ما المصدرية في القرآن
ما المصدرية
ما حرف وتأتي بأنها تسبق الفعل، ولقد اختلف العلماء كثيرًا من أجل عرض أهم دلالات ما بأشكالها وأنواعها المختلفة، فمنهم من قال إن ما المصدرية اسماً أكانت أم حرفًا، ولكن جائت في القرآن الكريم بدلالات كثيرة وقام بتوضيحها لنا العلماء والمفسرون و تعريفنا الفرق بين ما المصدرية الزمنية والغير زمانية، وهي تؤول مع فعلها بمصدر صريح يعرب هذا الفعل حسب موقعه فى الجملة، ويكون الفعل مبنياً على السكون ويتم تقسيم ما إلى نوعين هما ما مصدرية ظرفية وقتية و مصدرية غير وقتية:
- أولاً (ما) المصدرية الظرفية وقتية : تأتي ما علي شكل حرف + الفعل ويكون معهما دائماً مصدر، وهى تبين الزمن (المدة)، ويكون إعرابها هو: ما حرف ظرف زمني مبنى على السكون المقدر، ويكون والمصدر المؤول لها ” ما + الفعل ” وإعرابه في محل نصب ظرف.
- ثانياً (ما) غير زمنية : وتأتي ما بعدها المصدر مباشرة ويعرب على حسب موقع الفاعل الذي يسبقه فمن الممكن أن يكون مفعولا بيه أو مجرورا بحرف الجر، ويكون إعرابها هو : ما حرف مصدر مبني على سكون المد المقدر والمصدر المؤول لها يكون ” ما + الفعل ” إعرابه في محل جر حرف الجر.
أمثلة من القرآن لما المصدرية
هناك كثير من الأمثلة على ما المصدرية تأتي في القرآن الكريم لتوضيح المعني والزمن في كل آية مثل:
- “خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ”
- “وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ”
- “وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ”
- “اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ”
- “وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا”
أنواع ما في القرآن الكريم
يتم تقسيم أنواع ما في القرآن الكريم على حسب موقعها فى الجملة، واختلف العلماء والمسفرين للغة العربية في شرح وتفسير ما وشرحها، واختلف ايضاً علماء لغة النحو والبلاغة، لأن ما ذات لها دلالات متنوعة و وظائف نحوية مختلفة، فهناك فروقات واضحة في طريقة شرح ما وتفسيرها بشكل صحيح لتوضيحها في القرآن الكري:
-
أولاً (ما) الموصولة:
وتأتي هنا (ما) بمعنى الذى، ويتم إعرابها على انها اسم موصول مبني على السكون في محل …..حسب موقعه في الكلام، الموصول: معناه أنه ناقص لم يكتمل فيحتاج إلى ما يتممه وهذا يسمى بالصلة، (ما) تأتي كاسم موصول مشترك، وهذا يعني أنها تشترك فيها المفرد والمثنى والجمع وايضاً والمذكر والمؤنث، فمثل قوله تعالي ” فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع” [النساء: 3] ، وتاتي (ما) دائم للعاقل ويمكن ان تقترن (ما) العاقل بغير العاقل مثل قولة سبحانه وتعالي ” يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ” . -
ثانياً (ما) الشرطية
: وهي اسم مبهم لغير عاقل يجزم فعلين ويضمن معنى الشرط، وتاتي (ما) وقوعها في صدر الكالم، وهي صريحة في دلالاتها مثل قوله تعالي”وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ “، الاعراب النحوي ل (ما) الشرطية هو : اسم شرط جازم، ومحله من الرفع علي الابتداء وهذا إذا كان الفعل الذي يأتي بعدها قد تستوفي مفعولة، وإلا يكون اعرابها مفعول به مقدم استوىف مفعوله. -
ثالثاً(ما) التعجبية
: تفيد انفعالاً فى النفس عند تعجبها من شيء سببه خفي، ويكون إعرابها اسم تعجب نكرة مبني علي السكون في محل رفع مبتدأ، وهي تأتي بصيغة التعجب مثل “قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ”. -
رابعاً (ما) النافية
: وهي حرف نفي ويكون هذا الحرف نوعان، النوع الأول (ما) بمعنى لا والتي إذا دخلت جملة فعلية لا يكون لها عمل، مثل “ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون”، والنوع الثاني هو الذي يكون شبيه (بليس)، وتعمل (ما) هنا بالشروط التي تعمل بها (ليس)، وهي تقوم بتقديم الاسم على الخبر ويكون هذا في حالة إذا كان الخبر شبه جملة وألا ينتقض نفيها بإلا مثل قوله تعالى “ماهذا بشرًا”. -
خامسًا (ما) الزائدة
: ويطلق عليها بعض العلماء عند تفسير القرآن (ما) المؤكدة، ذلك اختلف أهل العلم في إذا كان هناك وقوع الزيادة في القرآن، وقال كثير من المفسرين وأهل النحو البلاغة، أنه تم إيقاع الزيادة وإن الحروف زادت للتأكيد، وهناك بعض العلماء والمفسرين ينكرون وقوع الزيادة في القرآن، ولكن المعنى الزائد في القرآن أن أصل المعنى موجود لكن دون تأكيد، حدث فائدة للتوكيد بوجود الزائد.[1]
اللغة العربية في القرآن
الحمد لله الذي انزل علينا القرآن الكريم باللغة العربية و نزول القران باللغة العربية شرف عظيم لها أن تنزل بها القرآن الكريم، ونزل القرآن على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان هو أفصح البشر لساناً، وهذا زاد من شرف اللغة العربية لأنها كانت لغة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان الصحابة الكرام ومن اتبعه رضي الله عنهم جميعاً، حريصين على تعلم لغة القرآن الكريم، وحين نبحث نرى عناية القرآن الكريم باللغة العربية وهناك آيات كثيرة تدل على أن القرآن نزل عربياً،ولذلك أن التعمق في بحار اللغة العربية هو الطريق لإدراك معاني القران الكريم، ثم قال قال الفارابي: “القرآن كلام الله وتنزيله، فَصَّل فيه مصالح العباد في معاشهم ومعادهم، مما يأتون ويَذَرُون، ولا سبيل إلى علمه وإدراك معانيه إلا بالتبحر في علم هذه اللغة” ،
- “إنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” [يوسف]
- “وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا” [طه 113]
- “تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ” [فصلت]
- “وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْـجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْـجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ” [الشوري]
إعجاز اللغة العربية في القرآن الكريم
نحن نري الاعجاز في القران الكريم في كل اية من اياته واعجاز اللغة العربية في القرآن كثيرة، قد رأينا نجاح تجربة اللغة العربية في الجزيرة العربية، وكان الإدراك لهذا الاعجاز في القران نراه كل سورة وفي كل آية من الآيات، قال تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 198، 199]، فلم ينقادوا العرب آية واحدة من آيات القرآن الكريم، ولم يستطيعوا مقارنة القرآن بمثله أبدًا، لم يستطع ابداً لا شعراؤهم ولا آدابهم ولا حكمائهم أن يؤلفوا أو يأتوا بآية واحدةً مثل اعجاز اللغة العربية، واذا تم ترجمة القرآن الكريم إلى اي لغة اخرى يختفي الاعجاز عند ترجمة المعاني أو استخدام لغة غير اللغة العربية فلا يشعر بالإعجاز اللغوي، فكيف يمكن أن نفهم معنى هذه الآية عند ترجمتها، {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [هود: 44].[2]