اجمل نص وصفي عن البحر
مقدمة عن وصف البحر
أبدع الله عز وجل في مظاهر خلقه لهذا الكون وفي الدقة والتوازن بين هذه العناصر، فإذا نظرت إلى البحر تشاهد من خلاله قدرة الله على الإبداع فتشعر بأن البحر كرسمة فنان، وتشعر بأنك ستنسج الشعر
تعبير عن البحر وجماله
.
وصف منظر البحر عند الغروب
كثيراً ما نسجت
الأشعار في وصف الغروب
وقد سمعت الكثير من
خواطر عن الغروب
فماذا لو كان الغروب على شاطئ البحر، عندما تنظر إلى صورة الغروب وانعكاسه على البحر ترى معجزات الله على الخلق والإبداع، ففي الغروب تبدا الشمس بالرحيل لتنبأك بانتهاء اليوم لكن عندما تريد السماء توديع البحر قبل حلول ظلمتها، تنشر لون الحب في كل مكان لتعكسها على مائه فترى الشفق الأحمر مع وفي وسطه الشمس الذهبية وهي تتسلل رويداً رويداً لتختفي خلف الجبال معلنة للناس بأن اليوم قد انتهى، أما العصافير فتشارك الشمس في عرسها هذا فتشدو وتغرد وتزقزق حتى رحيل الشمس لكي تودعها قبل أن تغور وراء الجبال، فتعود إلى أعشاشها حتى يحل اليوم الجديد لتستقبل به الشمس بأهازيج الفرح من الصباح الباكر، أما البحر فيأبى ألا يشارك العصافير والشمس فرحتهم فترى الأمواج متخبطةً تارة وهادئةً تارة أخرى وكأن أمواج البحر ترقص على أهازيج العصافير وعرس الشمس، تشارك الناس أيضاً في هذا الفرح فعند الغروب تجد الآلاف من الناس على البحر منهم من يمشي ومنهم من يجلس على الشاطئ وكأنهم يحضرون مراسم زفاف، نعم مراسم زفاف الشمس، هذا ال
منظر طبيعي
من تجليات الخالق وإبداعه في هذا الكون.
وصف وجداني عن البحر
البحر عالم من السحر والأسرار ففي البحر يقطن آلاف لا بل مليارات الكائنات الحية، والبحر مصدر الشعر الوجداني فيلجأ معظم الشعراء إلى التغني بالبحر وكثيراً ما يتغنى الشعراء في البحر ففي المقدمات الطليلة وفي شعر الغزل يكتب الشعراء عن البحر، ففي الحقيقة البحر هو ملجأ الشعراء للبوح بقصائدهم والتعبير له بالحزن وبالحب وبالفرح وبكل المشاعر، حتى في الأدب المهجري قاموا بالتغني بالبحر، والبحر أيضاً هو ملجأ الفن من شعر ورسم فغالباً الرسامون يستخدمون تناغم ألوان البحر منهجاً في رسمهم، أو يرسمون صور إبداع الخالق في هذا المنظر الجميل، والأدباء يكتبون آلاف مواضيع ال
تعبير عن البحر وفوائده
، فالبحر ملجأ الناس تأتي أليه وتحدثه لتقذف كل همهوما بداله وتجرد نفسها من هذه الهموم، إن جمال البحر يأسر القلوب ويستحوذ على النفس فإن لونه الأزرق الباعث للأمل ولمعانه الذي يشرح الفؤاد ومراسم غروبه الت تشبه الخيال أعظم وسائل الجمال.
قصيدة عن البحر
كتب الكثير من الشعراء عن البحر ملجأ الإلهام والإبداع فقد كتب جبران خليل جبران شعر عن البحر يقول:
والبحر ما أسناه في صفو وما
أبهاه في الإرغاء والإزباد
صالت على الدنيا به فينيقيا قدما
ونعم الفخر للأجداد
إذ لم يكن في الناس ملاح
ولم يك فوق لج رائح أو غاد
فتحت به للعلم فتحا باهرا
ووقت به الأسواق كل كساد
واستدنت البلد القصي فلم تدع
لليأس معنى في مجال بعاد
يا بحر يا مرآة فخر خالد
أبقوه في الأبصار والأخلاد
هل تعذر الحفداء فيما ضيعوا
من مفخرات أولئك الأجداد
كما كتب الشاعر حافظ إبراهيم وهو يتغنى بكرم البحر وسخائه فشبه نفسه بالبحر الذي كرمه يضاهي كرم الشاعر عندما قال:
“أنا البحر في أحشائه الدر كامن*** فهل سألو الغواص عن صدفاتي”
وصف شاطئ البحر
إن رما الشاطئ الصفراء التي تشبه الذهب وزرقة مياه الشاطئ التي تبعث في الروح الصفاء والنقاء، والبحر الهائج التي تتلاطم موجاته مع الصخور كل هذه المظاهر التي تبعث في لنفس الأمل والسرور والبهجة، على شاطئ البحر ترى الناس أفواج كثيرة يجلسون على شاطئه ليستمتعوا بالمظاهر الربانية التي خلقها الله وأبدعها، تملأ الفرحة الناس الجالسين على الشاطئ فحتى الأطفال لهم حصة كبيرة من هذه الفرحة، ترى الأطفال على الشاطئ منهم من يبني قلاع في الرمال وينصب نفسه الحاكم بهذه القلعة فيجلس على كرسي عرشه ويأمر الأطفال الآخرين اللذين يلعبون معه.
