ماهي درجات الشكر وانواعة


مفهوم الشكر


بالنسبة إلى درجات الشكر وأنواعه ، فهي متعددة ، ويمكن الوقوف عليها بعد توضيح معنى الشكر ، سواء كان في ذلك معناه اللغوي او الاصطلاحي الشرعي، ويعد الشكر من أهم الخصال التي يجب أن يتحلى بها كل شخص مسلم ، وبالنظر إلى

أهمية الشكر

، والذي تكرر وروده في آيات القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، سواء باللفظ ذاته او بوصف العباد يتضح مدى أهمية الشكر ، وتعددت الأيات بين الثناء على العباد الشاكرين ، وبين توضيح أهمية الشكر، وبين ذكر الانبياء الشاكرين مثل نوح عليه السلام ، ﴿ذُرِّیَّةَ مَنۡ حَمَلۡنَا مَعَ نُوحٍۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَبۡدࣰا شَكُورࣰا﴾ [ سورة الإسراء أية 3]. [1]


والشكر معناه الثناء على المنعم والعرفان بالنعمة ، وإظهارها، بكل ما يمكن من الجوارح، سواء كان في ذلك الشكر قلبي أو بالذكر، وبتعريف الشكر يتضح أنه من عبادة المسلم المحسن ، حيث أن الله الغني عنه يروقه ، فيشكره العبد ، ويزيده الله ، ومن لا يشكر يعد جاحد للمنعم، و


الإقرار بالنعمة


،

وجه

من وجوه الشكر. [1]


درجات الشكر


أما فيما يخص درجات  الشكر فهي ثلاث درجات شكر العوام ، وشكر الخواص ، وشكر خواص الخواص، وهذه الدرجات كما يتضح من مفرداتها، درجات للعبد ذاته ومدى إيمانه وقربه من الخالق وهي على التفصيل التالي


شكر العوام


كما يتبين من الأسم فإن هذه الدرجة من درجات الشكر أكثر ما تكون للعوام من الناس ، أي عامة المسلمين ، الذين يتقلبون في الحياة بين الذنوب والاستغفار ، كما يتقلبون بين الشكر والجحود ، ويتميز هذا النوع من الشكر عند العوام من المسلمين أنه يتم في السراء فقط ، حيث يجد اللسان ، والقلب شاكراً، وهو في الأعم يكون على النعم الظاهرة الغير معتادة.


عادة ما يعتاد الفرد على النعم وينسى الشكر ، ولكن حين يفاجأ بما يستجد من نعم تستحق الشكر أو يتذكر بنفسه او يذكره غيره بنعم الله يشكر ربه على ذلك ، وهو ما لا يعني أنه في غير ذلك غير شاكر لأنعم الله لكن المقصود هو الشكر ، اللحظي على ما جد عليه من نعمه، وبذلك تكن درجة شكر العوام على النعم فقط، ولا تتجاوزها، مثال من يرزقه الله بولد ، فيشكر ربه ، أما إن تاخر الرزق فهو غافل عن الشكر، أو جاحد وهو نوع


من أنواع كفر النعم

.


شكر الخواص


يعد أمر شكر الخواص في الدرجة أو المرتبة الوسطى وهو الأعلى من شكر العوام والأقل من شكر الخواص، ذلك لأن شكر الخواص هو الشكر على النعم ، فكلما أنعم المولى شكر العبد.


وكلما زاد المولى في الإنعام زاد شكره ، ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد في شكر الخواص بل يمتد إلى الشكر على البلايا أيضاً، وعلى النقم ، وعلى ما يصعب على المرء تقبله وتحمله، لذا فهو شكر الخواص، وهي المرتبة التي يصل فيها العبد إلى تقبل كل ما يأتي به الله من أقدار ، فهو يشكر ربه في كل حال، مثل العبد الذي ينعم عليه الله بالمال والرزق فيشكر ربه على النعمة ، وإذا ابتلاه بضياع ماله ، يشكر ربه على الابتلاء دون ضجر او ضيق من ذلك.


شكر خواص الخواص


ويعد شكر خواص الخواص هو الدرجة الأكبر والأعلى من درجات شكر العباد لربهم على الأنعم ، ذلك لأن هذه الحالة من الشكر لا ينظر فيها العبد إلى النعم وما ناله بل ينظر إلى رزاق النعم والمنعم عليه ، وينصب كل اهتمام العبد في مرتبة شكر خواص الخواص فقط على خالقه وعلى ربه لا يأبه بالنعم ولا يهتم بها ، ولا يتعلق بتلك النعم.


