هل التدريب ترف ام حاجه

للحاق بسوق العمل يواجه الخرجين عادة متطلبات للحصول على الوظيفة، لهذا يحتاج عادة الخريجين إلى الالتحاق بالدورات التدريبة المتنوعة كل على حسب تخصصه ؛ فهل التدريب ضروري أم من الممكن الاستغناء عنه، خاصة وأن هناك من يأخذ تدريبات ليس في حاجة إليها وليست من شروط الوظيفة، فهل التدريب ترف أم حاجة؟

تعريف التدريب

مع التطور العلمي والتكنولوجي كان من المفترض أن تكون الحياة أسهل، ولكن ما حدث كان نقيض المتوقع، فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا مع التقدم العلمي والتقني، والسبب في ذلك هو أن المتطلبات المعرفية والمهارية الخاصة بظروف العمل تجددت مع التطور العلمي والتقني، وهذه المتطلبات  تحتاج إلى تحسين وتطوير المهارات المعرفية لدى الأفراد.

لذلك اتجهت الشركات إلى الاهتمام بعلم ” تنمية الموارد البشرية ” بعد أن اكتشف العالم أن الاستثمار في البشر، أثبت أولويته للحفاظ على التقدم العلمي والتقني الذي وصل إليه العالم بل وتحسينه أيضا وتطويره، ولن يستمر العالم في السير بخطى ثابتة نحو التقدم العلمي والتقني إلا بتنمية الأفراد الذين يقع على عاتقهم تدوير عجلة الإنتاج والتعامل مع المتغيرات حول العالم، لذلك فإن التدريب للموظفين على المهارات الحياتية والإنسانية والعملية والفنية والإدارية أيضا هو الذي سيحدث عملية التوازن بين المهارات لدى الأفراد والمتطلبات المتغيرة في كل عصر، حتى تتمكن الشركات من مواكبة التغير السريع في كل المجالات.

والتدريب هو وسيلة تساعد على تنمية المهارات المهنية والوظيفية، الهدف منه كسب الخبرات في شتى المجالات، حيث أن اكتساب المعرفة والخبرة هي شرط أساسي من شروط النجاح على كافة المستويات، ولن يتحقق الهدف من التدريب إلا من خلال الموظفين الطموحين في ترقية مستواهم المهني والوظيفي والمادي، فهؤلاء الطموحين هم من سيكون لديهم الرغبة في العمل ومن ثم التدريب، خاصة وأن التدريب يحفز روح العمل الجماعي والتعاون ما بين فريق العمل لمشاركة الأفكار والخبرات والمهارات، حتى تصل الشركة إلى نتاج يرفع من وضعها السوقي.[2]

فوائد التدريب

في الواقع، للتدريب ضرورة ملحة في حياة الإنسان ولا تقتصر على فترة معينة، لأن الفرد يحتاج بشكل دوري إلى دورات تدريبية وهذا لسبيبين وهم ؛ التقدم العلمي والتكنولوجي والذي يحدث تغيرات سريعة تجبر الفرد على التدريب على  مهارات جديدة تواكب هذا التغيير، وأقرب صورة للتغيير الذي يحدث وتضطر الدول المؤسسات إلى التعامل بها هي الميكنة والرقمنة، خاصة فيما يخص البنوك، فأغلب البشر في عصرنا الحالي لا تحتاج إلى الذهاب إلى البنك أو المؤسسات الخدمية، وتقوم بكل العمليات المطلوبة من الهاتف، عن طريق برامج وتطبيقات محملة عليه، والسبب الثاني هو تعرض الإنسان إلى فقدان جزء كبير من مهاراته بسبب الروتين أو النسيان لذلك فهو في حاجة ملحة للتدريب لتنشيط المعلومات واستحداثها.

كما أن التدريب ضروري للشركات، لتعويض نقص المهارات لدي الموظفين، لتصل بهم إلى الجودة المطلوبة للأداء، أيضا التدريب يدعم التعلم، فمن الممكن لأصحاب المهارات الفريدة من صناعة شيء يحدث صيحة علمية ويضيف إلى سجل المخترعات في العالم اختراعا جديدا يزيد من نقاط التقدم في العالم.[2]

الهدف من التدريب

مع التطور والتغير السريع في العالم، لم تتوقف أهمية التدريب على المهارات المعرفية وتطوير الآلات لتحقيق التوازن للشركات، أو لمعالجة المشكلات التي تواجه الشركات، ولكن أصبحت أهمية التدريب تصل إلى الدرجة التي تجعل التدريب أداة رئيسية لمنع حدوث المشكلات من البداية، أي أن الشركات لا تريد وقوع المشكلة من الأساس، وترغب في العمل على أاساس معرفي لا ينتج أخطاء تضطر الشركة لمعالجتها.

وتتنوع طرق التدريب على حسب الهدف المرجو منه، فهناك التدريب الذي يحتاجه الموظفين أثناء عملهم لتحسين مستوى الأداء وكسب خبرات إضافية، ومن الممكن أن يكون التدريب من خلال الرئيس المباشر الذي يعطي التعليمات ويتابع العمل ويعطي الإرشادات التي تحسن من أداء العاملين، لتسهيل عملية نقل الخبرات، أو من خلال تفويض شخص ذو مهارات فريدة بمتابعة العمل والأداء الوظيفي لدى العاملين.