ومنهم من يقوم بجمع الذكريات من البحر كالأصداف والرمال والحصى الصغيرة، بينما البعض يقومون بالاستمتاع بمياه البحر فيسبحون ويمرحون في المياه، وكثيراً متا ترى الصيادون على الشاطئ وهم يصطادون الأسماك ليبيعوها وتكون مصدر رزقهم، وقد ترى بعض الناس التي تجلس على شاطئ البحر تتأمل قدرة الله وإبداعاته الكونية، بينما البعض قد يكون منشغلاً بالتقاط الصور التذكارية والاحتفاظ بها وبعض الناس أيضاً تراهم يتجولون ويمشون على الشاطئ وهم ينظرون إلى عمق البحر بينما يلجأ البعض بالمجاذفة والدخول إلى هذه الأعماق عن طريق الركوب في القوارب لاكتشاف أكبر منطقة من البحر، فقد تجد طفلاً يكتب
تعبير عن رحلة قمت بها مع اسرتي الى البحر
لتبقى داخل ذكرياته.
وصف البحر الهائج
البحر ليس فقط مصدر الإلهام للشعراء بل هو أيضاً ملجأ لأسرار الناس، فتجد أحياناً البحر هائجاً مضطرباً غاضباً، لا يستطيع كتمان موجاته رغم محاولته بالإمساك بموجاته واحدة تلو الأخرى، فتشعر وكأن البحر يحاول أن يتخلص من هموم الناس وحلها، فيلتهم كل ما يقع أمام ناظريه ويلفظها خارجه عندما يهدأ، وكثيراً ما ترى الناس مبتعدتاً عن البحر في لحظات هيجانه وتنتظر حتى يهدأ ويعود لعطائه من جديد، فالناس لا يستطيعون الحياة بشكل جيد عندما يبتعدون عن ملجأهم فتتجدد علاقة الحب بين البحر والناس بعد أن تهدأ موجاته، فترى الناس قد خرجت من جديد للاستمتاع بجمال البحر وعذوبته، والصياد ذهب للشاطئ طالباً الرزق والعطاء من البحر، يترك البحر للناس بعد هيجانه ذكريات على الشاطئ فالأصداف بمثابة هداية البحر للناس الذين شكوا همومهم له وأرادوا من البحر أن يصلحها، وهذه الهدايا أيضاً للزوار لكي لا ينسون عطاء البحر وكرمه على كل من مر بقربه.
تحتفظ الناس بهدايا البحر فالبعض يضعون هذه الأصداف ي أعناقهم ليتذكروا البحر دائماً والبعض يستخدمها للزينة في المنازل، والبحر في الشتاء يصبح أشبه بشخص متقلب المزاج، فتراه من شدة غضبه يصفع الصخور ويخرج من داخله كل الأشياء التي كانت سبب غضبه وتقلب مزاجه هذا، والبحر ليس فقط ملجأ للناس بل هو بمثابة أب يحمل أطفاله السفن الصغار ويوصلهم إلى مكانهم فمن كرمه يوازي كرم البحر فحتى في غضبه سخي.
البحرُ عالم كبير وواسع من الجمال والهدايا والمفاجآت، فإذا أردت أن تعرف أي شيء عن البحر أسأل ربان السفينة هذا الشخص يقضي معظم وقته يجوب البحر فيستمع البحر لأشجانه في وقت حزنه ومشاعر حنينه للغياب ولأغانيه في وقت فرحه، سيحدثك الربان عن مغامراته مع البحر وبشكل خاص عندما يحاول المحافظة على سير سفينته في أوقات هيجان البحر، فتارةً يشعر بالخوف من هذا الهيجان وتارةً يشعر بالسعادة عندما يهدأ، وكثيراً ما نسج الشعراء الشعر وكتبوا
وصف منظر البحر عند الغروب
وتغنوا به.
خاتمة عن البحر
هكذا نرى تجلي إبداعات الله عز وجل في مظاهر خلقه لهذا الكون وفي الدقة والتوازن بين هذه العناصر، فإذا نظرت إلى البحر تشاهد من خلاله قدرة الله على الإبداع فتشعر بأن البحر كرسمة فنان.[1]