نتائج غزوة بدر


أسباب غزوة بدر

تتعدد أسباب اندلاع غزوة بدر، حيث إن أسباب هذه الغزوة تعود إلى ما يلي:[1]


  • معاملة قريش للمسلمين:

    كانت قريش تعامل المسلمين بقسوة ووحشية مع المسلمين والتي كانت السبب الرئيسي من الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.

  • استمرار أذى قريش على المسلمين:

    استمر أذى قريش على المسلمين التي لم تترك فرصة ولم تكف يدها عن إيذاء المسلمين بأي وسيلة فلجأت إلى مصادرة أموال المسلمين تعسفاً ونهب ممتلكاتهم.

  • استرداد المسلمين جزء من ثرواتهم المنهوبة من قبل المشركين

    : برزت في هذه الغزوة رغبة المسلمين في اعتراض قافلة أبي سفيان لاسترداد جزء من ممتلكاتهم التي صادرتها قريش.

  • استرداد المسلمين هيبتهم:

    حيث رغب المسلمين بالتصدي للقافلة من أجل استرداد المسلمين هيبتهم ومكانتهم بين القبائل بسبب ممارسات قريش على المسلين في تلك الفترة.

  • خوف المشركين من تفاقم خطر المسلمين في المدينة المنورة:

    فالمدينة المنورة من أهم المدن من حيث موقعها على طريق مرور القوافل التجارية وصولاً لبلاد الشام، وسبب وجود المسلمين في المدينة المنورة قلقاً لقريش وخاصة بعد تحول المسلمين لنشر الدعوة الإسلامية في القبائل المجاورة، والتي تعد خطر كبير لقريش من حيث تجارتهم، حيث كان لا بد من حدوث هذه الغزوة.

  • نشر الرسول لسراياه:

    بدأ الرسول بعد استقرار دولة الإسلام بمتابعة نشر رسالته لباقي أجزاء الجزيرة العربية والدول الأخرى، حيث قام الرسول بأرسال سرايه للكثير من الحكام مثل هرقل وكسرى والمقوقس حاكم مصر مما كان عامل خوف لقريش من تفاقم دولة الإسلام.

  • وحدة المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة:

    كان لقبول المهاجرين الدعوة الإسلامية من جهة ولاقتسامهم أموالهم وبيوتهم مع المهاجرين من جهة أخرى مصدر لقلق قريش.


لماذا سميت غزوة بدر بهذا الاسم

يعود سبب تسمية هذه الغزوة بغزوة “بدر” حيث معظم الغزوات والمعارك والحرب كانت تسمى باسم المناطق التي قامت بها، فعلى سبيل المثال غزوة بدر كانت وقعت على أرض بدر، ومنطقة بدر هي اسم لوادي يقع بين منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكما أنه أحد الأسواق العربية ومركز من مراكز تجمع الناس من أجل التبادل التجاري والمفاخرة، حيث كان العرب يقصدوه كل عام من كل حدب وصوب.[1]


نتائج النصر في غزوة بدر

تتلخص نتائج غزوة بدر بما يلي:[2]


  • انتصار المسلمين وهزيمة المشركين أمامهم هزيمة نكراء

    : ويعود أهمية هذه الغزوة حيث سميت في القرآن “بيوم الفرقان” لأنها كانت بمثابة التفريق بين الحق والباطل، وكانت فارق بتحول المسلمين من عهد الضعف لعهد القوة.

  • مقتل أهم قادة قريش:

    قتل خلال هذه الغزوة الكثير من قادة المشركين ومن أهمهم أمية من خلف والذي كان أشد المعاندين للرسول صلى الله عليه وسلم والذي عذب بلال بن رباح، وأبو جهل الذي تعهد بقتل الرسول عند رؤيته ويسبه دائماً، وعبيدة بن سعيد بن العاص والذي قتل على يد الزبير بن العوام، والعديد من القادة الآخرين.

  • تحول المسلمين لقوة لا تقهر:

    حيث زرعت هذه الغزوة الذعر في قلب المشركين حيث تحولت نظرة الاستخفاف التي كانوا ينظرون للمسلمين بها، إلى قوة لا يستهان بقدراتها.

  • استرداد المسلمين جزء من أموالهم وهيبتهم:

    كان لهذه لغزوة دور في استرداد المسلمين جزء من أموالهم المسلوبة من قبل المشركين ومن أجل رد هيبتهم إزاء ممارسات قريش على المسلمين.


متى وقعت غزوة بدر

كان تاريخ وقعة هذه الغزوة في شهر رمضان المبارك في صباح يوم السابع عشر من الشهر المبارك وفي سنة اثنان الهجرية، بدأ القتال ما بين المسلمين والمشركين حيث قام المشركين بالزحف نحو مواقع وجود المسلمين، استمر القتال من صباح اليوم حتى ظهر اليوم ذاته، وكان قد كتب الله النصر للمسلمين بعد أن سقط من المشركين (سبعين) قتيل كما قام المسلمين بأُسر (سبعين) من المشركين، وانتهت المعركة بهزيمة المشركين وفرارهم.

