الفرق بين الدخل الحقيقي والدخل النقدي
المقصود ب الدخل الحقيقي
يُعرف مفهوم الدخل الحقيقي علي أنه الدخل الناتج عند حدوث زيادة في الإنتاج وليس الدخل الناتج عند حدوث زيادة في الأسعار، والدخل الحقيقي يختلف تماماً عن الدخل الخارجي او الدخل النقدي ويعني ذلك أن هناك زيادة في الأسعار وليس هناك زيادة في الإنتاج، ويعود الدخل الحقيقي الي ما يطلق عليه أسعار سنة الأساس ويختلف مفهوم الدخل الحقيقي عن
تعريف الدخل المادي
. [1]
ماهو الدخل النقدي
يُعرف الدخل النقدي علي أنه صافي المبالغ النقدية التي يحصل عليها الشخص،وذلك بعد استبعاد جميع التكاليف التي أنفاقها وذلك للحصول عليه، أما الدخل الحقيقي فيضم الدخل النقدي وكذلك الدخل العيني الذي من الممكن الحصول عليه. [2]
كيف افرق بين الدخل الحقيقي والدخل النقدي
يوجد فرق كبير بين الدخل الحقيقي والدخل النقدي،حيث تعرف الزيادة في قيمة الدخل النقدي بمصطلح التضخم،والتضخم يتأثر بمجموعة من العوامل،أهم هذه العوامل هو العرض النقدي،حيث أن الأموال يتم اضافة المزيد منها،وذلك دون أن يحدث زيادة في الإنتاج ويكون نتيجة ذلك حدوث زيادة في الطلب وذلك بدون حدوث زيادة في العرض، ويؤدي ذلك إلى حدوث زيادة خاطئة لي إجمالي الناتج المحلي الحقيقي ومن ثم في إجمالي الدخل الحقيقي وألم من خلال الرجوع إلى ما يُعرف بأسعار سنة الأساس.
مفهوم الدخل القومي
يُعرف الدخل القومي على أنه مجموع دخول السكان داخل المجتمع وذلك خلال مدة محددة،وفي الغالب تكون هذه المدة عام واحد، والدخل القومي يشكل قيمة معنوية أو قيمة نقدية، ويستطيع كل فرد الإدخار منها وصرفها بأي شكل من الأشكال، وقد يعرف أيضاً على أنه الدخل الذي يتضمن جميع العوائد المالية التي تم التحصل عليها من المنشآت والمؤسسات والشركات سواء كانت هذه المنشآت أو الشركات خاصة أو عامة،وكذلك المبالغ المالية المتحصل عليها من الأفراد وجميع المؤسسات الحكومية،نتيجة مساهمتهم في العديد من النشاطات الانتاجية داخل المجتمع. [3]
طرق حساب الدخل القومي
يعتمد حساب وقياس الدخل القومي على استخدام أربع طرق،ويتم تنفيذ كل طريقة بناء على طبيعة البيانات المتحصل عليها والمتوفرة كالتالي:
- طريقة المنتج: هذه الطريقة تعتمد علي حساب المجموع الكلي لجميع الخدمات وكذلك السلع المنتجة وذلك بشكل نهائي في دولة ما، معتمدا على الأسعار الخاصة داخل السوق، ويتم تحديد الناتج القومي الإجمالي عن طريق مجموعة من البيانات تضم جميع أنشطة الإنتاج مثل النشاط الزراعي، والنشاط الصناعي،وكذلك مساهمات الشركات التي تعمل في مجال التأمين والنقل والاتصالات،والعديد من الأنشطة الإنتاجية الأخرى التي تقام تبعًا لسعر السوق.
- طريقة الدخل : هذه الطريقة تعتمد على إضافة المدفوعات الخاصة وذلك في إجمالي الدخل القومي ، هذا الدخل هو الدخل الذي يحصل عليه جميع المواطنين في سنة محددة، والدخل الصافي يشكل جميع العوامل الانتاجية وهي عبارة عن صافي الرواتب،وكذلك صافي الإيجارات، ويتم إضافة أيضاً صافي الفوائد وصافي الارباح،ويمكن توفير جميع بيانات ومعلومات الدخل وذلك عن طريق العديد من المصادر المتنوعة، مثال على ذلك الدائرة الخاصة في ضريبة الدخل.
- طريقة الإنفاق: هذه الطريقة تعتمد على إضافة كافة النفقات التي يتم صرفها في مجتمع ما في سنة واحدة، وهذه النفقات تشمل الآتي: إجمالي الاستهلاك الشخصي، وإجمالي جميع الاستثمارات المحلية، وكذلك النفقات الحكومية على جميع المنتجات، وكذلك علي إجمالي الاستثمارات الأجنبية، وهذه الطريقة تعتمد بشكل أساسي على فرضية تساوي الدخل القومي مع النفقات الوطنية.
