أطول مدة خلافة من الخلفاء الراشدين
أطول مدة في خلافة المسلمين
الخلافة الراشدة هي الفترة التي جاءت بعد رحيل النبي صلى الله عليه وسلم عام 11 هـ، واستمرت لمدة 29 عامًا كاملًا حتى وفاة الخليفة علي بن أبي طالب، آخر الخلفاء الراشدين في عام 40 هـ، بينما يقول بعض العلماء أنها استمرت لمدة 30 عامًا، أي حتى عام 41 هـ.
وكان يتم اختيار الخليفة بناءً على مبدأ الشورى بين المسلمين، ومن
فضل الخلفاء الراشدين
أنهم قاموا بنشر الكثير من القيم والمبادئ بين المسلمين، كما شهدت اتساعًا ملحوظًا في مساحة الدولة الإسلامية.
واختلفت
فترات حكم الخلفاء الراشدين
لكل خليفة من الخلفاء الأربعة، وجاءت أطول فترة خلافة من نصيب الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، حيث اقتربت مدة خلافته من أن تصل إلى 12 سنة هجرية، حيث تولى الخلافة في عام 23 هـ الموافق 643 م ، وبقي في الخلافة حتى وفاته عام 35 هـ الموافق 655 م، وهو ثالث الخلفاء الراشدين بعد الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، والخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقبل الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وتزوج عثمان بن عفان من اثنتين من بنات الرسول عليه الصلاة والسلام وهما: رقية وأم كلثوم.[1]
وكانت خلافة عثمان بن عفان، الأطول في تاريخ الخلافات الإسلامية، خلافة فتحاً ونصرًا للدين الإسلامي والمسلمين، حيث امتد نفوذ الدولة الإسلامية حتى بلاد النوبة في مصر ووصلت إلى حدود الهند، وقاموا بإنشاء الأساطيل حيث لم يكن لدى المسلمين ولو حتى سفينة واحدة في البحر.
كما قام المسلمون بغزو الجزر ومحاربتهم في البحر، وزاع سيطهم وبلغت هيبتهم مسامع الدول الأخرى، وخاصة الروم، كما نجحوا في فتح شمالي افريقيا، وقاموا بقتل آخر ملوك دولة الفرس، وغزوا الأتراك، واستمرت الفتوحات الإسلامية حت بلغت القوقاز مرورًا بالفيافي والقفار والجبال، وغزوا جزيرة قبرص ورودس، وطلب معاوية الإذن بفتح القسطنطينيّة وبعد السماح له بذلك سار إليها ورجع عنها بعد حصارها لمدّة طويلة.
وتسببت هذه الفتوحات العظيمة في اتّساع رقعة الدولة الإسلامية ووفرة الخيرات على المدينة، وزادت الأموال حتّى بلغ ثمن الفرس الواحد مائة ألف، وكان ثمن البستان أربعمائة ألف درهم في المدينة المنورة.[2]
عثمان بن عفان
ولد الخليفة عثمان بن عفان عام 47 قبل الهجرة، أي عام 576 م، وهو أحد المبشرين بالجنة العشر، وأطلق عليه اسم “ذي النورين”، لأنه تزوج اثنتين من بنات النبي صلي الله عليه وسلم، وهما رقية، وبعد أن ماتت تزوج من أم. كلثوم.
دخل عثمان بن عفان الإسلام وهو في سن الرابعة والثلاثين، ويقول بعض العلماء أنه دخل الدين الإسلامي بعد أبو بكر الصديق وزيد بن حارثة، وشر الرسول الكريم بأنه سيدخل الجنة وأنه سيموت شهيدًا.
كان عثمان بن عفان أول من هاجر إلى الحبشة حفاظًا على الإسلام، ثم لحق به المهاجرون من المسلمين في عهد النبي صلي الله عليه وسلم، ثم هاجر للمرة الثانية إلى المدينة مع المهاجرين المسلمين تنفيذًا لأمر رسول الله بالهجرة من مكة إلى المدينة المنورة.[1]
وعن
صفات عثمان بن عفان
،
فقد عرف عنه أنه شديد الحياء وكان يعلم ما في قريش من خير وشر، وكان يألفه أهل قريش ويحبون مجالسته لعلمه وتجاربه ، وكان يصوم الدهر وكثير الحلم والإحسان، وكان يقيم الليل ويختم القرآن كاملًا في ركعة، كما عرف بالكرم وكثر الإنفاق في سبيل الله.