بعد انتهاء المعركة وفرار المشركين أمر نبي الله ” صلَّى الله عليه ومسلم” بدفن الشهداء في موقعة بدر ودفن قتلى الأعداء، ثم أم الرسول صلى الله عليه وسلم بالمسلمين صلاة العصر، بعد ذلك رجعوا إلى المدينة المنورة منتصرين على الأعداء وفرحوا بما وعدهم فيه الله، مستبشرين بما كتبه الله لهم من النصر وبما رزقهم الله من أموال وغنائم حرب حيث أنهم ردوا جزء من الأموال والخيرات التي نهبها المشركين منهم ـ التي كانوا في أمس الحاجة إليها ـ وكانوا قد صحبوا معهم الأسرى.

فقد بلغ عدد المشاركين في هذه الغزوة من المسلمين (ثلاثمئة وثلاثة عشر) من المهاجرين (اثنان وثمانون رجل) ومن الأنصار (مئتان وثلاثون)، وأما الأنصار كان (مئة وسبعون) منهم من قبيلة الخزرج و (واحد وستون) منهم من قبيلة الأوس، والمشركين حيث قدر عددهم بـ بألف مقاتلاً، أي بلغ عدد المتقاتلين من المسلمين والمشركين “1313”.[1]


الدروس المستفادة من غزوة بدر

كان لهذه الغزوة مكانة رفيعة ومتميزة في حيث التاريخ الإسلامي، ففي حال قياس هذه الغزوة بغيرها من الغزوات الإسلامية، فقد نرى بأنها قد أعطت المسلمين الذين شاركوا في هذه الغزوة بوسام الشرف التقدير والاحترام، حيث سجل التاريخ هذه الوقعة التاريخية وسطر المسلمين أروع ملاحم البطولات مقارنة بعددهم القليل وعتادهم أمام المشركين الذين فروا زعراَ من المسلمين والذين أنهكوا من المعركة، إزاء استبسال المسلمين في الدفاع وبغية رد جزء من حقوقهم المسلوبة من قبل المشركين، أما بالنسبة لأهمية هذه الغزوة فتعود إلى ما يلي:[2]

  • الانتصارات المؤزرة التي حققها المسلمون في هذه الغزوة من جهة.
  • القيادة الحكيمة للنبي محمد صلَّى الله عليه وسلم من جهة ثانية.
  • والآثار الإيجابية التي خلقتها هذه الغزوة في نفوس المسلمين من جهة أخرى، والتي كان لها أثر عظيم في نفوس المسلمين حيث رفعت من معنوياتهم وزادت من إيمانهم بالله تعالى.
  • ودرها في هز كيان العدو وحصونهم حيث كانت قريش القبيلة التي لا تقهر حيث ضعضعت عزيمتهم.
  • كان أيضاً للغزوة دور في تغيير نظرة قريش للمسلمين حيث كانوا يستخفون بالمسلمين فعند المعركة وجدوهم كقوة لا يستهان بها ولا بقدراتها.


وقائع غزوة بدر

علم النبي (صلَّى الله عليه وسلم) بأن قافلة تجارية كبرى لقريش والتي تحمل الكثير من البضائع والأموال، حيث تقدر قيمة الأموال والغنائم “بخمسين ألف دينار” فضلاً عن ألف من البعير، حيث ستمر هذه القافلة بالقرب من المدينة من طريق عودتها إلى مكة المكرمة والقافلة قادمة من الشام، بعدها قرر النبي (صلّى الله عليه وسلم) أن يقابل بالمعاملة التي كانوا يعاملون المسلمين بها وبالمثل ومن أجل استرداد جزء من أموالهم التي نهبها المشركين، حيث سيتصدون للقافلة ويغيرون عليهم ويصادرون أموالهم.

وقد كان يترأس هذه القافلة التجارية أبو سفيان والذي عرف بنوايا المسلمين للإغارة على القافلة فغير طريقه بعد أن أرسل لقريش ليعلمها بذلك وطلب منهم المساعدة والمؤازرة، فأسرعت قريش لمؤازرته والتصدي للمسلمين من أجل الدفاع عن أموالهم فأرسلت جيش بكامل العدة والعتاد الحربي، حيث بلغ عددهم ال “ألف” مقاتل مقابل “ثلاثمئة وثلاثة عشر” من المسلمين.

حيث لاذ أبو سفيان بالفرار إلى مكة لحماية نفسه والنجاة بالأموال التي كان يحملها، على الرغم من ذلك بقي مقاتلو قريش عازمين على قتال المسلمين، فكانت نتيجة المعركة هزيمة المشركين هزيمة نكراء وألحقت بتاريخ قريش الخزي والخيبة، وبروز دولة الإسلام كقوة لا تقهر وانتقالها من عهد الضعف لعهد القوة.[1]