أهمية التدوين التاريخي
لماذا التدوين التاريخي مهم
إن التاريخ ذا أهمية بالغة في تاريخ الأمم؛ لهذا السبب يتم التركيز على
نشأة التدوين التاريخي عند المسلمين
حيث أن التدوين هو شاهد على مختلف الأحداث التي تتم في مر العصور وعلى مختلف السياسات والأقتصادات المختلفة، وكذلك على الحروب والفتوحات المختلفة، والتي تعتبر وسيلة للتعرف على الجوانب المهمة في التاريخ الإسلامي.
إن دراسة أي أمة يتم من خلال دراسة هذه الأمة وجميع المواقف التاريخية التي قد مرت بها على مر العصور، ويتم التعرف ما نشأت عليه الأمة من مختلف القيم والفضائل المختلفة، وهذا الأمر ذا أهمية بالغة في بناء الحضارات المختلفة، والدليل على الفكر المستنير أن يتم البحث في تاريخ الأم والاستفادة من جميع المواقف الإيجابية به والتعلم منها، كما أن معرفة الماضي تعتبر من الوسائل التي يمكن الأعتماد في بناء الأمم الحديثة أقتداءً بما جاء به التاريخ.
في البداية كان يتم الأعتماد على نقل الأخبار من خلال الحديث فقط ولم يوجد وسيلة أخرى لهذا الأمر؛ لهذا السبب فإن التدوين التاريخي ذا أهمية بالغة، فلولا التدوين التاريخي لن يكون لدينا القدرة على معرفة معلومات حول التاريخ القديم، وفي وقتنا الحالي يوجد العديد من الدول المختلفة التي تهتم بتسجيل مختلف الوسائل التي يمكن من خلالها معرفة تاريخ الأمم السابقة، وذلك لأن هذه المعرفة ذات اهمية بالغة.
عندما جاء الإسلام فإن هذا كان سبب في أن يتم التدوين التاريخ بداية من الهجرة النبوية، حيث أنه يوجد العديد من الجوانب الحياتية المختلفة التي تحتاج إلى أن يتم تدوينها بشكل مستمر، وإلى معرفة ما مرت به الحضارات السابقة.
انماط الكتابة التاريخية
لقد تعددت أنماط الكتابة التاريخية وأصبح لها العديد من الصور المختلفة، ومن ضمن هذه الأنماط ما يلي:
الخبر
الذي يتمثل في سرد تاريخي إلى حادثة تاريخية بشكل مفصل بدون أن يزيد طولها على بضع صفحات يتم توضح جميع جوانب الحادثة من خلالها، ولقد شمل ما حدث في أيام العرب قبل الإسلام، وبداية من القرن الثالث الهجري لقد تطور الأمر وأصبح يتم إضافة ملخص إلى الخبر في البداية قبل أن يتم تفصل الخبر، فكان يتم تسليط الأضواء على معركة بعينها أو على وصف عمل من الأعمال.
المغازي والفتوح
لقد ظهر هذا النمط الذي يعتبر من أشهر أنماط الكتابة التاريخية والذي قد ظهر في العصور الإسلامية خلال الفتوح التي كان يقوم بها المسلمين لنشر الإسلام، والغرض من هذا النوع أن يتم التعرف على طبيعة الفتوح بشكل مفصل وتوضيحها، وكل حدث وجد مجموعة من المتخصصين في جمع الأخبار الخاصة به وكان يتم تدوينها بشكل مفصل وبصدق.
الحوليات
التي كانت وسيلة لأن يتم سرد الأحادث المتعددة على مدار العام ويتم هذا بناء على ترتيب وقوع الأحادث، وعند كتابة الأحداث في نفس العام كان يبدء بعبارة وفي السنة نفسها، ولم يعتبر هذا التاريخ موضعي وذلك لأن الحادثة الواحدة قد تمت على عدة سنوات، ومن ضمنها تاريخ الطبري الذي يوجد به العديد من المؤلفات التي قد تمت به، ونظرًا لأن الكتاب كان شامل فإن هذا الأمر جعل العديد من المؤخرين يعتقدون أن الطبري لا يعتبر أول من قدم هذا النوع من الكتابات، وأنه يوجد العديد من الأشخاص الذين قد سبقوه في هذا المجال.
