ماذا يسمى المسافر الذي نفذ مامعه

المسافر الذي نفذ مامعه يسمى


المسافر الذي نفذ مامعه يسمى

ابن السبيل


. وكان يطلق عليه في الأزمنة القديمة اسم الغارم أو الغريب أو في سبيل الله  وقد أطلق عليه هذا الإسم لأنه يسلك طريقاً للسفر أو هو  المسافر الذي انقطعت مؤنه ، واحتياجاته ونفذ كل ما معه من مؤن وزاد ، وزواد وولم يتوفر لديه مال يكفيه لإستكمال سفره لذلك لابد أن يعطى له من مال الزكاة حتى يبلغ مقصده وقد ذكر الله تعالى ابن السبيل في كتابه الكريم في قول الله تعالى (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار  الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخورا) وقد ذكره الله تعالى مرتبطاً بأركان الإسلام الخمسة مثل الصلاة ، والزكاة ، والصوم وهذا يدل على أهمية مساعدة ابن السبيل وتقديم يد العون له وقال الله تعالى(فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون)[2]

حقوق ابن السبيل

ابن السبيل هو المسافر الذي نفدت نفقته وليس معه ما يكفيه ليصل إلى بلده ولا يعتبر من كان في بلده ويريد أن يسافر ابن سبيل أما لو كان مسافراً ونفذ ما معه من مال وهو غني في بلده فيعطى له ما يكفيه لإستكمال سفره لأنه في تلك الحالة هو مثل الفقير الذي لا يمتلك مال ، ولاطعام ولابد من مساعدته دون أن يشعر بالإذلال ، والمهانة ويعطى له ما يكفيه ليصل إلى مكانه وهذا هو رأي المالكية والحنفية والحنابلة.

ولا يعد المنشئ أو الذي يشرع في السفر وهو في بلده أنه ابن سبيل فلا يعطى من الزكاة ، لأن المنشئ للسفر من بلده لا يصدق عليه أنه ابن سبيل ، فلو قال : إني محتاج أن أسافر إلى المدينة ، وليس معه فلوس ، فإننا لا نعطيه بوصفه ابن سبيل لأنه لا يصدق عليه أنه ابن سبيل ، وأن حكم السفر لا يثبت بهمة به دون فعله  لكن إذا كان سفره إلى المدينة ملحاً كالعلاج مثلاً ، وليس معه ما يسافر به فإنه يعطى من جهة أخ له أو صديق أو قريب له.

أما إذا سافر الشخص بغرض إرتكاب معصية أو أذى أو فعل ما نهى الله عنه وكانت النية مبيتة لذلك ولم يتوب ، ويرجع عن تفكيره ، ونفذ ما معه من مال ، وطعام أثناء السفر فذلك لا يعد ابن سبيل عند المالكية، والشافعية ، والحنابلة لأن في صرف الزكاة تشجيع له على الإستمرار في فعل المعصية وبإعطاؤه مال فهو بذلك شريك له في الضرر ، وفي عدم إعطاؤه مال لعدم استكمال سفره فيه فائدة للمجتمع من عدم قدرته على ارتكاب ما ينويه من أذى وضرر  والدليل على ذلك  قول الله تعالى   قال اللهُ تعالى: (

وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).

مصرف ابن السبيل في العصر الحديث



يوجد الآن بعض الشروط التي نصت عليها الشريعة الإسلامية في الزكاة ، وشروطها التي تتعلق بابن السبيل في العصر الحديث ومن هذه الشروط الآتي:

أجاز العلماء أن يأخذ

ابن السبيل

من مال الزكاة ويشترط أن يكون مسلما ومحتاج في سفره إلى مال ومعونة كما يشترط ألا يكون في سفره إرتكاب إثم أو ذنب وأن يكون مسافرا بالفعل بخلاف من يريد السفر وهو في بلده فلا يستحق كما لا يشترط في السفر لطاعة فقط بل إذا كان في السفر واجب أو مستحب أومباح.

