد واجهت المرأة الأوروبية العديد من الجرائم البشعة مثل ( التحرش الجنسي والعنف الجنسي و الاغتصاب و الزواج المبكر و ختان الإناث و الإجهاض و التعقيم القسريين) ، و على أثر ذلك قد دخلت أتفاقية مجلس أوروبا بشأن وضع عقوبات قاسية لمرتكبي مثل هذه الجرائم .
و بالفعل قد تم تنفيذ الأمر في 1 أغسطس 2014 ، حيث قدمت مجموعة شاملة من التدابير الصارمة لاتخاذ الإجراءات عند حدوث الجرائم
كيف تأثرت المرأة الأوربية بالمجتمع الإسلامي
و قد حدث ذلك نتيجة لوجود تزايد في أعداد المهاجرين المسلمين إلى دول أوروبا ، و بعد ذلك قد بدأت المرأة الأوربية من ملاحظة معاملة الزوج المسلم لزوجته المسلمة ، و كيفية حفاظه علي بيت الزوجية، وكيفية غيرته القوية علي زوجته و أيضا أهتمامه بأمور حياتها
مما جعل المرأة الأوروبية تخلق مقارنة بحياة الأوروبي مع زوجته، و أهماله في تماسك بيته ، فبالطبع قد يعتبر ذلك من أسباب إقبال العديد من الأوروبيات على أعتناق الإسلام ، حيث أن الدين في أوروبا يعاني من التدهور الحاد ، و الكل يدرك مدى أهمية وجود الدين في حياة الأفراد