ما هو عمل زكريا عليه السلام
الأنبياء في القرآن
لله من خلقه ما شاء من عباد ، يختص منهم للرسالة ، والنبوة ، ويصطفي لرفع الدرجات ، وورد في قصص أنبياء الله ، ورسله ، و معجزاتهم ، وما جرى في حياتهم من أقوامهم و من تابعيهم و أهلهم وأصحابهم الكثير ، عرفناه من روايات اليهود و ما دونه المؤرخون ، ولكن أصدقه ، وأكثره دقة ، و أحسن القصص كان من القرآن الكريم و من روايات النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد عنت السنة بتعريف المسلمين
حرف ومهن الانبياء
، ولقد نقل لنا الإسلام الكثير وعرفنا من أول خلق آدم إلى نوح عليه السلام والسفينة التي نجا بها من الطوفان الذي أغرق الأرض كلها ليبقى هو ومن معه أحياء، و إبراهيم عليه السلام ومعجزة النار التي خرج منها سالما ، و سليمان عليه السلام وعلمه لغة الطير ، و موسى عليه السلام وكيف كان يحول العصا إلى ثعبان و عيسى عليه السلام الذي كان يشفي الأكمه والأبرص، و غيرهم من
اسماء الانبياء
والرسل وغيرها من المعجزات.
وصولًا لرسالة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ومعجزته المحفوظة إلى آخر الزمان ، القرآن الكريم ومن أنبياء الله الذين اشتهرت قصته زكريا عليه السلام.
عمل زكريا عليه السلام
كان زكريا عليه السلام ممن ورد من الأنبياء و الرسل اسمه في القرآن الكريم، والسنة النبوية، و له مواضع متعددة في ذلك ، مما ذكر فيه قصته مع السيدة مريم ابنة عمران ، و دعوته الشهيرة أن يرزق بالولد مع كبر سنه ، وتلك الدعوة هي جزء من
فوائد من قصة زكريا عليه السلام
، و الموضع الثالث لنبي آخر هو يحيى وهو ابن النبي زكريا عليه السلام، لذلك تعد قصة زكريا قصة متشابكة ومتداخلة مع غيره.
ولأن زكريا مثل باقي أنبياء الله، ومثل باقي البشر لما كان له حاجة في الذرية دعا الله بها ، كما أنه كان يعيش ، ويعمل وله مهنة ، أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بها في حديث صحيح رواه الإمام مسلم ، جاء في متن الحديث أن النبي زكريا عليه السلام كان يعمل بالنجارة أي كان نجار ، وهو ما جاء في الحديث للتأسي بالأنبياء والاقتداء بهم ، فلم تكن الرسالة عائق عن العمل ، ولا كان سبب الدعة والركون إلى مكانتهم ، وما كان النبي يستخدم معلومات الأنبياء سواء في ذلك
اعمار الانبياء
أو حتى
أسماء الأنبياء ووظائفهم
، إلا ليدل المسلمين كافة على ما يفيدهم ، و ما ينتفعون به في حياتهم. [1]
قصة النبي زكريا مع السيدة مريم
إن نبي الله زكريا عليه السلام بالنظر في
شجرة الانبياء والرسل
يعود نسبه المتصل بنسب مبارك ، ويرجع نسل زكريا عليه السلام إلى النبي سليمان و داوود عليهما السلام ، و يتصل بنبي الله و روحه ، وكلمته عيسى ابن مريم فقد كانت أم عيسى عليه السلام، السيدة مريم ابنة أخت زوجة زكريا ، ولا يقف الأمر عند تلك العلاقة من المصاهرة بل كان زكريا يكفل مريم بعد أن توفى أهلها ، و كان يذهب لها في محراب تعبدها ، و كان يجد عندها من الخير الكثير ومن فاكهة في أوان غير أوانها ، ولما سألها عن كل ذلك أجابت هو من عند الله ، وهي القصص أو المواقف التي رواها لنا القرآن الكريم. [1] ، [4]
قصة النبي زكريا مع يحي
إن قصة نبي الله زكريا عليه السلام مع يحي عليه السلام ، بدأت من قبل أن يولد يحي ، كما ورد سابقًا في قصة زكريا مع مريم أنه لما رأى معجزات الله في محرابها ، وخيرات تأتيها بلا أوان ، توجه بالدعاء إلى ربه ، وقد كان زكريا سيد في قومه ، يدعوهم إلى عبادة الله، و يأمرهم وينهاهم بأوامر ونواهي الله ، لكن لم يكن له ولد ، وكبر سنه و يأس من أن يخلفه في قومه ولد يصلحهم ويذكرهم بالله ، لكنه بيقين في الله دعا ربه و رزقه سبحانه و تعالى ، بالولد وكان هو نبي الله يحي عليه السلام رغم كبر سنه وزوجته التي لا تلد ، وقد كانت علامة زكريا عليه السلام بحمل زوجته ، إحدى المعجزات.
