فوائد من قصة زكريا عليه السلام

زكريا عليه السلام

لقد أرسل الله سبحانه وتعالى العديد من الرسل والأنبياء ، ولكننا لا نعرف من

اسماء الانبياء

سوى ست وعشرون اسما ،الذي يكون أولهم سيدنا آدم عليه السلام ، وخاتمهم سيدنا ونبينا ورسول الاسلام محمدا صلى الله عليه وسلم.

وسيدنا زكريا عليه السلام واحد من انبياء الله المرسلين ، وهو النبي الثالث والعشرين قبل سيدنا يحيى ، وسيدنا عيسى ، وسيدنا محمدا علية افضل الصلاة والسلام ، كما أن سيدنا زكريا مثالا للصبر.

بالإضافة إلى

عمل زكريا عليه السلام

، فقد كان النبي زكريا عليه السلام أحد الانبياء المرسلين لبني إسرائيل ، ودعاهم كثيرا إلى الإيمان بالله عز وجل ، وبوحدانيته سبحانه ، وقد اسى الكثير من المتاعب ، والمشكلات مع قومه إلى أن كبر في العمر ، وتعب ، ولم يكن له ولد.

وعندما مات والدا السيدة مريم ، أراد العلماء انتخاب أحدا يكفلها ، ووقع الاختيار على سيدنا زكريا ، فوجدها بارة ، وحسنة الخلق ، ورعاها افضل رعاية ، وتمنى أن يصبح له ولد صالح ، على خلق ، يرثه ويرث علمه من بعده ، ويدعوا إلى الإيمان بالله عز وجل.[1]

فوائد من قصة النبي زكريا عليه السلام

لقد ذكر الله تعالى لنا في كتابه العزيز

قصة زكريا عليه السلام

، حيث يقول :

” كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا  * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا  * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا “.

وتحمل هذه القصة العظيمة ، فوائد كثيرة ومتعددة يجب أن يضعها العبد أمام عينيه ، ويتعلم منها ، وسوف تعدد هذه الفوائد مع الشرح على قدر الامكان فيما يلي واهم هذه الفوائد هي اداب الدعاء ، وأساليب التوسل ، والصبر : [1]

  • اخفاء الدعاء لله تعالى وعدم الجهر به أمام الناس ، فالله سبحانه يعلم ما في القلوب ، ويسمع دعاء الجهر والخفاء ، حيث أن الدعاء والصراخ كما يحدث في المساجد لا يحمل ايا من اداب الدعاء ، فقد كان نبي الله زكريا عليه السلام يدعو ربه في الخفاء بأن يرزقه بولد صالح ينتفع به الدين.
  • التضرع في الدعاء ، والخشية من الله تعالى ، ومن جلال عظمته ، فهو الواحد القهار ، القادر على كل شيء ، لذلك يجب على العبد الخشوع لله تعالى عند طلب أمر ، او مسألة ما ، حيث أن سيدنا زكريا كان داعيا ، متضرعا ، خاشعا لله عز وجل.
  • الاخلاص في الدعاء ، والإلحاح على طلب الحاجة ، فالله عز وجل يحب الملحين في دعائهم ، والخاشعين ، والمخلصين ، فهو سبحانه قريب منا ، مستجيب لدعوانا ، فلقد كان سيدنا زكريا عليه السلام مخلص في دعائه ، مُلِحٌ في طلبه الى الله.
  • اليقين بالله تعالى ، وبأن الله يسمع دعاؤنا ، وسوف يحقق لنا مبتغانا حتى وإن كان هذا المرض مستحيل للبشر ، فلا يصعب على الله الملك القدوس ، فكم كان اليقين يملأ قلب سيدنا زكريا عليه السلام ، بأن الله تعالى سوف يجيب طلبه ويرزقه بولد ، حتى بعد أن كبر في السن ، كما أن زوجته كانت عاقرا لا تنجب الاطفال.
  • التوسل الى الله تعالى ، فيكون التوسل اما بذكر اسما من اسماء الله الحسنى ، فهو الرحمن ، الرحيم بعباده ، والملك لكل ما في الكون من زرع وماء ، وخلق ، وارض ، وسماء ، وهو القادر على كل أمر مستعص ، واما أن يكون التوسل بالأعمال الصالحة التي يقدم عليها العبد ، ابتغاء ارضاء الله جل وعلا.
  • الصبر ، فلقد كان سيدنا زكريا عليه السلام مثالا للصبر على قضاء الله عز وجل ، بعدم انجابه ، وكان صبورا كذلك في دعائه وتوسله إلى الله من أجل أن يرزقه بولد له ، وكان عليه السلام صبورا عندما أمره الله بعدم الحديث ثلاثة ايام ، وجزاء لصبره عليه السلام ، أعطاه الله ما تمنى ، فرزقه بيحيى ، وليس أن رزقه الله بولد فقط ، بل جعله نبيا ورسولا من الله تعالى إلى عباده.

يحيى عليه السلام

وهو نبي الله بعد زكريا عليه السلام – والده – وقد رزق الله به زكريا عليه السلام ، وزوجته بعد دعائه ، والحاحه بالدعاء ، حيث استجاب له الله تعالى ورزقه بيحيى نبيا ، ومصدقا بعيسى نبيا من عند الله ، ولا يوجد مثله في الخلق ، فأتاه العلم عند سن السابعة ، كما انه كان حسن الخلق.

وفي حديث شريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال لأصحابه ، بأن لا يوجد أحدا افضل من يحيى بن زكريا ، وعندما سألوه لماذا ، فأجابهم عليه الصلاة والسلام بأن الله وصفه وصفا لم يوصف أحد به من قبل حيث قال تعالى :

” يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا * وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا* وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا * وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا “

فقد كان سيدنا يحيى ذا علم كبير ، وكان تقيا بوالديه وبارا بهما ، وعبدا مطيعا لأوامر الله عز وجل ، كما أنه كان مصدقا بسيدنا عيسى عليه السلام من بعده ، وكان نبيا صالحا يدعوا الناس لعبادة الله الواحد القهار.[2]