مراحل التكوين الجنيني في الحيوانات

ما هو علم الجنين

هو دراسة تُعنى بتنامي الجنين وتطوره وتشكل أعضائه، ويتضمن الآليات والمراحل التي تمر بها هذه المرحلة، حيث أن يتواجد الجنين ضمن أغلفة حامية في بيضة أو يكون ضمن الرحم، وإن الفترة الجنينية تنتهي بالتفقيس أو ما يسمى باللغة الإنجليزية metamorphosis أو الولادة، وإن دراسة علم الجنين هو من العلوم العميقة جداً حيث فيه يتم التوسع ليتطرق إلى مقارنات التطور الجنيني عند الفصائل الحيوانية المختلفة بالإضافة إلى أنه يتطرق إلى التأشير الخلوي أثناء عملية تنامي الجنين.

إن تكون الجنين يعتبر المرحلة المبكرة من تكون الفرد، حيث أن هذه المرحلة تبدأ من لحظة الإخصاب وتنتهي بالولادة في حالة التكاثر الولادي أو تنتهي بالنطف في حالة التكاثر البيضي، وإن علم دراسة الجنين لا يقتصر فقط على دراسة المرحلة الجنينية وإنما يتطرق إلى مسائل تكون خارج هذه المرحلة، ومن هذه المسائل تشكل الخلايا الجنسية وهذه المسألة تتم قبل المرور بمرحلة تكون الجنين، ويهتم في المرحلة اللاحقة لتكون الجنين حيث أن كافة الحيوانات لا تنهى مراحل تكونها خلا فترة التكون الجنيني.[1]

النمو الجنيني في الحيوانات

إن النمو الجنيني في الحيوانات الفقارية تكون في عدة عمليات متتابعة، وتشمل تغيرات بشكل مستمر حيث أن أجزاء الجسم المختلفة تتكون من خلالها، وإن البيضة المخصبة هي الأساس في تكون الجنين، وإن هذه المراحل تكون كما يلي:

مرحلة تكوين الجاميتات

وتسمى Gametogenesis حيث أن مرحلة الجاميتات تكون من خلال تكوين الجاميتات الذكرية والأنثوية من الخلايا المكونة لها، وإن هذه المرحلة تشمل تكوين الحيوانات المنوية بالإضافة إلى تكوين البويضات، حيث أن الحيوانات المنوية تتكون داخل الخصى وتكون هذه الجاميتات الذكرية صغيرة ومتحركة، بالإضافة إلى أنها تحتوي على نصف عدد الكروموسومات، أما بالنسبة للبيضة التي تتكون في كل مرة وتسمى جاميتة أنثوية وتكون خصائصها كبيرة وغير متحركة، وتحتوي على مواد غذائية بالإضافة إلى ثلاثة أجسام قطبية صغيرة الحجم وتحتوي على نصف عدد الكروموسومات وتُعرف باسم البويضات.

إن الجاميتات الذكرية والأنثوية تنشأ من خلال خلايا متخصصة في الأعضاء التناسلية وتسمى بالخلايا الجرثومية الأولية، وإن هذه الخلايا تنقسم عن طريق الانقسام الغير مباشر في الذكر وتتكون خلايا تسمى بأمهات المني، أما في الأنثى فتنقسم هذه الخلايا الجرثومية الأولية حتى تكون أمهات البيض.

مرحلة الإخصاب

حيث أن النمو الجنيني يدخل في طور النمو ويتم ذلك من خلال اتحاد البويضة بالحيوان المنوي، مع العلم أن كل منهما تحتويان على نصف عدد الكروموسومات، وينتج من عملية الإخصاب لاقحة زوجية الكروموسومات، وهنا نجد أن فائدة هذا الاتحاد تكمن في أمرين أساسيين وهما:

  • إعادة عدد الكروموسومات إلى العدد المميز.
  • يعمل على حث الجنين ليدخل ويبدأ في طور النمو.

مرحلة التفلج وتكون البلاستولا

وتأتي مرحلة التفلج بعد مرحلة الإخصاب وهي مرحلة تشهد انقسامات خلوية سريعة حيث أن اللائحة المكونة من خلية واحدة تتحول إلى تركيب عدد الخلايا، وإن الخلايا المتكونة من التفلج تعرف باسم الفلجات الأولية، وإن التفلج يؤدي إلى تكوين البلاستولا، والتي تتضمن من مجموعة خلايا محاطة بتجويف يسمى تجويف البلاستولا.

مرحلة التبطين

وإن هذه المرحلة هي مرحلة التحرك الخلوي، حيث أن فيها يتم إعادة انتظام خلايا البلاستولا، فهناك بعض من هذه الخلايا تتحرك داخل الجنين ولكن باقي الخلايا تبقى على السطح، وأثناء عملية التبطين يحدث إنسداد تجويف البلاستولا الذي تم ذكره سابقاً حيث أن هذا التجويف يكون محاط بخلايا، ويؤدي انسداده إلى تكوين تجويف جديد يسمى تجويف الجاسترولة أو يُعرف بتجويف المعي القديم.[2]

مرحلة تكوين الأعضاء

وهذه المرحلة تسمى أيضاً بالتعضي حيث أنها تشهد هذه المرحلة تحول في الطبقات الثلاث إلى أعضاء مختلفة.

