نشأة البنوك الإسلامية وأهدافها
ما هي البنوك الإسلامية
تم تعريف البنوك الإسلامية على إنها مؤسسة مالية تلتزم بعدد من المبادئ التي تراعي الشريعة الإسلامية وتضع عدد من القواعد والإجراءات في سياق ذلك ، وحتى المنظور التي تنظر من خلاله هذه البنوك هو منظور اقتصادي إسلامي .
وقد ظهر ذلك من خلال الممارسات الخاصة بالاستثمار وحتى الأنشطة الاجتماعية ، وتبحث البنوك الإسلامية دومًا عن طرق تساعدهم في تحقيق الأهداف المرجوة بدون دفع أو استلام أي فوائد في المعاملات البنكية ، وحتى إنها تقوم بإتباع المبادئ الإسلامية في كل معاملتها . [1]
وهناك أكثر من 300 بنك إسلامي وحوالي 250 صندوق استثمار مشترك موجودين في جميع أنحاء العالم وكلها تتفق حسب المبادئ الإسلامية ، ويجب أن نذكر أنه قد نما رأس مال البنوك الإسلامية بشكل كبير في الفترة ما بين عامي 2000 و2016 ، ورجع كل هذا إلى الاقتصاد المتصاعد في العديد من الدول الإسلامية ، وقد وصل رأس المال إلى 3 تريليونات دولار في عام 2016. [2]
النظام المالي الإسلامي
قد يكون النظام المالي الإسلامي الأساسي في البنوك الإسلامية ، هو القضاء على الفوائد في جميع أشكالها، كما أن من أهم المبادئ الإسلامية “الشعور بالتعاون” ، والذي تحرص عليه هذه البنوك ، فتقوم بمساعدة العملاء وتتبع مبادئ قائمة في الأساس على التقوى ، والخير ، والتعاون ، والقضاء على الاستغلال ، وهذا بدوره يساعد في بناء مجتمع يمتثل بدوره للشريعة الإسلامية .
وعند النظر لـ
انواع الحسابات في البنوك الإسلامية
،
فيجب النظر إلى التمويل الإسلامي نفسه لكي نرى بوضوح أنه قد يكون شكل من أشكال الاستثمار والإقراض الأخلاقي ، حيث لا تقوم البنوك الإسلامية في الاستثمار في أي مشاريع خاصة بـ القمار ، والكحوليات ، أو حتى الأطعمة التي يدخل بها لحم الخنزير . [3]
نشأة البنوك الإسلامية
ظهرت البنوك الإسلامية في القرن العشرين ، وذلك عندما بدأ المفكرون المسلمين في اكتشاف بعض الوسائل التنظيمية التي تساعد في عدد من الأعمال التجارية ، وكانوا حريصين على أن تكون هذه الأعمال كلها خالية من أي فوائد .
وعن ظهور أول بنك إسلامي في مصر، نجد أنه ظهر في عام 1963 ، تحديدًا في ميت غمر في مصر ، وكان هو الأول من نوعه، وكان من ضمن أهداف إنشاء هذا النوع من البنوك هو تثقيف الأشخاص حول استخدام البنوك بشكل يحترم القيم الإسلامية . [3]
وعند النظر للبنوك التقليدية نجد أنها تعتمد على الفوائد في معاملاتها وتعتبرها سعرًا للائتمان بين كل من المدين والدائن، أما في البنوك الإسلامية ، فـ القروض على سبيل المثال يتم منحها مجانًا بدون سعر للائتمان ، والمبدأ الأول في البنوك الإسلامية هو عدم التعامل بالظلم . [1]
أهداف البنوك الإسلامية
قد يكون الهدف الأول والأساسي من إنشاء البنوك الإسلامية ، هو تطوير وتعزيز المبادئ الإسلامية في كل المعاملات الخاصة بالبنك ، وهذا قد يظهر فعليًا في طريقة المعاملة مع العملاء ، وكيفية تعزيز استثماراتهم بشكل واضح ، وكل هذا قد ينعكس على الاقتصاد بدون شك ومن أهم أهداف البنوك الإسلامية الأخرى :
- تقديم خدمات مالية تتوافق مع المبادئ الإسلامية .
- المشاركة بشكل فعال في التنمية الاقتصادية .
- قد يؤدي هذا إلى الازدهار ولكن ضمن المبادئ الإسلامية .
- تخصيص الموارد بشكل فعال وسهل .
