تعريف الفقه وموضوعه واقسامه ومشاهير العلماء فيه
معرفة الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية
يعرف الفقه على أنه ، هو معرفة الأحكام الشرعية العملية المتعلقة بكافة شئون الحياة من طهارة ، وصلاة ، وبيع ، وشراء ، ونكاح وغيرها من أدلتها التفصيلية ، وتتمثل الأدلة التفصيلية هذه في كتاب الله وسنة نبيه ، وإجماع العلماء واجتهاداتهم ، ويشترط لمعرفة هذه الأحكام الفهم الدقيق لمعانيها ومصادرها ، وهو كلام الله تعالى المنزل على رسوله الكريم ، وقال تعالى (ذلك الكتاب لاريب فيه) وسنة رسول الله التي هي بمثابة توضيح وتفسير لكلام الله المتمثلة في الأحاديث النبوية الشريفة . [1]
تعريف الفقه وموضوعه
يعرف الفقه لغة على أنه الفهم الدقيق ، ويقال فقه الرجل أي فهم الرجل ، وأفقه شخص آخر أي أفهمه شيئا ، وعندما أخبرنا الله عن أن كل شيء يسبحه عز وجل قال تعالى ، (ولكنكم لا تفقهون تسبيحهم) أي لا تفهمونه .
والفقه اصطلاحا : هو معرفة الأحكام الشرعية المكلف بها الأنسان من أدلتها التفصيلية ، ويقصد بالعلم غلبة الظن ولا بالأحكام الشرعية الأحكام العقلية التي يستطيع العقل معرفتها بسهولة ، مثل واحد جمع واحد يستوي اثنين ، ولا يقصد أيضا بها الأحكام الحسية المتمثلة في أن الماء المغلي ساخن ، ولا الأحكام العادية المتمثلة في توقع سقوط المطر عند رؤية الغيوم كثيفة في السماء ، وإنما يقصد بها الأحكام التي تحتاج اجتهاد لاستنباطها ، من القرآن والسنة فلا يستطيع أي شخص لاستنباطها ، إلا إذا كان عالما ومتعمقا في الدين ، وأدلته التفصيلية ، المصورة في كل من القرآن ، والسنة ، والإجماع ، والقياس .
أقسام الفقه
ينقسم الفقه إلى قسمين رئيسيين هما :
- فقه القلوب : ويتمثل في الأحكام الشرعية لمعتقداتنا الداخلية مثل الإيمان بالله وصفاته ، وأسمائه ، وأفعاله ، والعلم بأركان الإسلام المتمثل في الإيمان بالله ، والإيمان بملائكته ، والإيمان بجميع كتبه ، ورسله ، واليوم الآخر والحساب ، والعقاب والقدر خيره وشره ، والإيمان بما يجب أن يكون لله وحده من أمور التوحيد ، وإخلاص العبادة ، والتوسل ، والرجاء ، والخوف ، والتوكل ، والمحبة .
- فقه الجوارح : أما فقه الجوارح فيتعلق بالعادات الظاهرة كالصلاة ، والصيام ، والحج ، والزكاة ، والبيع ، والنكاح ، والمعاملات ، ويعتبر قسم فقه الجوارح تابع لقسم فقه القلوب فقه القلوب هو الأصل . [2]
أشهر علماء الفقه
-
الإمام أبو حنيفة : واسمه النعمان بن ثابت، ولد ونشأ بالكوفة ، في أسرة ميسورة الحال ، أتم حفظ القرآن الكريم في سن صغير ، وحج البيت في سن السادسة من عمره ، وكانت بدايته في الفقه الإسلامي انخراطه في أصول الدين ، والرد على الشبهات ، ومناقشة قضايا الإلحاد ، وكان من أهم أسباب
نشأة المذاهب الفقهية
، وكان يجادل الفرق الضالة كالجهمية والمعتزلة والشيعة ، ويقنعهم ، وتوفي في بغداد وتمت الصلاة عليه على ست مرات لكثرة أعداد المصلين . - الإمام مالك بن أنس : هو مالك بن أنس بن مالك ولد في المدينة المنورة وعاش بها ، تلقى العلوم الشرعية في سن صغير ، وكان يجلس للإفادة في عمر عشرون سنة ، كان حسن الخلقة ، وأبيض الوجه ، وطويل القامة ، وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم ، فلا يجدون أحدًا أعلم من عالم المدينة ” ، كان خاشعا ورعا مطمئنا في صلاته ، كان له هيبة أشد من الأمراء ، وكان الزهري وبن كيسان من أشهر شيوخه ، ومن أشهر تلاميذه الليث ، والشافعي ، والأوزاعي ، ومن أشهر مؤلفاته (الموطأ ، وكتاب المسائل ، ورسالة في الوعظ ، وتفسير غريب القرآن ، والرد على القدرية ) ، ومن أشهر ما قاله أنه ذات يوم أشار على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقال كل واحد يؤخذ من قوله ، ويترك إلا صاحب هذا القبر .
