كيف تعرف عمر الشجرة
علم الأشجار
كان العلماء يدرسون في علم الأشجار منذ مئات السنين، فمن خلال فحص الأشجار يمكنهم معرفة عمر الشجرة والمناخ والفيضانات والأضرار التي تسببها الحشرات وحتى إذا كان هناك حريق في الغابة، كما يمكن تحديد عمر الشجرة عن طريق حساب الحلقات السنوية، فيما يلي بعض الطرق التي يستخدمها العلماء لمعرفة عمر الشجر :
تقدير العمر
أولاً يجب البحث عن شجرة ساقطة قريبة تشبه تلك التي ترغب في معرفة عمرها، يستخدم العلماء هذه الإحصائيات لتجنب قطع الأشجار، فإذا كانت الشجرة المتساقطة متشابهة في العرض والارتفاع فيمكن استخدامها لإعطاء تقدير دقيق للعمر.
عد الزهرات
هناك طريقة أخرى لمعرفة عمر بعض الأشجار وهى عد الزهرات من حولها، والزهرة هى نمو دائري للفروع في نفس المكان حول جذع الشجرة، فمع تقدم الشجرة في السن ستفقد زهورها وتترك العلامات وراءها لذلك عد من الأسفل إلى الأعلى لتعرف كم هو عدد الزهرات قديمًا.
حفر الشجرة
يتم الحفر في قلب الشجرة لمعرفة عمرها بإستخدام أداة على شكل حرف T مع سدادة مجوفة رفيعة وطويلة تثقب في الشجرة لأخذ عينة من اللب، فيقوم العلماء بعد الحلقات على العينة لتحديد عمر الشجرة ثم تغطية الحفرة لإبقاء الشجرة حية.
حلقات جذع الشجرة
إذا تم قطع شجرة فابحث داخل اللب عن الدوائر، تسمى هذه الحلقات السنوية أو حلقات النمو، حيث تبدأ الدوائر صغيرة جدًا في محيطها وتصبح أكبر مع كل حلقة.
عد حلقات النمو
كل حلقة تمثل عامًا واحدًا من عمر الشجرة، ابدأ بالجزء الأعمق من القلب المسمى اللب وعد للخارج باتجاه اللحاء.
أنواع حلقات النمو
على الرغم من وجود أسماء مختلفة إلا أنه يشار إلى هذه المساحات عادةً بإسم Springwood و Summerwood، اللون الأخف هو خشب الربيع وعادةً ما يكون أوسع، كما تسمى الدوائر المظلمة خشب الصيف.
تفسير حلقات النمو
يستخدم العلماء
الحلقات السنوية في الأشجار
لمعرفة كيف كان المناخ وماذا حدث في المنطقة حيث تخبرنا الحلقات العريضة أنه كان موسمًا جيدًا للنمو مع هطول الكثير من الأمطار، وتعني المناطق الداكنة أن الشجرة لم تكن تنمو كثيرًا بسبب نقص العناصر الغذائية وقلة ضوء الشمس أما بعض العلامات الأخرى تتحدث عن الفيضانات والحرائق والأضرار التي تسببها الحشرات. [1]
مراحل نمو الشجرة
البذرة هى ضمان وجود الجيل القادم من الأشجار منذ آلاف السنين، تطورت البذور إلى أحجام وأشكال مختلفة حيث يمكن تشتيتها بفعل الرياح أو الماء أو الحيوانات، يوجد داخل كل بذرة جميع الموارد التي تحتاجها للبقاء على قيد الحياة بشكل مستقل حتى تصل إلى مكان آمن لتنمو، تنمو البذور لتصبح أشجار وتتمثل
مراحل نمو الشجرة
على عدة خطوات وهى :
-
الإنبات
بمجرد أن تجد البذرة الظروف المناسبة فإنها تحتاج إلى تأمين نفسها، يخترق الجذر الأول البذرة ويرسيها ويأخذ الماء من أجل النبات النامي، والمرحلة التالية من الإنبات هى ظهور النبتة الجنينية، حيث تندفع النبتة لأعلى عبر التربة وتبرز أوراقها فوق الأرض أو تتعفن تحتها بينما تنمو البقية فوقها.
-
الشتلات
تصبح النبتة شتلة عندما تكون فوق الأرض، هذه المرحلة تحدث عندما تكون الأشجار أكثر عرضة للأمراض والأضرار مثل رعي الغزلان، فتصبح الشجرة شتلة عندما يزيد ارتفاعها عن 3 أقدام ويعتمد طول مرحلة الشتلة على أنواع الأشجار لكن الشتلات لها خصائص محددة منها :
- جذوع مرنة
- لحاء أنعم من الأشجار الناضجة
- عدم القدرة على إنتاج الفاكهة أو الزهور
- تعتبر الأشجار ذات العمر الطويل مثل الطقسوس والبلوط شتلات لفترة أطول بكثير من الأنواع قصيرة العمر مثل البتولا الفضي والكرز البري.