يعطي ابن السبيل من الزكاة اكتفاء بدعواه والظاهر من حاله ، ولا يطالب بإقامة البينات على ضياع ماله أو نفاذ نفقته كما يعطى له بمقدار ما يحتاجه فإن وجد ماله الضائع أو فاض معه بعض مال الزكاة بعد عودته ، صرف مال الزكاة فعليه أن يرد ذلك المال إلى بيت الزكاه.

طلاب العلم والعمال المغتربين خارج ديارهم لطلب العلم ولا يستطيعون الوصول إلى ديارهم فيجوز إعطاؤهم من بيت الزكاة ليتمكنوا من الرجوع إلى ديارهم ويشترط المالكية أن يكونوا عاجزين عن الاقتراض ويستحب بعض العلماء أن يقترض.

الحجاج والعمار الذين تضيع أموالهم أو تنفذ نفقاتهم أو تصيبهم الكوارث التي تذهب أموالهم ومراكبهم ، وقد تصيبهم في أنفسهم مما يستوجب معالجتهم ، فضلاً عن حاجتهم إلى المال الذي يعيدهم إلى ديارهم مع عدم تمكنهم من الوصول إلى أموالهم في ديارهم .

الدعاة إلى الله والمجاهدين في سبيله الذي يفقدون أموالهم من أجل إعلاء كلمة الحق والدين وتعرضوا لفقد أموالهم في أثناء الطريق  ولا يمكنهم الوصول إلى أموالهم في ديارهم ، فيعطون ما يتمكنون به من إكمال مهمتهم والعودة إلى ديارهم .

التجار وأرباب الحرف والصنائع الذين يضربون في أرض الله الواسعة إذا ضاعت أموالهم ، وهم أغنياء في ديارهم ولكنهم لا يستطيعون الوصول إليها وكذلك الغزاة الأغنياء الذين لا يستطيعون الوصول إلى أموالهم في ديارهم والأولى أن ينفق على هؤلاء من مصرف في سبيل الله .[1]

فوائد السفر

للسفر فوائد متعددة منها أنه يمنحك مزيد من الحرية ، والتفاؤل ، والإنطلاق ويجعلك تستطيع إتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب مما يجعلك تستطيع التعامل مع  أي مشكلة في المستقبل.

السفر ينمي الكثير من المواهب لدى الفرد ويجعله يعرف ثقافات متعددة ، وتقاليد متنوعة تختلف عن ثقافاتهم الأصلية التي يعتادون عليها مما يزيد من حب الاستكشاف والبحث في أصول هذه الشعوب ولا ننسى الأدعية التي حثنا عليها الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة في السفر منه

دعاء السفر

(الله أكبر الله أكبر سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) ويقال أيضا أستودعك الله دينك وأمانتك أخر عملك زودك الله التقوى وغفر ذنبك وبارك لك في سفرك).

يساعد السفر  على إكتساب مهارات جديدة سواء كان السفر للعمل أو للدراسة أو للنزهة وبالتالي الإختلاط بأصدقاء من ثقافات مختلفة وبالتالي تعلم مهارات جديدة تجعلك الأفضل في شتى المهارات كما يساعد السفر على تعلم أنشطة ورياضات ، وهوايات جديدة غير منتشرة في بلدك وكذلك الإستمتاع بجو مختلف يساعد على الإسترخاء ، والمرح ، والمتعة.

يعمل السفر على تعزيز السيرة الذاتية للإنسان وبالأخص إذا كان يمارس مهنة ما أو وظيفة أثناء سفره وتعلم المزيد عن المناطق الجغرافية للبلاد وإجراء الدورات التدريبية التي تزيد من الخبرات ، والمعلومات ، والمهارات.

بالرغم من كل هذا فإن

إيجابيات وسلبيات السفر

متعددة وهي في السفر يشعر الفرد بالغربة ، والوحدة ، والحنين للأهل والوطن ، والأصدقاء ، والأقارب وكل أحبائه كما قد يشعر الفرد في السفر بمفرده بالقلق ، والرهبة ، والخوف،  واحتمال التعرض لمواقف محرجة.