تعريف أخلاقيات الوظيفة العامة
أخلاقيات الوظيفة العامة
الأخلاق هي الالتزام بكل ما هو صحيح من السلوك ، مع مراعاة اتخاذ الطريق الصحيح ، مع الرفض للأشياء الخطأ باعتبار وجهة نظر المجتمع المحيط بالفرد، وقد يصدر عن الاخلاق عكس ذلك من الأفعال والسلوكيات السيئة ، وتعد الأخلاق أمر تلقائي لا يحتاج إلى كثير من التفكير.
أما فيما يخص كلمة أخلاقيات ، فهي كلمة تنطبق في حالة الجمع على سلوكيات قويمة وصحيحة تجتمع تجاه أمر معين ، فيقال مثلاً أخلاقيات المهنة ، وأخلاقيات العلم ، وغيرها من الإضافات لكلمة أخلاقيات ، والتي تشير لمعنى إيجابي، وبذلك يقصد بكلمة أخلاقيات ، أنها المعايير أو السلوكيات التي تكون في مجملها قابلة للنماء ، وذلك عن طريق الخبرات ، لتختبر صحتها من عدمه.
أما الوظيفة العامة فهي مصطلح يتم استخدامه ، ليعبر عن مركز ما لأشخاص بعينهم ، وهذا المركز على الأغلب يضفي صفة قانونية لأداء العمل على هذا الفرد، ويعد جزء من التنظيم الإداري، وبذلك يكون معنى و مفهوم أو تعريف أخلاقيات الوظيفة العامة هو ، المجموعة من الأسس والقيم والتي تعد معيار سلوك القائمين على الأعمال الإدارية في المنظومة الحكومية داخل نطاق السلوكيات الحميدة. [1]
هذا و يتضح من التوضيح السابق في تعريف أخلاقيات الوظيفة العامة، أنها تشتمل على معاني محمودة مثل
-
الأمانة ، والتي تقتضي الالتزام بالقول والعمل والفعل الذي من أجله تم وضع الشخص في تلك الوظيفة.
-
الضمير ، والذي وإن كان يعد مفهوم واسع وشامل إلا أنه في حالة العمل والوظيفة فهو يشير إلى الالتزام الأخلاقي بالضوابط ، مع الالتزام بالقوانين.
-
الجدية والتي تستوجب القيام بالعمل مع مراعاة الواجبات والحقوق ، سواء في ذلك كانت الواجبات و الحقوق مادية أو عينية.
-
الالتزام بالقواعد واحترامها ، ويعد من اخلاقيات الوظيفة أيضاً الالتزام بالقواعد ، وعدم الإضرار بمصلحة العمل.
-
الحفاظ على وقت العمل.
-
الحفاظ على سرية العمل ومقتضياته.
-
الحفاظ على صورة وهيئة الوظيفة العامة.
-
الإتقان ، و الالتزام بإتقان العمل ، و الأداء للوظيفة.
-
المحافظة على مصالح العمل.
-
الاعتناء بسمعة وكرامة الوظيفة ومقتضياتها.
-
اتباع السلوك المهذب مع الجميع سواء في ذلك العاملين من الزملاء ، أو الرؤساء ، أو المتعاملين من الجمهور والمواطنين.
-
الحفاظ على ممتلكات الوظيفة العامة. [2]
أخلاقيات الوظيفة العامة في الإسلام
تعد الأخلاق في تعريفها اللغوي هي إشارة إلى قواعد وقيم سلوكية مقررة في مجتمع، وبذلك تكون أخلاقيات الوظيفة العامة في الإسلام هي القواعد و الأفعال و الأقوال المتوافقة و المبنية على الفضائل الإسلامية ، والقيم المتصلة بالدين الإسلامي ، والمعايير ذات طابع ديني مصدره الشريعة الإسلامية.
وكل تلك المعايير والقيم ، الأخلاق ، السلوكيات كلها مستخلصة من القرآن الكريم والسنة النبوية، لما يتميز به الدين الإسلامي من شمول لجميع جوانب الحياة ، سواء بالتوجيه المباشر الواضح في قواعده ، أو بإمكانية التطبيق للقواعد والأحكام على كل المواقف ، والمجالات في الحياة عامة.
أما بالنسبة لمفهوم الوظيفة في فهو لا يختلف عن المفهوم العام للوظيفة ، وإن كانت الوظيفة العامة في الإسلام قد تختلف قليلاً عن المفهوم المدني الحالي للوظيفة ، حيث أن الموظف العام يصبح له في التشريع الوضعي مركز قانوني ، وهو جزء من نظام الدولة ، وهو أمر غير وارد في الإسلام منح أية امتيازات لأشخاص على أساس وظائفهم.
كما أن الإسلام يعتبر الموظف العام فرد في خدمة الأمة الإسلامية والمسلمين ، وليس في خدمة الدولة، وربما كان هذا هو أحد أسباب الروتين أو سوء العلاقات بين الموظفين والجمهور ، ذلك لأنه في المنظور الإسلامي يعد الموظف أجير للمواطن.
