من هو الصحابي الذي كانت دعوته مستجابة
من هو الصحابي المستجاب الدعاء
الصحابي الجليل ذو الدعاء المستجاب هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، والذي كان من السابقين إلى الإسلام، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، والذي كان له مكانة خاصة بقلب النبي فدعا له النبي محمد صلى الله عليه وسلم قائلا: “اللهم استجب لسعد إذا دعاك”، فنزل في سعد بن أبي وقاص قوله سبحانه وتعالى (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا)
وذلك لأن أمته حاولت جاهدةً أن تعيده إلى الضلال الذي كان عليه لكنه لم يأبه لما كانوا يقولون على العكس أصر على إسلامه، وسعد بن وقاص هو آخر من مات من العشرة المبشرين بالجنة وآخر من مات من المهاجرين إلى المدينة المنورة رضي الله عنهم أجمعين، كما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سعد بن وقاص فقال: “أطب من مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده، ‘ن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين يوماً، وأيما عبدٍ نبت لحمه في السحت والربا فالنار أولى به”.
كما دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله “يا سعد اطب مطعمك تستجب دعوتك”، وكان سعد بن أبي وقاص أول من نال شرف الرمي بسهم في سبيل الله حيث قال له النبي محمد صلى الله عليه وسلم في إحدى الغزوات “أرمِ سعد فداك أبي وأمي ” كما كان
سعد بن ابي وقاص
مقاتلاً شجاعاً نال شرف المشاركة في معظم غزوات الرسول.
من هو سعد بن أبي وقاص
سعد بن أبي وقاص، هو خال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه الكامل هو، سعد بن مالك بن أهيب، واحد من العشرة المبشرين في الجنة، وهو آخر من مات من الصحابة ومن المهاجرين إلى المدينة المنورة، أمه حمنة بنت سفيان بن أمية بنت عم أبي سفيان بن حرب بن أمية، وكان جده أهيب بن عبد مناف، وجده هو عم السيدة آمنة بنت وهب أم رسول الله، ولد سعد رضي الله عنه في مكة سنة ثلاث وعشرين قبل الهجرة.
نشأ سعد بن أبي وقاص في قريش، وكان يعمل في قريش بري السهام وصناعة القِسِيّ، وهذا العمل عند قريش كان يؤهل صاحبه للائتلاف مع الرمي والحياة في الصيد والغزو، وقد كان في شبابه يمضي معظم وقته في مخالطة شباب قريش وساداتهم وزعمائهم القبليين ما أكسبه مكانة عندهم، وكان سعد رضي الله عنه يتعرف على علوم الدنيا عن طريق الحجيج الوافد إلى مكة المكرمة في أيام الحج وفي موسمها.
كان من مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، تباهي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه حيث كان يشير إلى سعدٍ وهو يقول: “هذا خالي، فليرني امرؤ خاله”، وافتداء النبي لسعد بن أبي وقاص يوم أحد بأبيه وأمه فقال: “ارمِ سعد، فداك أبي وأمي”.
كما قد كرم الله سعد بن أبي وقاص بجعله حارس للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى عبد الله بم عامر بن ربيعة الذي قال: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: “كان النبي سهر، فلما قدم المدينة قال: “ليت رجلاً من أصحابي صالحاً يحرسني الليلة”، إذا سمعنا صوت سلاح، فقال: “من هذا؟ فقال: أنا سعد بن أبي وقاص، جئت لأحرسك ونام النبي”.
كرم الله تعالى سعد بن أبي وقاص فجعله مستجاب الدعاء، وذلك بسبب دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم له، فقال: “اللهم سدد رميته، وأجب دعوته”. وذلك لأنه كان الرامي في الغزوات الإسلامية.
إسلام سعد بن أبي وقاص
كان سعد بن أبي وقاص من الأشخاص الذين دعاهم أبو بكر الصديق للإسلام فأسلم سعد رضي الله عنه في سن مبكرة من عمره حيث كان يبلغ عمره سبع عشرة عام عندما دخل الإسلام، بعد إسلامه حاولت أمه الضغط عليه لكي تحيده عن الإسلام فقامت أمه بقطع الطعام عل هذه الحيلة تعيده إلى ما كانوا عليه من ضلال، فقال لها: “تعلمين والله يا أماه، لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفساً نفساً، ما تركت ديني هذا لشيء فإن شئت فكلي، وإن شئت لا تأكلي”.