الطبقات والتراجم
هي عبارة عن تصنيف إسلامي قام المؤرخون بإبتكاره وذلك لأن لديهم تعبير حول فكرة التاريخ الذي يعتمد على أفراد عاديين ولا يشترط أن يعتمد على زعامات، وهذا النوع من التأريخ لقد ظهر في أول مرة في القرن الثاني وأستمر على مر العصور، وكانت بدايته مع علم الحديث حيث كان يتم من خلالها التأكد من الصدق الرواة قبل أن يتم تدوين الحديث، وذلك بناء على المنهج المتبع في تنقية الحديثة والذي يعرف بإسم الجرح والتعديل، وأستمرت بين الكثير من الأشخاص وتطورت بشكل واضح والتي قد أصبحت مرتبة في حروف المعجم، ولقد أصبح يتم إضافتها إلى كتب التاريخ على أنها معجم.
تواريخ المدن والخطط
تعتبر ضمن أشكال التاريخ والتي تعتبر خليط بين التاريخ والجغرافيا، وفي هذا النوع يتم تناول المظاهر التاريخية في مدينة ما ثم يتم استعراض تاريخيها بالكامل، وتشمل العديد من المعلومات حول الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية في مختلف العصور.
منهج التدوين والتاريخ
لقد تعددت صور الكتابة التاريخية بشكل واضح ولم تستمر على نفس الشكل البسيط الذي كان في أيام العرب، وتتمثل مناهجها فيما يلي:
الإنسان صانع التاريخ
إن المبدأ الأساسي الذي أعتمدت عليه المؤرخ العرب أن الإنسان هو الذي صنع التاريخ، وأن حوادث الإله تجري بناء على سنن معينه تم ذكرها في القرآن الكريم، وأن بها العديد من الدروس والعبر التي على الإنسان أن يستفيد منها، وهذا الأمر يختلف مع الفكرة التاريخية العبثية والتشاؤمية التي قد سادت الفكر الغربي.
نفي القداسة عن التاريخ
إن التاريخ من صنع الإنسان؛ لهذا السبب فإنه لا يعتبر شيء مقدس ويمكن أن يكون به العديد من الإنحرافات، بل أنه يمكن أن يصل الأمر إلى الإضمحلال في حال ضل الإنسان ولم يتبع الهدي الإلهي.
الدين محور التاريخ
لقد قام المؤرخ المسلم بتدوين التاريخ على اعتبار أن الدين هو المحور الأساسي في التاريخ، وبشكل عام فإن التاريخ لا يمثل تاريخ بين الملوك والحروب المختلفة بين أهل الحق وأهل الباطل، وهذا دليل على أن التاريخ مستمر وأنه لا يمكن أن يتم الوصول إلى نهايته.
تأكيد الغاية الأخلاقية للتاريخ
إن الغاية من التاريخ هو العظة والعبرة والتدابير هذا ما تم استخلاصة من خواتير القصص التي ذكرت في كتاب الله تبارك وتعالى، ولقد جاء في ذلك قوله تبارك وتعالى: (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب )).
نشأة وتطور علم التاريخ
لقد بدأت بوادر علم التاريخ بداية من عصور ما قبل الإسلام، والتي كانت سبب في ظهور صورتين من المعرفة التاريخية، والتي تتمثل فيما يلي:
- الأنساب: في هذا النوع يتم توضيح نسب القبائل العربية المتتالي، حيث أن العرب قبل التدوين قد حرصوا على حفظ شجرة الأنساب وتدوينها إلى أبنائهم بتتالي، والغرض من ذلك عدم انتساب نسب الأجيال القادمة مع القبائل الآخرى.
- أيام العرب: التي كان من خلالها يتم طرح الحروب وأيام العرب، والتي تشبة سجل إلى جميع الحروف التي قامت بها القبائل المختلفة، والتي تزيد من الشعور بالقبلة لدى أبناء القبيلة.
مع مرور الوقت ظهور الإسلام فلقد أصبح الدين هو المحور الرئيسي في العملية التاريخية وليس الإسلام، ومن ضمن ما كان يتم تسجيلة هي السيرة النبوية والأحاديث النبوية وكان يتم تنقية الأحاديث حتى لا يتم نسب بعض الأقاويل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون ذكرها .
وأستمر هذا بداية من الصحابة إلى التابعين والتابعين؛ لهذا السبب فإن التاريخ الصحيح يتم الحصول عليه من القرآن الكريم وسنة رسول الله صلوات الله وسلامة عليه، كما كان يتم تسجيل الفتوحات المختلفة والحروب وغيرها من المعلومات التاريخية لمعرفة العصور القديمة. [1]