بم تدرك صلاة الجماعة


ما تدرك به صلاة الجماعة

الأصل أن يكون المسلم حريص على أداء الصلاة وأن يهتم بالمبادرة في إلى المسجد والذهاب باكراً، وذلك حتى يتمكن من إدراك صلاة الجماعة  خلف الإمام كاملة، حيث إنه فور سماعه للأذان يلبّى بأقصى ما يمكنه من سرعة النداء، مع الحفاظ على الوصول بهدوء للمسجد، ومن ثم يستطيع أن يؤدي تحية المسجد وما سنه الرسول صلى الله عليه وسلم من السنن التي تسبق البعض من الصلوات المفروضة، يليها إدراك تكبيرة الإحرام خلف الإمام.

وفيما يتم من


بحث عن صلاة الجماعة


فإن تأخر المؤمن في اللحاق بالجماعة لأحد الأسباب فإنه يقوم بالدخول في الصلاة حين وصوله على الفور، ويبدأ بأداء ما وصل الإمام إليه من أركان الصلاة، حتى إن كان الإمام وصل إلى التشهد الأخير، وهو ما ورد الدليل عليه في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أتى أحدُكم الصلاةَ والإمامُ على حالٍ، فليصنعْ كما يصنعُ الإمامُ)، وهو ما يشير إلى


فضل الالتزام بصلاة الجماعة


. [1]

وقد اختلف الفقهاء في أقل ما يمكن أن يدرك فضل صلاة الجماعة به، حيث قال البعض من علماء الإسلام أن من أدرك صلاة الجماعة قبل أن يسلم الإمام نال فضلها، بينما أصحاب المذهب المالكي فقد خلصوا أن من لم على الأقل ركعة من صلاة الجماعة من الممكن له أن يحصل على فضل أداء صلاة، وهناك رأي آخر للمالكية يفرقون به بين حكم صلاة الجماعة وفضلها، وإذ يقول ذلك الرأي بالحصول على فضل صلاة الجماعة لمن أدرك جزء منها أي كان، في حين أنه فيما يتعلق بحكمها فلا ينله إلا من أدرك ركعة واحدة بها على الأقل. [2]

ادراك فضل الجماعة بإدراك التشهد الأخير

ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم بالحديث الصحيح: (

لا تأتوا الصلاة وأنتم تسعون، وأتوها عليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا)

فقد قال النبي الكريم (

فما أدركتم فصلوا

يعم من أدركها)، بمعنى أن من الإمام بالتشهد الأخير أدرك صلاة الجماعة، ولكن الحديث الشريف يذهب إلى أنه لا تدرك الجماعة بغير أداء ركعة على الأقل وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (

من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة

فهي تدرك بركعة الجماعة).

ولكن قد يطرأ على المسلم في بعض الأوقات عذر طارئ يترتب عليه تأخره عن بلوغ صلاة الجماعة في أولها فيكون له فضلها حتى إن لم يدركها كاملةً، حيث إنه قد تخلف عن بعضها نتيجة عذر شرعي مثل أن يقضي الإنسان حاجته، إذ أنه رغب في الذهاب للمسجد، ولكن قد نزل به حاجة الإنسان من غائط أو بول فتأخر نتيجة لذلك، أو ما إلى نحو هذا من الأعذار الشرعية، في تلك الحالة يحصل المصلي على فضل و


فوائد صلاة الجماعة


، ولكن بغير عذر لا تدرك الجماعة بإدراك التشهد ولكن يتم إدراكها بركعة على الأقل فما يزيد عن ذلك. [3]


حكم صلاة الجماعة

حثّ الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين على أداء صلاة الجماعة، كما وورد عنه في


أهمية صلاة الجماعة


وفضلها أحاديث صحيحة عدة اعتمد العلماء عليها ببناء آرائهم فيما يخص حُكمها، وقد خلصوا في ذلك إلى آراء ثلاثة، وقد أتى أول تلك الآراء للإمام أحمد بن حنبل-رحمه الله- الذي قال به: (إن صلاة الجماعة فرض عين على كل قادر عليه)، ووافقه في ذلك القول ابن حبّان والظاهرية والأوزاعي وغيرهم، واستدلوا في ذلك الرأي بعدد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم منها ما قاله للأعمى الذي سأله أن يرخّص له بالصلاة في بيته لعدم توفر سائق يقوده للمسجد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تسمعُ النداءَ بالصلاةِ؟ فقال: نعمْ. قال: فأَجِبْ).

