بماذا شبه الله المنافقين

لماذا شبه الله المنافقين بالخشب المسندة



لقد جاء تشبيه المنافقين في سورة المنافقين ومن يجلس معهم بالخشب المسندة، وقد دلل أهل الدين والعلم أن سبب ذكر الله سبحانه وتعالى المنافقين بالخشب المسندة،ماهو الا توضيح عن خلو قلوبهم من الايمان بالله، وكذلك ليسوا اهل علم او حتي ثقة،وذلك لان عقولهن تكون فارغة، كما ان المنافقين هم اشد عداوة علي المؤمنين من الكفار، وقد فسر العلماء  و أوضحوا أن الجلوس مع المنافقين هو أشد خطورة على الإنسان من الجلوس والاختلاط مع اهل الكفر، وذلك لأن الكافر معروف بانه كافر غير مؤمن بالله ولا بسنة رسول الله، ولكن من ينافق فهو شخص مدعي الإيمان،والالتزام بالدين ولكن في الحقيقة هو شخص يكذب، ونفسر إن المنافقون هم اشد عداوة على المؤمنين من الكفار وذلك بوصف الله سبحانه وتعالى المنافقين بالخشب المسندة.[1]

كيف شبه الله المنافقين

من صفات المسلم خصاله الطيبة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحلى بالأمانة والقيم بالطيبة، واشتهر بالصدق والوفاء بالعهد، ومن يحب رسول الله يتبع نهجه ويسير عليه، والتحلي بصفاته، أما من يسير وراء وسوسه الشيطان ولا يبالي بما نهى الله عنه،فهو بذلك إثم و له جزاء يعاقب عليه في الدنيا والآخرة.

لقد شبه الله سبحانه وتعالي المنافقين بالخشب المسندة،وهو عبارة عن الخشب المتكئ علي الحائط،وقد ذكر الله تعالي ذلك في كتابة العزيز في سورة المنافقين،قال الله تعالي ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ). [1]

وقد تم تفسير هذه الآية،ومعناها أنه عند الاستماع لكلام المنافقين فإننا لا نجد فيه أي شئ من المنطق، وذلك لانهم ليسوا أصحاب علم أو حتي فقه، ولغويا معنى كلمة مسندة هووقوف الشئ بالاستناد على حائط أو على جزع،أو أي شيء يشبه ذلك .[1]

المقصود بكلمة مسندة



تفسير كلمة مسنده، قد قام العلماء والفقهاء بتفسير هذه الكلمة لما فيها من وصف لحال المنافقين، وتفسيراتها كالتالي:

  • قد فسر الشيوخ قول الله تعالى (الخشب المسندة)،وسبب وقوع كلمة الخشب في حالة جمع هو تشبيه لكي يتم توضيح كثرة عدد المنافقين، وكذلك قد جاءت الجملة مشددة للإشارة علي كثرة عدد المنافقين ، وقد شبه جلوس المنافقين معا في مجلسهم بالخشب المسندة إلى بعضهم البعض، وقد يظهر في البداية عند رؤيتهم والجلوس معهم انهم علي دراية بالعلم أو أنهم من فئة اصحاب العقول الراجحة، ولكن في حقيقة الامر هم فئة من أهل الجهل، ولا يفقهون شئ في كتاب الله، ولا حتي في العلم، ومجلسهم يخلو من الكلام المنطقي السليم.[1]

المنافقين أشد عداوة على المؤمنين



فسر العلماء عبارة إن المنافقين هم اشد عداوة علي المؤمنين بانها عبارة صحيحة، وذلك لأنهم يضللون المؤمنين باعادتهم الباطلة،وكذلك بادعائهم انهم مطلعين علي أمور الدنيا والدين، ولذلك تجد ان المنافق هو شخص حقود يحقد علي المسلم، وذلك لانه يرى فيه اتباعه للدين الإسلامي وتعاليمه وتمسكه بالعقيدة الاسلامية، ويسلك سلوك حسن في الدنيا،وذلك علي تكس الشخص المنافق فهو شخص تائه في طريقه لا يجد لنفسه عقيدة يسير عليها، ويضل المنافق طريقه بذلك ويبتعد عن الله سبحانه وتعالى،ويصبح الشخص المنافق تعيس وناقم على حياته، وغير راضي بقضاء الله.[2]

الوسائل التي يتبعها المنافقين في خداع المؤمنين



يتبع المنافقين منهج يسيرون عليه لكي يضلوا المؤمنين يؤثروا عليهم بجميع الطرق ومنها الآتي:

  • اتخاذ المنافقين أسلوب اللين، والقسم الكاذب على أي شي يقولونه،وذلك حتى يقنعوا أي شخص يستمع إليهم.
  • كذلك يلجأ بعض المنافقين إلى تفسير آيات من القرآن الكريم،وذلك بطريقة ظاهرية وذلك بشكل خاطئ حتى يثبتوا بأن كلامهم صحيح، ومن هذا الطريق يجدوا طريقة اباحة الحرام للمسلم، يوضحوا على سبيل المثال إن الله لا يقصد ذلك النوع من الذنب،وعليه فإن ارتكاب هذا الذنب ليس حرام، لذلك يشدد علماء الدين والفقهاء عدم اخذ اي نصيحة أو رأي أحد غير أهل العلم والثقة.[2]