لما بشر الله نبيه بأنه سوف يكون له ولد ، تعجب وسأل وكيف أعرف أن زوجتي حامل ، فأخبره الله ، أنه سوف يعجز عن الكلام ثلاث ليالي ، بلا مرض يصيبه وقتها تكون تلك البشارة بحمل زوجته، وهو ما تم ، ورزقه الله بنبي هو يحي عليه السلام. [1]
ملخص قصة زكريا عليه السلام
تتلخص قصة زكريا عليه السلام ، في كونه نبي من أنبياء الله ، مرسل إلى قومه من اليهود الذين دعاهم إلى التوحيد ، وعبادة الله ، واتباع شرائعه ، و لم يكن معه من قومه الكثير مو المؤمنين ، كحال الأنبياء و الرسل من قبله ومن بعده ، وخاصة من كانوا منهم مرسلين إلى اليهود ، كما ذكر القرآن الكريم ، أفعال اليهود في الأنبياء والرسل ، وبشاعة مواقفهم ، وتكذيبهم والتنكيل به ، والترصد لهم و حتى وصل الأمر بهم إلى قتل بعضهم، لذلك كان نبي الله زكريا يدعوا قومه ، سنين طويلة ، حتى اشتعل شعر رأسه شيبًا أي انتشر فيه الشعر الأبيض ، وأصبح كبير السن ، وحيد ، و دعا ربه رغبة في معين له يدعوا قومه ، و يعلم الطائفة التي آمنت معه ، و يكمل رسالته ، و أذن له الله بالبشارة وكان الولد الذي ذكر في القرآن الكريم، له من الصفات ما ميزته ، وذكرت الآيات تصديقه بعيسى ابن مريم ، وعلمه بالكتاب ، و لما أرسل عيسى ابن مريم يحي عليه السلام يعلم الناس ، ويخبرهم بما حرم الله وأحل لهم ، وكان من بين تلك التعاليم تحريم زواج الرجل أبنة أخيه ، وكان الملك يريد أن يتزوج من أبنة أخيه ، التي جعلت مهرها رأس يحي عليه السلام ، الذي حرم زواجهما ، وقتل الملك يحي عليه السلام. [3]
كيف مات زكريا
في قصة مقتل نبي الله زكريا أقوال ، ومن العجيب أن أحد تلك الأقوال ارتبط بعمله ومهنته و
الحرفة التي عمل بها جميع الانبياء
كانت هي رعي الغنم ، أما حرفة زكريا عليه السلام كانت النجارة ، ومن أدواتها المنشار ، والذي ورىد في بعض الروايات أنه قتل به.
تقول بعض الروايات ، والتي لم يثبت التأكد من صحتها ، واختلف العلماء في دقة رواية قتل زكريا عليه السلام، قيل أنه بعد أن قتل الملك يحي بن زكريا عليه السلام ، طارد رجال الملك أبيه زكريا و كانوا يبحثون عنه لقتله ، وكان زكريا خلف شجرة فقطعوها بالمناشير وشقوا معها النبي و نشروه، وهي روايات وإن لم تكن في تفاصيلها مؤكدة ، إلا أن قتل زكريا كما قتل يحي عليه السلام حدث مؤكد، وكما كان مؤكد قتل اليهود للأنبياء ومذكور في القرآن الكريم والسنة النبوية ، قتلهم لأنبياء الله. [2] ، [3]