نشأة الطوائف المسيحية
نشأة المسيحية
700بدأت الديانة المسيحية كـ حركة داخل الديانة اليهودية ، وفي ذلك الوقت تشتت اليهودية ، وكانت تهيمن القوى الأجنبية كثيرًا في هذه الفترة ، وكانوا اليهود يبحثون عن دين يدعوا للتوحيد والخلاص ، وهذا لم يجدوه مع الحكام الأجانب حيث كان هناك الكثير من التوترات ، وهذا سمح بدون شك لـ دخول الثقافة اليونانية بكل سهولة . [1]
والديانة المسيحية تعتبر هي الديانة الأكثر انتشارًا في العالم من بعد الإسلام ، وقد بلغ عدد المسيحين حوالي ملياري شخص ، وقد بدأت بـ مجموعة صغيرة من الأشخاص والاتباع ، ولكنها استطاعت الانتشار على نطاق واسع حول العالم ، مما يجعلها من الرسالات الناجحة في تاريخ البشرية . [2]
وكما ذكر لنا الكتاب المقدس ، نجد أن تم إنشاء وتنظيم الكنيسة الأولى بعد موت سيدنا عيسى عليه السلام بـ 50 يومًا ، وكان موقع هذه الكنيسة يتمركز في القدس ، وقد ساعدت الكثير من الأشخاص في اعتناق المسيحية ، ومن أهم الأشخاص الذين دعوا للمسيحية في وقت مبكر هو الرسول بولس الذي قام بـ نشر المسيحية ، وحرص على تعليم الإنجيل وقام بتأسيس الكنائس ، وكتب العديد من الكتب التي ساعدت في انتشار المسيحية . [2]
المعتقدات المسيحية
قد تحتوي الديانة المسيحية على بعض المعتقدات ، والمفاهيم الأساسية ، ومنها :
- التوحيد، حيث أمنوا المسيحيون بوجود إله واحد فقط ، وكانت تتجسد الألوهية بالنسبة إليهم في ثلاث أجزاء وهما : الأب وهو الله نفسه ، والابن ، وهو يسوع المسيح ، والروح القدس .
- أما عن جوهر الديانة المسيحية نفسه فهو يدور حول الحياة ، والموت ، وقيامة المسيح مرة أخرى لكي ينقذ العالم ، وأن عودته هذه تسمى بـ ” المجيء الثاني” .
- يعتبر الكتاب المقدس من الكتب الهامة ويشمل كل تعاليم يسوع ، كما إنه يشمل أيضًا حياة وتعاليم الأنبياء والتلاميذ .
- يتبع كل من المسيحيين ، واليهود العهد القديم من الكتاب المقدس على إنهم متممين لبعضهم البعض ، ولكن المسيحيين أيضًا يعتنقون العهد الجديد على عكس اليهود الذين لا يعترفون به .
- الصليب هو رمز الديانة المسيحية .
- أهم الأعياد المسيحية ، هي عيد الميلاد وفيه يتم الاحتفال بميلاد سيدنا عيسى “يسوع” ، وعيد الفصح ، وهذا العيد يُحيي ذكرى قيامة المسيح . [2]
نشأة الطوائف المسيحية
لفظ الطائفة في الديانة المسيحية يرمز لأي “منظمة دينية” ، ويتم توحيد التجمعات المحلية داخل هذه الطائفة في صورة واحدة من الناحية الإدارية والقانونية ، وهذه التجمعات تشترك معًا في العقيدة وحتى المعتقدات، وتنقسم المسيحية إلى ثلاثة طوائف وهما الطائفة الكاثوليكية ، والبروتستانتية ، والأرثوذكسية ، وهنا سنحاول توضيح
الفرق بين الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت
.
في بداية الأمر إذا تحدثنا عن الطائفة الكاثوليكية فهي يحكمها البابا ، والأساقفة الكاثوليك في جميع أنحاء العالم، أما عن طائفة الأرثوذكس ، أو كما يسمونها “الأرثوذكس الشرقيون” ، فهي تنقسم إلى وحدات مستقلة وكل وحدة منها يتم حكمها بشكل مستقل ، ولا يحكمها بابا كما في الكاثوليك ، وعند التحدث عن الطائفة البروتستانتية فهي تنقسم لـ مجموعة طوائف أخرى منها :
- المعمدان .
- الأسقفية .
- المبشر .
- الميثودي .
- المشيخي .
- الخمسينية .
- اللوثرية .
- الأنجليكانية .
- الإنجيلية .
- جمعيات الله .
- الإصلاح المسيحي .
- تلاميذ المسيح .
- كنيسة المسيح المتحدة .
