ماهي القراءة الانتقائية

بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت المختلفة أصبح الإنسان يعتمد عليها في القراءة بشكل كبير مثل قراءة الرسائل الإلكترونية أو قراءة الأخبار والصحف الإلكترونية، وهو ما يشبه تصفح الإنترنت بشكل سريع وتعد هذه القراءة عابرة وليست قراءة حقيقية.

الجيل السابق كان يقرأ أقل من جيلنا هذا ولكنه كان يستمتع بقراءة الكتاب في جو من الهدوء مع كوب من القهوة أو الشاي، أما الآن فهي عملية حشو العقل بكمية معلومات كبيرة في وقت واحد معظمها غير مفيد للقارئ فلا يحتفظ عقله بها.

يعني مفهوم القراءة الانتقائية المزج بين القراءة والبحث وهي تعتبر عملية قراءة هادفة وليست عابرة، حيث أنه بدلا من قراءة مقال لا يفيدك بشئ قم بتطوير مهارة تساعدك على تحسين طريقتك في القراءة.

القراءة الانتقائية تساعدك على تحديد أهم المعلومات المتعلقة بالنص بدلا من ابتلاع كل شئ بدون مضغ وهو ما يحدث عندما نقرأ العديد من التعليقات على الفيسبوك مثلا وسرعان ما ننساها.

كيف تتقن مهارة القراءة الانتقائية

وإذا أردت أن تقوم بالقراءة الانتقائية عليك اكتساب المهارة أولا، واختر المجال الذي تود القراءة فيه ثم حدد الموضوع الذي تريده ودع الآخرين يتابعوا معك ويمكنك استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للتشجيع على القراءة واختيار الكتب الهامة بالنسبة لك من خلال مساعدة الأصدقاء ورؤية الاقتراحات.

إبدأ الآن بالبحث عن كتاب إلكتروني أو ورقي حسب ما هو متاح لك المهم أن يكون مفيد بالنسبة لك بمعنى أن تكون بحاجة إلى معرفة المحتوى الخاص به، ثم إبدأ بالغوص في قراءته واعلم أن عملية القراءة الانتقائية هي مهارة البقاء في القراءة والبحث عن المعلومات المطلوبة.

ولكي تقوم بالقراءة الانتقائية بشكل صحيح عليك أن تسأل نفسك الأسئلة التالية:

هل المحتوى الذي أقرأه يتوافق معي ويفيدني بشيء؟
هل توجد أي معلومات جديدة أم جميعها متكررة؟
هل يمكن تخطي الملخصات للحصول على المعلومات الأساسية للمحتوى؟
هل يمكنني تحديد الموضوع الرئيسي للنص بعد قراءته بإيجاز؟ [1]

أنواع القراءة الانتقائية وأهدافها

القراءة الانتقائية هي عملية قراءة هادفة تتميز بالقشط والمسح الضوئي وتركز على جزء أساسي للحصول على الفهم الشامل لمواد القراءة، وتوجد العديد من

أنواع القراءة

الانتقائية حيث توجد 4 تقنيات أساسية للقراءة وهي ما يلي:

المسح

وهي قراءة تهدف الوصول إلى معلومة محددة، حيث أنه عندما يقرأ الشخص ملف كامل بسرعة للبحث عن معلومة محددة فيطلق على هذا المسح الضوئي، مثال على ذلك عند البحث عن أخبار بطولة العالم للشطرنج داخل صحيفة إخبارية فإنك تبحث في الصحيفة بأكملها سريعا حتى تجد الخبر الذي تريده.

القشط

هي القراءة السريعة للحصول على نظرة عامة سريعة للحصول على الفكرة أو المعلومة العامة مثال على ذلك تصفح جميع العناوين داخل جريدة كاملة فإن ذلك مثال واضح على القشط فهي نوع من القراءة لا يتضمن نظرة عميقة للنص الموجود وإنما مجرد قراءة عناوين الفصول فقط.

ويتم استخدام القشط في المعاينة والراجعة وفي تحديد الفكرة الرئيسية بدلا من اختيار طويل لا ترغب في قراءته كما يستخدم القشط القشط في محاولة العثور على مصدر البحث.

خطوات عمل القشط

قراءة العنوان الأساسي والعناوين الفرعية للمادة.

قراءة الفقرة الأولى داخل المحتوى بشكل كامل ثم فحص العناوين الفرعية الموجودة داخل المحتوى وتغيير كل عنوان إلى سؤال.

بالبحث عن إجابة التساؤلات التي وضعتها للعناوين الفرعية وذلك من خلال قراءة الجملة الأولى لكل عنوان فرعي وهكذا.

يتميز القشط بسرعته في القراءة العادية ولكن يجب الانتباه وعدم السرعة عند قراءة ما يلي:

الفقرات التمهيدية والختامية لكل محتوى.
عند تصفح جمل المحتوى.
عندما يواجهك مصطلح غير مفهوم.

