ما هي محفزات اضطراب الشخصية الحدية
اضطراب الشخصية الحدية
معظم الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية يكون لديهم محفزات، هذه المحفزات قد تتضمن أحداث أو مواقف معينة تؤدي إلى ظهور الأعراض أو تفاقمها. يمكن أن تختلف محفزات اضطراب الشخصية الحدية من شخص لآخر، لكن هناك بعض أنواع المحفزات الشائعة في اضطراب الشخصية الحدية. [1]
أسباب اضطراب الشخصية الحدية
لا يوجد سبب واحد لظهور اضطراب الشخصية الحدية، وغالبًا ما يتم تحفيز
اضطراب الشخصية الحدية
من خلال عدة عوامل.
الجينات
يمكن أن يرث الشخص الجينات التي تؤدي لأن يكون الشخص أكثر عرضة لاضطراب الشخصية الحدية. هناك دراسة وجدت أنه في حال كان أحد الأخين التوءمين مصابًا باضطراب الشخصية الحدية، فإن هناك احتمال 2 من 3 بأن يصاب أخاه التوءم الآخر باضطراب الشخصية الحدية أيضًا.
على اية حال، هذه النتائج يجب إثباتها، ولا يوجد إثبات على جين معين بانه هو المسبب لاضطراب الشخصية الحدية.
اضطرابات في المواد الكيميائية في الدماغ
هناك اعتقاد بأن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية يعانوا من أمر خاطئ في النواقل العصبية في الدماغ، وبشكل خاص السيروتونين.
النواقل العصبية هي مواد كيميائية تعمل كمرسال يستخدمها الدماغ من أجل نقل الإشارات بين الخلايا العصبية. تغير مستويات السيروتونين يمكن أن يرتبط مع الاكتئاب، العدوانية، وصعوبة في التحكم بالدوافع.
اضطرابات في تطور الدماغ
الباحثون استخدموا الرنين المغناطيسي لدراسة دماغ الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية. التصوير بالرنين المغناطيسي يستخدم مجالات مغناطيسية قوية وموجات راديو لإنتاج صورة مفصلة لداخل الجسم.
كشف التصوير بالرنين المغناطيسي بأن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية، يكون لديهم 3 أجزاء من الدماغ أصغر من المتوقع أو يكون لديها مستويات غير طبيعية من النشاط. هذه الأجزاء هي:
- اللوزة: التي تلعب دورًا مهمًا في تنظيم العواطف، وخاصة المشاعر الأكثر سلبية، مثل الخوف والعدوان والقلق.
- الحُصين: الذي يساعد على تنظيم السلوك وضبط النفس
- القشرة الأمامية الحجاجية: والتي تشارك في التخطيط واتخاذ القرار
الاضطرابات في هذه الأجزاء من الدماغ يمكن أن ترتبط بتطور اعراض اضطراب الشخصية الحدية. هذه الأجزاء من الدماغ مسؤولة عن تنظيم المزاج، والذي قد يكون مسؤولًا عن بعض المشاكل التي يعاني منها بعض الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية في العلاقات المقربة. [3]
ما هو مفهوم المحفز
قد يسمع الشخص مصطلح المحفز دون أن يدرك معناه الحقيقي. عادةً، المحفز يشير إلى حدث يؤدي إلى تفاقم أعراض اضطراب الشخصية الحدية. هذا المحفز قد يكون عامل خارجي (شيء يحدث في الخارج) أو داخلي (شيء يحدث داخل عقل الشخص، مثل الذكريات أو الأفكار).
إذًا المحفزات هي الظروف أو الأحداث التي تؤدي للشعور إلى عدم القدرة على فقدان السيطرة على أعراض اضطراب الشخصية الحدية. فور حدوث المحفز، قد تشتد أعراض اضطراب الشخصية الحدية بشكل ملحوظ.
المحفزات العاطفية
المحفزات الأكثر شيوعًا لاضطراب الشخصية الحدية تتعلق بالضيق والأمور الشخصي، وخاصةً العلاقات. الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية يمكن أن يعانوا من خوف عميق، غضب وسلوك اندفاعي، وإيذاء للنفس وحتى الوصول إلى الانتحار في العلاقات البائسة التي يمكن أن يتعرضوا فيها للرفض أو الانتقاد أو الهجر (هذا يعرف باسم الحساسية البالغة تجاه الرفض)
على سبيل المثال، يمكن أن يتم تحفيز اضطراب الشخصية الحدية لديهم عندما يقومون بإرسال رسالة إلى أحد الأصدقاء دون تلقي الإجابة. وربما بعد إجراء مكالمة هاتفية دون تلقي الإجابة. ينتظر الشخص عدة ساعات ثم يبدأ بالتفكير في أفكار مثل ” إنها لن تعاود الاتصال بي، لا بد أنها غاضبة مني أو أنها لا تحبني”
هذه الأفكار يمكن أن تتحول فيما بعد إلى أفكار مثل “إنها تكرهني على الأغلب” أو أفكار أخرى مثل “أنا لا أملك أي صديق يقف بجانبي” مع هذه الأفكار المتصاعدة تأتي الأعراض لاضطراب الشخصية الحدية، مثل الانفعالات الشديدة والغضب وإيذاء النفس.
