حلقات النمو السنوية في الأشجار

إذا نظرت إلي جذع الشجرة بعد قطعها تجد حلقات دائرية رائعة الغريب أنها لا تتشابهه مع بعضها البعض، فكل جذع له شكل مختلف، ف

حلقات النمو السنوية في الأشجار

تعطينا معلومات دقيقة عن الظروف المناخية التي مرت بها خلال فترة النمو، إذا تسائلت عن

طريقة معرفة عمر الشجرة

ستجد الإجابة في حلقات النمو السنوية، فالأشجار تغطي نفسها كل عام بطبقة أنسجة جديدة، ومع الوقت تصنع تلك الطبقات حلقات دائرية، قدرة تلك الطبقات علي تسجيلِ ظروف البيئة المحيطة تجعل الشجرة كسجل تدوين دقيق لكل ماحدث، يمكن الأعتماد عليه لأعوام طويلة، ومن الذي تقدر أخبارنا به حلقات النمو، هل كانت الظروف المناخية ملائمة أم لا، من خلال ملاحظة فترات النمو بين كل حلقة وأخرى، فكلما ضاقت الحلقات تكون الظروف أقل ملائمة للنمو، وكلما أتسعت يعني ذلك إشارة للظروف الملائمة وهذا بسبب عدم قدرة نمو الأشجار بسرعة في الظروف الغير ملائمة، تسمي تلك الدراسة الدقيقة لمتغيرات نمو حلقات النمو السنوية للشجرة بـ (dendrochronology)

فذلك العلم يمنحنا الفرصة لمعرفة التفاصيل المناخية كنسبة هطول الأمطار، وضغط الهواء، والرياح التي واجهتها الشجرة، وشدة الجفاف وكم أشعة الشمس التي تعرضت لها، والأكثر من ذلك أن حلقات النمو السنوية قادرة علي حفظ الأحداث الطبيعية الأخري كالبراكين و الزلازل من خلال الندوب التي تركتها تلك الأحداث في لحاء الشجرة، تطور علم الـ (dendrochronology) فبدلاً من قطع الشجرة، يمكن أخذ عينه بعرض 5 سنتيميتر من أسفل ساق الشجرة علي شكل قلم رصاص موجه لنوي الشجرة بإستخدام حفارات جديدة متطورة، مما لايسبب ضرراً للشجرة كما لو أنك تأخذ عينة دم من أنسان بالغ.[1]

الحلقة السنوية ليست دائماً سنوية، حيث أن النمو يكون بشكل مستقر في فترة النمو عندما تكون الأجواء المناخية معتدلة حيث تنشط في الربيع، ولكن في المناطق الأسوائيه ذات المناخ القاسي، تجد احيانا حلقات نمو مفقودة، فلا تجد حلقات نمو سنوية ملحوظة حيث يحدث في عاما واحد وجود حلقة ثانية، علي سبيل المثال، بعد فترة تساقط الأوراق، تكون حلقات النمو مميزة خاصةً إذا كان التوقيت متناسب ومبكر من فترات نمو الخشب المبكر فتكون منتجه أكثر من فترات الصيف او ما يطلق عليها ( الخشب المتأخر)، ميزة التأريخ من الأشجار أنه يمكنه أن يخبرنا عن تاريخ شعوب مضت من خلال تأريخ الهياكل الخشبية القديمة، خاصةً الهياكل الخشبية التي تخص الهنود الأمريكين في المناطق الجنوبية من الولايات المتحدة[2]

أهمية لحاء الأشجار

وجد لحاء الأشجار الخارجية لحمايتها حيث تحتاج للحاء الذي يحميها من الظروف الخارجية والحشرات والفطريات، و في بعض الأشجار يكون رقيقاً والبعض الآخر سميكاً، ومن وظيفته أيضًا نقل الغذاء لأجزاء مختلفة من الشجرة، الذي ينقل اللحاء هو طبقة الكامبيوم تلك الطبقة الرقيقة من الخلايا من جانب الخشب الحي بالشجرة، أما قلب الشجرة فهو خلايا خشب قديم وذلك الجزء الميت من الشجرة هو مايوفر لها القوه والصلابة الهيكلية.

