أمثلة على شهادة الزور
ما هي شهادة الزور
الزور هو الكذب وتزيف الحقيقة، وقول غير ما حدث، وهو أمر شين ومرفوض على كافة المستويات الدينية والأخلاقية والاجتماعية، فهو من شأنه فساد الأمة، فيقول الله تعالى في كتابه العزيز”الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ ۖ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ” إن قول الزور أمر لا يقبله الدين، وهناك العديد من الآيات القرآنية المباكرة التي تدل على مدى فحش الزور، وقوله، وذكر الزر بالقول في القرآن الكريم عدة مرات، وقول الزور، هو المعنى الأعم والأشمل من شهادة الزور، حيث إن قول الزور يشمل الكذب وتزيف الحقيقة دون طلب شهادة في محكمة أو أمام الناس مثلاً، إنما هو قول من أجل الأفتراء والكذب وتزيف الحقيقة، ومنع الأذى عن النفس ووضع الأخرين فيه.
فقول الزور مثل، فلان ذهب إلى مكان ما، أو تلك الفتاة سيئة السمعة، أو أن رأيت فلان يفعل الفاحشة، ورأيت هذا يقول شيء لم يقوله الرجل، وهكذا كل ذلك قول زور، حتى شهادة الزور أحد أركان قول الزور، كما يجب معرفة
الفرق بين شهادة الزور واليمين الكاذبة
، حيث إن الشريعة الإسلامية ما تركت كبيرة ولا صغيرة إلا ومناقشتها ووضحت أحكامها[1][2].
شهادة الزور أحد الكبائر التي لا تغتفر إلا بتوبة نصوح يقبلها الله عز وجل، فهي تؤذي العباد، وتظلم الناس، كما يجب أن يطلب العفو من الشخص المظلوم لأن شهادة الزور ألم في النفس وبغض بين الأفراد وأذى، فهي افتراء بين وفساد دين وكذب وفتنة ونفاق، ولابد أن يعرف المؤمن إن الله تعالى يكره الفساد والكذب وقول الزور، وذكر ذلك كثيراً في الذكر الحكيم وفي الأحاديث الشريفة.
آية قرآنية عن شهادة الزور
يقول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الحج آية 30 “ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ ۗ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ ۖ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ” صدق الله العظيم.
حديث عن شهادة الزور
إن شهادة الزور هي قول الكذب، والافتراء والتعدي على الآخرين بقول الباطل، وهو أمر محرم، وغير مقبول في الدين الإسلامي الحنيف، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم”ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ فلنا بلى يا رسول الله، قال عليه الصلاة والسلام، الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئاً فجلس فقال، ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ إنها امر فاحش وغير مقبول، وتعتبر من الكبائر، ومن يفعلها فيحمل نفسه أثم عظيم.
أمثلة الشهادة الزور
كل ما طلب من الفرد أن يشهد به وخالف الحق فيه، وكذب وأفترى هو شهادة زور، فالكلمة التي يشهد بها المرأ مثلاً في المحكمة وأمام القضاة تكون سبب في نجاة أو ضياع فرد، كما تكون سبب في فشل أشخاص ونجاح أخرون.
ومن أمثلة شهادة الزور، رجل طلبت شهادته في المحكمة ليشهد بأمر هو على علم به وبحقيقته، لينجي رجل في السجن ويشهد على شخص حر طليق، فهذا الرجل يجب أن يكون أمين في شهادته، وفي حالة شهادة الزور يبقى شخص مسكين ضحية لشهادة الزور في السجن، والمجرم الحقيقي حر طليق.
يمكن شهادة الزور على امرأة صالحة تخرج حياتها، وتخرب فيما بينها وبين زوجها، وذلك لتحقيق مكيدة الشيطان،ولاسيما أن
الاضرار الاجتماعية الناتجة عن شهادة الزور
،
لا حصر ولا عد لها، فهو أحد المفاسد التي تفرق بين الناس وتجلب التعاسة والظلم[3].
شهادة الزور، مثل شهادة الأخ على أخيه وأن يقول فيه ما ليس به، مثل عند سؤال الأب عن من الذي كسر شيء ما أو قال كلام ما، فيشهد أحد الأخوة على الأخر، تلك أحد الأعمال الغير مقبولة، فالفجار والكاذبين والمنافقين لا تقبل شهادتهم.
وهناك قصة قصيرة يقصها دوماً الآباء لأبنائهم لمعرفة مدى سخافة شهادة الزور، وكم الأذى التي تلحق بالفرد، فكان هناك ولد كثير الكذب كلما فعل شيء نسبه لزملائه الأخرين، وفي يوم غاب الولد عن المدرسة، وسأل المعلم التلاميذ من الذي كسر الباب أمس، فقالوا فلان، فلما جاء في اليوم التالي عاقبه المدرس، ولم يستطع الدفاع عن نفسه وفصلته المدرسة لمدة كبيرة، حينها عرف مدى الظلم والألم النفسي الذي يسببه لزميله حين يشهد عليه بالباطل، خاصة إن الأطفال هم نبتة الغد، وكل ما يزرع فيهم يطرح غداً لذا يجب تعريفهم مدى أهمية قول الصدق والتحلي به، فلا نجاة مع الكذب ولا النفاق ولا الخيانة ولا قول الزور.
متى تكون شهادة الزور حلال
شهادة الزور أمر مرفوض كما ذكرنا دينياً واخلاقياً وإنسانياً، ولكن هناك بعض من الحلات، التي يمكن فيها شهادة الزور، ولكن يجب العلم إنها حالات ضيقة، ومجرد وسيلة للوصول إلى الحقائق، فالغاية تبرر الوسيلة، وكما قال ابن باز رحمة الله عليه” أن الأصل في الإيمان الكاذبة المنع والتحريم، إلا في حالة وجود مصلحة كبرى أكبر مما تحدث بعد الشهادة، وهناك حالات معينة في الشريعة الإسلامية التي يمكن فيها الكذب في الشهادة وهم غير إصلاح وحرب وزوجه[4].
بمعنى أن شهادة الزور أو الكذب في الحروب لا مانع فيها، فهي حيل للتخلص من الأعداء وشرهم، وهي أمر ضروري، والكذب في حالة الإصلاح وتغير الواقع للافضل لا مشكلة فيه، أو من أجل مراضاة الزوجة وعدم خراب البيت، ولكن يشترط في هذا الأمر أن لا يكون مفسده بمعنى أن لا يؤذي أحد[5].
علاج شهادة الزور
شهادة الزور من الكبائر الكريهة في الدين الإسلامي وفي كل الشرائع والمعايير الإنسانية، ولا سيما إن يجب على المرء التوبة من هذا الذنب ويعود إلى الله، ويتوب توبة نصوح لا عودة فيها، حيث لا أعظم من ظلم إنسان أخر، وأن يجعله في شتات بين قلة الحيلة والضعف والظلم، هذا هو الشق الأول من التوبة لله عز وجل[6].
الشق الثاني يجب على المرء أن يعود للاشخاص الذي ظلمهم ويطلب منهم العفو، حيث إن الإنسان يجب عليه أن يعترف بخطأه، ويطلب السماح من غيره، لأن تلك المظالم مرهونة بعفو العبد عن أخيه، فرد الحقوق واجب ولا توبة إلا بعفو الأخرين، حتى وإن لم يسامحوا فالأعتراف بالذنب يكفي.
والذين كانوا لا يعلموا إن ما يفعلوه ظلم وفساد، فعليهم التوبة لله، ولا حرج عليهم، فالله تعالى يقول في كتابه العزيز”إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا”.