ما هو ” الشاذروان ” وأهميتة
الأجزاء الأساسية في الكعبة المشرفة
تتكون الكعبة المشرفة من مجموعة من المكونات الأساسية التي تبدأ بجزء الحجر الأسود ، وهو أكثر الأجزاء شهرة في بيت الله الحرام ، الذي يعتبر من أحجار الجنه ، كما يتكون الجزء الثاني من ” باب الكعبة ” الذي يقع شرق الكعبة ويتم تجميله بالذهب ، و الفضة ، و هناك المكون الثالث الذي يطلق عليه ” الميزاب ” وهو المكان الذي يتساقط منه ماء المطر ، كما يقوم المكون الرابع و هو ” الشاذروان ” وهو عبارة عن رخام مائل يتواجد في قاعدة الكعبة من الأسفل ، والهدف منه هو منع الأمطار ، كما يتمثل الجزء الخامس في حجر سيدنا اسماعيل ، و المكون السادس هو الملتزم .
تعريف الشاذروان لغوياً و اصطلاحياً
الشاذروان يعرف لغوياً على أنه الإطار الذي يحيط ببناء معين من القاعدة ، وله جذور مثل الأعمدة التي تقوم بتثبيت البناء ، و هو تحديد في قاعدة الكعبه المشرفه ، و لكن من 3 جهات فقط ، ما عدا الجانب الخاص حجر سيدنا اسماعيل.
الشاذروان من المصطلحات النادرة ، وهذا الاسم يطلق على الجزء المتروك من الكعبة المشرفة والذي يشبه الوزرة ، ويتم من خلاله تثبيت غطاء الكعبة المكرمة ، حيث يرجع القسم إلى الأصول الفارسية التي تطلق على كل إطار يحيط بشيء آخر ، أو يغلفه ، وهو في الأصل جاءت من تسمية الإيزار و معناها بالفارسية ” شذور ” الذي يعرف اصطلاحياً على أنه ” الشيء الذي يستخدم من أجل تثبيت الحبال الخاصة بغطاء الكعبة المشرفة ، كما يعتبر الشاذروان القاعدة الأساسية التي تغطي الكعبة من الأسفل ، والتي تقع في أرضية الكعبة ، وتكون في شكل هندسي ثلاثي ، مبني من الرخام المائل في قاعدة الكعبة .[1]
مبادرات المملكة في تجديد الشاذروان
يعتبر الشاذروان بمثابة ” العتبة ” التي تحيط بقاعدة الكعبة ، والتي تبلغ أطوالها ثلاثة أمتار تقريباً ، و تم تجديده على مدار التاريخ من قبل بعض الصحابة مثل عبد الله بن الزبير ، و أحد السلاطين وهو السلطان مراد الرابع في عام 1040 هجرية ، ثم بعد ذلك قام الملك فهد بن عبد العزيز بترميم الشاذروان سنة 1417 هجرية .
وللشاذروان تاريخ يرجع إلى 204 هجرية في عهد أبي حنيفة ، كما يرجع تاريخ وجود الشاذروان إلى 150 هجرية ،وقد أقدمت حكومة المملكه العربيه على تجديده من أجل ضمان منع وصول السيول إليه من خلال العديد من المشاريع المكثفة في الحرم المكي ، و جاءت الاسباب الرئيسيه من التجديد للشاذروان أن الزوايا المعدنية المثبتة في الأرض تم إصابتها بالصدأ .
كما كانت هناك مبادرات عديدة لتجديد بناء الشاذروان ، والتي حدثت في الماضي في سنة 636 هجرية ، و تم تجديده أيضاً في سنة 660 هجرية ، كما قامت حكومة المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ، بتجديد أرضيه الشاذروان واستبدالها بالرخام الثمين الذي يعطي له شكلاً رائعاً ،و فخامةً.
وقد قامت المملكه العربية السعودية لتجديد رخام الشاذروان في فترات مختلفة ، و ما بين كل فتره و أخرى يتم تجديد الشاذروان من أجل الاستعداد لاستقبال الحجاج في كل موسم حج ، حيث تقوم المملكة بتجديد هذه المساحة ، و تقويتها بالرخام الفاخر الذي يحيط ويغلف قاعدة الكعبة من الأسفل بشكل مائل.
