هل تعلم ” لم يتحمل الخدم الغربة عن اوطانهم ؟ “
ما هي الأسباب التي تجعل الخدم يتحملون الغربة
هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل المرء يسعى بكل الطرق من أجل إيجاد فرص عمل مناسبة لظروف معيشته . و على ذلك الأساس قد نجد أن أغلب الناس الذين يسعون إلى العمل الجاد قد يتركون أهلهم و أوطانهم من أجل توفير متطلبات الحياة لأهلهم و أولادهم .
حيث قالت بعض الخادمات أنهم قد يأتين من بلاد بعيدة ، و هن يعانين بالكثير من الاكتئاب و ذلك لبعدهن عن الأهل و الأولاد و البيئة المألوفة لهن ،
و ذلك على غير رغبتهن و بدافع الإحتياجات المادية ، و من الممكن أن تتطور حالة الأكتئاب التي قد يعاني منها الخدم ، و ذلك إذا واجهت عدد من الأساءات و الأهمال و سوء المعاملة .
الاحتياجات المادية
قد تحتاج بعض الأسر إلى المساعدة المادية من قبل الأب أو الأم ، و بالفعل فإن هناك بعض الأسر التي تحتاج إلى الدعم المادي خصوصا إذا كان أحد الأبوين متوفين . لذلك قد يعمل الآخر على التضحية و تحمل الغربة من أجل تلبية أحتياجات الأطفال .
توفير تكلفة العلاج
هناك بعض الأسر التي يعاني فيها أحد أفرادها بالأمراض التي تحتاج إلى تكاليف و مصاريف للعلاج المطلوب ، و مما قد يجعل الأبوين في حاجة إلى أن مضاعفة العمل و تحمل المشقة و الغربة من أجل تحمل تكاليف العلاج .
توفير مصاريف الزواج
و هناك العديد من النساء الذين يسعين إلى تحمل مصاريف زواجهن بالكامل لأسباب عديدة ، مما يجعلهن يتقبلون فكرة الغربة بعيدا عن أهلهن ، من أجل توفير مصاريفها .
تأثير الغربة على الخدم
في حقيقة الأمر ،
لم يلجأ الناس للخدم
، إلا في المساعدة المنزلية المختلفة ، حيث أنه يكون من الصعب تقبل الوضع الجديد على الخدمة في بلد غريبة بعيدا عن الأهل و الأبناء .
فسوف يؤثر ذلك بالطبع على حياة الخادم أو الخادمة . فإما أن يستسلم للوضع الجديد أو يسعى إلى الهروب من الواقع المحيط به ، خصوصا و إذا كانت الأسرة المتكفلة به لا تساعده إطلاقا على التكيف .
و من سوء الحظ أن أغلب البيوت تفضل التعامل مع النساء دونا عن الرجال في الخدمة ، و بالطبع سوف يكون تقبل فكرة الغربة و البعد عن الأهل و الأحباب من أجل الخدمة قد تكون أصعب بالنسبة للنساء عن الرجال . و لكن في الواقع مع تقبل فكرة البقاء في الغربة ، قد يلازمها بعض التأثيرات و منها
الإصابة بالأكتئاب
مع التفكير المستمر في الأهل و الأقارب و خصوصا إذا كانت لدى الخادم أولاد ، فإن مع التفكير المستمر و محاولة التأقلم و التعود على الوضع الجديد ، قد تصاب بالأكتئاب الذي يزيد مع الوقت . لذلك لابد للأسرة التي تتكفل بالخادم أو الخادمة أن تتفهم ذلك و تحاول أن تخفف من ذلك الثقل و التفكير المستمر .
محاولات الإنتحار بين الخدم
هناك عدد من محاولات الإنتحار التي قد تم أثباتها في الفترة الأخيرة ، و قد تم أثبات أن النسبة الأكبر كانت بين السيدات دونا عن الرجال . و ذلك لتقبلهن فكرة الغربة بعيدا عن أبنائهن و عائلاتهن ، مما قد يؤثر على تفكيرهن أنهن قد يقضوا بقية حياتهن بعيدا عن أولادهن .
