احكام متعددة في قول ” ماشاء الله وشئت “

متى يكون قول ما شاء الله وشاء فلان شركا اكبر

هناك بعض الأخطاء اللفظي التي تكون مخالفة للعقيدة ومنها قول ما شاء الله وشئت أو ما شاء الله وشاء فلان أو توكلت على الله وعليك أو لولا الله وفلان [1] .

حيث يقول الله تعالى في سورة ق آية 18 ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ ولهذا يجب على الإنسان يحترس من الخطأ بقولها ، لأنها متعلقة بالعقيدة التي ترتبط بالله تعالي وأسماء الله وصفاته ويوجد أخطاء لفظية متعلقة بالمسائل العقائدية ويقع فيها بعض الأشخاص ومن هذه الأقوال :

ما شاء الله وشاء فلان أو ما شاء الله وشئت أو توكلت على الله وعليك ، وكل هذا أخطاء لفظيه وتسبب الشرك اللفظي ، لان في هذا يقوم القائل بتسوية الله عز وجل بالعبد وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن قول ذلك .

حيث قال البخاري في الأدب المفرد والإمام أحمد عن حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، قال “جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكلم عن بعض الأمور .

وقال في حديثه ما شاء الله وشئت فقال الرسول صلى الله عليه وسلم (أجعلتَني لله ندًّا؟!) ، وقد رؤى البيهقي عن ذلك انه قال (أجعلتني لله عِدْلًا، قل: ما شاء الله وحده) .

وقد قال الشيخ الفوزان رحمه الله تعالى في شرح الطحاوية أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (أجعلتني لله ندًّا؟) ، وبمعني ذلك أن القائل شارك الرسول مع الله في المشيئة .

وقال له قل بدلا منها ( ما شاء الله وحده) ومثل ذلك قول أنا معتمد على الله وعليك ، أو الفضل لله ولك وهذه أقوال خاطئة ولكن من الواجب أن يتم فصل بكلمة ثم التي تدل على الترتيب .

فيقول الفضل لله ثم لك وهذا ما رواه البخاري ومسلم عن حذيفة رضي الله عنه عن الرسوب صلى الله عليه وسلم أنه قال (لا يقولن أحدكم ما شاء الله وشئت ولكن يقول ما شاء الله، ثم شئت) ، وعن أبي داود واحمد (لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن يقول ما شاء الله، ثم شاء فلان) .

متى يكون قول ما شاء الله وشاء فلان شركا اصغر

أن من الشرك الأصغر قول ما شاء الله وشاء فلان أو ما شاء الله وشئت ،حيث رؤى النسائي عن ابن عباس رضي الله عنه أن رجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت .

فقال الرسول قل (أجعلتني لله نداً؟ ما شاء الله وحده) ، وقد رؤى أبي داود بسند صحيح عن حذيفة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن يمكنك قول ما شاء الله ثم شاء فلان) .

ويتقدم حديث قتيلة في ذلك حيث يوجد فرق في الواو وثم أن العطف يأتي بالواو ، يجعل مشيئة الله مع مشيئة العبد وهذا يقارن بينهما ولكن عند العطف بثم يجعل مشيئة العبد تأتي بعد مشيئة الله عز وجل .

فقال تعالي في سورة الإنسان آية 30 ” وَمَا تَشَاؤُونَ إِلا أَن يَشَاء اللَّهُ ” ومثل هذا القول لولا الله وفلان يعتبر من الشرك الأصغر ولكن يجوز ان القائل يقول لولا الله ثم فلان وهذا ما ذكره إبراهيم النخعي .

وذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى في سورة البقرة في آية 22 ” فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ” ومعني الأنداد الشرك الخفي عن دبيب النمل في الليل المظلم على صفاة ذات اللون الأسود .

مثل قول والله وحياتك يا فلان وحياتي وقول ما شاء الله وشئت وقول لولا الله وفلان فهذا شرك فيجب أن لا تجعل مع الله أحدا ورواه النسائي وصححه عن قتيلة قد أتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يهودي .

وقال إنكم تشركون و تقولون ما شاء الله وشئت وتقولون والكعبة فقام الرسول صلى الله عليه وسلم بأمرهم عند الحلفان يقولوا فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن ورب الكعبة .

ويقولوا ما شاء الله ثم شئت فقال له الرجل أنا يهودي واليهودي ، هما من ينتسب إلى شريعة سيدنا موسى عليه السلام وقد سموا بهذا الاسم من قول الله تعالى ” إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ”  ومعناها رجعنا أو قد سمي بذلك نسبة إلى أي جدهم يهوذا بن يعقوب وفي المقام الأول التسمية من العمل وقال تعالي (إنكم تشركون) .

أي أن المسلمون يقعون بالشرك وقال تعالى أيضا (ما شاء الله وشئت) ، وهنا المعطوف والمعطوف متساويان وهو الله سبحانه وتعالى والعطف كان بالواو لتسوية .

يكون الحلف بغير الله شرك أكبر إذا

الحلفان بغير الله والحلف بالرسول صلى الله عليه وسلم وبرأس فلان والأمانة وما شابه ذلك من الشرك الأصغر ، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم من حلف بغير الله فقد أشرك [3] .

ويكون الشرك الأصغر شرك أكبر عندما يقوم الشخص بالحلفان بغير الله أو يقول ما شاء الله وشاء فلان أو أن الشخص لدية تصرف في الكون أو الشخص قادر على أن يضر وينفع بدون الله أو الشخص له إرادة تخرج عن مشيئة .

وإرادة الله فهذا الشخص بدون اعتقاد بهذا يكون مشرك شركا اكبر ، إما عندما يكون نطق بالحلفان بغير الله بدون اعتقاد به فهذا من الشرك الأصغر .

أنواع الشرك الأكبر

ينقسم الشرك إلى نوعان شرك أكبر وشرك أصغر وينقسم الشرك الأكبر إلى أقسام ثلاثة [4] :


  • القسم الأول: الشرك بالربوبية

وهذا القسم نوعان النوع الأول وهو شرك التعطيل الذي يعد أسوا أنواع الشرك بالله مثل شرك فرعون الذي قال وما رب العالمين ، ومثل عبادة اله غير الله والنوع الثاني عباده آلهة مع الله وإنكار أسماء .

وصفات وربوبية الله مثل شرك النصارى الذي قاموا بجعل ثالث ثلاثة ، وأيضا شرك المجوس والإيمان بالكواكب العلوية ويجعل هذه الكواكب هي التي تدبر امر العالم .


  • القسم الثاني: الشرك بأسماء وصفات الله عز وجل

وهو نوعان النوع الأول الشرك عندما يقوم الشخص بتشبيه الله بالبشر مثل من يقول يد كيدي واستواء كاستوائي وسمع كسمعي والنوع الثاني يشتق الأسماء للآلهة الباطلة من الحق ك قول الله تعالى في سورة الأعراف آية 180 ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ‏ما كانوا يعملون ).


  • القسم الثالث: الشرك بتوحيد العبادة

وينقسم إلى ثلاث أنواع وهما النوع الأول الشرك بالشعائر ، حيث يقدم الشخص الدعاء والذبح لغير الله حيث قال سبحانه وتعالى : ( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة ‏يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ) .

والنوع الثاني الشرك بالطاعة حيث قال تعالى ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ‏ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون) .

والنوع الثالث شرك بالمحبة حيث قال سبحانه وتعالى ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد ‏حباً لله ).