بعد ذلك حلفت أمه عليه أن لا تكلمه حتى يكفر بدين الإسلام ويعود لعقيدته الأولى، وألا تأكل وتشرب، فجاءت التشريعات الإلهية بالآية التالية في قوله تعالى: “ووصينا الإنسان بوالديه حسناً وإن جاهدك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبأكم بما كنتم تعلمون” العنكبوت (8) أي لا طاعة للوالدين في الشرك بالله عز وجل.
ليس ذلك فقط بل كان سعد بن أبي وقاص أحد الفرسان الشجعان في الإسلام، وقد كرمه الله بأنه أول من رمى بسهمٍ في سبيل الله، وهو واحد من ستة أشخاص أصحاب الشورى.
كان سعد بن أبي وقاص وحبه للجهاد في سبيل الله، لم يضيع سعد بن وقاص حياته في أحاديث التجارة أو اللغو، مع إنه صانع سهام وقسي محترف لم يخال عمله من أجل الربح لكن كان لعمله في صناعة القصي والسهام هدف واحد فقط، هو إعلاء كلمة الله ونصرة الدين الإسلامي دين الحق والجهاد في سبيل الله عز وجل بالمال والنفس والأهل والعشيرة، فقد شهد سعد بن أبي وقاص مع النبي غزوة بُواط وكان يحمل لواء الإسلام وغزوة أُحد، كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتمد عليه في الكثير من الأعمال الخاصة، فقد أرسله النبي مع علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما بمهمة استطلاعية عند ماء بدر، كما كان سعد بن أبي وقاص واحد من الشهود على صلح الحديبية.
كما كان سعد بن أبي وقاص قائد حكيم وقد ظهر ذلك في قياده لمعركة القادسية، كان سعد بن أبي وقاص قد تولى مهمة قيادة جيش المسلمين في أصعب مرحلة من المراحل التي مرت بها الحروب الإسلامية في بلاد فارس والعراق، فاستطاع بفضل الله ومن ثم كفاءته العالية وقدرته القيادية وتوجيهات أمير المؤمنين وبالإضافة إلى الجيش الذي يملؤه الإيمان أن يقوم بهزيمة الفرس هزيمة ساحقة في معركة القادسية.
وقد كان أول قرار صحيح اتخذه سعد بن أبي وقاص أثناء قيامه في قيادة الجيش هو اختيار موقع معركة القادسية لكي تكون المعركة الحاسمة بين المسلمين والفرس، وقد كانت الميزات التي توافرت في هذا الموقع ما يلي:
- بعد الموقع وعزلته عن أهل البلاد الذين لم يشعر سعد بن أبي وقاص بالطمأنينة إليهم.
- موقع القادسية الهام بين الخندق والعتيق لحماية قواته من جيش الفرس.
- وجود المياه والطعام بالقرب من هذا الموقع وذلك لسهولة تأمين الاحتياجات لقوات المسلمين.
- عدم وجود أي حاجز طبيعي قد يعوق حركة قوات الجيش، حيث بأي لحظة يريد فيها الانسحاب أو أعادة تجميع القوى لاستئناف المعركة ممكن.
- التمكن من حصار الفرس في نهر الفرات لكيلا يستطيعون الفرار منهم.
-
وقد اتخذ قرارات صائبة أيضاً في المعركة كإرسال قوات لحماية النقاط الضعيفة، واتباع أسلوب التوغل والالتفاف من حول القوات، وحتى في تحديد وقت الظهيرة للبدأ بالمعركة له حكمة فقد اختاره بسبب حدة الشمس ولكي تأتي في أعين المقاتلين الفرس فتلهيهم، والحكمة في تنظيم القتال في ليلة الهرير، التي حسمت المعركة لصالح المسلمين وكذلك يوجد
قصة سعد بن أبي وقاص مع أهل الكوفة
دليل على حكمة سعد.
وفاة سعد بن أبي وقاص
توفي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في قصره بالعقيق الذي يقع على بعد خمسة أميال من المدينة المنورة، وذلك كان في عام 55هـ، وكان قد تجاوز الثمانين من عمره، وهو آخر من مات من المهاجرين إلى المدينة المنورة.[1]