بينما ثاني الآراء حول حكم صلاة الجماعة هو رأي الإمام أبي حنيفة والإمام مالك والكثير من أئمة الشافعية حيث يقولون به حول


هل صلاة الجماعة واجبة


: (إن صلاة الجماعة سنّة مؤكدة)، وقد استدلوا في ذلك الرأي بالعديد من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الدالة على أفضلية صلاة الجماعة وأجرها العظيم، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: (الذي ينتظر الصلاةَ حتى يصليها مع الإمام أعظمُ أجراً من الذي يصلي ثم ينامُ)، فذلك الحديث الشريف يدل على الأجر والثواب لصلاة الجماعة مع صحّتها دونها.

بينما الرأي الثالث فهو ما ورد عن قول بعض الشافعية والكثير من المالكية يذهب إلى أن (حكم صلاة الجماعة فرض كفاية) بمعنى أنه في حالة قام به البعض من المسلمين سقط عن عامتهم، ولذلك الرأي قوته ووجاهته، حيث يجمع بين الأحاديث الدالة على الوجوب باعتباره لصلاة الجماعة فرض كفاية ينبغي أن يقوم بها بعض المسلمين، وبين الأحاديث الدالة على الاستحباب أن جعلها سنّة مؤكدة على عموم المسلمين.

وقد ورد عن بعض العلماء: (إن من كان له زوجة وأولاد لا يصلّون إلا إن صلّى معهم في البيت فإن الأفضل بحقه أن يصلّي جماعة بهم ما دام يوجد من المسلمين من يؤدي الفرض الكفائي بالمسجد)، وكل تلك الأقوال والتفصيلات تتعلق بصلاة الرجال، بينما النساء فلا تعد صلاة الجماعة لهن واجبة أو مندوبة، بل إن صلاة أفضل المرأة ببيتها وفق ما ورد من أحاديث مقبولة بذلك الباب وحول


الحكمة من مشروعية صلاة الجماعة


، فإن أمكنها الصلاة في جماعة ببيتها كان هذا أفضل لها.


كيفية أداء صلاة الجماعة للرجل

تتم صلاة الجماعة بين جماعة من المصلين ومن الجائز أن تتم بين فقط اثنين من المصلين، أما عن حكمها فهي سنة ليس هناك إثم لمن يتركها ولكن ينل فاعلها الأجر والثواب العظيم من الله جل وعلا.

  • يتقدم الإمام المأمومين ومن غير الجائز أن يتقدم أحد المأمومين عليه.
  • ينبغي أن يتابع المأموم الإمام بكافة حركاته وفلا يجب أن بسبقه أو يتأخر كثيراً عنه.
  • يقرأ المأموم بالصلاة الجهرية والصلاة السرية سورة الفاتحة خلف الإمام، ويقرأ سورة قصيرة فقط بالصلاة السرية.
  • في كل من الركوع والسجود والصلاة الإبراهيمية وقراءة التشهد؛ يقرأ المأموم ما يقرؤه غالباً بالصلاة المنفردة، ولكن عقب الرفع من الركوع يقول “ربنا ولك الحمد” بدل أن يقول “سمع الله لمن حمده” ثم يقول الإمام “سمع الله لمن حمده”.
  • إذا ما حدث في الصلاة من المأموم سهو لا يجب عليه سجود السهو ولكن يتحمله الإمام عنه، ولكن في حالة حدث من الإمام السهو فإن من يسجد سجود السهو هو الإمام.
  • لا ينبغي أن تكون المسافة ما بين المأمومين والإمام كبيرة والتي تحول دون رؤيتهم له، ومن غير وجود أي حواجز مادي كجدار بينهم.


صلاة الجماعة للمرأة

صلاة الجماعة للمرأة تتم بالطريقة ذاتها كصلاة الجماعة للرجل فيما عدا الحالات التالية:

  • لا تتقدم المرأة الإمام على المأمومين ولكن تقف بينهم، حيث إن الواجب بالمرأة السترة.
  • لا تشرع المرأة الإمام بالأذان وإقامة الصلاة بصلاة الجماعة، كما لا يشرع ذلك لها بالصلاة المنفردة.
  • كذلك ليس للمرأة الإمام رفع صوتها بالصلاة الجهرية ولكن تؤديها بالطريقة نفسها مثل باقي الصلوات.