مظاهر النزعة العقلية في قصيدة أبي تمام


التعريف بأبي تمام


عاش الشاعر أبي تمام في عصر الدولة العباسية ، ولد في عام مائة وسبع وستين هجرية وتوفى عام مئتان وواحد وثلاثون هجرية ، كان شاعر شهير في العصر العباسي ، و اجتهد أبو تمام في أن يكون شعره مختلف عن شعراء زمانه، عاصر أبي تمام فترة زمنية سادات فيها الدولة العباسية ، كما عاصر حكم المعتصم بالله، و كان جزء من أحداث تلك الفترة والتي أبرزت

عوامل ظهور النزعة العقلية

في الشعر والحياة الأدبية في تلك الفترة والتي عادت على بالتبعية على شعر أبي تمام كجزء من الحياة الأدبية في ذلك الوقت. [2]


ما مظاهر النزعة العقلية في قصيدة أبي تمام


ظهرت النزعة العقلية في قصيدة أبي تمام حيث رصدت القصيدة حدث هام في حياة الأمة ، كان العقل فيه في القصيدة هو السائد ، الراجح ، الذي تميزت به ، وسطر عنه النقاد والمؤرخين ، والشعراء سطور، و عن

تعريف النزعة العقلية

في شعره قصيدة تحدث عنها المهتمين تعرضت لما دار بين المنجمين في هذا الزمان وبين الخليفة المعتصم، والذي سطر الرد عليهم في أبيات باقية، و من تلك المظاهر التي سطرتها القصيدة من ناحية النزعة العقلية :


  • الفخامة التي تميزت بها القصيدة ، بشكل لافت لاقى استحسان الجميع، وحتى بعد مرور السنين لازالت فخامة القصيدة مظهر بارز لها يميزها، وخاصة فخامة الوزن ، الذي تميزت به.

  • القافية التي ميزت ، و أبرزت الأبيات ، وقدمت تميز خاص في قافيتها، وهو ما جعلها في ميزان النقد ، تطغوا، و جعلها من المظاهر الواضحة للأبيات، كذلك كان اللفظ ، و تميز اللفظ في القصيدة بروعته ، وعقلانية اختياره ، و بداعة الاختيار، والاعتماد في اللفظ على المحسنات.

  • الصورة في القصيدة تميزت بالجمال ، والتخيل ، والإبداع، وتصوير المعارك ، والحدث الذي تعرضت له القصيدة ، وكأنه رؤى العين ، وأيضاً الوحدة الفكرية والنفسية التي غمرت الأبيات ، و أثرت في بنيان القصيدة ، وفي سماتها المميزة لها.

  • بناء متين وصلب وراسخ للقصيدة ، مع تميزها بأحكام الأبيات ، والصور، مع التعامل مع الطباق ، والجناس ، والتورية ، التي استخدمهم في بناء الأبيات، كما برزت النزعة العقلية في القصيدة في تمجيد القوة.

  • ظهرت النزعات العقلية في القصيدة في السخرية التي شملت المنجمين ، والحديث عن النصر ، والفتح، الحديث عن الدمار والحريق وتصوره ، التعمق في الأفكار، استعمال الدليل ، والشاهد، الحكمة ، والميل لها. [1]


قصيدة مظاهر النزعة العقلية لأبي تمام


السَّيفُ أصدقُ أنباءً من الكُتبِ_ في حَدِّه الحدُّ بين الجِدِّ واللَّعِبِ


بِيضُ الصفائحِ لا سُودُ الصحائفِ في _ مُتونِهنَّ جِلاءُ الشكِّ والرِّيَبِ


والعِلمُ في شُهُبِ الأَرباح لامعةً _ بين الخَميسينِ لا في السَّبعةِ الشُّهُبِ


أين الروايةُ بل أين النجومُ وما _ صاغُوه مِن زُخرفٍ فيها ومِن كَذِبِ؟!


تَخرُّصًا وأحاديثًا مُلفَّقةً _ ليستْ بنَبعٍ إذا عُدَّتْ ولا غَرَبِ


عجائبًا زعَموا الأيامَ مُجْفِلةً _ عنهنَّ في صَفَرِ الأصفارِ أوْ رَجَبِ


وخوَّفوا الناسَ مِن دَهياءَ مُظلِمةٍ _ إذا بدا الكوكبُ الغربيُّ ذو الذَّنَبِ


وصيَّروا الأَبْرُجَ العُليا مُرتَّبةً _ ما كان مُنقلبًا أو غيرَ مُنقلبِ


يَقضون بالأمرِ عنها وهي غافلةٌ _ ما دارَ في فَلَكٍ منها وفي قُطُبِ


لو بَيَّنَتْ قطُّ أمرًا قبلَ مَوقعِه _ لم تُخْفِ ما حلَّ بالأوثانِ والصُّلُبِ


فتحُ الفُتوحِ تَعالَى أن يُحيطَ بِه _ نَظمٌ مِن الشعرِ أو نثرٌ مِن الخُطَبِ


فَتحٌ تَفتَّحُ أبوابُ السماءِ لَه _ وتَبْرُزُ الأرضُ في أثوابِها القُشُبِ


يا يومَ وقْعَةِ عَمُّوريَّةَ انْصَرَفتْ _ عنْك المُنى حُفَّلًا مَعسولةَ الحَلَبِ [1]


