صفات المهلب بن أبي صفرة
من هو المهلب بن أبي صفرة
من هو المهلب بن أبي صفرة
؟ هو
المهلب بن أبي صفرة
بن سراق بن صبح بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك الأزدي(8ه-82ه) و كنيته هي أبو سعيد . ولد المهلب بن أبي صفرة الأزدي في عام الفتح .
و كان المهلب بن أبي صفرة أبو سعيد الأزدي ، من أهل البصرة الشرفاء ، و كان اوجههم و أجودهم و اكرمهم ، ولد الملهب بن أبي صفرة الأزدي في عام الفتح ، و كانوا دائما ما ينزلون بين البحرين و عمان ، و قد ارتد قومه فبدأ عكرمة بن أبي جهل بمقاتلتهم حتى ظفر بهم و بعثهم إلى الصديق ، و كان فيهم أبو صفرة و أبنه المهلب كان غلاما صغيرا جدا حتى لم يبلغ الحنث و قتها ، ثم بعدها نزل أبو صفرة إلى البصرة ، و قام بغزاة أرض الهند في أيام معاوية سنة أربع و أربعين .
و في سنة ثمان وستين ولي أبن الزبير الجزيرة ، ثم ولي بعدها حرب الخوارج و هي أول دولة الحجاج ، و في واقعة واحدة فقط قد قتل آلاف و ثمانمائة ، بعد هذه الوقعة عظمت منزلته عند أهل دولة الحجاج بشكل كبير .
كان رجلا فاضلا كريما و شجاعا ، و يحب المدح كثيرا ، و كلامه حسن ، و من كلامه الحسن : نعم خصلة السخاء ، تستر عورة الشريف ، و تلحق خسيسة الوضيع ، و تحبب المزهود فيه . و قال ايضا : يعجبني في الرجل خصلتان : إن أرى عقله زائدا على لسانه ، و لا أرى لسانه زائدا على عقله .
حدث الملهب بن أبي صفرة عن عبدالله بن عمرو بن العاص ، و عن البراء بن عازب ، و سمرة بن جندب ، و ابن عمر. و كذلك روى عنه سماك بن حرب ، و عمر بن سيف ، و أبو إسحاق ايضا.
توفي المهلب بن أبي صفرة عندما غزى بمرو الروذ ، توفي و عمره كان ستة و سبعون سنة رحمه الله ، و كان له عشرة أبناء و هم : يزيد ، و زياد ، و المفضل ، و مدرك ، و الحبيب ، و المغيرة ، و قبيصة ، و محمد ، و فاطمة ، و هند التي عانت بسبب زوجها الحجاج الثقفي حيث قيل في
قصة هند بنت المهلب مع الحجاج الثقفي
إن الحجاج الثقفي تزوجها غصب عنها و لكن بعدها طلقها أبيها المهلب منه ، و من بعده تزوجت الملك بن مروان .
حسب ما قيل في
قصة المهلب بن أبي صفرة مع أبنائه
،
حينما أشرف على الوفاة استدعى جميع أبنائه السبعة و أمرهم بإن يحضروا رماحهم و بعدها طلب منهم إن يكسروها فلم يقدر احدا منهم إن يكسر الرماح و هي مجتمعة ، فقال : فرقوها و ليتناول كل واحد رمحه و يكسره ، فكسروا الرماح دون عناء طويل ، فقال لهم : أعلموا أنكم جميعا مثل هذه الرماح ، فما دمتم مجتمعين و يعضد بعضكم البعض ، لا ينال منكم أعداؤكم ، أما إذا اختلفتم و تفرقتكم ، فسيضعف أمركم و يتمكن منكم أعداؤكم ، و يصيبكم ما أصاب الرماح.
