ما هو رهاب الانفراد
مقدمة حول رهاب الانفراد
رهاب الانفراد يشير إلى القلق الذي يحدث بسبب فكرة قضاء الوقت بشكل منفرد. رهاب الانفراد ليس تشخيصًا بحد ذاته. حيث لا يظهر في الدليل الذي يستخدمه الأطباء لتشخيص حالات الصحة العقلية، الذي يسمى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية. النسخة الخامسة. بدلًا من ذلك، ينتمي رهاب الانفراد إلى فئة الفوبيا، وهي الخوف أو القلق حول موضوع أو اضطراب معين.
أي فوبيا تعتبر مجهدة ويمكن أن تؤثر بشكل سلبي على حياة الشخص في حال عدم تلقي العلاج الملائم. ومثل أي اضطراب قلق آخر، يمكن أن يكون لرهاب الانفراد أعراض جسدية وفيزيائية متنوعة. إدراك رهاب الانفراد وعلاجه يمكن أن يساعد الأشخاص في إدارة الاضطراب.
تعريف رهاب الانفراد
رهاب الانفراد هو القلق الشديد بشأن العزلة عن الناس الآخرين. الشخص الذي يعاني من هذه الفوبيا لا يحتاج بالضرورة لأن يكون وحيدًا من أجل ظهور الأعراض.
رهاب الانفراد هو رهاب محدد، وهو يعني أنه نوع من اضطراب القلق الذي ينطوي على خوف مستمر وغير عقلاني ومفرط من كائن أو موقف معين. الشخص الذي يعاني من الفوبيا يتجنب الأمور التي يخاف منها، وفي حال مواجهتها، يمكن أن يعاني من قلق مفرط.
حوالي 12.5% من البالغون في الولايات المتحدة قد عانوا من فوبيا معينة في مرحلة ما من حياتهم. ومن أجل الشخص الذي يعاني من الفوبيا، فإن فكرة وتجربة قضاء الوقت بشكل مفرد يمكن أن يسبب له القلق. لحد الآن، لا يوجد تعريف رسمي لرهاب الانفراد، وهو رهاب معقد وأحيانًا يكون من الصعب التفريق بينه وبين اضطراب قلق الانفصال، والخوف من الهجر، واضطراب ما بعد الصدمة.
الفرق بين رهاب الانفراد والوحدة
رهاب الانفراد لا يماثل الشعور بالوحدة. الشعور بالوحدة يشير إلى الإحساس بمشاعر سلبية تنبع من شعور الشخص بقلة علاقاته الاجتماعية. الأشخاص يمكن أن يشعروا بالوحدة حتى في حال تواجدهم مع الآخرين.
الشعور برهاب الانفراد يتضمن القلق الشديد الذي ينجم عن فكرة قضاء الشخص الوقت بمفرده. الأشخاص قد يشعرون بالقلق عندما يكونون وحيدين، لكن هذه القلق يكون أقل حدة من رهاب الانفراد.
أعراض رهاب الانفراد
رهاب الانفراد يحتوي على الأعراض العامة المشابهة لأنواع الفوبيا الأخرى، يتضمن الشعور بقلق شديد حول قضاء الوقت بشكل مفرد.
الأعراض الخاصة لرهاب الانفراد تتضمن:
- الخوف المفاجئ أو القلق عند قضاء الوقت بشكل مفرد أو التفكير بالأمر
- تجنب البقاء منفردًا أو المواقف التي قد تتطلب ذلك.
- وجود نوبات الهلع
- الاكتئاب أو القلق العام
- الإدراك والوعي بأن القلق غير ملائم لهذا الاضطراب
من أجل أن يقوم الطبيب بتشخيص نوع معين من الفوبيا، فإنه يجب على المريض بأن يعاني من الأعراض لمدة لا تقل عن 6 أشهر، ويجب أن تسبب الأعراض إجهاد واضح يؤثر على أمور متعددة في حياة الشخص، مثل حياة الشخص الاجتماعية أو العملية. لدى الأطفال، يمكن أن تسبب الفوبيا البكاء، نوبات الغضب، والتشبث بمقدم الرعاية الصحية، والتجمد في المكان.
يمكن أن يؤدي رهاب الانفراد إلى السلوكيات الآتية:
- القيام بأمور شديدة من أجل تجنب أن يكون الشخص بمفرده
- محاولة العثور على رفقة بأقرب وقت ممكن
- عدم الرغبة في أن يغادر الأشخاص ويتركونك، حتى لو كان ذلك أمر صعب التحقيق
- عدم وجود الاستقلال في العلاقات
الأعراض والسلوكيات المتعلقة برهاب الانفراد يمكن أن تؤدي إلى المزيد من الضغوطات فيما بتعلق بالعلاقات بين الناس. الأشخاص المصابين برهاب الانفراد يمكن أن يشعروا بالخوف من أن يتركهم الأشخاص الذين يحبونهم أو يخافون من فكرة العزلة. في حال كانت هذه هي الأعراض الوحيدة التي يعاني منها الشخص، من الممكن أن يكون يعاني من
اضطراب قلق الانفصال
.
