ما هي الصفات التي يحبها الله ورسوله

من الصفات التي يحبها الله و رسوله

يحب الله تعالى العباد ، و يحب أن يسمعهم و هم يتضرعون إليه ، و يطلبون رجاءه ، بالإضافة إلى ذلك يحب الله أن يبادله العباد نفس الحب و التقدير ، و ذلك من خلال الإحسان ، و إقامة الصلاة و إتباع المنهج الإسلامي السليم . [1]

و لابد لنا أن نتحلى بالعديد من الصفات الطيبة التي تقربنا من الله سبحانه و تعالى ، و لابد و أن نبتعد تماما عن الصفات السيئة مثل الكذب و الظلم  ،  و هي بالطبع من

الصفات التى يبغضها الله و يبغضها الناس

.فلابد لنا من السعي الدائم لأن نكون مقربين إلى الله عز وجل .

و قد تسأل نفسك عندما ترى شخصية محبوبة لدى الجميع و أخرى غير محبوبة  و قد يجعلك ذلك تسأل نفسك ،

هل كره الناس دليل على غضب الله


،

لذلك  حثنا سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ، على التمسك بهذه الصفات لأنها تعتبر طريقا لنا إلى الجنة .

الاحسان

يتكون  الدين الأسلامي من ثلاث مراتب أساسية ،  و يعتبر أول المراتب الأساسية هو الأسلام ، بمعنى أعتناق الدين الإسلامي ، و الحصول على الديانة الإسلامية . و ثاني مراتب الدين هو الإيمان بمعنى ، الإيمان بالله و بكتبه و رسله .

و يحتل الأحسان المرتبة الثالثة في الدين ، و هو من أعلى و أسمى المراتب لدى الرحمن .  و معنى الأحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فهو يراك  ، فتقيم الصلاة و تقول قولا طيبا و تخاف الله في أهل بيتك و رعيتك . و ذكرت كلمة المحسنين في القرآن الكريم مرات عديدة . حيث قال الله تعالى: {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة:195]

و قال تبارك وتعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة:13]، وقال جل وعلا: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [ آل عمران:134

و أوضح الله عز و جل جزاء الإحسان ، و الإحسان هو ليس فقط الإحسان إلى الله و لكن للعباد أيضا ، حيث أن الإحسان لمن حولك و مساعدتهم في حياتهم ، له جزاء عظيم عند الله . و من صفات المحسنين عند الله :

  • من ينفقوا أموالهم في كلا من السراء و الضراء  بالحكمة و لا يبخلون  و لا يسرفون
  • و الكاظمين الغيظ ، أي بمعنى المتحكمين في أعصابهم دائما
  • و العافين عن الناس ، ألا و هم المسامحين عن أخطاء من حولهم

التوبة و التطهر

يقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التحريم:8]، و تعتبر التوبة عي الرجوع إلى الله ، لعدم تكرار الخطأ  مرة أخرى .

و في الدين الإسلامي ، يعتبر الندم أيضا على فعل الخطأ توبة بحد ذاتها يكافئ عليها الله سبحانه و تعالى .  و التوبة تعتبر من أساسيات الدين و من


أسباب محبة الله للعبد


، و الأنسان البشري دائما ما يخطئ و يتوب و يرجع إلى تكرار الخطأ ، ثم يتوب مرة  أخرى إلى أن يهديه الله إلى عدم تكرار الخطأ مرة أخرى

أما بالنسبة للتطهر ، فإن التطهر واجب على الرجل و المرأة في العديد من مواقف الحياة .  و في بعض الأيات قد ذكر كلمة ” المتطهرين ” و كان المقصود منها الطهارة من الذنوب أيضا و ليست الأبدان فقط .