ومن
انجازات عثمان بن عفان
أنه جمع المصحف الشريف حفاظا عليه مجموعًا في مصحف واحد، كما أجرى بالعديد من التوسعات، حيث أنه وسع المسجد الحرام والمسجد النبوي، وفي عهده ازدادت الفتوحات الإسلامية وبالتالي زادت مساحة الدولة الإسلامية بشكل كبير ، حيث فتح الدولة الأرمينية، ودولة خراسان الإفريقية، ودولة قبرص ، كما أنشأ الأسطول البحري الإسلامي الأول لحماية الدول الإسلامية التي تقع على طول الشاطئ من الهجمات البيزنطية ، واستشهد خلال أحداث الفتنة وهو في عمر الـ 82، عام 35 من الهجرة، ودفن في البقيع بالمدينة المنورة. [2]
أقوال عثمان بن عفان
عرفت عن عثمان بن عفان الكثير من الأحاديث والدعوات منها :[2]
- كان يدعو المسلمين دائما إلى تقوى الله، وأن أفظن الناس من شدد على نفسه ومنع عنها الشهوات وعمل لآخرته، وأنار َ قبره بنور الله والإسلام، وأن يعمل الصالحات في دنياه حتى لا يحشر يوم القيامة أعمى بعدما كان بصيرًا، فمن كان الله معه لا يخشى شيء، ولن يجد أحدًا يرجوه بعد الله.
- أن الله منحنا الحياة الدنيا لطلب الآخرة، فلا نهتم بها وننسى الموت والقبر، فالدنيا ليست دائمة ومصيرنا جميعا إلى الله عز وجل، ومن اتقى الله أمن من بأس الدنيا وعذاب الآخرة.
- أن لكل نعمة نقمة، ولكل شيء نقص وعيب، وآفة الدين الإسلامي هم غير المسلمين الحاقدين على الإسلام والمسلمين، الذين يكرهون ما نحب ويحبون ما نكره.
- خير عباد الله من منع نفسه عن ما يغضب الله واعتصم بحبل الله وكتابه، وتذكر موته فبكى، وكان يفعل ما يقول.
- الدنيا دار شهوات ومتعة تجذب الناس إليها، فلا تهمموا إليها ولا تثقوا بها، فهي لا تترك إلا من عزف عنها وتركها.
- لو أن قلوبنا نقية وطهرة لما شبعت من كلام الله، وأكره شيء على قلبه أن يمر يوم عليه دون أن يقرأ شيء من المصحف الشريف.
ترتيب الخلفاء الراشدين
سمي الخلفاء الراشدين بهذا الاسم
لأنهم خلفوا النبي صلى الله عليه وسلم في نشر الدعوة الإسلامية وقيادة الأمة بعد وفاته في العام الحادي عشر من الهجرة، و
الخلفاء الراشدين بالترتيب ومدة خلافتهم
هم :
- الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، والذي بدأ فترة خلافته بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مباشرةً منذ 12 من شهر ربيع الأول عام 11 هـ، واستمرت خلافته لمدة عامين وثلاثة أشهر أي حتى 22 من شهر جمادى الآخر عام 13 هـ
-
الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبدأ فترة خلافته بعد وفاة أبو بكر منذ 23 من شهر جمادى الآخر عام 13 هـ، واستمرت
مدة خلافة عمر بن الخطاب
لـ 10 سنوات وستة أشهر، أي حتى 26 من شهر ذي الحجة عام 23 هـ. - الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبدأ فترة خلافته في الثالث من شهر محرم عام 23 هـ، أما عن مدة خلافته فقد كانت الأطول بين الخلفاء الأربعة واستمرت لـ 12 عامًا، حتى استشهاده يوم 24 من شهر ذي الحجة عام 35 هـ.
-
الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، آخر الخلفاء الراشدين ، وبدأ فترة خلافته في 25 من شهر ذي الحجة عام 35 هـ، وبلغت
مدة خلافة علي بن ابي طالب
أربعة أعوام وتسعة أشهر، حتى 18 من شهر رمضان 40 هـ.[1]