الفرق بين الازمة والكارثة والمشكلة

تعريف المشكلة

إن المشكلة تعرّف بوجود تعارض بين رغباتنا وتوقعاتنا مع الواقع الذي نعيش فيه وممكن أن نستطيع التغلب على هذه المشكلة عن طريق خطط بديلة، فتكمن المشكلة في وجود الاختلاف بين ما نرغب به وبين الواقع، أو هي أمر يسير بطريقة غير معتادة أو بشكل لا نألفه، فممكن أن تكون المشكلات على صعيد الدولة كثيرة مثل البطالة.

وتتجلى المشكلة على صعيد المؤسسة بظهور منافس في السوق لديه مؤهلات تجعله متفوق على هذه المؤسسة وغيرها من المشكلات الأخرى، وممكن أن نضرب مثال مشكلات التأخر الدراسي على صعيد الأسرة، فنجد أن المشكلات كثيرة وتكون في جميع الأصعدة ويجب أن يتم التعامل مع المشاكل بجدية ومعرفة الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه المشاكل والبحث عن حلول لها أو الوصول إلى بدائل تعالج بشكل مباشر الأسباب التي أدت إلى المشكلة.

تعريف الأزمة

الأزمة هي مكملة للمشكلة حيث أن عند وجود مشكلة معينة ولا نستطيع حلها أو التعامل معها من خلال حلول موجودة ويتم تنفيذها بالتالي تغدو هذه المشكلة أزمة، فلا بد من وجود حلول واقعية من خلال الاعتراف بأن الأزمة موجودة، وأن يتم مشاركة أطراف الأزمة بتبادل المعلومات والمشاركة في الحل، وعندما يتم اكتشاف الأزمة ومعرفة وجودها يجب العمل على الإقرار بها ثم البحث عن حلول لها ويتم ذلك من خلال الأطراف، بالإضافة إلى بحث الحلول المقترحة، فالأزمة تعتبر حالة غير عادية حيث أنها تخرج عن السيطرة، وتؤدي الأزمة إلى هبوط وتوقف حركة العمل، فهي بالنسبة لمؤسسة أو شركة تعمل على تهديد الأهداف المراد تحقيقها.

خصائص الأزمة

لقد تم وضع بعض سمات وخصائص الأزمة حسب أبعادها وبعد معرفة مفهومها وتتجلى خصائصها في :

  • الأزمة تؤثر تأثيراً سلبياً على الكيان الإداري والمالي للمؤسسات.
  • تعمل على نشر حالة من عدم الاستقرار بالإضافة غلى العجز على التعامل مع الأوضاع التي تكون نتائج الأزمة.
  • تصيب الأزمة متخذ القرار بفقدان الثقة وبالتالي يؤدي إلى تصعيد حالة الخوف الذاتي عنده، ويصاب بالشك والحيرة لدرجة أنها تصل إلى الشلل التام بالإضافة إلى الشعور بعدم الانتماء.
  • عدم قدرة الكيان الإداري اتخاذ موقف مواجه للأزمة وسرعة في اتخاذ القرار، وبالتالي لن يستطيع أن يتحمل الموقف الأزموي لفترة طويلة من الزمن

تعريف الكارثة

فهي حدث مخيف يصيب المجتمع بأكمله حيث أن هذا الحدث يسبب دماراً كبيراً بالإضافة إلى المعاناة العميقة، فتؤدي الكارثة إلى خلق الارتباك والعجز والخلل في آلية وسرعة الإعداد للمواجهة، ممايؤدي إلى تضارب في الأدوار على صعيد جميع المستويات المختلفة بالإضافة إلى أنها تعم الفوضى في الأداء.

الكارثة هي المصيبة التي ينتج عنها خسائر مادية وبشرية ضخمة، وإن الكارثة ليس لها مقدمات ولكن تكون نتائجها ضخمة، بالإضافة إلى أن لا يمكن توقعها خلال فترة قصيرة، وكما أسلفنا سابقاً بأنها تسبب خسائر بشرية وبيئية بالإضافة إلى الخسائر المادية وتكون على نطاق واسع، ويمكن أن يتم الحد من تأثير الكوارث عن طريق اعتماد استراتيجيات مناسبة للتخفيف من تأثيرها وممكن أن يكون عن طريق:

  • وضع خطط ليتم الإنذار المبكر للحد من الكوارث.
  • القيام بتدريبات الإسعافات الأولية.
  • العمل على تقييم الأضرار، بالإضافة إلى تقييم إدارة عمليات الإغاثة.
  • العمل على تأمين المأوى اللازم وتقديم كل التسهيلات الممكنة للمتضررين الذي ينتمون إلى المجتمع المحلي.

