من اين ينبع نهر الدامور
منبع نهر الدامور
نهر الدامور هو نهر ساحلي يمتد إلى حوالي 37.5 كيلومتر (23.3 ميل) في محافظة جبل لبنان في لبنان، وينبع من عدة أنهار في منحدرات قمة جبل الباروك الطبيعية التي يبلغ ارتفاعها 1943 مترًا وحولها، وتتدفق مياه النهر غربًا عبر وادي جسر القاضي، حيث يستقبل المياه من مجاري جبال الشوف، ويتدفق النهر باتجاه البحر الأبيض المتوسط، جنوب الدامور، وهي أكبر مدينة على ضفافه والتي تحمل اسم النهر.
وتأسست مدينة الدامور على ضفاف النهر من جانب بعض السكان الفقراء الذين أرادوا أن يقفوا على طريق الغنى وجمع المال، نظرًا لأن النهر يتميز بمعدل عالي من التدفق خاصةً في فصل الشتاء، وفكر السكان في أن يقوموا بنقل الركاب من جانب النهر إلى الجانب الآخر ، مع إلوامهم بدفع ثمنٍ غالٍ مقابل هذه الخدمة.
والدامور هي إحدى المدن الكبيرة التي تقع على الساحل اللبناني وتبعد حوالي 30 كيلومترا عن جنوب بيروت، ويمر وادي الدامور بداخلها، ويحدها من الجنوب الشرقي نهر الدامور ومن الغرب كفرمتى ومن الشمال قبرشمون ومن الغرب عبيه، وتطل مباشرة على نهر الدامور.[1]
تاريخ نهر الدامور
في أيام الفينيقيين والكنعانيين، كان الناس المتضررون من مواسم الجفاف، يطلقون على نهر “داموروس” القديم اسم تاميروس، نسبة إلى داموروس إله الخلود، المرتبط بعشتروت، إله الحب والجمال، ويشير هذا الإسم إلى خلود نهر “دامور” العربي وجمال المنطقة.
وفي عام 1302، كان النهر نقطة استراتيجية على الطريق إلى الأرض المقدسة، ووقعت معركة الحملة الصليبية على أطرافه، وبعد المعركة، أطلق الصليبيون الفرنسيون على النهر اسم “فلوف دامور”. [2]
مصادر المياه في لبنان
يوجد في لبنان 40 نهراً، 17 منها تعتبر معمرة، ويقدر إجمالي التدفق السنوي المجمع للأنهار بحوالي 3900 مليون متر مكعب، مع حدوث معظم التدفق (75٪) من يناير إلى مايو.
ويعد نهر الليطاني الذي يبلغ طوله 170 كم أطول نهر في لبنان بمتوسط تدفق مياه سنوي يبلغ حوالي 750 مليون متر مكعب، ومن الأنهار المهمة الأخرى نهر العاصي الذي يتقاسمه لبنان مه سوريا و
نهر إبراهيم
الذي يقع بمنطقة قضاء جبيل في لبنان، ويطلق عليه إسم “أدونيس” نسبةً إلى إله الحب والجمال عند اليونان، ولذلك يعرفه البعض ب
نهر الحب
، ويشتهر وادي النهر بالطبيعة الخلابة، وهو منطقة برية جميلة معروفة بأهميتها التاريخية والدينية.
وفي الجنوب ، يأتي نهر الحاصباني الذي يعد واحدًا من روافد نهر الأردن المتدفق باتجاه إسرائيل، ومن الشمال يتدفق النهر الكبير على طول الحدود اللبنانية السورية، والأنهار الأخرى في البلاد أصغر وتقع في الغالب في المنطقة الساحلية، ويتم تجديد الأنهار بشكل رئيسي من الينابيع التي تتغذى من ذوبان الجليد.
ويتم الحصول على حوالي نصف إمدادات المياه في لبنان من المياه الجوفية، وتوجد خزانات المياه الجوفية الرئيسية في لبنان في الحجر الجيري وهي ذات طبيعة كارستية، مما يعني أن مياه الأمطار وذوبان الجليد هما المصدر الرئيسي لتغذية المياه الجوفية، ويتم امتصاصهما بسرعة في باطن الأرض، وتغذي الطبقات العميقة تحت الأرض التي تحتوي على العديد من المجاري.
ويصل معدل التغذية الطبيعية للخزانات الخاصة بالمياه الجوفية إلى 500 مليون متر مكعب/السنة، ولكن بمعدلات استخراج تبلغ حوالي 700 مليون متر مكعب/السنة، ويشكل الاستغلال المفرط مشكلة متنامية، لا سيما في بيروت وطرابلس وجنوب لبنان والبقاع، وتتأثر طبقات المياه الجوفية على السواحل بطريقة كبيرة وتعاني بشكل متزايد من انخفاض منسوب المياه الجوفية وتسرب مياه البحر.