أما في القانون الوضعي فهو يعد أجير للدولة والحكومة و المؤسسة، وهذا يعد انفصالًا واضحاً بين المفهومين ، وما يقع بسببهما من تأثير نفسي على الموظف أثناء تأديته للعمل أو في أثناء تعامله مع الجمهور، أما عن أخلاقيات الوظيفة العامة من المنظور الإسلامي فهي تقوم على أساسين هما القوة والأمانة.
بالنسبة للقوة ، فهي مدى اعتبار الموظف العام كفء للقيام بالمهام الموكلة له والتي تعد جزء من أساسيات وظيفته، والتي ربطها الفقهاء بمجال العمل نفسه ، ذلك أن قوة القاضي في علمه و عدله وحكمته ، وقوة الجندي في شجاعته ، وتدريبه، و إقدامه، وهكذا.
أما بالنسبة للأمانة والأمانة من المنظور الإسلامي في أخلاقيات الوظيفة العامة، هي الأمانة في الوقت ، والعمل ، والجهد المبذول ، والسلوك ، والمال ، وهي لا تدرك إلا بخشية الله سبحانه وتعالى ، والمتابعة ، والمراقبة للعمل. [3]
مصادر أخلاقيات الوظيفة العامة
كما يتعدد تعريف أخلاقيات الوظيفة العامة أيضاً تتعدد مصادر أخلاقيات الوظيفة العامة ، ومصادر أخلاقيات الوظيفة العامة يمكن تقسيمها كالآتي
التربية ، والسلوك في البيت ، والتنشئة الاجتماعية تلك التي تلعب الدور الأساسي والأول ، والرئيسي في أخلاقيات الوظيفة العامة، ذلك لأن البيت هو نواة الموظف العام الأولى ، وعلى حسب ما يتم تشكيله عليه ، وما يزرع فيه من مبادئ ، وقواعد وسلوكيات.
يصبح تطبيقها لاحقاً في العمل أمرًا فعليًا، وذلك لأن أخلاقيات العمل في مجموعها و بالنظرة الشاملة لها لا تختلف عن الأخلاقيات العامة المطالب بها أي إنسان في حياته ، مثل الأمانة التي يجب أن يتحلى بها أي إنسان.
المصدر الثاني هو الدين ، حيث أن الأخلاق ، والفضائل ، والسلوكيات السوية كلها مصدرها الدين ، و كل الأديان تحث على حسن الخلق ، والسلوك القويم ، وغيرها من الأخلاقيات الفاضلة ، والتي باتباعها يكون اتباعًا لأخلاقيات الوظيفة العامة ومتطلباتها السلوكية.
المصدر الثالث المجتمع ، ويعد المجتمع مصدر من مصادر أخلاقيات الوظيفة العامة، كون الإنسان جزء منه ، يتأثر به ويؤثر فيه ، سواء أدرك الشخص ذلك أم لم يدركه ، فهو في النهاية متأثر بهذا المجتمع وأخلاقياته وسلوكه ، وما يفرضه من قواعد وقيم عامة.
المصدر الرابع أخلاقيات الوظيفة العامة، هو مجتمع الوظيفة نفسه ، ويشمل كل ما فيه ومن فيه حيث يعد مصدر هام ورئيسي في أخلاقيات الوظيفة العامة، وربما يكون هو المصدر الأخير ، لكن تأخير ترتيبه لا يعني تهميشهه أو التقليل من تأثيره بل على العكس من ذلك تماماً.
أخلاقيات موظف الوظيفة العامة
و الأخلاقيات تنقسم إلى نوعين من أنواع الأخلاق، الأخلاق الحميدة ، و السيئة، والأخلاق المذمومة ، والأخلاق الحميدة للموظف والتي يجب أن يراعى توافرها فيه هي
-
أمانة العمل ، والوظيفة ، والمال ، والجهد و السلوك.
-
إتقان العمل ، والقيام بواجباته كما يجب.
-
الاخلاص في العمل و، الحفاظ عليه.
-
التفرغ للعمل وإعطائه المجهود المستحق.
-
مراعاة الأداب ، والذوق ، والأخلاق مع كل أطراف العمل.
-
الالتزام بالقوانين واللوائح والقواعد.
-
إظهار الاحترام للرؤساء والزملاء.
-
مراعاة اخلاقيات المهنة
، و ما تستوجبه.
أما فيما يخص الأخلاق المذمومة المرفوضة في العمل فهي كالتالي
-
استغلال الوظيفة ، والاستغلال مقصود به منح أو منع سلطة أو مركز أو أي أمر مادي أو معنوي للغير أو لنفسه والتي بدون عمله ما كاز له أن يتحصل عليها.
-
استغلال النفوذ ، وذلك عن طريق استغلال موقع الشخص في العمل ، للحصول له أو لغيره على مزايا لا يستحقها ، أو إجبار الغير على أمور ما كان له أن يستجيب فيها لولا مكانته الوظيفية.
-
الرشوة ، والتربح من العمل ، على ما يخالف القواعد والقوانين واللوائح المعمول بها. [2]