أسباب النزعة العقلية في قصيدة أبي تمام


تميز العصر العباسي الذي عاش فيه أبي تمام ، بالنزعة العقلية التي سادات ، و أثرت في الحياة الأدبية ، في ذلك الوقت ، والتي امتازت عن غيرها في

مظاهر النزعة العقلية في العصر العباسي

خاصة، وعلى الناحية الأدبية العالمية عامة، و كان الأمر في هذا العصر ليس مقتصرا على العرب ، وإنما كان الأمر على المستوى العالمي ، وذلك مع ظهور الفلاسفة، و العلماء ، و المتكلمين ، وظهور التأثير العلمي على شتى جوانب الحياة ، وبروز الدور العلمي ، وتأثيره على المعاصرين بشكل كبير، مما أثر بشكل خاص في شعر العرب ، وبشكل أكثر خصوصية في شعر أبي تمام ، ومن أسباب ظهور النزعة العقلية في قصيدة أبي تمام:


  • الخلاف الذي قام بين أطراف الحياة في هذا الوقت من الناحية السياسية، والذي أثر بدوره على أبي تمام.

  • التطور الفكري ، و تطور الحياة ، والذي أثر في الحياة الأدبية بوجه عام وعلى أبي تمام بوجه خاص.

  • مظاهر التجديد في الشعر الذي عاصره أبو تمام.

  • نضج عام في الشعر العربي بشكل عاد على كل الشعراء.

  • التطور العالمي في الشعر ، والذي وصل أثره ممتد إلى الشعراء العرب.

  • الاثراء الفكري ، و التنمية اللذان طورا من شعر أبي تمام.

  • النزاع الفكري مع المنجمين و المشعوذين.

  • حادثة المعتصم ، مع المرأة العربية و الذي دفعه لكتابة تلك القصيدة.


خصائص شعر أبو تمام


كان أبو تمام من الشعراء الذين قربهم المعتصم من مجلسه ، وكانت أشعاره في غالبها ما تدور بين الرثاء والمدح ، و ذلك لا يعني اقتصاره على شعر الرثاء والمدح،بل امتد أثره ليشمل اغلب المواضيع ، والمجالات الشعرية ، ولكن الأكثرية كانت المدح والرثاء ، وكان شعره قويا ، وكان جزء من معادلة التفاضل بين أسماء شهيرة ، و مبدعة في مجال الشعر ، ولم يكن مجرد شاعر قربه الحاكم منه ، أو أجاد ، بل إنه بعد وفاته قيل أن باقي الشعراء وجدوا ما يكتبوه بغيابه وكان لشعره خصائص متعددة منها:


  • توصيل المعنى مع قلة الكلام ، والاختصار فيها حتى يصبح شعره مستهدف القول واضح ، لا يحتاج إلى البحث عن مختصر لغرضه.

  • التنوع في الأساليب الشعرية ، والبلاغة ، وتقديم ألوان مختلفة من الأساليب في القصيدة.

  • الوفرة الكبيرة في منهج الشعر الممتزج بالحكمة مع اتخاذ اسلوب الواعظ ، و ضارب الأمثال في قصائده.

  • كثرة و حصيلة المفردات ، والألفاظ ، و قوتها من أهم خصائص شعره.

  • البعد عن أسلوب التصوير المبالغ فيه ، أو ما يمكن اعتباره منافاة للعقل لمجرد التعبير الجمالي.

  • امتلك أدواته الشعرية بقوة وتميز ، وقدم أسلوب مختلف متفرد ، استخدم فيه خفة التنقل ، بين الأساليب في الخطاب ، مستعينا بخطاب الغائب مرة و المخاطب مرة أخرى، و أصرف في أساليب التضاد ، والمطابقة وغيرها من البلاغة.

  • العمل على إثارة عقل المتلقي بشكل دائم ، يستطيع من خلاله لفت انتباه ليتوصل للفاعل ، أو للمضمون ، أو معاني يرمي إليها.

  • إثارة الذهن في التعرف على حقيقة الأسلوب ذلك أنه قد يظهر المدح في موضع ذم خلافا للظاهر والعكس أيضاً. [3]