خصائص الكارثة

إن من خلال التعرف على مفهوم الكارثة والفروقات بينها وبين الأزمة وكما أسلفنا سابقاً أن الكارثة هي الأوسع نطاقاً من الأزمة والمشكلة فهنا سننتطرق إلى خصائصها التي تتمثل بـــ :

  • الكارثة تمثل نقطة تحول جوهرة في الأحداث التي تكون متتابعة ومتسارعة.
  • تسبب صدمة وتوتر عالي في فعاليات المجتمع بالإضافة إلى السلطات، مما يؤدي إلى الصعوبة في إيجاد فرص تبني بحيث أن تكون سريعة لمجابهتها.
  • تحتوي الكارثة على نسبة ضغط نفسي مرتفع ونقص في المعلومات مما يؤدي إلى خلق تشكك في قدرة المجتمعات والجهات الرسمية لإيجاد بدائل مطروحة.
  • إن القدرة على احتواء الكارثة يقتضي تغييراً فعالاً وأن يكون تغيير جذري ويكون مستمر ومتجدد في أساليب وأدوات جمع المعلومات بالإضافة إلى تبويبها واستقراء النتائج.[2]

التمييز بين الأزمة والكارثة

إن هناك

الفرق بين الكوارث والازمات

وتتجلى هذه الفوارق بــ :

  • إن عنصر المفاجأة يكون متصاعد عند وجود الأزمة أما في الكارثة فيكون كامل.
  • في الأزمة يكون هناك القدرة على التدخل ودرء آثارها بينما في الكارثة فيكون التدخل لتخفيف الآثار الناجمة عنها.
  • إن الأزمة قد تتطور عندما لا نعترف بوجودها ولا نتعامل معها بالشكل السليم فإنها في هذه الحالة ستتحول إلى كارثة، بينما الكارثة فهي تولد الأزمات.
  • فإن اجتماع المخاطر مع عنصر الضعف في الإدارة والمراقبة فهذا ما يؤدي إلى أزمة، أما إذا  تلازمت الأزمة مع خسائر مادية وبشرية فهنا نقول عنها بأنها كارثة.
  • إن الكارثة أكبر خطراً من الأزمة وتعتبر أوسع نطاقاً.
  • يتدخل في إدارة الكوارث أكثر من مستوى تنفيذي بالإضافة إلى مستوى إداري في الدول ويجب التنسيق التام والعالي بين هذه المستويات حتى تتم إدارة الكارثة بشكل جيد، بينما الأزمة فهو مصطلح يستخدم في علم إدارة الأعمال الذي يدخل ويتعمق كثيراً بموضوع إدارة الأزمات.[3]

الفرق بين الأزمة والمشكلة

نجد أن الأزمة والمشكلة متلازمتان حيث أن الأزمة هي تطور للمشكلة بحيث أنه إذا لم يتم التعامل مع المشكلة بشكل جدي فإنها ستتطور وتتحول إلى أزمة ومن هنا نستنتج أن :

  • الازمة هي موقف يهدد تهديداً مباشراً وخطيراً للمصالح الأساسية والأهداف المتعلقة بالدولة والمؤسسة والأسرة، أما المشكلة فهي أمر يصبح بشكل مفاجئ ويكون غير مألوف.
  • الأزمة لا تتحول إلى مشكلة ولكن المشكلة تتحول إلى أزمة إذا لم يتم معالجتها وحلها.
  • إن البطالة تعتبر مشكلة على صعيد الدولة بينما ارتفاع معدلات الجريمة في المجتمع والسرقة بالإضافة إلى تعاطي المخدرات فهي أزمة تهدد أمن الدولة.
  • يتم التعامل مع الأزمة عن طريق الاعتراف بها و أن يتم السيطرة عليها عن طريق تحليل الموقف بالإضافة إلى التعامل الفعال مع كل الأطراف المؤثرة، أما المشكلة فيتم حلها عن طريق معرفة أسبابها ووجود حلول سريعة لها.

وهنا نستنتج أن المشكلة إذا تُركت تتحول إلى أزمة، والأزمة إذا لم يتم التعامل معها بخطط مدروسة وبشكل مباشر فهي تتحول إلى كارثة.

فائدة الأزمة والكارثة

ونجد أن للكارثة والأزمة لهما أسلوب إدارة واحد وتعني الاستعداد للأمور التي قد لا تحدث والقدرة على التعامل مع الأمور التي حدثت، وهنا يجدر بنا التطرق إلى سير الأحداث السياسية والأزمات التي تعرضت لها  الشعوب والمجتمعات سواء على صعيد الهدم أو على صعيد البناء، وهنا نلتمس بأن للأزمة دور بشكل عام تقودنا إلى حقيقة مفادها أن المجتمعات قد اعتمدت على الهرم القيادي الذي يتألف من فرق خاصة وكفاءة عالية من التعامل مع الأزمات التي غدت أصلب عوداً و تملك القدرة على الاستمرار أكثر من الشعوب التي انتهجت أسلوباً مختلفاً والذي تمثل بالتصدي المرتجل وقام بالتعامل مع الأزمات بطرق غير مدروسة مما أدى ذلك إلى ضعفها وبالتالي إلى تفككها، فالأزمات ظاهرة تعمل على مرافقة الشعوب والأمم في المراحل التي يمر بها وخاصة مراحل النشوء والارتقاء والانحدار.

فنلاحظ أن في طيات الأحداث التاريخية نجد أن بين كل مرحلة قديمة ومرحلة جديدة يوجد أزمة، حيث أنها تعمل على تحرك الأذهان بالإضافة إلى أنها تحفز الإبداع وتطرق سبل النشوء والابتكار، وقد نشأت أفكار حيث أنها تهدف إلى دراسة وتحليل الأزمة لإيجاد حل لها والخروج منها بأقل الخسائر.[1]