أعمال اليوم السادس من رمضان ” والأدعية “
شهر رمضان
يشاء رب العالمين ما شاء في اختيار عبد من عباده ليحمله رسالة هداية الناس ، و يختار من الأوقات ما هو خير في العبادة والدعاء ، وكلها أمور يختص بها سبحانه وتعالى من شاء ومتى شاء ، ومن ذلك أيضاً ، الأيام ، اختص الله أيام لفريضة الحج ، ومن الشهور اختص شهر رمضان ، و جعل سبحانه وتعالى لهذا الشهر من النعم والأفضال الكثير ، علمنا منها في القرآن الكريم البعض ، والبعض الآخر من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، واختص سبحانه من شهر رمضان العشر الاواخر ، و من العشر الأواخر ، اختص الليالي الفردية ، وهكذا ، سبحانه جعل لتلك الخصوصية درجات و حسنات ، و أفضال خاصة. [1]
أعمال اليوم السادس من رمضان
أحب الأعمال إلى الله العبادات ومن العبادات الدعاء ، لكنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن صحابته ، وما دلنا العلماء في كتبهم ومؤلفاتهم على عبادة يختص بها يوم عن غيره في رمضان ، ولا دعاء غير دعاء لكل يوم ، بل أن ذلك أعتبره العلماء نوع من أنواع البدع المحرمة ، و التي يأثم صاحبها بفعلها ، إذا قام بها على سبيل تحديد زمني ، ولكن يمكنه القيام بها بشكل عام.
أي إذا كان العبد ينوي إخراج صدقة مالية و إطعام الطعام ، و شراء ملابس للفقراء في رمضان ثم رتب تلك الأمور بشكل شخصي يطبقه على نفسه فقط ، دون أن يجعلها أمور ملزمة لغيره ، أو ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، و بين الناس على اعتبارها عبادة ، هنا تكون عين البدعة.
كذلك الادعية أن يحدد لكل يوم دعاء و ينشره بين الناس باعتباره الواجب أو المفضل الدعاء به في أول يوم وثاني يوم وهكذا هنا هذه هي عين البدعة ، لكن لا مانع في أن يدعوا بما شاء وقت ما شاء في أي وقت ويجعل
اعمال ايام شهر رمضان
عامة ، وبذلك يمكن تحديد الأعمال التي يمكن للمسلم القيام بها بشكل عام بدون حصرها في يوم بعينه ، ومن تلك الأعمال [2]
الصدقة
كل الأعمال في شهر رمضان أجرها مضاعف ، كما أن الاحتياج في رمضان يكون احتياج مضاعف ، ذلك لأن بعض الأعمال و الوظائف الغير ثابتة والبسيطة قد تتوقف أو تقل في رمضان ، كما أن بعض الأفراد قد يتأثروا بعدد ساعات الصوم ، وكذلك الجسد يحتاج للغذاء المتوازن أكثر في رمضان كل ذلك يجعل للصدقة في رمضان قيمة أعظم وأكبر عن غير الشهر ، وإن كانت الصدقة مهمة في كل شهور العام.
صلة الرحم
إن صلة الرحم من الأعمال التي دعا لها الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم، و ذكرت في القرآن الكريم، وفي السيرة ، وهي على المستوى الاجتماعي و الإنساني ، أحد ركائز سلامة المجتمع ، وترابطه ، وقوته ، وتزيد أهميتها وقيمتها مع حلول شهر رمضان سواء لمضاعفة الأجر من الله سبحانه وتعالى أو لمدى تأثيرها في النفوس لما في الشهر من روحانيات عظيمة ، تترك أثر في الود والألفة في ذلك الشهر عن غيره من شهور العام.
إطعام الطعام
شهر رمضان هو شهر الإطعام ، الفقير يصوم كما الغني لا فرق بينهم ، لكن الفرق الحقيقي يكمن في أن الغني يستطيع تناول أشهى المأكولات بعد ساعات الصيام الطويلة ، و يستطيع تعويض ما فقده جسمه خلال اليوم ، والتمتع بلذة الإفطار ، وارتواء العروق ، أما الفقير فالصيام واجب عليه أيضاً لكن ربما لا يجد ما يسد جوعه ، ولا تعويض عن ساعات الصيام الطويلة ، بل وأكثر من ذلك ، فالجسم الذي سيكمل صيام يوم جديد من أيام شهر رمضان قد يكون صيامه متوالي يفطر على ماء أو كسرة خبز ليعود مرة أخرى لصيام جديد، لذلك فإن إطعام الطعام في شهر رمضان لهو من أعظم العبادات وأهمها.
ختم القرآن الكريم
شهر رمضان هو شهر القرآن الكريم ، فيه نزل القرآن ، وفيه عاد جبريل عليه السلام قبل وفاة النبي ليدارسه القرآن ، وفيه كان يختم الصحابة ، و التابعين واتباع التابعين القرآن مرات عديدة خلال الشهر ، وهو من
أحب الأعمال في رمضان
، ويمكن تقسيم الأجزاء على أيام الشهر و زيادة ، واغتنام الأوقات ، وتكرار الختمات في هذا الشهر ، [ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].
إدخال السرور على قلب مسلم
من أكثر ما يمكن للمسلم القيام به لجعل الحياة أفضل ، وتخفيف وطأتها على الغير إدخال السرور على قلب مسلم و من ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن، تقضي له دينا، تقضي له حاجة، تنفس له كربة… صححه الألباني ، وبهذا الحديث يتضح لنا إرشاد النبي للأعمال التي يمكن أن تدخل السرور على قلب مسلم ، ومنها قضاء دينه ، أو قضاء حاجة من حوائجه ، أو تنفيس كربة من كرباته. [3]
أدعية اليوم السادس من رمضان
كما سبق بيان أنه لا يختص يوم بعينه بعبادة معينة على سبيل التحديد والواجب كذلك ، لا يختص يوم معين بدعاء معين خاص به ، لذا لا يوجد دعاء معين ومخصص ، أو محدد لليوم السادس في شهر رمضان المبارك، لأن كل أيام رمضان يجوز فيها الدعاء بل يستحب ، ويثاب عليه ، ومن
ادعية لأيام شهر رمضان
هي نفسها تلك الأدعية التي تقال في كل أيام العام ، وكل شهوره ، ويشملها رمضان في كل أيامه
-
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني.
-
اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن.
-
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. [4]
فضل الدعاء في رمضان
إن للدعاء في شهر رمضان خواص كثيرة ، وأهمية كبرى ، تعود فوائدها وفضائلها على المسلم ، وعلى حياته ، وعلى مشاعره ، ونفسيته ، وقد أشار العلماء إلى فضيلتان للدعاء شهر رمضان وهما
-
فضل الزمان ، وفي ذلك قال العلماء [ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186] ، و بذلك يكون الدعاء في رمضان له فضل عظيم وهو استحابة لأوامر الله تعالى.
-
حال الصيام و في الصيام فضل عظيم للدعاء من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((ثلاثة لا تُردُّ دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يُفطِر، ودعوة المظلوم)) ، رواه أحمد والترمذي. [5] ، [6]