أسباب رهاب الانفراد
كما هو الحال في أي رهاب، فإن أسباب رهاب الانفراد غير واضحة دائمًا. قد يرتبط حدث ذلك بتجارب سلبية سابقة أو إصابات أو حادث ما عندما كان الشخص بمفرده. قد تظهر الفوبيا في مرحلة الطفولة، والعديد من الأشخاص لا يدركون المصدر المحدد للخوف. رهاب الانفراد قد يرتبط بتجارب سابقة في الطفولة تؤدي للخوف من الهجر، مثل طلاق الوالدين أو موت أحد أفراد العائلة. لدى بعض الأشخاص، قد ترتبط الفوبيا باضطراب آخر.
الاضطرابات المشابهة لرهاب الانفراد
رهاب الانفراد يمكن ان يكون ناجمًا عن اضطرابات القلق الأخرى. على سبيل المثال، الشخص الذي يعاني من نوبات الهلع يمكن أن يعاني من الخوف وسيطرة الأفكار السلبية بأن لا أحد يحبه.
يمكن أن يكون رهاب الانفراد عرض لمرض آخر. على سبيل المثال، تعتبر هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة بأن الخوف من البقاء وحيدًا هو أحد أعراض رهاب الخلاء، وهو الخوف من التواجد بأماكن أو مواقف لا يمكن الهروب منها.
قد يؤدي رهاب الخلاء إلى التقليل من ثقة الشخص بقدرته على إكمال المهام بمفرده. وهذا قد يتطور إلى الخوف من قضاء الشخص الوقت بمفرده. في بعض الحالات، قد يرتبط رهاب الخلاء باضطراب القلق المعمم، أو
اضطراب ما بعد الصدمة
.
تشخيص رهاب الانفراد
في حال شك الشخص بالإصابة برهاب الانفراد، يمكنه التحدث إلى الطبيب أو إلى أخصائي الصحة العقلية من أجل طلب المساعدة. سوف يقوم الطبيب بسؤال الشخص عن سلوكياته ومشاعره. هذا يساعد على تقدير الصحة العقلية للشخص ومعرفة الاضطرابات الصحية التي قد يعاني منها الشخص.
سوف يقوم الطبيب بتشخيص الفوبيا في حال كان الخوف والمشاعر السلبية قد استمرت لأكثر من 6 أشهر وقامت بالتأثير على عدة جوانب من حياة الشخص، خاصةً الحياة الاجتماعية أو العمل. عندما يدرك الشخص سبب الأعراض، فإنه قد يقوم ببعض الخطوات من أجل معرفة الوسيلة الأكثر فعالية من أجل التغلب على المخاوف.
علاج رهاب الانفراد
الأشخاص المصابين بالفوبيا مثل رهاب الانفراد غالبًا ما يتم علاجهم عن طريق العلاج النفسي. الأنواع الأكثر شيوعًا هي العلاج بالتعرض والعلاج السلوكي المعرفي
العلاج بالتعرض
العلاج بالتعرض يعالج سلوك التجنب الذي اكتسبه وطوره الشخص مع الوقت. هدف العلاج هو تحسين جودة الحياة كي لا تحد الفوبيا من قدرة الشخص على الاستمرار بحياته اليومية.
قد يقوم الطبيب بتعريض المريض إلى مصدر الفوبيا مرارًا وتكرارًا. يقوم بذلك في المرة الأولى في بيئة يشعر فيها الشخص بالأمان، ثم يقوم بعدها بالانتقال إلى بيئة واقعية.
العلاج السلوكي المعرفي
في العلاج السلوكي المعرفي، يقوم الطبيب بتعريض الشخص إلى الفوبيا التي يخاف منها. يقوم باستعمال التقنيات الأخرى التي تساعد الشخص على تعلم كيفية مواجهة والتعامل مع البقاء وحيدًا بطريقة عقلانية. يساعد الطبيب المريض لمعرفة كيفية تفكيره حول الفوبيا التي يعاني منها.
العلاج السلوكي المعرفي يمكن أن يمنح الشخص الثقة في مواجهة رهاب الانفراد الذي يعاني منه. يساعده أيضًا في التغلب عليه بشكل تدريجي.
الأدوية
الأدوية الأكثر شيوعًا التي يستخدمها الأشخاص من أجل رهاب الانفراد تتضمن:
- حاصرات بيتا: هي أدوية تمنع التحفيز الناتج عن الأدرينالين في الجسم. هذه المادة الكيميائية تصبح موجودة عندما يصاب الشخص بالقلق
- المهدئات: يمكن أن تساعد مهدئات البنزوديازيبين على الاسترخاء عن طريق تقليل مقدار القلق الذي يشعر به الشخص. يجب استخدام هذه الأدوية بحذر لأنها يمكن أن تسبب الإدمان. خصوصًا لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الإدمان على المخدرات أو الكحول