وكل هذه الطوائف لديها وجهات نظر مختلفة ، ولكن جوهر إيمانهم واحد وهو التمحور حول تعاليم يسوع والالتزام بها . [2]
فعلى الرغم من وجود العديد من الطوائف في المسيحية إلا أن كلهم يؤمنون بأن جسد المسيح واحد ، وقد تكون كل هذه الطوائف ما هي إلا طريقة للحفاظ على الحماسة التبشيرية ، والتذكر دومًا أن روح الكنيسة تتكون من المسيح والمؤمنين الحقيقيين ، وإنهم في يومًا ما يجب عليهم الاتحاد . [3]
الفرق بين الطوائف المسيحية
بدون شك هناك العديد من الفروقات بين الطوائف المسيحية ، وهذه الاختلافات عميقة وتعتمد على عدد من العوامل الرئيسية ومنها :
-
مصدر العقيدة :
من المعروف أن جميع الأديان لها مصدر عقيدة ، وفي المسيحية يعتبر مصدر العقيدة مستوحى من الكتاب المقدس من العهد القديم والجديد ، ولكن قد تنظر الطوائف المسيحية أيضًا إلى كتابات أخرى خاصة بـ علماء لاهوت وأباء معينين للكنيسة . -
الكتاب المقدس :
قد تكون جميع معتقدات الكنيسة المسيحية قائمة في الأساس على الكتاب المقدس ، حيث أن الكتاب المقدس بالنسبة للمسيحين هو كلمة الله الخالية من الأخطاء . -
الكتابات اللاهوتية :
كل طائفة في المسيحية لديها مصادر أخرى بجانب الكتاب المقدس ، فعلى سبيل المثال نجد الكاثوليك لديهم الكتابات القديمة ، وطوائف أخرى لديهم عقائد يؤمنون بها . -
دور المسيح :
دور المسيح في كل طائفة يعتبر هو طريق الخلاص ، ولكن قد يختلف دوره من طائفة لأخرى ، من حيث اختياراته والإيمان نفسه ودوره في الخلاص ، وتختلف كل طائفة في طريقة نقل الإيمان نفسه للمسيحي . [4]
الزواج بين الطوائف المسيحية
الديانة المسيحية تؤمن كثيرًا أن الزواج هبة من عند الله ، وأنه هو الخطوة المناسبة لـ بناء حياة أسرية كما أنه إعلان رسمي عن الحب وتحمل المسئولية ، لذا قد يحظى الزواج بتقدير كبير في المسيحية حيث تعتبره الكنيسة سر مقدس ، وجميع الطوائف المسيحية تؤكد على أهمية وقيمة الزواج . [5]
ومن أهم الأمور التي تجعل الزواج يمر بسلام ، هو تعلم الأزواج كيفية التعامل مع اختلافاتهم الدينية ويقوم بإدارتها بشكل صحيح ، حتى لا تكون مصدر للتوترات والصراعات في العلاقة ، وفي الواقع أن هذه الاختلافات قد تعزز الروحانيات بشكل كبير بل تساعد الزوجين في اكتشاف عقيدة جديدة وفحصها عن قرب وهذا يعمق الإيمان كثيرًا . [6]
الخلاف بين الكنيسة الشرقية والغربية
عند التحدث عن أساس الخلاف بين الكنيسة الشرقية والغربية نجد أنه قد بدأ تحديدًا في 16 يوليو عام 1054 ، عندما طُرد بطريرك القسطنطينية ميخائيل سيرون لوريوس من روما وتم حرمانه كنسيًا ، وكانت هذه هي نقطة الانهيار ، حيث تصاعدت الكثير من التوترات بين الكنيسة الرومانية والتي مقرها في روما وبين الكنيسة البيزنطية والتي كان مقرها في القسطنطينية .
أدت هذه التوترات لحدوث انقسام سُمي بـ “الانقسام الكبير” ، وهذا أدى بدوره لانقسام الكنيسة المسيحية الأوروبية نفسها إلى قسمين وهما :
- الكنيسة الغربية الرومانية الكاثوليكية .
- الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية .
وهذا الانقسام نتج عنه مزيج معقد للغاية من الصراعات الدينية والسياسية أيضًا ، وغلبت الصراعات السياسية وقتها ، حيث كانت روما تريد السيطرة والقوة وأن يكون لها السلطة ولكن في نفس الوقت اعترض البطريرك صاحب السلطة الدينية للكنيسة الشرقية ، وهذا أدى لانفصالهم بشكل نهائي، ومنذ ذلك الوقت لم تتحد الكنيستان أبدًا .
واليوم، تعتبر الكاثوليكية الرومانية هي أكبر طائفة مسيحية ، حيث تضم أكثر من مليار مسيحي في جميع أنحاء العالم ، وتأتي الطائفة الأرثوذكسية الشرقية لكي تكون هي ثاني أكبر طائفة مسيحية ، حيث تضم أكثر من 260 مليون مسيحي حول العالم . [7]