من صفات المنافقين

من صفات المنافقين أيضاً هو خوفهم وتوجسهم من كل صوت، فحين يعلم الإنسان أنه يكذب أو ينافق فإنه بذلك كل ما يقوله  باطل،وأن ما يقوله ليس صحيح،و سوف ينال على ذلك الذنوب والعقاب من الله سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة، ولذلك نجد أن المنافقين هم أكثر الناس خوفاً،وذلك بسبب كذبهم وافترائهم الدائم، وقد أصبح شعور الراحة والطمأنينة غير موجود عندهم.[1]

وقد أشار أهل العلم أن المنافقين دائما ما يكونون في حالة من القلق المستمر والذعر،وذلك لأنهم على دراية تامه بحالهم،و أنهم علي باطل وسوف يجازيهم الله ويعاقبهم على ما يقولون أو يفعلون من تضليل ونفاق واثم.[1]

وقد ذكر الله تعالي حال المنافقين في القرآن الكريم في سورة البقرة، في قوله (  خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، وقد تم تفسير هذه الاية بان الله جعل قلوب هؤلاء المنافقين مملؤءة بالذنوب وكذلك مسيطر عليهم الشيطان، وكذلك ختم الله علي قلوبهم وابتعدوا عن الله وتركوه،فسوف يلاقوا مصيرهم ويجازيهم الله علي افعاله، وقد اصبح المنافق لا يفرق بين الخير والشر،واثبح تائه في الدنيا بعيد عن الله سبحانه وتعالي، وليس فقط الامر علي القلب،بل علي اىسمع والبصر،حيث ان كثرة الحقد والكراهية اىموجودة داخل نفوس المنافقين قد فقدتهم نعمة التبثر،وكذلك سيطرة وسواس الشياطين علي سمعهم، وبذلك كل جسده وقلبه وحواسه ابتعدوا عن الله وقد ساروا في ظلمات الدنيا يرتكبون الفواحش والاثام، ولا يجد له سبيل يتبعه في الدنيا.[1]

من صفات المنافقين أيضاً  أنهم فاسدون في الدنيا، حيث يعرف المنافق بادعائه العلم والمعرفة وأنه شخص مؤيد للإصلاح كما انه يري في نفسه أنه صاحب رأي وأهل للثقة، و لكنه في الواقع يعمل على تخريب نظام المجتمع حيث أنه يجذب الشخص علي فعل ما يخالف الله سبحانه وتعالى ، مثل الكذب للنجاة من أمر ما أو حتى إعطاء رشاوي لإنجاز الأعمال بشكل سريع، حيث أن هؤلاء الاشخاص هم الفئة الذين يقولون شئ ولا يعملون به، إلى جانب كرههم للخير ولنجاح من حولهم.[1]

كذلك هم أصحاب قلوب مريضة، حيث يمتلك الشخص المنافق قلب مليء بالحقد والكراهية لمن حوله، ويتمنى هذا الشخص المنافق أن يفشل أي شخص محيط به ويرى الحزن بعينه، كذلك يعرف عنهم الخوف فهم لا يجهرون بإسلامهم لله أمام الجميع، ولا حتي بكفرهم.[1]

من صفاتهم أيضاً الوعود الكاذبة، فيعرف عنهم كثرة وعودهم التي لا يوفون بها، وكذلك ضمن صفاتهم الغدر وخيانه الأمانة والعهد، والتضليل وذلك بالقول الباطل،وادعائهم بالعلم والخبرة،ومحاولة توجيه الارشاد والنصيحة لاي شخص حولهم، كذلك هم سفهاء،يتصرفون بمكر وخبث دائما.[1]

صفات المنافقين في الحديث النبوي



قد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث شريف وضح فيه صفات المنافقين حتى يتجنبهم المؤمنين وذلك لكي يحذروا التعامل معهم، ومن صفات المنافقين في الحديث النبوي التالي:

قد ذكر عن عبد الله بن عمرو عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال( آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا عاهد أخلف، وإذا خاصم فجر).

وقد فسر الفقهاء الحديث بأن

صفات المنافق ثلاث

و أي شئ يأتي على لسان المنافق ما هو إلا كذب وباطل، وكذلك من الصفات المعروفة عنه هو أنقاضه للعهد، وإذا حدث تشاجر مع أحد وقع خصام بينهم يقوم بإفشاء أسرار صاحبه وذم فيه، ومثل هؤلاء الأشخاص لا خير فيهم وكذلك يفضل الابتعاد عن الإنسان الذي يوجد فيه  تلك الصفات ، ومثل هؤلاء الاشخاص يتم وصفهم بأنهم ذو وجهين و

حكم من يعمل عمل ذي الوجهين

هو شخص منافق [2]