قصة سعد بن أبي وقاص مع أهل الكوفة
نبذة عن الصحابي سعد بن أبي وقاص
سعد بن أبي وقاص صحابي جليل وكنيته أبو اسحق وهو من المبشرين بالجنة واسمه سعد بن مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي وقد تم ترشيحه من قبل سيدنا عمر بن الخطاب ليتولى إمارة المسلمين وكان من الصحابة المقربين لرسول الله وأسلم سعد بن ابي وقاص وكان عمره سبعة عشر عاما وهو من أوائل الصحابة الذين اعتنقوا الإسلام وذلك من خلال سيدنا أبي بكر الصديق ومقابل ذلك فقد وقع في أذى شديد من الكفار بسبب اعتناقه للإسلام وقد مر هو والمؤمنين بظروف قاسية وصعبة حيث كانوا لا يجدون ما يأكلونه فكانوا يأكلون أوراق الشجر والحشائش من شدة الجوع.
تاريخ سعد بن أبي وقاص مع أهل الكوفة
لسعد بن أبي وقاص قصص كثيرة من أبرزها قصته مع أهل الكوفة حيث قام سعد بن أبي وقاص بحروب كثيرة كان هو القائد ، والمحارب ، والمجاهد فمنها حرب القادسية ، وقام بفتح العراق ثم استوطن في الكوفة سنة سبع عشرة من الهجرة وأصبح أميراً عليهم أما قصته معهم فكانت عندما شكوا أهل الكوفة سعداً إلى عمر بن الخطاب وقالوا أنه لا يحسن الصلاة ولا يلتزم بالقواعد الدقيقة في الصلاة.
فأرسل عمر بن الخطاب إلى سعد ابن أبي وقاص ليفهم منه ما حقيقة الأمر فذهب إليه سعد ليقص له أمر تلك الشكوى وعندما دخل المدينة استقبله عمر بحفاوة شديدة وقال له إن هؤلاء يقولون عنك أنك لا تحسن الصلاة فتعجب سعد من تلك الإدعاءات والإفتراءات وقال أتعلمني الأعراب الصلاة لأنهم لا يدرون بقواعد العلم والدين أكثر منه فهم يريدون أن ينقصوا من شأن العلماء والمشايخ ورد سعد ابن أبي وقاص قائلا أني والله كنت أصلي بهم الصلاة التي تعلمناها من النبي عليه الصلاة والسلام بلا زيادة ولا نقصان وقال أصلى صلاة العشاء مثلما علمنا النبي الركعتين الأولى نقوم بالتطويل في القراءة أما الركعتين الأخريين نقصر في القراءة فرد عمر قائلا حقا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي مثل صلاتك يا سعد.
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل جمع عمر أهل الكوفة وسمع رأي كل واحد منهم كما سأل كافة المساجد عن صلاته فالجميع قد أثنى على تلك الصلاة وعلى صحتها كما أشادوا جميعا بعدالته ، وإخلاصه ، ونزاهته بينما هناك الكثي من أهل الكوفة من شكك في دينه ونفى عنه أشرف الفضائل واتهمه بالجبن ، والبخل ولم يشكوا سعد لأحدا غير الله فلا يوجد أقدر ووأعظم وأحق من الله وهو خير الحاكمين.[2]
حياة سعد بن أبي وقاص
سعد بن أبي وقاص
صحابي اشتهر بانه مجاب الدعوة
وكان سعد ذات قرابة مع الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان جده أُهيب بن مناف، عم آمنة أم الرسول صلى الله عليه وسلم اعتنق الإسلام في وقت مبكر جدا حيث أسلم وهو في عمر السابعة عشر وعندما تحدث عن نفسه قال: “شاهدت يوماً كنت فيه ثالثاً في الإسلام” أي أنه كان ثالثاً أسلم.
عندما تحدث الرسول عن الإله الواحد وعن الدين الجديد الذي انتشر تعاليمه في كل مكان ، وقبل أن يتخذ دار الأرقم ملجأ لنفسه وللصحابة في تلك الأيام ، كان سعد بن أبي وقاص قد أقسم بالفعل على قسم الولاء للنبي صلى الله عليه وسلم وأن من شجعه وحثه على الإسلام هو أبي بكر الصديق وربما يكون ممن أعلنوا إيمانهم بالإسلام بعد أن أقنعهم أبو بكر بذلك وضمت هذه الجماعة عثمان بن عفان ، والزبير بن العوام ، وعبد الرحمن بن عوف ، وطلحة بن عبيد الله.