و في عام 1346 هجرية حدث في بعض أحجار الشاذروان بعض الفجوات ، والشقوق ، وبناء عليه تقرر من قبل حكومة الملك عبد العزيز ضرورة البدء في تثبيت هذه الأحجار والبدء في عملية اصلاح وتجديد الشاذروان ، من خلال تعبئتها بالجبس.
وفي سنة 2015 قامت المملكه العربية السعودية في إقامة ورشة عمل من أجل دراسة مشروع تجديد الحرم المكي ، وكانت حكومة الممكلة بتجديد الشاذروان والتي تم تجهيزها من خلال اضافة الألواح الرخامية التي يطلق عليها “التاسوس” الأبيض ، وهو نوع من الرخام النادر ، و الغالي الثمن الذي يستخدم بدلاً عن الرخام القديم ، حيث كان الشاذروان القديم يتكون من ثماني قطع من الأحجار النفيسة ، و هو حجر المرمر الذي تم استبداله بالبلور الكريستالي .[2]
فتاوي ملامسة الحجاج للشاذروان
وقد أشير الى الشاذروان في آراء الشيخ ابن تيمية رحمه الله ، والذي أكد على أن الشاذروان لا يكون امتداد من الهيكل الأساسي لبناء الكعبة المشرفة ، و لكنه يكون جزء إضافي من أجل تثبيت الكعبة المشرفة ، وعدم الإضرار بجدرانها ، و أن السبب في بناءه هو أنه في زمن الجاهلية ، قامت قريش باقتطاع من الجدار الاساسي للكعبة المشرفة الذي ظهر على الأرض ، و هناك بعض الفتاوى التي ظهرت في حاله أن يقوم الحجاج بالطواف وثم ملامسة هذا الجزء ، حيث يقول بعض الفقهاء أن الذي يطوف حول الشاذروان يتطلب منه إعادة الطواف ، لأنه في الأصل لا ينتمي إلى أجزاء الكعبة المشرفة ، بل أنه يعتبر قاعدة تثبيت لجدران الكعبة ، و لمنع الإضرار بها بسبب السيول.
ومما تجدر الإشارة إليه أن المذاهب قد اتفقت حول تفسير أصل الشاذروان ، مثل المالكيه وغيرها من المذاهب التي قامت بتفسير ما إذا كان الشاذروان يعتبر جزء من الكعبة أم أنه جزء منفصل ، كما أكد المذهب الحنفي الكذب على أنه جزء منفصل من الكعبة ، لأنه جزء الهدف منه هو الإحاطة بالكعبة المشرفة ، و تثبيتها في الأرض ، كما اتفق المذهب الشافعي على هذا الرأي ، الذي اقره المذهب الحنفي بأنه جزء منفصل عن الكعبه المشرفه ، وقد أشار النووي بأن كل من طاف على الشاذروان يجب أن يعيد الطواف ، لأنه طاف في البيت لا بالبيت.
كما أن الشاذروان يبلغ حوالي 68 حجرا في ثلاثة جوانب رئيسية محيطة بالكعبة المشرفة انتهاء بالركن اليماني الذي يصل فيه عدد الأحجار إلى 525 حجراً و بين الركن اليماني حجر كبير دائري ، ويوصف شكل الشاذروان الموجود أسفل جدار الكعبة المشرفة بأنه ذو شكل مثلث ، شبيه بشكل ” السنم ” والأصل في انشائه هو تقوية قاعدة الكعبه كما أن الشاذروان يبلغ ارتفاعه نحو الشبر و النصف ، ويبلغ العرض نحو الشبرين و النصف .
أهمية الشاذروان
تأتي أهداف هذا الغطاء اللي من أجل إقامة حاجز بين الحجاج الذين يطوفون حول الكعبة ، و بين ملامسة الكعبه الشريفة و هو مصنوع من الحجارة الصلبة التي تختلف في ألوانها و أحجامها ، ويكون لها عدد معين من الأحجار . كما تأتي أهمية بناء الشاذروان لتحقيق عدد من الوظائف الهامة ، تتمثل في حماية الكعبة المشرفة ، كما يبنى الشاذروان أجل تثبيت جدار الكعبه المشرفة و لمنع وصول الامطار الى الكعبه و الاضرار بجدرانها ، فضلاً عن دوره في تثبيت ستارة الكعبة .[3]