كيف ينمو قطر الشجرة

مراحل نمو الشجرة

بعد نضجها ونمو أوراقها  ينمو

قطر الشجرة كل عام، من خلال نمو خلايا جديدة، تضيف شكلاً دائرياً مرتباً له مركز كمركز الدائرة، يطلق عليها حلقات النمو السنوية او الحلقات السنوية، وكل حلقة تنمو في موسم نمو واحد، يبدأ موسم النمو في الربيع و في البداية الكامبيوم ما يسمي ب(الخشب المبكر)، وهو عبارة عن العديد من الخلتيا الكبيرة ذات الجدار الرقيق مكوناً خشب الربيع، وشكل الخشب المبكر هو الحلقات الفاتحة اللون تراها بالنظر لمقع عرضي لشجرة، و بأقتراب فصل الصيف يتباطئ الشجر في النمو، ونتيجة ذلك البطئ تنمو حلقات ذات جدار سميك، تلك هي الحلقات الغامقة، يطلق عليها(خشب لاتيني)، ولذلك ترمز سنة النمو الواحدة بحلقة واحدة بها جزء فاتح وآخر غامق مظلم، وهناك معلومة مغلوطة يظنها البعض هى أن الخشب الغامق ينمو في الشتاء، حيث أن الكامبيوم يحمل تماماً في فصل الشتاء، في العام التالي، تتم إضافة حلقة جديدة مكونة من جزئين، علماً أن الحلقات الأقرب للمركز هى الأقدم.

وإذا سألت نفسك لماذا تنمو الشجرة بشكل ثابت معين فالسبب في أن الشجرة تنمو قطرياً، لأنها تصنع الخلايا الجديدة حول محيطها، وليس كما يظن البعض أن الخلايا القديمة تكبر، فالخلايا القديمة المكونة لقلب الشجرة هي الخلايا الغير نشطة التي هي بمثابة الجزء الميت من الشجرة، أما الخلايا الحية هي فقط أحدث الحلقات، وذلك يختلف من شجرة لأخري حسب عمر الشجرة و نوعها، فالحطب الميت من الشجرة يمثل أكبر جزء منها، وياخذ لوناً أغمق.

ماذا تعرف عن الأشجار المعمرة

الأشجار المعمرة هى نباتات تنمو من الجزء العلوي طوال الشتاء ولكن بشكل بطئ، وتستمر خلال الصيف والربيع في النمو بشكل أكبر، الشجرات العتيقة المعمرة تنمو بقدر أقل بكثير من الشجر الأقل عمراً، كما أن لديها قدرات خاصة، فهى قادرة أن تموت من فوق السطح، وكأنها نائمة خلال فترة الشتاء، فتلك الأشجار إن لم تكن الظروف مناسبة تتجمد ولذلك تقدر بعض النباتات الخشبية المعمرة العيش لمئات بل آلاف السنين.

فأكبر شجرة في العالم وأعتقها عمراً يقدر عمرها بخمسة آلاف عام هى

شجرة الزيتون

التي أصبحت مزاراً لكثير من السياح من أرجاء العالم، فهى أقدم شجرة زيتون في العالم وذلك وفق تقدير الخبراء اليبانيون، ويُقدر إنتاج تلك الشجرة من زيت الزيتون نحو خمسمائة ألف كيلو جرام في الموسم الواحد، و يعد من أنقي و أجود أنواع زيت الزيتون في العالم.

أيضاً

شجرة العكاريت

في تونس، فهى من أقدم وأضخم أشجار الزيتون بالعالم، ويرجع سبب تسميتها نسبة لأسم صاحبها، و يقدر الخبراء أن عمرها ما يقارب 9 قرون، مهيبة المنظر حيث أن محيط جزعها 116متر، أي حجم منزل كبير.

ومن ضمن

اسماء الأشجار المعمرة

في العالم وأشهرها (شجرة السناتور، شجرة جران أبويلو، شجرة سارفي أباركو، شجرة لانجيرني يو، شجرة ميثوسيلا، شجرة بروميثيوس، شجرة بريستليكون، شجرة تيجيكو) [3]

ماذا يحدث لحلقات النمو في الأماكن ذات المناخ نفسه على مدار العام

حلقات النمو للأشجار في البلدان الاستوائية

ماذا يحدث للأشجار التي تنمو في البلدان التي لا يوجد فيها تناوب بين فترات النمو والراحة  بمعنى أن الظروف المناخية غير معتدلة، على سبيل المثال بها أمطار طوال العام حيث تنمو جميع الأشجار بإضافة حلقات متتالية، لذلك في مثل هذه المنطقة، قد تحدث بداية ونهاية فترة النمو في أي وقت خلال العام من ذلك تصبح هناك حلقات نمو في الأشجار الأستوائية ليست سنوية، كما تواجدت أشجار تمكنت من تكوين حلقات كثيرة رفيعة جداً خلال العام، وهذا جعل من الصعب تحديد عمر الشجرة، بل أمراً مستحيلاً، و كانت تلك الأشجار في المناطق الأستوائية، و ما يوضح صعوبة الأمر أن الحلقات المتكررة تلك صعب تعينها بالعين المجردة. [1]