ما هي الأشجار في دول مجلس التعاون
من الأشجار في دول مجلس التعاون
يتسم مناخ دول مجلس التعاون الخليجي بأنه مناخ صحراوي حار ، بسبب اتساع رقعة الأراضي الصحراوية المنتشرة في دول الخليج ، مثل الصحراء الكبرى في المملكة العربية السعودية ، وصحاري دولة الامارات الشاسعة ، وفي هذه المساحات الواسعة من الصحاري الرملية ، تنمو أنواع مشهورة من الأشجار التي تأقلمت مع مناخ الخليج الحار ، وهي مشهورة ،
ولكل منها خصائصها ، وفوائدها في بعض الأحيان ، ويسعى هذا المقال إلى عرض أهم أنواع الأشجار في منطقة الخليج ، و مما تجدر الإشارة إليه أن هناك العديد من الأشجار التي لا حصر لها في مناطق الخليج ، وخاصة المملكة العربية السعودية ، فضلاً عن نمو العديد من
الاعشاب الحولية التي تنمو في دول مجلس التعاون
، والنباتات المختلفة مثل النِّبْش ، و الهَذْب ، و الحَنْجَم ، و الرِّمْث ، و العَرْفَج ، و الغَرَف ، وغيرها.[1]
أشجار السمر
شجرة السمر ، و أكثر الأشجار شهرة في دول الخليج شجر السمر ، والتي تنتشر بشكل مكثف في مناطق صحراوية في كل من عمان ، ودولة الإمارات ، حيث تشتهر هذه الشجرة بوجودها بين الجبال المنتشرة في كلا البلدين ، وفي مناطق الوديان ، والمنحدرات الضخرية.
وقد كانت هذه الشجرة من أنواع الشجر التي قام الرحالة العرب أثناء رحلاتهم التجارية القديمة ، بغرسها في المناطق الصحراوية ، ثم أخذت هذه الشجرة في النمو حتى أصبحت تنصف ضمن أنواع الأشجار المعمرة ، وهي الأشجار طويلة العمر ، التي قد يتجاوز عمرها مئة وخمسون عاما ً، كما تنتشر هذه الشجرة في دولة الامارات العربية المتحدة بشكل واسع .
شجرة السدر
السدر هي الشجرة التي تشتهر في دولة الامارات ، وتتواجد بشكل كبير في دول الخليج الأخرى مثل السعودية ، وعمان ، و التي تنمو في الأماكن الجافة ، ولها قدرة كبيرة على التأقلم مع التربة الرملية ، كما تتسم هذه الشجرة بأنها تنمو حتى في منازل الاماراتيين ، وهي من أنواع الأشجار التي تطرح الثمار الحلوة ، ولها فوائدها ليس فقط على الانسان الذي يتغذى على عسلها اللذيذ ، و لكنها أيضا تعد مرعى للحيوانات التي تتغذى على أوراقها.
كما تتغذى الطيور أيضا ً على ثمارها ، ولهذا السبب تلاقي هذه الشجرة اهتماماً فائقاً بزراعتها من قبل الاماراتيين لفوائدها المتعددة ، واللافت للنظر هو عشق الاماراتيين لهذه الشجرة ، حيث ظهرت العدي من الأبيات الشعرية التي امتدحوا بها شجر السدر المخضرة ، والمثمرة ، فضلاً عن فوائد هذه الشجرة ليس فقط من الناحية الغذائية ، ولكنها أيضاً تستخدم في الناحية الجمالية من أجل تزيين أفنية البيوت في دولة الامارات ، مستخدمين من جذوعها الأخشاب لتجميل الفناء ، و الجذور القوية لصناعة الأسقف .
شجرة الغاف
شجرة الغاف بالنسبة لدولة الامارات ليست مجرد شجرة عادية ، لها فوائدها ، ولكنها أيضاً تحميل قيمة وطنية ، نظراً لأصالة هذه الشجرة ، واعتزاز الاماراتيين بها ، حيث اعتبرها حاكم دبي شعار رسمي يدل على قيم التسامح ، والعراقة ، والأصالة ، غير أن أحد التشريعات القانونية الهامة التي اتخذتها حكومة الامارات ، جاءت لحماية اقتطاع هذه الشجرة ، والتي أقيم لها عدد من المحميات الطبيعية.