كما يوجد أكثر من 2000 ينبوع موسمي في مختلف الجداول في لبنان، ويولد ما مجموعه 1150 – 1200 مليون متر مكعب / السنة من المياه غير المستغلة بالكامل، وقبالة الساحل توجد أيضًا ينابيع مياه عذبة في منطقة شكا وصور والدامور والأوالي، ولم يتم استغلال هذه الينابيع البحرية حتى الآن نظرًا لصعوبة الوصول إليها وبالتالي فهي مكلفة حاليًا.
ولا يكاد لبنان يستخدم الموارد غير التقليدية للمياه، بالإضافة إلى بعض المبادرات المستقلة الصغيرة، لا توجد إعادة استخدام لمياه الصرف الصحي المعالجة، كما أن تحلية المياه محدودة، حيث يتم تحلية كميات صغيرة من قبل القطاع الخاص تبلغ حوالي 10 مليون متر مكعب / السنة.[3]
أشهر الأنهار في لبنان
تضم لبنان العديد من الأنهار الشهيرة والجميلة في ذات الوقت، والتي تتميز بطبيعتها الساحرة، وتوجد ثلاثة أنهار تقريبًا على عتبة وسط مدينة بيروت لأولئك الذين لا يريدون المغامرة بعيدًا، كما أن مصب كل نهر يحتوي على الكثير من المغامرات التي يرغب البعض في تجربتها، وعند التوجه إلى الداخل على بعد بضعة كيلومترات ستكتشف بعض المفاجآت الرائعة خاصة في فصل الربيع، وإليك قائمة بأشهر الأنهار في لبنان، وهي:[4]
نهر بيروت
يقع في واد بين ضاحيتي المنصورية والحازمية في بيروت، ويتدفق نهر بيروت تحت قناة رومانية تسمى “قناطر زنوبيا”، وتم ترميمها وصيانتها من قبل وزارة السياحة، وهناك مسارات واسعة على طول النهر تأخذ عربات الأطفال بين جميع أنواع الحياة النباتية والبساتين البرية، وللوصول إلى المنطقة، اتجه نحو المنصورية وانعطف يمينًا نزولاً إلى مركز بيل فيو الطبي.
نهر أنطلياس
نهر أنطلياس العلوي مدهش خاصةً بعد هطول الأمطار الغزيرة، حيث تشكل برك المياه العملاقة نفاثات من ثقوب عميقة تحت الأرض، زمن الأفضل رؤية المشهد في كازينو فوار الذي يبلغ عمره 100 عام، حيث تنبثق ينابيع المياه من أسفل المطعم، إنها محطة مثالية لتناول الإفطار أو الغداء حيث يتدفق النهر قبل أن يتجه صعودًا إلى كهف ما قبل التاريخ يقع على الجانب الأيسر من المحجر.
نهر الكلب
إلى الشمال مباشرة من بيروت، تتدفق المياه الهادئة لهذا النهر القصير من نبع في جعيتا على طول مسار 31 كم، عبر واد خلاب إلى البحر الأبيض المتوسط، وكان مصب “نهر الكلب” موقعًا لسلسلة من المعالم الأثرية التي أقامها الغزاة والجنرالات السابقون، مثل الجسر الرشيق الذي بناه السلطان سليم في عام 1914، وأفضل نزهة على طول ضفة النهر الداخلية على الجانب المقابل للطريق، تنزه على طول مسار المشاة فقط واكتشف البساتين البرية والمنازل اللبنانية التقليدية.
نهر العاصي
يُعرف باسم “المتمرد” أو “العاصي”، ويتدفق من منبعه في البقاع شمالًا إلى سوريا ثم إلى تركيا، ويتدفق عاصي على مسار صخري، وهو مثالي لأولئك الذين يبحثون عن الإثارة ذات المفصل الأبيض، وتعتبر رياضة التجديف هي الرياضة المفضلة هناك مع وجود صعوبة من الدرجة الأولى إلى الثالثة في أجزاء معينة بالقرب من الهرمل.
نهر الليطاني
يعتبر نهر الليطاني، الذي يتدفق بطول 140 كم بالكامل داخل لبنان، أطول نهر في البلاد، ويُعد سد لاتيني في القرعون مكانًا جيدًا للمشي، حيث توجد بحيرة صناعية بطول 1350 مترًا تصطف على جانبيه مع عدد قليل من الفنادق والمطاعم الصغيرة التي تقدم سمك السلمون المرقط الطازج، وفي نهر أبو أسواد، على بعد 10 كيلومترات فقط شمال صور، يعد جسر ليونتس أحد المعالم البارزة، مع هيكل قوس قطاعي يعود إلى العصر الروماني القديم.