الفرق بين ما المصدرية وما الموصولة

أنواع ما

إن الحروف تكون عبارة عن المفاتيح التي يتم من خلالها فهم النصوص، وقد حظت اللغة العربية بالكثير من الاهتمام من قبل العلماء في دراستها وتحديد معانيها وتوضيح أسرارها وأساليب استعمالها لدرجة أن العديد منهم أنشأ مؤلفات خاصة بها تحمل عناوين مُختلفة من موضوعاتها، ومن أهم تلك الموضوعات والحروف هو الحرف (ما) نظرًا لتعدد أنواعها وما تحمله من معنى، وقد ذكر الكثير من العلماء بأنها اثني عشر نوعًا، وقد صُنفت لها فصولًا أو أبوابًا داخل كتب النحو لتوضيح معانيها وأقسامها وشروط عملها وما يرتبط بها، وأنواع ما تتمثل في التالي: [1]

  • ما النافية.
  • ما الكافة.
  • ما الزائدة.
  • ما الواقعة.
  • ما التعجبية.
  • ما الإبهامية.
  • ما المصدرية.
  • ما الشرطية.
  • ما الموصولية.
  • ما الاستفهامية.
  • ما الحجازية وما التميمية، وهما ذات الشئ ولكن لها اسمان مُختلفان.

الاختلاف بين ما الموصولة وما المصدرية

تتعدد أنواع حرف ما في اللغة العربية ولكن يختلف كلًا منهم في العمل، وفي التالي توضيح الاختلاف بين ما الموصولة وما المصدرية: [1]

ما الموصولة

إن الموصول يكون الاسم الذي لا يصبج جزءًا كاملًا وتامًا إلا مع وجود صلة وعائد، إذ أنه من الأسماء المبهمة التي تفتقر دائمًا إلى ما يوضح معناها ويزيل ما بها من غموض ويُبين الغرض منها، وذلك يكون من خلال كلام يأتي بعده ويتصل به لكي يُتم اسمًا فإذا تمّ واكتمل بالذي بعده يكون حكمه حكم باقي الأسماء التامة، وكان ذلك السبب في تسميته بالموصول، ويمكن تقسيم الاسم الموصول على قسمين:
  • مختص يُستخدم لشيء واحد فقط ولا يتجاوز إلى غيره، وألفاظه هي: (الذي، التي، اللذان، اللتان، الذين، الألى، اللائي، اللاتي).
  • مشترك يُستخدم بلفظ واحد للمفرد، المثنى، الجمع للمذكر والمؤنث، وألفاظه هي: (مَن، ما، أي، أل، ذو، ذا).
أما عن (ما) الموصولة فهي بمعنى الاسم الموصول (الذي) وهو حرف مبهم ويجوز استعماله مع كل شيء، في حين أنه في الغالب ما يُستعمل مع غير العاقل مثل الحيوان، النبات، الجماد وهكذا، ومن ذلك ما جاء في قوله عز وجل: (وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) (طه/69)، فالذي في يمينه العصا، والذي صنعوه أفاعيل السحر وهو لغير العاقل.
ومن الممكن أن تأتي مع العاقل وغير العاقل في حال اختلطا وجُمعا معا، ومنه قوله تعالى: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الحديد/1)،وقد تأتي لبيان صفات العاقل مثل قوله تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا) (النساء/3).
وقد يتم استخدامها مع المبهم أمره مثل (وقد رأيت شبحًا أنظر إلى ما ظهر)، وبناءً على ذلك تصبح (ما) أوسع في استعمالاتها من أخواتها بحيث تقع على غير العاقل وعلى العاقل وعلى صفات العاقل، ولذلك يُقال إن: “بناء (ما) يوافق استعمالها المتّسع فإنَّ مَدّة الألف المتّسعة في آخرها تشاكل الاتساع في معناها”.

ما المصدرية

في الغالب ما تدخل (ما المصدرية) على الجملة الفعلية، وتنقسم إلى قسمين:

  • القسم الأول: (ما) المصدرية غير الظرفية:

    وهي التي تؤول مع الفعل الموجود بعدها إلى مصدر، مثل قوله عز وجل: (إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا) [القصص من الآية/25]، وتأويلها (سقيك)، ومن الجدير بالذكر أنها عند البصريين تُعد (حرفًا) بحيث لا يعود عليها ضمير من صلتها، وقد ذكرها سيبويه في قوله: “ما زاد إلّا ما نقص، وما منع إلّا ما ضر، فما مع الفعل بمنزلة اسم نحو النقصان والضرر)”، أما الفراء فقال: “أنك تقول: ما أحسن ما تنطلق لأنك تريد: ما أحسن انطلاقك، وما أحسن ما تأمر إذا أَمرت لأنَّك تريد ما أحسنَ أمرك”، وكذلك قال المبرّد: ” ما بصلتها تكون مصدرًا تقول: سرني ما صنعت، أي: سرني صنيعك”.

