الإعجاز العلمي في الغسل من الجنابة

ما الإعجاز العلمي في الغسل من الجنابة

يتساءل العديد عن

الحكمة من غسل الجنابة

، فإذا كان مبدع الكون تعظمت قدرته قد نجانا من هذا الضرر بإخراجه من داخل البدن إلى خارجه ، فيبقى على كل واع ناضج أن لا يتركه على بدنه ليتجمع ويحدث معضلات صحية متوقعة ، أو يتأخر في إزاحته عن البدن فيرجع من جديد إلى داخل البدن ، لأن للجلد مقدرة على تشرب عديد من العناصر والمعقدات الكيميائية التي ترتبط به مباشرة.

عملية الجماع تنتج ثقل وخمول شديد للبدن ، والغسل يعيد الحيوية والانتعاش للبدن ، ويصير البدن يسترد قوته ، وكذلك فمن المعلوم أن المني يخرج من الهيكل كله ، وبينت الدراسات أن خروج المني ينجم عنه وقوع تثاقل وانبساط في الأعصاب ، وكذلك حدوث توسع في الأوعية الدموية ، وهذا يسفر عن تراخ هائل في عضلات الجسد والنشاط عموماً ، وعملية الغسل تعمل على إيقاظ وإثارة الشبكات العصبية التي تؤثر على الجهاز العصبي وتستخلصه من وضع التراخي والتقاعس ليسترد قوته ولذا يجب اتباع

صفة الغسل من الجنابة

.[1]

كذلك أكدت الدراسات أن خلال عملية الجماع يفرز البدن نوع من العرق لا يفرز إلا في هذا الوضع ، وهذا العرق يكون عالي في نسبة السموم ، وإذا بقي على البدن فترة فقد يرجع امتصاصه مما يحدث ضرراً جسيما في الجسد ، وعملية الاغتسال بعد كل جماع كفيلة بالخلاص من هذه السموم وتنظيف الجلد.

مشاكل عدم الاغتسال من الجنابة


اضرار عدم الاغتسال من الجنابة

عديدة ، حيث يؤدي تراكم الإفرازات إلى مشاكل صحية أقلّها ما يلي [2]

الروائح الكريهة

مع إن إفرازات الغدد العرقية في الأصل مفتقرة للرائحة ، ومع ذلك فالبكتيريا الماثلة في أكياس الشعر وعلى ظاهر الجلد تقوم بتحليل هذه الإفرازات لتنتج أحماضًا شحمية وأمونيا ومواد ثانية لها رائحة بغيضة.

كما أن الغدد العرقية الصغيرة أسفل الإبطين تعاون في إطلاق الروائح البغيضة من خلال تزويد البكتيريا بوسط رطب يسفر عن تناسلها وبعث الروائح البغيضة منها.

وأما في مناطق العانة والسرة وأسفل الإبطين ، فإن الغدد العرقية الضخمة فيها قد تنجم  عن بعث الروائح البغيضة في وضع التأجيل بإزاحة الإفرازات بالغسل ، لأن البكتيريا تشتغل على تحليل هذه الإفرازات لتولد روائح مقيتة مقززة ، قد تصل إلى درجة النفور بين القرينين بعيد المداعبة وحتى من قبل المباشرة وخاصة بعدها.

حرقان البول

تتسبب البكتيريا والفطريات التي تتنامى نتيجة تأجيل الغسل من الجنابة في الإصابة بالتهابات مجرى البول ، والإحساس بحرقان عند التبول وما يتلوها من معضلات صحية ، ويطرأ هذا لأن البكتيريا المضرة سوف تنتشر في الدوائر المحيطة بالأعضاء التناسلية عند تأجيل الاغتسال ، محدثة تهيج وحكة وأوجاع غير متوقعة ، ويتحتم تنظيف المنطقة التناسلية بالكامل ، لأن المني قد يصل إلى أماكن متفاوتة نتيجة الحركة المتلاحقة خلال الممارسة الجنسية.

إحالة الكائنات الحية الدقيقة المتكيفة إلى كائنات ممرضة

إن تجمع إفرازات الغدد العرقية على جلد الفرد يلعب دورًا مهما في تلوث الجسد بالأمراض ، فالكائنات الحية الدقيقة تصير مستعدة لاقتناص فرصة عجز الجهاز المناعي أو تراخ مكافحة الجسد ، فتزداد بشكل مطّرد لتغزوا بعض الخلايا والأعضاء لتحصل له مآزق صحية متفاوتة.

تيسير فرصة العدوى للبكتيريا الانتهازية

تسبب المكورات العنقودية الذهبية التي ينقلها بعض الأفراد مخاطر صحية جسيمة ، إذا أتيحت لها الفرصة الملاءمة للتكاثر ، فتستهدف الخلايا وتحدث فيها التهابات وقرح ودمامل وخراج وحصف جلدي ، وكما أنها قد تتعمق لتصل إلى الدورة الدموية فتحدث تسمم الدم أو تلف البدائل الطبية التي زرعها الله في الجسم.