وتصنف هذه الشجرة إلى قائمة الأشجار التي تتبع البقوليات ، ولها العديد من المواصفات كشجرة قوية قادرة على امتصاص الماء من جوف الأراض لعمق كبير ، كما تسهم هذه الشجرة في امتصاص الغازات الكربونية من الجو ، وبالتالي لها أهمية بالغة في مقاومة التغير المناخي ، خاصة وأن مناخ الخليج هو مناخ حار ، فضلاً عن استخداماتها في العديد من المنتجات الدوائية نظراً لفوائدها المتعددة .[2]
أشجار الكونكاريس
على الرغم من وجود أشجار ذات فائدة عالية في منطقة الخليج ، غلا أنه هناك بعض الأشجار التي تتسبب في أضرار مناخية وغيرها ، وتنمو في بعض دول الخليج مثل دولة الكويت ، حيث تنمو أشجار الكونكاريس ، وهي أحد الأشجار التي لها القدرة على التمدد بصورة هائلة تحت باطن الأرض ، ومن ثم تقوم هذه الشجرة بتدمير خطوط الأنابيب تحت الأرض.
وتتسبب في تلف المرافق العامة ، ولهذا السبب تحرص الحكومة الكويتية على تفادي نمو مثل هذه الأشجار ، نظراً لدورها في تدمير البنية التحتية ، حيث تتسم جذورها القوية بأنها متعطشة دائما ، و هذا هو السبب في تمددها بهذا الشكل المرعب الذي يهدد المناطق السكنية .
شجرة الحياة
من أكثر الأشجار شهرة في البحرين ، والتي تنمو في صحاري المملكة البحرينية ، ويصفها البحرينوين بأنها الشجرة الصامدة ، حيث تنمو في صحراء الصخرين دون أن يكون حولها أي أشجار أخرى ، أو نباتات ، وهي شجرة بتعجب لوجودها السكان ، وهي شجرة شديدة التأقلم ، يمكن أن تنمو ذاتياً ، وتتأقلم مع الكائنات الدقيقة الموجودة في التربة القاحلة التي تنمو بها في الصحراء الجرداء ، وقد بحث حولها المتخصصون ليعرفوا سر نموها ذاتياً ، وجودوا أن هذه الشجرة تنمو بأسفلها فطر المايكورايزا ، والذي يسهم في نمو هذ الشجرة ، دون الحاجة إلى الاعتناء بها ، أو سقايتها .
أشجار القرم
شجرة القرم أو كما يطلق عليها في الأدبيات الأجنبية بشجرة الـ”Cretaceous” ، وهي من أحد الأشجار الشهيرة في دولة قطر ، والتي تعتبر كثيفة التمدد ، حيث يتواجد منها غابات القرم التي تنتشر في مناطق مختلفة في دولة قطر ، كما يشار إلى هذه الأشجار في بعض الاحيان باسم المانجروف ، أو أشجار ” الإيك ” ، و التي اهتمت بها الحكومة القطرية وأنشأت لها محميات متعددة ، نظراً لأاهمية هذه الأشجار التي تساهم في تحقيق التوازن في البيئة.
ولها نفس خصائص الأشجار الأخرى التي تنمو في منطقة الخليج بصفة عامة ، من حيث قدرتها على التأقلم مع المناخ الحار ، وقدرتها على امتصاص المياه من جوف الأرض ، غير أن طبيعة هذه الأشجار تنمو أكثر بالقرب من المناطق الساحلية ، ولهذه الشجرة أهداف بيئية هامة مثل منع الانجراف ، ومنع التغيرات البيئية التي قد تحدث مثل عوامل التعرية ، كما تسهم هذه الشجرة على امتصاص الغازات السامة من الجو ، وتنتج غاز الأوكسجين بكثرة.
وهو ما يسهم في تنقية الجو بشكل كبير ، كما تتصف أشجار المانجروف بأنها تكون التربة الطينية ، نظراً لقدرتها على تجميع المواد العضوية من باطن الأرض ، خاصة وأنها تنمو على ضفاف الشواطئ ، وتنتشر على المناطق الساحلية بكشل ملحوظ ، وقد اهتمت بها الحكومة القطرية بشكل كبير لجعها محميات سياحسة يمكن زيارتها ، نظراً لجاذبية شكلها.[3]