- تحقيق الاستقرار في الاقتصاد الإسلامي حول العالم .
وهناك بدون شك هدف مهم آخر لـ البنوك الإسلامية ، وهو ضمان التوزيع العادل لكل من الدخل والموارد . [1]
السمات المميزة للبنوك الإسلامية
قد تتمتع البنوك الإسلامية بعدد كبير من السمات المميزة عند مقارنتها بالبنوك التقليدية ، ومن ضمن هذه السمات المميزة :
-
إلغاء الفائدة (الربا) :
من المعروف أن الربا من المحرمات في القرآن الكريم ، ومن أهم السمات المميزة في البنوك الإسلامية إنها قد تعمل بدون فوائد ، وهذا من إحدى أهم الفروقات بينه وبين البنوك التقليدية . -
الالتزام بالمصلحة العامة :
في حين أن البنوك التقليدية تقوم باستخدام الأموال العامة ، ولا تهتم بـ المصلحة العامة ، نجد أن البنوك الإسلامية تهتم بكل من المصلحة العامة والفردية ، وحتى الجماعية لتحقيق الأهداف المختلفة التي تصب في النهاية في المبادئ الإسلامية . -
بنوك متعددة الأغراض :
هي من السمات الجوهرية الأخرى التي تتميز بها البنوك الإسلامية ، وقد تم إنشاء هذه البنوك في الأساس لكي تكون مزيج بين البنوك التجارية ، والاستثمارية ، وصناديق الاستثمار ، حيث أنها تقدم مجموعة متنوعة من الخدمات لذلك هي متعددة الأغراض . -
تعمل كـ محفز للتنمية :
قد تكون المشاركة في الربح والخسارة من السمات المميزة لـ البنوك الإسلامية ، حيث أنها تعمل على تحفيز العلاقات ، مما يعمل على تحفيز التنمية بين كل من البنك ، ورجال الأعمال مما يزيد بدوره الخبرات المالية . [1]
خصائص البنوك الإسلامية
قد تختلف البنوك الإسلامية عن البنوك التقليدية ببعض الخصائص ، ومن
خصائص البنوك الإسلامية
:
- منع الإقراض القائم على الفائدة .
- منع المضاربة على التجارة القائمة .
- احتواء جميع الهياكل المالية على أصول متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية .
- تقاسم الأرباح على أساس تقاسم الموارد .
- الاستثمار مغطى بأصول فعلية مما ينتج عنه مخاطر أقل .
- حدوث صفقات عادلة ومنصفة .
- انخفاض التكلفة على العميل ، وذلك لعدم وجود فوائد على القروض ، أو على التأخير في السداد كالبنوك الأخرى .
- قلة التأثر بـ الأزمات المالية .
- تساعد البنوك الإسلامية في زيادة الدخل القومي ، لأنها تشجع الأفراد على المشاريع . [4]
أهمية البنوك الإسلامية
قد تظهر أهمية البنوك الإسلامية من خلال عدة أشياء منها :
- توفير العدل والإنصاف ، حيث تعتمد البنوك الإسلامية على مبدأ هام للغاية وهو مبدأ “تقاسم الأرباح” ، وفيه يتقاسم كل شيء مع العميل ، فـ يتقاسم المكسب والخسارة ، وهذا قد يكون أكثر إنصافًا .
- كما أن هذا النوع من البنوك تقدم خدمات مصرفية للجميع ، وكلها تستند للمبادئ الإسلامية ، ومن الجيد أن هذه الخدمات ليست مقتصرة فقط على المسلمين ، ولكن هي متاحة لغير المسلمين أيضًا .
- تعمل البنوك الإسلامية على ممارسة الأعمال التجارية بشكل منصف وعادل وتتميز بالشفافية ، كما أنها على وعي كامل بالمخاطر.
- ترى البنوك الإسلامية الأبعاد الأخلاقية ، بل وتلعب هذه الابعاد دورًا هامًا للغاية في اختيار الأعمال والأنشطة التجارية التي تقوم بتعزيز استثمارات نافعة للمجتمع وتعمل على تحسين السلوك المجتمعي .
- من المعروف أن المضاربة من الأمور التي تؤدي إلى عدم الاستقرار بل إنها تهدر رأس المال ، وتمنع البنوك الإسلامية القيام بالمضاربة وتركز على توظيف رأس المال في اقتصاد حقيقي . [5]