ولا يحدث ذلك إلا إذا تأخرت الرعاية بالجسد خصوصا عندما توهن مكافحة الجلد الذي صيره الله تعالى سدًا محصنا في وجه الميكروبات ، فالجلد السليم يتمكن من قتل البكتيريا السبحية في يوم واحد والمكورات العنقودية في ثلاثة أيام ، كما أنه يستطيع ان يقضي على الفطريات أيضًا ، ولا يوهن من مقاومته أكثر من إهمال الطهارة ونقص الاغتسال ، فيبيت مستهدف من البكتيريا ، وتظهر فيه الأمراض الجلدية المتفاوتة.

تفاقم المشكلات الصحية

يسفر تجمع الإفرازات المذكورة إلى تيسير عملية حضانة الكائنات الحية الدقيقة ، وتنتج كذلك تغذية هذه الكائنات ، فتتضخم أرقام فلورا الكائنات الحية الدقيقة على الجلد.

كما أن هذه الإفرازات تشتغل كمذيب يقوم بمهمة سحب المواد المسببة للحساسية ، وإثارة واهتياج الجلد من أنسجة القماش ومن المجوهرات التي تكون على اتصال تام بالجلد فتجرحه وتضعفه ، كما تزيد من مآزق التهابات جرابات الشعر والحصف الجلدي والقوباء وحب الشباب.[2]

الإعجاز العلمي في لفظة الجنابة

لا ينحصر الإعجاز العلمي اللغوي في كلمة الجنابة فقط بل بكلمتين زائدتين هما أذهب وأصاب ، وتقترن الكلمات الثلاث بمدلول تحرك الأشياء والمواد من مكان إلى مكان ثان ، فأذهب يقصد بها تخلّص ، وأصاب يقصد بها تحرك المواد الضارة التي يخرجها بدن فرد ما إلى أبدان أفراد آخرين وينتج عن ذلك ضرهم وأذاهم.

الجنابة في الشرع هي معاشرة الذكر الأنثى ، ويقصد بها خروج المني برغبة في السبات أو اليقظة من رجل أو امرأة ، وهي من

الحالات التي توجب الغسل

، وأمر النبي بالتطهر من الجنابة بمقولته إن أسفل كل خصلة جنابة فاغسلوا الشعر وانقوا البشر.

ويتبين أن الجنابة ليست هي المني بل هي شيء ثان يخرج من داخل البدن ، ويستتب عند كل خصلة وجلد ، ولذا يجب معرفة

الفرق بين المني والمذي والودي

، ولا سيما وأن الباحثون لم يجعلوا خروج المني هو السبب المتوحد للغسل ، فالغسل من الجنابة يبيت مفروضا عند الجماع ولو لم يجري الإنزال ، وقد توضح علميًا أن وضع الجسد الفسيولوجي عند المواقعة الجنسية تقتضي مجهودا بدنيا يمارسه الجانبان ، وهو مجهود متباين عن المجهود الرياضي إذ يفرز البدن في كلتي الوضعين هرمونات متفاوتة.

ومن المشهور أن كافة الهرمونات لا تحتفظ بتركيبها الرئيسية في الدم بعد أن تحدث وظيفتها في الجسد ، فتتعرض لعمليات الأيض ، ويسحب ما تخلف من أيضها عن طريق وحدات الإخراج المتفاوتة ومنها العرق.

فعلى سبيل المثال فإن هرمون الاستروجين المهيج للدورة النزوية ينقل بطريق النظام الوريدي من الطحال للكبد حيث يحدث له أيض ، وكما يرتفع هرمون الأدرينالين خلال المواقعة الجنسية فينجم عن ذلك رفع دقات القلب وتسارع في التنفس وارتفاع في ضغط الدم ، ويقوم الأدرينالين بتجهيز الجسد لمواجهة الإجهاد ، فيعجل إحالة الطعام إلى طاقة في العضلات.

ومن هنا تبرز مهمة ووظيفة الوحدات الإخراجية المنتشرة على جميع بشرة الانسان في حالة المواقعة الجنسية وخاصة في المناطق التي لا تثار عن طريق المنبهات الحرارية بل عن طريق الامور الجنسية ، فتعمل على اخراج السموم المتولدة في الجسم لتستقر على سطح البشرة.

ومن هنا نستطيع أن ندرك أن الافرازات والسموم التي تخرج من جسد الانسان لا تمضي عنه بل تُجَنَّب عليه ، حيث تتحرك من داخله إلى سطحه الخارجي وهذا هو الرد على

هل إفرازات الإثارة توجب الغسل

، فتتضح المعجزة النبوية المرتبطة بالجنابة إذ أطلق عليه الصلاة والسلام لقب الجنابة على المواد التي تخرج من الهيكل وتستتب أسفل الشعر أو عنده ، فهي جنابة حقا لأنها لم تمضي عن الجسم كليا بل استقرت جنبه. [1]