بل يتعلق بواهبها، ولا يرى إلا عبوديته للمعبود سبحانه ، ومن ذلك العبد الذي يرزقه ربه بالجمال والحسن فلا ينشغل عن رزق ربه والانتباه لهذه النعمة لأن ذلك من


الاثار المترتبة على كفر النعم


، وعدم شكر الله عليها ، بل هو ينشغل بجمال ربه ذاته جل وعلا الذي يخلق وينعم ويمنح ويذوب العبد في مرتبة خواص الخواص في حب من رزقه ولا يشغله ذلك الجمال عن التقرب إلى ربه.


وقد قسم العلماء الشكر قسمة أخرى مختلفة مبناها الشكر على الفعل وليس كما سبق الشكر الذي مرجعه الفرد نفسه ، وتلك القسمة مبنية على ثلاثة أنواع وهي


  • الشكر على النعم ، وهي درجة الشكر لله على نعم مثل الصحة والإسلام والولد والرزق.

  • الشكر على النعم والنقم ، دون تفرقة ، فما أن ينعم الله ، أو يمنع يكن العبد شاكر.

  • الشكر بشهادة المنعم وليس بشهادة النعمة. [3]


أنواع الشكر


كما تبين ان للشكر درجات فإن للشكر كذلك أنواع متعددة ومتباينة ، وهي على ثلاثة أنواع إما أن يكون الشكر باللسان وهو أشهر أنواع الشكر كافة، وإما أن يكون الشكر بالقلب ، والثالثة أن يكون الشكر بالجوارح ، وهذه الانواع الثلاثة من الشكر لها طابع يمثلها في مختلف أنواعها على ما يلي


الشكر باللسان


يعد الشكر باللسان هو أكثر أنواع الشكر شيوعا، وهو النوع الدارج بين الناس ، ويكون هذا النوع من الشكر بتكرار ألفاظ متعددة تدل عليه ، والشكر هو الثناء على الخالق المنعم ، وهو نوع من أنواع الشكر عامة ، وهو أحد طرق توصيل الشكر إلى القلب والجوارح من بعده ، وهو ما بينته آيات القرآن في عدة مواضع.


الشكر بالقلب


وهو أكثر أنواع الشكر صدق ، و نقاء ، حيث أنه خفي لا يطلع عليه إلا الله ولا يشوبه نفاق او رياء أو تصنع فهو خالصاً للمولى ، وهو شعور داخلي دائم بفضل الله ونعمه ، وعلى ما أكرم به على عباده سواء كانت هذه النعم ظاهرية أو باطنية.


شكر الجوارح


وهذا النوع من الشكر هو الذي يؤديه الإنسان بجسده ، ويكون به شاكراً لله ، ومعترفا بنعمته، وأن يستعمل جوارحه في طاعة الله ورضاه ، ولا يستعملها فيما يغضب الله ، وذلك يعد من سبل

حفظ النعمة

، فلا يستخدم يده في البطش بعباد الله ، وإنما يستخدمها في رفع الأذى ، ولا يستخدم قدمه في الخطى نحو المعصية ، ويستبدلها بالمشي في حاجات المسلمين ، وغيره. [2]


أساليب الشكر


إن أهم أساليب الشكر التي يمكن للعبد اتباعها مقدماً بذلك شكره للمولى سبحانه وتعالى على ما أنعم به ، هو أن يؤدي الفرد ما افترضه الله عليه من فروض، وعلى الوجه الأكمل ، دون تقصير مع الإقبال وإعطاء تلك الفروض قدرها، ويأتي بعد الفروض ما يلي


  • النوافل، وهو ما لا يعد فرض لكنه ثابت في الحديث والسنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

  • الذكر أحد أساليب شكر الله سبحانه وتعالى.

  • الدعاء إلى الله والثناء عليه وذكر النعم .

  • الصدقة ، نوع من أنواع شكر الله على ما أعطى ومنح.

  • استخدام نعم الله سواء رزق أو جوارح أو غيرها من النعم في طاعة الله ورضاه أحد أساليب الشكر.