في هذه النقاط يجب التأني وعدم السرعة في القراءة حتى تحصل على المعنى والفهم المشبع للمحتوى الموجود بها ولكي تصبح القراءة انتقائية مفيدة وليست مجرد قراءة عابرة تطير وتنسى مع الوقت.

يستخدم المسح للبحث والدراسة وللإجابة على الأسئلة وهو يعد مثل القشط في استخدام الكلمات الرئيسية أو الإشارات ولكنه يختلف في الهدف حيث أن الهدف من القشط هو الحصول على نظرة عامة للمحتوى ولكن الهدف من المسح هو الوصول لحقائق معينة وتفاصيلها.

القراءة المكثفة

هو التركيز على جملة أو جزء معين مكتوب لغرض ما، فإن القارئ يدخل في جميع التفاصيل الخاصة بتلك الجزئية بشكل دقيق مثل “الغابات جميلة مظلمة وعميقة” ما هي الغابة؟ وكيف تكون مظلمة؟ وما محتوياتها؟ فإن الإجابة على الكثير من التساؤلات هذه يذهب القارئ لتبني أسلوب القراءة المكثفة.

وتعد القراءة المكثفة أمر شديد الأهمية لمتعلمي اللغة لأنهم يحتاجون إلى دراسة العديد من المفردات والتركيز على النحو والتركيب أثناء القراءة المكثفة.

القراءة الموسعة

هي نوع من القراءة العامة للمعلومات العامة كلها بشكل عام، ويستخدم هذا النوع من القراءة للمتعة مثل قراءة رواية محببة فإذا واجهك أي مصطلح يصعب فهمه فإنك تبحث عنه حتى تصبح واضحة بالنسبة لك.[2] [3]

أهمية القراءة الانتقائية

حب القراءة والكتب ترتقي بالبشر وتجعلنا أفضل وأكثر معرفة وأكثر حكمة، ورؤية الحياة بوضوح من خلال وجهات نظر متنوعة، حيث تأخذنا الكتب في رحلات متنوعة ما وراء الزمان والمكان، فالكتب تخلد فيها التاريخ وجميع القصص البشرية المختلفة من كل العصور.

قراءة الكتب تغير حياتنا للأفضل وتساعدنا على العيش بالطريقة التي نطمح في الوصول إليها، هذه هي الفائدة من قراءة الكتب لذلك يجب أن نتعلم فن القراءة الانتقائية ونتعلم كيف نختار كتاب مثالي والمثالي هنا يقصد بها مثالي بالنسة لك ولاحتياجاتك وليس مثالي للجميع.

ولكي تختار كتاب مثالي يجب أن تحدد أولا المجال أو نوع الكتب التي تود أن تقرأ فيها فإذا كان الكتاب لا يتضمن إفادة لك فلماذا تقرأه؟ ذلك فإن الحاجة إلى البحث عن معلومة معينة في مجال معين هو السبب الأساسي لنجاح القراءة سواء كانت بهدف العلم أو حل مشكلة ما.

توجد العديد من المزايا في القراءة الانتقائية أهمها ما يلي:

غذاء للروح

تعتبر القراءة الانتقائية غذاء دائم للروح حيث أن القراءة العميقة والمتكررة تساعد على التغذية السليمة للروح البشرية بشكل مستمر، فإنه في كل مرة يعود فيها القارئ فإنه يجد شئ جديد يجب عليه معرفته وهناك معلومة جديدة دائما تلهمك.

رؤية جديدة للحياة

تساعد القراءة على اكتساب المعرفة المختلفة والتحول بواسطتها للتعامل مع الحياة بطرق جديدة ورؤى أكثر فعالية وهو ما يكون لدى القارئ رؤية جديدة للحياة ولكن للحصول على التأثير المستمر لهذه الرؤى الجديدة في مجالات الحياة المثالية فإنه يتطلب الكثير من الوقت والقراءة.

مرايا للحياة

تعتبر القراءة مرايا واضحة وشبابيك للحياة وهو تعبير مثالي للمكافأة التي تحصل عليها عند قراءة الكتب حيث تجعلك تحصل على رؤية واضحة للحياة من خلال قراءة الكتب التي تعكس صورة حياتنا والتي تعتبر بمثابة “مرايا” بينما الكتب التي تعطينا لمحة عن حياة مختلفة يطلق عليها نوافذ.

وتأخذنا الكتب إلى أماكن متنوعة وثقافات ووجهات نظر مختلفة مما يثري الأدب ويكثر مشاعر الحب داخل النفوس ويزيد المعلومات والمعارف الجغرافية والتاريخية والمعرفية بأنواعها المختلفة.[4]