مرض في حجة الوداع عندما كان يرافق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يزوره فسأله سعد: يا رسول الله ، أنا أملك مال كثير ولا يرثني إلا بنت واحدة هل يمكنني المساهمة بثلثي أموالي كصدقة؟ ” قال النبي: “لا” ثم قال: ثم نصفها؟ قال النبي: “لا” ثم قال: ثم ثالث؟ قال النبي: نعم ، والثالث كثير إن ترك ورثتك أثرياء أفضل من تركهم يعتمدون على شخص ما إذا أنفقت مالاً في سبيل الله يؤجر عليه ، حتى اللدغة التي تضعها في فم زوجتك.
طلب منه عبد الله بن عمرو بن العاص بإلحاح أن يخبره بالعبادة أو الفعل الذي يجعله مؤهلا لمثل هذا الثواب قال له سعد: “لا شيء أكثر مما نفعله أو نعبده جميعًا ، إلا أنني لا أحمل أي حقد أو كراهية تجاه أي مسلم”كما وصفه عبد الرحمن بن عوف بمخالب الأسد لقوته وشجاعته.[1]
صفات سعد بن أبي وقاص
سعد بن ابي وقاص
من الصحابة الذين لديهم صفات نبيلة كثير منها القوة ، الجرأة ، والشجاعة وبالرغم من ذلك لم يكن مغرورا ولا متكبرا ولم يذكر متباهيا من تلك المزايا باستثناء امتيازين كبيرين أولاً: كان أول من رمى رمحاً في سبيل الله وأول من ضربه ثانياً: هو الوحيد الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمل أن يكون والديه فدية له وذلك لما قاله النبي يوم أحد:”رمي ، سعد قد يكون والدي وأمي فدية لك “وكان يقول سعد دائما “والله أنا أول عربي يرمي رمحًا في سبيل الله”.
يعتبر سعد من أكثر الفرسان العرب والمسلمين جرأة حيث كان بحوزته سلاحان ، رمحه وصلاته كلما طعن عدوًا برمحه كان يؤذيه وكذلك كلما دعا الله أجاب لطالما رأى هو والصحابة أن هذا يرجع إلى صلاة النبي عليه الصلاة والسلام فلما رآه النبي ذات يوم يفعل شيئًا يسعده ويسرّه ، قال: “اللهم اجعل رمحه يضربه بلا خطأ واستجب صلاته”وبهذه الطريقة اشتهر بين أصحابه بصلواته التي كانت بمثابة سيف حاد كان يعرف ذلك عن نفسه.
ومثال ذلك ما رواه أمير بن سعد ذات مرة: رأى سعد ذات مرة رجلاً يشتم علي وطلحة والزبير نهى عنه لكنه لم يتوقف ثم قال سعد: ثم أدعو الله عليك قال الرجل: أنت تهددني كأنك نبي ثم ذهب سعد وتوضأ وصلى ركعتين. ثم رفع يديه وقال: اللهم إن علمت أن هذا الرجل قد شتم قومًا قد رزقك به خيرًا وأزعجك لعنه عليهم فاجعل منه عبرة ” لم يمر سوى فترة قصيرة ،
كان سعد يبكي كثيرا بدافع التقوى كلما استمع إلى النبي يوعظ أو ينصح ، وكانت دموعه تنهمر بغزارة ، حتى كادت دموعه أن تملأ حجره كما كان شخصية عظيمة في الصدقات ، والبر ، والعطف على الفقير ، والإحسان إليه كما كان ينعم بالنجاح والتميز وكان يواجه مهام ، وصعاب كبرى بقوة إيمانه وعقيدته الراسخة.
ومن صفات سعد بن ابي وقاص كان طعامه طاهر ، ولسانه طاهر ، وضميره طاهر وكان رجلاً من الجنة كما تنبأ الرسول كما كان فارسا في يوم بدر ، وفارس يوم أحد وفي كل معركة عاشها مع الرسول صلى الله عليه وسلم.[3]