اين فرضت الصلاة

اين فرضت الصلاة

فرضت الصلاة على المسلمين في العهد المكي قبل الإذن بالهجرة إلى المدينة ، وفرضت في رحلة الإسراء والمعراج ، وكان فرضها في السماء السابعة ، ويدل ذلك على عظم مكانة الصلاة وتشريفة عن باقي العبادات ، وكانت الظهر هي أول صلاة يصليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عودته من رحلة الإسراء والمعراج فكانت وقت الظهيرة ، وكان فرض الصلاة قبل الهجرة تقريبا بخمس سنوات على الأرجح ، وهناك من قال بثلاث سنوات ، ومن قال بخمس سنوات ، وكان في شهر رجب ، ليلة 19-20 عام 619/637 ميلادي ، قال أنس بن مالك -رضي الله عنه- : (فُرِضَتْ عَلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ليلةَ أُسرِيَ بِه الصَّلواتُ خَمسينَ ، ثُمَّ نَقصَتْ حتَّى جُعِلَتْ خَمسًا) .[1]

مكانة الصلاة في الإسلام

من المعروف أن مكانة الصلاة في الإسلام عظيمة جدا ويمكن تلخيصها فيما يلي :-

  • كما نعلم أن الصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام ، فهي عماد الدين من أقامها أقام الدين ومن تركها ترك الدين ، أي أن الدين لا يتم إلا بها، قال رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم -:( ألا أخبرك برأس الأمر ، وعموده وذروة سنامه ، رأسُ الأمرِ الإسلامُ ، وعمودُه الصلاةُ ، وذروةُ سَنامِه الجهادُ في سبيلِ اللهِ) .
  • الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة ، ويسبقها فقط الشهادتين التي ، هي مفتاح دخول الإسلام .
  • أول ما يسأل عنه العبد في قبره يوم القيامة الصلاة ، فإن كانت صلاته صحيحة فاز فوزا عظيما ، وإن لم تصح خسر خسرانا مبينا .
  • آخر ما يترك من الإسلام ، فمن تركها كمن يترك الإسلام .
  • ترك الصلاة يعد كفر بالمحلة ، وارتداد عن الإسلام .
  • كانت من آخر وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين قبل موته ، فكان يوصي ، وهو يُغرغر : (الصَّلاةَ وما ملَكَت أيمانُكُم) .
  • جميع الفرائض كانت ، وحيا ماعدا الصلاة كانت في السماء السابعة ، ويأمر مباشر من الله عز وجل لرسوله .
  • ارتبطت بجميع الأديان السابقة ، ففي القرآن الكثير من الأبيات التي تثبت أن أنبياء الله كانوا يصلون ، ومن ذلك ما ، ورد في وصف سيدنا إسماعيل، قال الله -تعالى- : (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ ، وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ) . [2]

كيفية فرض الصلاة الّصلوات المفروضة

فرضت الصلاة على كل مسلم بالغ عاقل سواء كان ذكرا ، أو أنثى وعددها خمس صلوات مفروضة في كل يوم وليلة ، وتكون كالآتي :-

  • صلاة الفجر : وعدد ركعاتها ركعتان ، ويدخل وقتها منذ أن يطلع الفجر حتى تشرق الشمس .
  • صلاة الظّهر : وعدد ركعاتها أربع ركعات ، يبدأ وقتها من زوال الشّمس عن كبد السماء ، وينتهي عندما تماثل ظل كل شيء مع نفسه .
  • صلاة العصر: عدد ركعاتها أربع ركعات ، ويدخل وقتها من انتهاء صلاة الظهر حتى تغرب الشمس ، ومن المكروه صلاتها في أخر الوقت لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس ، حتى تكون بين قرني شيطان فيقوم ، وينقر عدة مقرات لا يذكر الله فيها كثيرا .
  • صلاة المغرب: عدد ركعاتها ثلاث ركعاتٍ ، وتدخل من غروب الشمس حتى اختفاء الشفق الأحمر .
  • صلاة العشاء : وعدد ركعاتها أربع ركعات ، يبدأ وقتها بعد انتهاء وقت صلاة المغرب .

صفة الصّلاة

صفة الصلاة جميعها مستمدة من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأفعاله لقوله صلى الله عليه وسلم (صلوا كما رأيتموني أصلي) ومن أهم شروطها العلم بدخول الوقت ، استقبال القبلة ، الطهارة وتكون كالتالي :

  • تكبيرة الإحرام: تكبيرة الإحرام من أهم أركان الصلاة ، وفيها يرفع المصلي ، يديه حذو منكبيه ويقول الله أكبر ، ولا يجزئ عنها غيرها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مفتاح الصلاة الطهور ، و تحريمها التكبير، وتحليلها التسليم )
  • ثم يقول دعاء الاستفتاح ، ثم قراءة سورة الفاتحة ، قال رسول الله – صلّى الله عليه وسلم -:(لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ) .
  • ثم يقرأ سورة أخرى في الركعتين الأوليين قبل التشهد الأوسط ، وتكون الثانية بمقدار النصف من الأولى ، ولا يقرأ غير الفاتحة في الركعتين الأخيرتين .
  • ثم يركع حتى يطمئن راكعا ، ويضع يديه على ركبتيه ويبسط ظهره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا صلاة لرجل إن لم يقيم ظهره) ، ويقول في الركوع سبحان ربي العظيم .
  • ثم يعتزل قائما ، ويقول سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد ، ويجوز قول (سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ، والشكر حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .
  • ثم يسجد ثم يطمئن جالسا ثم يسجد ، وله أن يقول بين السجدتين( رب اغفر لي وارحمني ، واجبرني وعافني وارزقني) ، ويقول في السجود سبحان ربي الأعلى .
  • وبعد إتمام الركعتين الأوليين يجلس جلسة الافتراش ويقول التشهد(التحيات لله ، والصلوات والطيبات ، السلام علىَ أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) ، وكان الصحابة تقول حينها السلام عليك أيها النبي ، ولكن بعد وفاته أصبحوا يقولون السلام على النبي .
  • ويكمل صلاته إذا كانت صلاة فردية ، أو زوجية ثم يقول التشهد الأخير ، ويصلي على النبي ، وهم جالس جلسة التورك،(التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) .
  • ثم يدعو الله بدخول الجنة ، والنجاة من النار ، والنجاة من فتنة المحيا ، والممات ، وشر فتنة المسيح الدجال .
  1. ثم يسلم تسليمتين واحدة عن يمينه وواحدة عن يساره ، ويجوز له أن يسلم تسليمة واحدة قبالة وجهه ، كما ورد عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله كان يسلم تسليمة واحدة قبالة وجهه ، وورد عنها أنها كانت تفعل ذلك أيضا .[2]