- الإمام الشافعي : هو محمد بن إدريس، قرشي يلتقي مع الرسول في عبد مناف ، ولد بغزة وبعد وفاة والده هاجرت به والدته إلى مكة ، وكان يتنقل كثيرا بين البلاد يسافر لطلب العلم ، كان طويل القامة حسن الخلق محبوب من الناس ، ويتميز بفصاحة اللسان وشدة الإحسان ، كان ورعا تقيا وفقيها ، فكان يقسم ليله على ثلاثة أثلاث، وخصص ثلث للكتابة ، وثلث للصلاة وثلث للنوم ، وكان من شيوخه مالك والأوزاعي ، ومن تلاميذه أحمد بن حنبل والزعفراني والكلبي ، ومن مؤلفاته (الرسالة ، جماع العلم ، الأم ، الإملاء الصغير ، مختصر المزني ) .
- الإمام أحمد بن حنبل : هو أحمد بن أحمد بن محمد بن حنبل ، ينتمي إلى قبيلة شيبان ، كان طويلا رقيقا أسمر البشرة ، وكان من أكثر الناس تواضعا، ولد بمدينة بغداد ، عاش يتيما وحفظ القرآن في صغره عن ظهر قلب ، وبدأ في طلب العلم في الخامسة عشرة من عمره ، وكان عفيفا يرضى بأقل كسب حلال بجهده ولا يرضى أبدا أن يأخذ من أحد ، من أشهر شيوخه سفيان بن عيينة والشافعي والقطان ، ومن أشهر تلاميذه البخاري ومسلم وأبو داوود ، ومن مؤلفاته (المسند ، الأشربة ، الزهد ، فضائل الصحابة ، الناسخ والمنسوخ ، العلل والسنن في الفقه )
- الإمام الحسن البصري : هو سعيد الحسن بن يسار البصري ، ولد بالمدينة ونشأ في البصرة ، تربى في بيت السيدة أم سلمة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وترعرع بين الصحابة والتابعين ، وتعلم منهم واقتضى بهم، كان فصيحا ، جيد في مطعمه وملبسه ، كان كثير الصيام ، وكان أكثره شيوخه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين ، ومن أهم مؤلفاته(كتاب فضائل مكة) ، وتوفي الحسن البصري عن عمر يناهز تسعون عاما .
- الإمام الليث بن سعد : هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن كان من أئمة مصر، كان كريما وسريا ، كان حريصا على طلب العمل فكان يجوب البلاد لتحصيله، كان فقيها بليغا ورعا ، ومن أشهر شيوخه عطاء والزهري ونافع، ومن تلاميذه ابن لهيعة ، وابن وهب وابن المبارك ، ومن مؤلفاته(كتاب التاريخ، كتاب المسائل في الفقه .
- الإمام الشعبي : ولد بالكوفة سنة عشرين من الهجرة ، كان من أنبغ علماء الحديث ، عاصر الشعبي كل من على بن أبى طالب وسعيد بن نفيل ، وسعد بن أبي وقاص ، وأنس بن مالك والمغيرة وعمران بن حصين ، غيرهم والكثير من الصحابيات أيضا ، ومن أهم مؤلفاته (صنف الكتابة في العبادة والطاعة). [3]