  • القسم الثاني:(ما) المصدرية الظرفية الزمانية:

    وهي كالأولى يتم تأويلها مع الفعل الموجود بعدها إلى مصدر في حين أنه يدل على الظرف الزماني، مثل قوله عز وجل: (وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) [مريم من الآية/31]، ومعناه (مدة دوامي حيًا)، فتم حذف الظرف والمصدر المؤول هو ما يدل عليه، وقد قال سيبويه أنّه سأل الخليل عنها فقال: “وسألته عن قوله: ما تدوم لي أدوم لك، فقال: ليس في هذا جزاء، من قبل أن الفعل صلةٌ لما؛فصار بمنزلة الذي، وهو بصلته كالمصدر، ويقع على الحين كأنّه قال: أدوم لك دوامك لي. فما، ودمت، بمنزلة الدَّوام”.

الفرق بين ما المصدرية وما

الزائدة

إن ما المصدرية هي ما تؤول مع الفعل الذي بعدها إلى مصدر، أما عن (ما) الزائدة فهي تُعد من الحروف الزائدة التي توجد باللغة العربية، وهي حروف المعاني التي توجد في الجمل ولكن لا يوجد لها وظيفة نحوية، وأصل المعنى يتم بدونها، أي أن وجودها في الجملة أو  عدم وجودها من تلك الجهة على حد سواء، أما من ناحية الدلالة فلها وظيفة، وسمى البصريون تلك الحروف باسم (الحروف الزائدة)، والكوفيون يطلقون عليها (صلة وحشوًا)، ولعلّ ما جعل الكوفيون يغيرون المصطلح هو بدافع التأدب في عدم وضع مصطلح (الزيادة) في القرآن الكريم، لأنه لا يوجد في القرآن أحرف زائدة، والمراد منه لا يكون دخوله بدون معنى أطلاقًا ولكن يُزاد كنوع من أنواع التأكيد، والتأكيد معنى صحيح.

وقام غالبية النحاة بتقسيم (ما) الزائدة إلى قسمين بناءً على تأثيرها في الإعراب أو عدم التأثير، فإذا كانت تؤثر على الإعراب فتكون ما الكافة، ومعناها أنها تقوم بكف ومنع الذي تدخل عليه عما كان يقوم به قبل دخولها من عمل، وهي تدخل على الكلام الثلاث: الحرف والاسم والفعل وتكفهم عن العمل. [1]

الفرق بين ما المصدرية وما

النافية

ما المصدرية تدخل على الجملة الفعلية ويمكن تأويلها مع الفعل الواقع بعدها إلى مصدر، في حين أن (ما) النافية لها وظيفة مختلفة، والنفي في اللغة العربية هو الطرد، وقد ذُكر في في العين: “نفيت الرّجلّ وغَيرَه نَفْياً إذا طردتَه، فهو منفيّ)”، والنفي هو التنحي، وقال الأزهري: “يُقال: نفي الشيء يَنفى نفيًا أي تنحى”، وكذلك فإن النفي التعرية والإبعاد.

وهو من الصور التي تلحق المعاني التامة المفهومة من الجمل التامات والتعبيرات الكاملة، وكل معنى يلحقه النفي يُطلق عليه (منفيًا)، والنفي يكون من خلال أدوات تُسمى (أدوات النفي) وتدخل على المعنى المثبت فتُشعر بسلب هذه المعاني بذلك النفي، مثل (ما فعلَ)، أي (لم يفعلْ). [1]

الفرق بين ما

الشرطية

وما الموصولة


ما الموصولة

تأتي في الجملة لتصلها بجملة أخرى، وهي تكون بمعني (الذي)، أما ما الشرطية فتختلف في معناها، إذ أن الشرط معناه وقوع الشيء لوقوع غيره، بمعني أن الثاني مُتوقفًا على الأول، أو أن الأول يكون سببًا للثاني، ويُطلق عليه سيبويه اسم (الجزاء)، مثل قوله عز وجل: (فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ) [البقرة من الآية/191]، إذ أن الثاني يتوقف على الأول، وذلك هو الأصل فيه ومن الممكن أن يخرج عن هذا فلا يكون الثاني سببًا عن الأول ولا متوقفًا عليه، مثل قوله تعالى: (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) [آل عمران من الآية/32]، فإنّ الله عز وجل لا يحب الكافرين سواء تولوا أم آمنوا، فليس الثاني مشروطًا للأول ولا مسببًا عنه.


و(ما) الشرطية

عبارة عن اسم مبهم لا معنى له دون باقي الجملة ويأتي مع غير العاقل مثل قوله تعالى: (وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ) [آل عمران من الآية/115]، وقد يأتي مع صفات العاقل مثل قوله عز وجل: (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً) [النساء من الآية/24]. [1]