توفي الملهب بن أبي صفرة في ذي الحجة ، كان من أكبر الشجعان ، و له العديد من المواقف الحميدة ، و الكثير من الغزوات التي اشتهر بها في الترك و الأزراقة و غيرها من أنواع الخوارج. من بعد وفاة المهلب بن أبي صفرة جعل مكانه أبنه يزيد بن الملهب على إمرة الخراسان .[1]
بم اتصف المهلب بن أبي صفرة
كلن المهلب بن أبي صفرة يملك الكثير من الصفات المميزة و الحميدة ، التي لا تتوفر عند باقي الرجال ، منها :
صفة الشجاعة و القدرة الفائقة في القتال
الشجاعة و القدرة الفائقة في القتال و إدارة المعارك بكفاءة كبيرة لدرجة لا يستطيع احد غيره إن يدير المعارك بهذه الكفاءة ، فهو الذي مهد لفتح السند و كذلك مدينة خنجدة الواقعة على نهر سيحون و تفصلها فقط عشرة أيام عن سمرقند ، و ايضا هو الذي استعاد منطقة الختل ، و بقى لمدة تسعة عشر سنة و هو يحارب الخوارج و لم يتمكن احد إن يقضي عليهم غيره .
صفة الكرم
كان المهلب بن أبي صفرة من أكرم الناس في زمانه و شهد جميع من عاش معه على كرمه ، و لكرمه العديد من الأمثلة ، منها : قبل يوم من ذهابه لأحد غزواته تلاقته امرأة قالت له : أيها الأمير إني نذرت إن أقبلت سالما إن اصوم شهرا كاملا و تهب لي جارية و الف درهم ، فضحك المهلب بن أبي صفرة و قال : و لقد وفينا لك نذرك فلا تعودي بمثله فليس كل شخص يفي لك به .
و مثال أخر على كرم المهلب بن أبي صفرة : وقف له رجل و قال له اريد منك حويجة (تصغير كلمة حاجة) فقال له الملهب بن أبي صفرة : اطلب لها رجيلا(تصغير كلمة رجل ) و معنى قول المهلب بن أبي صفرة : مثلي لا يسأل إلا حاجة عظيمة .
و كان المهلب بن أبي صفرة عندما يأتى له ضيوف يوصي جميع الخدم بإن يقللوا من إحضار الماء و يكثروا من إحضار الطعام لكي لا تمتلئ بطون الضيوف بالماء ، بل حتى تمتلأ بالطعام .
صفة الحلم
صفة الحلم للمهلب بن أبي صفرة كانت من أشهر صفاته ، فكان رضي الله عنه من أحلم الناس ، فعلى سبيل المثال خبر من أخبار حلمه : أنه مر في يوما من الأيام للبصرة ، فسمع من قال : هذا الأعور قد ساد الناس و إذا خرج للسوق لا يمكن إن يساوي أكثر من مائة درهم ، فبعث أليه المهلب بن أبي صفرة بمائة درهم ، و قال له ، إذا زدتني في السعر فزدتك في العطية ، و كأنما كان قد فقئت عينه بسمرقند .
صفة بلاغة الحكمة
كان المهلب بن أبي صفرة حكيما و بليغا في آرائه ، و كانت له كلمات لطيفة و إشارات ملحية دلت على مكارمه ، في حين حضرت الوفاة ، دعا إليه أبنه حبيب ، و دعا ايضا بسهام فحزمت و قال : افترونكم كاسريها مجتمعة ؟ ، قالوا : لا ، فقال هكذا هي الجماعة ، أوصيكم بتقوى الله و صلة الرحم ، فإن صلة الرحم تثرى المال و تكثر العدد ، و أنهاكم عن القطيعة فالقطيعة عقابها النار ، و تورث القطيعة الذل و القل ، فتحابوا و تباروا لتجتمع أموركم .
و من جمل مهلب بن أبي صفرة الأزدي الحكيمة هي : “عجبت لمن يشتري العبيد بماله ، و لا يشتري الأحرار بأفضاله”.
و كذلك قال ايضا : الحياة خير من الموت ، و الثناء خير من الحياة ، و لو أعطيت ما لم يعطه لأحد فحببت إن تكون لي أذن أسمع بها ما يقال إذا مت غدا. كيف إن لا يكون لسانه حكيما و بليغا و هو من الجيل الذي شاهد الرسول صلى الله عليه و سلم .[2]