التكوين الجنيني في السهيم

يمر السهيم بعدة مراحل في التكوين الجنيني وهذه

مراحل  دورة حياة الحيوان

تتجلى في:


  • تكوين الحيوان المنوي

    حيث أن خصية السهم تحتوي على أمهات المني وتنقسم بطريقة مباشرة حتى تتحول إلى خلايا منوية ابتدائية، وإن كل خلية من هذه الخلايات تمر بإنقسامين للنضج فتتكون خليتين منويتين ثانويتين ثم تتشكل إلى أربع طلائع منوية، حيث أن كل طليعة من هذه الطلائع المنوية تحتوي على نصف عدد الكروموسومات، وهذه الطلائع تمر بمرحلة تمايز ليتم إنتاج الحيوانات المنوية.

  • تكوين البويضات

    حيث أن بويضات السهيم تتكون من خلال خلايا أساسية صغيرة تتواجد في المبيض وتسمى بأمهات البيض، وتتحول إلى خلايا بيضية ابتدائية تعمل على تكبير حجم النواة وتكون المح داخل السيتوبلازم الموجود داخل البويضة، وتنقسم الخلايا البيضية الإبتدائية انقساماً غير متساوياً ينتج عنه خلية بيضية ثانوية كبيرة بالإضافة إلى جسم قطبي صغير، وفي لحظة الإخصاب ينتج انقسام ثاني غير متساو ينتج عنه بويضة ناضجة، وتتضمن بيضة السيهم قطبين هما القطب الحيواني والقطب الخضري، وإن حبيبات المح تنتشر بالتساوي في السيتوبلازم الموجود في البيضة ما عدا المنطقة التي تكون محاطة بالنواة التي تتواجد عند القطب الحيواني، وينتج غشاء بلازمي يعمل على إحاطة سيتوبلازم البيضة حيث أن هذا الغشاء البلازمي يكون محاط به من الخارج غشاء يدعى غشاء المح.

  • التفلج

    ويكون في السهيم تفلج من النوع الكامل، وإن التفلج الأولي يكون طولي ويقسم البيضة إلى فلجين متساويين، وتخضع البيضة أيضاً إلى تفلج ثاني ويكون أيضاً طولي عامودي على التفلج الأول، ينتج عنه انقسام البيضة إلى أربعة أقسام أو فلجات، وهناك أيضاً تفلج ثالث ويتم على شكل عرضي وينتج عنه تكون جنين ذو ثمان فلجات ويستمر الانقسام حتى نصل إلى جنين لديه 16 ثم 32 خلية ويواصل الانقسام حتى يصل إلى 64 خلية، في النهاية تتكون البلاستولا التي تتكون من تجويب البلاستولا ويحدث فيها تحديد المناطق التي ستتكون منها الأعضاء المختلفة.

  • التبطين

    ويتم ذلك عن طريق تفلطح طبقة الخلايا الكبيرة، والتي تنغمد بشكل  تدريجيا لتصبح مقعرة ثم تندفع للداخل في تجويف البلاستولا.

  • التعضي

    وهو نهاية مرحلة تبدأ فيها الأعضاء بالظهور.

رتب مراحل التكوين الجنيني المبكر

إن مراحل التكوين الجنيني تكون كما يلي:

  • يتكون لدينا خليتين بداية من أجل تكوين الجنين ويتم ذلك بعد حدوث عملية الانقسام.
  • ويواصل الجنين انقسامه حتى يصبح على شكل كرة.
  • وهذه الكرة المصمتة تستمر في انقسامها حتى تغدو كرة مليئة بسائل يسمى البلاستيولا.

مقارنة بين الأطوار الجنينية

وجه المقارنة كمية المح وتوزيعه التفلج بعد التفلج البلاستولا البطينة
السهيم تكون كمية المح فيه قليلة ولكنها تنتشر في كل البيضة وتكون متساوية يكون تفلج كامل بعد الإنقسامات يتشكل كرة مصمتة تتكون من خلايا تكون ذو تجويف كبير تكون منغمدة
البرمائيات تكون متوسطة الكمية وذيلية التفلج يكون شبه كامل بعد الإنقسامات تتكون فلجات غير متساوية يتشكل تجويف متوسط الحجم تكون ملتفة وتنمو نمو فوقي
الطيور إن كمية المح فيها تكون كثيرة وذيلية الشكل يكون جزئي أو ممكن أن نسميه قرصي لا يوجد يتشكل تجويف صغير الحجم تترقق وتنفصل إلى طبقات
الإنسان تكون كمية المح قليلة جداً عند الإنسان ولكنها تنتشر بشكل متساوي التفلج كامل بعد الانقسامات تتكون كرة مصمتة تتكون من الخلايا تشكل تجويف يتضمن مح بكمية قليلة ويكون هذا التجويف بدلاً من تجويف البلاستوسيل تتكون البطينة من كتلة الخلايا الداخلية بالإضافة إلى حركة الخلايا إلى الأسفل