- طريقة القيمة المضافة:يتم استخدام هذه الطريقة في حساب قيمة الدخل القومي وذلك بالاعتماد على القيمة المضافة على جميع الصناعات، هذه القيمة توضح الفرق بين قيمة جميع المدخلات والمخرجات المادية،وذلك في مراحل الإنتاج المختلفة، وبالتالي عند إضافة جميع الصناعات المتوفرة في القطاع الاقتصادي، يكون من الممكن الوصول إلى قيمة إجمالي الناتج المحلي. [3]
أهمية معرفة الدخل القومي
تعتبر جميع البيانات الناتجة من حساب وتحليل إجمالي الدخل القومي في الدول من الأمور المهمة جداً وتتلخص أهميتها في التالي:
- الأهمية الاقتصادية للدخل القومي : يعتبر النظام الاقتصادي لأي دولة مرتبط بالدخل القومي، وذلك لأن جميع الحسابات التي تخص الدخل القومي هي عبارة عن حسابات اجتماعية، تحتوي هذه الحسابات على إجمالي قيم الدخل القومي،وكذلك تحتوي على النفقات الوطنية، ولاحقا تتساوى هذه الحسابات مع بعضها البعض، وعن طريق هذه الحسابات يتم معرفة قيم الدخل القومي في الدول وكذلك الناتج عن دخول الأفراد والصناعات وأيضا عمليات التجارة الدولية.
- أهمية الدخل القومي للسياسة الوطنية : يتم فيها استخدام البيانات الوطنية وذلك في الدخل القومي، وتساعد هذه الأهمية في إعداد سياسات الدول، مثل السياسة الخاصة في العمل، وكذلك من خلالها يمكن معرفة جميع التغيرات التي تؤثر على الادخار، والصناعة والاستثمار.
- أهمية التخطيط الاقتصادي للدخل القومي : وتعد من أساسيات عملية التخطيط الاقتصادي معرفة بيانات الدخل القومي فهذه البيانات تفيد في عملية التخطيط يجب أن تحتوي هذه البيانات على قيمة الدخل القومي الكلي للدولة،وكذلك قيمة الاستهلاك والادخار من المصادر المتاحة داخل الدولة.
- أهمية النماذج الاقتصادية للدخل القومي : وهذه النماذج من النماذج طويلة الأجل وتُشكّل هذه النماذج نماذج اقتصاديّةً وكذلك نماذج استثماريّة تعتمد هذه النماذج على استخدام بيانات الدخل القوميّ.
- أهمية الدخل القومي للأبحاث: يتم استخدام بيانات الدخل القومي من قبل الباحثين الاقتصاديين وذلك لإعداد الأبحاث الاقتصادية، وذلك عن طريق البيانات الخاصة المتحصل عليها،وكذلك عن طريق البيانات التي يتشكل فيها عدد العمال وكذلك قيمة الاستهلاك والادخار والاستثمار في الدولة.
-
أهمية الدخل القومي للدخل الفردي : ويتم عن طريق الاستفادة من بيانات الدخل القومي المتحصل عليها وتستخدم هذه البيانات في توضيح الصورة أو طبيعة
الدخل الفردي
الذي يعبر عن معدل رفاهية المجتمع، فعند زيادة معدل الدخل الفردي فإن قيمة الرفاهية الاقتصادية للدولة ترتفع. - أهمية الدخل القومي في توزيع الإيرادات داخل الدولة : ويتم عن طريق معرفة كيفية توزيع الدخل القومي وطبيعته داخل الدول،وذلك عن طريق الاستعانة بمجموعة من الإحصاءات والبيانات المتحصل عليها للدخل القومي،وبالأخص البيانات التي تتعلق بقيمة الأرباح والأجور، وكذلك تساعد هذه البيانات علي اتخاذ بعض القرارات المناسبة لكي تعالج ظاهرة عدم تساوي الدخول،مما يعمل علي حدوث التوازن الإقليمي، حيث أن العمليات التجارية تساهم بشكل كبير وواضح في ظهور الفروق الواضحة بين الدخول، حيث عند توزيع الدخل بين الأفراد،بعض الأفراد تحصل على دخل كبير، وبعض الأفراد تحصل على دخل قليل،والبعض الاخر لا يحصل علي أي دخل،وقد ظهر مفهوم مهم يهتم بتوضيح مفهوم توزيع الدخل القومي الذي يعرف اقتصاديا بأنه عبارة عن طريقة يتم من خلالها توزيع الناتج المحلي الاجمالي علي سكان أو الأفراد في بلد ما، وقد حصل مفهوم توزيع الدخل القومي على اهتمام الكثير من المفكرين والاقتصاديين والباحثين مثل توماس مالتوس، وادم سميث،وبالأخص عند السعي الي العمل علي إعداد وصياغة جميع السياسات والنظريات الاقتصادية،والقيام بعمل مقارنة بينها وبين عوامل الإنتاج الآخر مثل رأس المال والأرض والقوي العاملة. [3]