المحفزات الفكرية
في بعض الأحيان، قد يتم تحفيز اضطراب الشخصية من خلال الأفكار الباطنة، مثل الأفكار التي تأتي بشكل مفاجئ. هذا الأمر يظهر بشكل خاص لدى الأشخاص الذين عانوا في الماضي من أحداث صادمة مثل سوء المعاملة.
على سبيل المثال، يمكن أن تحفز الذكريات أو التجارب السابقة (مثل فقدان شخص عزيز أو ذكرى حدث صادم) العواطف العميقة وأعراض اضطراب الشخصية الحدية الأخرى. على أية حال، ليس بالضرورة أن تكون الأفكار كئيبة كي تثير الاضطرابات لدى الشخص المريض. بل على العكس من ذلك، قد تكون بعض الذكريات الجميلة محفز لاضطراب الشخصية الحدية، لأنها تدفع الشخص للتفكير بأن حياته في تلك الفترة كانت أفضل بكثير من حياته الحالية. [1]
كيفية التعرف على نوبة اضطراب الشخصية الحدية
من أجل إدارة محفزات اضطراب الشخصية الحدية، من المهم أن يدرك الشخص ما هي النوبة وكيفية حدوثها. النوبة تعتمد بشكل كبير على الأوضاع وهي خاصة بكل شخص، لكن هناك بعض الأمور المشتركة التي تحدث في اضطراب الشخصية الحدية.
تدل نوبات الغضب الشديدة على نوبات اضطراب الشخصية الحدية، وكذلك نوبات الاكتئاب والقلق. 80% من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية يعانون من أفكار وسلوكيات انتحارية في ذروة نوبة الاضطراب. قد يقوم الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية بجهود كبيرة من أجل أن يجرب شيئًا ما، أو قد يقوم بالانسحاب بشكل كبير من العالم الخارجي وينعزل مع نفسه. أيضًا جنون العظمة هو أمر شائع أيضًا.
يمكن أن تكون نوبات اضطراب الشخصية الحدية أيضًا عبارة عن نوبات من النشوة والمشاعر الإيجابية. نظرًا للطبيعة الاندفاعية التي يتمتع بها الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية. من الضروري إدراك أن نوبات المشاعر الإيجابية الشديدة والفرح هي أيضًا من نوبات اضطراب الشخصية الحدية. يمكن ان تكون الأفعال المتهورة من أعراض نوبات اضطراب الشخصية الحدية أيضًا حيث يمكن أن يقود الشخص بشكل متهور أو ينتج عن ذلك حوادث السير، وحتى من الممكن أن يلجأ الشخص لإدمان المخدرات. [2]
كيفية إدارة محفزات اضطراب الشخصية الحدية
لحسن الحظ، هناك بعض الأمور التي يمكن القيام بها من أجل إدارة محفزات اضطراب الشخصية الحدية. هناك بعض الخطوات التي يمكن القيام بها وهي تتضمن:
- معرفة المحفزات: المحفزات هي أمور شخصية. الخطوة الأولى في إدارة المحفزات في معرفة الأحداث، الأوضاع، والأفكار والذكريات التي تحفز أعراض اضطراب الشخصية الحدية مثل الغضب أو التهور. هناك بعض التمارين التي يمكن القيام بها من أجل معرفة ما هي المحفزات لاضطراب الشخصية الحدية.
- تجنب المواقف المحفزة: عندما يدرك الشخص المحفزات، يمكن أن يدرك كيفية التعامل معها. يمكن أن يبدأ الشخص من خلال معرفة كيفية تجنب هذا المحفز. على سبيل المثال، في حال أدرك الشخص أن مشاهدة فيلم معين يثير اضطراب الشخصية الحدية، يمكنه أن يقوم بتجنب مشاهدة هذا الفيلم.
- إيجاد الطرق من أجل التأقلم: هناك العديد من المحفزات، التي لا يمكن تجنبها بسهولة. في حال كانت هذه المحفزات لا يمكن تجنبها، يمكن أن يبدأ الشخص بإيجاد الطرق من أجل التعامل معها إما من خلال إيجاد خطة معينة، أو رؤية طبيب نفسي والعمل من أجل التأقلم مع هذه المحفزات. [1]