التقوى

أما إذا وجهنا الضوء على صفة التقوى ، فسنجد أن التقوى هي الخوف الشديد من عظمة الله سبحانه  و تعالي ، و الأنسان التقي هو من يكون على أتم أستعداد  بيوم الرحيل و على دراية كاملة به ، لذلك يقوم بتطبيق كلام  الله في كل أمور الدنيا

.و قد  حثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم على التقوى. ، حيث قال في خدمة إن الله يحب العبد التقي، الغني، الخفي».  و قال عز وجل {إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ .

الصبر

يعتبر الصبر من الصفات الواحب توافرها في المؤمنين بصفة عامة . و جزاء الصبر عظيم عند الله سبحانه و تعالى ، و صبر الأنسان على البلاء هي  من أعظم  الأعمال .

فالصبر هو النور و الضوء الواضح   ، الذي قد يظهر الفرق بين أصحاب الجد و أصحاب المصالح ، حيث يعتبر الوقت منذ معرفة المصائب ، إلى إيجاد الحلول من أثمن الأوقات التي ينتظر فيها الله الرضا و الصبر الكامل لتقبل البلاء و الصبر عليه .

فالصبر ضياء، به يظهر الفرق بين الناس من حولك ،  و هو ليس حالة يأس   فمن الناس من يصبر على فقدان عزيز ، أو المرض ، أو مصيبة من مصائب الدنيا   ،  و هو يعتبر حبس النفس عن الوقوع في غضب الله تعالى، و تحمل الأمور بحزم و تدبر، ليكون أجر الصابر بغير حساب .

التوكل

لا توكل في الدنيا  إلا على الله ، سبحانه و تعالى . و لابد للمؤمن أن يتوكل على الله و يفوض أمره بالكامل  لله في السراء و في  الضراء .

يقول الله تعالى ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} . أي أنه إذا عزمت على القيام بأي شئ ، حتى و لو بسيط ، فتوكل على الله الحي القيوم .

العدل

يعتبر العدل أساس الملك ، و هو أيضا أسم من أسماء الله الحسنى ، و التي لابد من أن تكون من أولى الصفات التي يجب التحلي بها  . فلابد من أعطاء كل من له حقا حقه ، و محاسبة الجاني . و من تحلى بالعدل ، فقد أبتعد عن عاقبة الظلم ، و الظلم من

ال

صفات حذر الله عز و جل منها

،

و عقوبته  في الدنيا و الآخرة .

و يقول الله تعالى في سورة المائدة {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} . و المقصود بالمقسطين هم العادلون ، فذكر الله هنا أنه يحب العادلين في الدنيا . و من يحبه الله فقد فاز بالدنيا و ما فيها

التراص في صفوف القتال

{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ} [الصف:4] ، لقد أمر الله سبحانه و تعالى بالقتال من أجل إنتشار الدين الأسلامي ، و الدفاع عن الحريات ،  يقول تعالى (  إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ ) . فجميع قادة الأسلام  يحبهم الله و يبقى أسمائهم خالدا على مر العصور و وصفهم الله بالبنيان الشديد المرصوص ليدل على متانتهم و قوتهم

معالي الأمور

: قال رسول صلى الله عليه وسلم:[إن  الله يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها ] ، حيث  لابد  من الأهتمام بالأمور من حولنا و تكبيرها و الحفاظ عليها  ، و لا يمكن الأستخفاف بأمور غيرك  ، و محاولة حل المشكلات بكل هدوء و عقل


الرفق واللين والحلم والأناة


يحب الله القلب اللين ، الذي يعمل على معالجة الأمور دون المبالغة فيها  بقلب كبير ، و عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: “دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليكم، قالت عائشة: ففهمتها، فقلت: وعليكم السام واللعنة، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مهلًا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله» [2]

محبة من يحب لقاء الله تبارك وتعالى

و قد ذكر الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: (باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه) صحيح البخاري [5/2386]، فالله يحب من أراد لقائه ، فيوم القيامة سوف نقابل الله و لكن ليس كلنا من يرى الله عز و جل  .

عن أبي موسى رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» .