ومن الممكن أن يكون التدريب عن طريق الإنتقال إلى وظيفة أخرى من داخل الشركة، أي تبادل الوظائف بين الموظفين مما يتيح لهم تعلم مهارات جديدة من خلال الوظيفة الجديدة، والتي تعتبر إختبارا قويا وتحدي لإثبات الذات، أو عن طريق إضافة مسؤليات جديدة للوظيفة تتيح له أيضا اكتساب مهارات جديدة تناسب المسؤؤليات المنوط به تنفيذها، أو أن يتم نقله إلى إدارة جديدة داخل الشركة مما يعطيه الفرصة لتعلم مهارات جديدة تناسب العمل الجديد.

وهناك التدريب الذي يتم خلال ورش عمل، أو دروس تدريبية قصيرة تتم داخل الشركات، أو  دروس تدريبية طويلة تتم في مراكز متخصصة، يحصل منها على شهادة موثقة، ومن الممكن أن يحصل على المهارات التي يحتاجها من خلال قراءة الكتب، والتي تحتوي على معلومات لا حصر لها، ومن الممكن أن يتم التدريب عن بعد عن طريق أجهزة الحاسب الآلي.

أما التدريب الذي يتم للخريجين أو الموظفين الجدد، فمن الممكن أن يتم التدريب عن طريق المحاكاة، مثل أن يتم تدريب الموظف على الصنعة في مجال الحرف اليدوية، أو المحاماة والتي تتطلب التعامل المباشر ليتعلم كل أسرار المهنة.[2]

التدريب للأفراد

بالتأكيد أن الموظفين الطموحين و الراغبين في الترقي الوظيفي أو الانتقال إلى وظيفة أفضل، سوف يلجأون إلى الالتحاق بالدورات التدريبية التي تساعدهم في تحسين مستوى عملهم الوظيفي أو اكتساب مهارات إضافية بغرض الترقي الوظيفي أو الإنتقال إلى وظيفة أفضل تمكنه من تغيير وضعه المهني إلى أعمال تعتبر جوهرية في الهيكل العام للشركة أو المؤسسة حتى أنه يمكنه من خلال الخبرات التي يكتسبها أن يقود فريق كامل، لتقديم خدمات تطور من مستوى المؤسسة نفسها كوضع خطط تنفيذية تحسن من وضع وأداء الشركة في السوق، في هذه الحالة فإن التدريب هنا يكون حاجة ملحة لهدف يطمح إليه الموظف.

ولكن هناك فئة من الموظفين، تلتحق بدورات تدريبية لمجرد الحصول على شهادة تمكنه من الحصول على علاوة أو مكافأة مادية مؤقتة ولكنه لا يرغب في تحسين مهاراته ولهذا عادة ما تكون هذه التدريبات معتادة لأغلب الموظفين وليست لتحسين مهارات معينة تمكن من الترقي، وهؤلاء الموظفين الكسالى تكون التدريبات لديهم ترف ورفاهية إما للتباهي أو الحصول على عائد مادي إضافي كعلاوة أو مكافأة وظيفية مؤقتة، وهذه المكافأة معتادة في أغلب المؤسسات ولا يكون المقابل المادي فيها كبير، إذا فالتدريب بالنسبة للأفراد يكون حاجة ملحة للطموحين منهم وتكون ترف للكسالى الغير راغبين في مهارات جديد ولكن لمجرد تثبيت مكانتهم الوظيفية.[1]

التدريب للمؤسسات

أصحاب الأعمال لا يمكن أن يقوموا بإنشاء مؤسسة أو شركة دون خطة جدوى، لأنهم بالتأكيد لا يريدون خسارة أموالهم، وبالتالي فلن يكون التدريب للمؤسسات مجرد ترف وإنما لحاجة ملحة يتطلبها السوق لتحسين وضعها السوقي، وطبيعي أي شركة تحرص على الحصول على حصص سوقية أعلى، فلن يكون التدريب ترف أو رفاهية، لهذا تلجأ الشركات إلى التدريب عندما تكون في حاجة ملحة لتحسين وضعها السوقي، أو كسب حصص سوقية جديدة.

لذلك فإن أي شركة ترغب في  كسب حصص سوقية لابد وأن يكون لديها إدارة للتدريب، لأن الشركة لن تجدي موظفين بكامل الخبرات بهذه السهولة كما أن مرتباتهم ستكون عالية جدا، لهذا تلجأ الشركة إلى قبول الأفراد أصحاب المهارات المقبولة وهي تتولى تدريبهم لتصل لدرجة عالية من الخبرات، خاصة وأن التدريب داخل الشركة سوف يضمن التركيز على المهارات المطلوبة التي تخدم عمل الشركة، لذلك فإن التدريب لدى المؤسسات هو حاجة رئيسية لترقية الأداء الوظيفي حتى لا تواجه الشركة مشكلات تؤثر على وضعها السوقي أو أن حصصها السوقية تقل.[1]

طريقة تحديد التدريب الفعال

أولا يجب تحديد الاحتياجات والمهارات المطلوبة من التدريب، ثانيا تحديد الأسلوب الأمثل في التدريب لضمان نجاح العملية، وما هي الممارسات والفنون التي سوف يتبعها المدرب.[2]