-
شجرة ناضجة
تصبح الشجرة ناضجة عندما تبدأ في إنتاج الفاكهة أو الزهور، وهذا عندما تكون الشجرة أكثر إنتاجية، أما عن كم الوقت التي ستبقى منتجة فيه فيعتمد على الأنواع، حيث تبدأ شجرة البلوط الإنجليزية النموذجية في إنتاج الجوز في حوالي 40 عامًا وتبلغ ذروتها في الإنتاجية حوالي 80-120 عامًا، يمكن أن تكون البلوط بشكل عام منتجة لمدة 300 عام ثم تستريح لمدة 300 عام قبل الانتقال في دورة الحياة، في المقابل يبدأ الروان في إنتاج التوت بعد حوالي 15 عامًا وبحلول 120 عامًا أو نحو ذلك يكون قد انتهى بالفعل، من ثم تتشتت هذه الثمار وتتكرر دورة الحياة لكن هذه ليست نهاية رحلة الشجرة.
-
الأشجار القديمة
تأتي المرحلة التالية من حياة الشجرة عندما تتجاوز مرحلة النضج وتكون أقدم من أشجار نفس النوع، يمكن تسمية الشجرة بأنها قديمة عندما تكون في بداياتها فقط مثل الروان أو عندما يبلغ عمرها آلاف السنين مثل الطقسوس وهذا يعني أنه لا يمكننا تحديد الأشجار القديمة حسب العمر فقط فبدلاً من ذلك نبحث عن الخصائص الرئيسية مثل الجذع العريض الذي يكون من المحتمل مجوفًا.
-
شجرة متحللة
الأشجار المتحللة هى أشجار في المراحل الأخيرة من حياتها، يمكن أن تكون شجرة ميتة أو شجرة تحتضر وقد تكون حياة الشجرة في نهايتها، لكن فائدتها للحياة البرية على وشك أن تبلغ ذروتها حيث يوفر الخشب الميت منازل متخصصة للحشرات وكذلك الفطريات، هذه الحشرات هى مصدر غذاء للطيور والخفافيش والثدييات الصغيرة الأخرى، كما تستفيد هذه المخلوقات من التجاويف أو الثقوب في الشجرة كمأوى، في المقابل فإن هؤلاء السكان الصغار هم غذاء للثدييات الكبيرة والطيور الجارحة.
وتعتبر الأشجار الميتة والمتحللة أيضًا جزءًا حيويًا من التنوع البيولوجي للأخشاب، لهذا السبب يوصي الكثير من الخبراء أن إزالة الأخشاب الميتة من الغابات يقضي على جزء مهم من تنوعها البيولوجي. [2]
الشجرة المعمرة
ماذا لو قلنا أن
شجرة الزيتون
المعمرة الأقدم في العالم ليست بعيدة عنا، ليست في إسبانيا ولا في إيطاليا لكن فقط عبر البحر الأبيض المتوسط حيث تقع في تونس وتُعرف بـ ”
شجرة العكاريت
” فهى اسم من
اسماء الأشجار المعمرة
فإذا كنت تتساءل كيف
تتكون حلقات النمو السنوية في الأشجار المعمرة
فهذه الشجرة أثبتت للخبراء ذلك من خلال الدراسات.
تقع هذه الشجرة في قرية الدوير البربرية التابعة لمحافظة تطاوين، وكان قد تم زرعها منذ تسعة قرون على الأقل لذلك فإن جذورها متصلبة بعمق في الأرض وبحسب المعطيات فإنها تحتل مساحة 2000 متر مربع، وقطر الجذع سيكون هائلاً مثل فروعه كما أن “العكاريت” شجرة منتجة للغاية فمنذ عام 1992 أنتج قطف الزيتون 1500 لتر من الزيت وهو إنجاز حقيقي، في الواقع تونس هى أكبر مصدر لزيت الزيتون في العالم حيث يتم تصدير ما يقرب من 300000 طن من هذا الكنز الذهبي للسوق الخارجية كل عام، حتى إسبانيا وإيطاليا لا تصدر بشكل أفضل تاركة المركز الأول للتونسيين. [3]
أهمية الأشجار في البيئة
- يتراكم ثاني أكسيد الكربون الزائد (CO2) في غلافنا الجوي مما يساهم في تغير المناخ، لكن تمتص الأشجار ثاني أكسيد الكربون وتزيل الكربون وتخزنه بينما تطلق الأكسجين مرة أخرى في الهواء.
- في سنة واحدة يمتص فدان من الأشجار الناضجة نفس الكمية من ثاني أكسيد الكربون الناتج عندما تقود سيارتك 26000 ميل.
- تمتص الأشجار الروائح والغازات الملوثة (أكاسيد النيتروجين والأمونيا وثاني أكسيد الكبريت والأوزون) وترشح الجسيمات من الهواء عن طريق حبسها على أوراقها ولحاءها.
- في عام واحد يمكن أن يوفر فدان من الأشجار الناضجة ما يكفي من الأكسجين لـ 18 شخصًا.
- يمكن لثلاثة أشجار موضوعة بشكل استراتيجي حول منزل عائلي واحد أن تقلل من احتياجات تكييف الهواء في الصيف بنسبة تصل إلى 50 بالمائة.
- عندما تظهر الأشجار فإنها تزيد من الرطوبة الجوية.
- تقلل الأشجار من الجريان السطحي عن طريق كسر هطول الأمطار مما يسمح للمياه بالتدفق أسفل الجذع وإلى الأرض أسفل الشجرة. [4]