كيف تدعم الأسرة المتكفلة بالخادم لتقبل الغربة
لابد للأسرة المُعيلة ب
الرفق بالخدم
، و ذلك بمساعدته لتخطي فترة تقبل الغربة بعيدا عن أهله و أقاربه ، و من خلال ذلك أيضا
-
العمل على أحساسه بأنه فرد من الأسرة الجديدة و ذلك يعتبر من
حسن التعامل مع الخدم
، الذي أمرنا الله به - عدم تكلفته بطلبات تفوق قدرته .
- محاولة تذكيره دائما بأنه لابد من التضحية من أجل أبنائه أو أهله لتحمل مصاريف المعيشة .
الخدم في الإسلام
لابد و أن نتبع خطى الرسول صلى الله عليه و سلم ، في التعامل مع البشر ، فهناك بعض الناس من يتعامل مع الخدم على أنهم ليسوا ببشر . فيقللون من شأنهم و لا يتقون الله في معاملتهم . فقد عمل على إحترام الخدم .
و محاولة عدم الإساءة لأيٍّ منهم ، حيث قد ساوى رسول الله -صلى الله عليه و سلم- بين الخادم و الأخ، فقال: (إخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أيْدِيكُمْ، فمَن كانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ ممَّا يَأْكُلُ، ولْيُلْبِسْهُ ممَّا يَلْبَسُ، ولَا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ، فإنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فأعِينُوهُمْ) .
و إن الله -عزّ وجل- من الممكن أن يبتلي الأنسان بما هو عليه، فقد يجعل الخادم خادماً ، و السيّد سيّداً ، و من الممكن أن تنعكس الأمور ، فيصبح الخادم سيّداً ، و السيّد خادماً، فهو أمرٌ لا يملكه الإنسان ، و من الممكن أن يصبح ذلك في ثانية .
و على ذلك فإن هناك عدد من الضوابط التي لابد من أن يتبعها المالك للخادم كأخاه ، فيعمل على إطعامه ، و إلباسه ، و لابد من أن لا يُكلّفه بما لا يستطيع، من الممكن أن يساعده أيضا في معيشته ،
و قد حرم الدين الإسلامي من ضرب الخادم لذلك قد جعل له كفارة و هي عتقه ، و على سبيل المثال فقد ضرب أبو مسعود الأنصاري خادماً عنده ، و كان رسول الله يقف خلفه مباشرة يُرشده بأن الله -سبحانه و تعالى هو أقدر عليه من خادمه
فخاف أبو مسعود من فعلته و سعى على عتق خادمه لوجه الله تعالى ، فبيّن له رسول الله أنّه لو لم يُعتِقه لمسّته النار، و و قد أتبع رسول الله هذا المنهج مع كل من يحاول أن يضرب خادماً له، و قد جُعلت الكفّارة عتقه و تركه نهائيا ، و هي تعتبر كفارة و خسارة كبيرة بالنسبة للمالك .
حقوق الخدم في الإسلام
لم ينسى الدين الإسلامي الخدم ، و ذلك لوجود العديد من الأسر التي تتعامل مع الخدم على أنهم ليسوا بشر ، ناهيك عن تلقيبهم بالألفاظ الغير لائقة لهم ،
و أنه بالطبع فإن هناك الكثير من الحقوق للخدم في الإسلام ، حيث حث ديننا الإسلامي على إتباع خطى نبينا محمد عليه السلام و فيما يلي :
- الإسراع في دفع أجرتهم : لابد و أن تراعي الخادم في أن تدفع له أجره دون تأخير و مع مراعاة أن يكون على قدر الخدمة ، حتى يمكنه من أن يُكفّي حاجاته ،حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم: (أعْطُوا الأجيرَ أجرَهُ، قبلَ أنْ يجفَّ عرقَه).
- المعاملة الحسنة معه : لابد من التعامل معه بصورة طيبة ، أو الدعاء له ، حيث أن معاملتهم بصورة سليمة قد تؤدي إلى الإخلاص في العمل
- تخصيص وقتٍ للراحة له : لأن الحرمان من الراحة قد يؤدّي إلى تفريغ طاقته ، و هلاك جسده بسرعة .
- لابد من توفير الطعام و الشراب : حيث أنه بشر محتاج إلى الطعام و الشراب لكي يقوم بأعماله على أكمل وجه .
- تجنب الخلوة سواء للذكر أو الأنثى : حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَخلوَنَّ أحدُكُم بامرأةٍ؛ فإنَّ الشَّيطانَ ثالِثُهُما)