ما هي خصائص الزخرفة الإسلامية
خصائص الزخرفة الإسلامية
نهض المسلمين ونهضت معهم الزخرفة الإسلامية التي شهدت على إزدهارهم وتقدمهم وحضارتهم وللزخرفة الإسلامية أسلوب فريد من حيث التصميم والإخراج والموضوع والأساليب والتقنيات وللزخرفة الإسلامية خطوطًا رائعة المظهر والتكوين وهي تمتاز بالعديد من الخصائص التي تجعلها مركز إهتمام العديد من البلدان وأهل الفن ولقد إبتكر المسلمون الأرابيسك الذي يعتبر من أشهر
أنواع الزخارف
ولقد إنتشر إنتشارًا عظيمًا منذ أول ظهور له في الزخرفة الفاطمية وكذلك صنعوا النحت المسطح وأيضًا النحت الغائر على الحجارة أو الخشب أو الرخام ذلك بالإضافة إلى إستخدام الألوان والنقوش ومن خصائص الزخرفة الإسلامية التي تميزها عن باقي الفنون وتجعلها فريدة في تفاصيلها ما يلي :[2]
التنوع اللانهائي
فللزخرفة الإسلامية عناصر متنوعة يمزجها الفنان بشكل يجعلها لا نهائية فالوحدات الهندسية وعناصر النقش العربي أو حتى العناصر المستمدة من النباتات تعمل جميعًا معًا لخلق تكوينات جديدة مميزه كالأعمدة والمقرنصات التي تعتبر إبتكار إسلامي متميز .
الحركة المطلقة
من عناصر الزخرفة الإسلامية الأساسية الإحساس بصورة تلقائية بالحركة ففي كل نقطة منها تشعر بوجود الحركة المطلقة التي تحررت من القيود بالرغم من تواجدها داخل إطار النسق الزخرفي .
عدم وجود فراغ
لقد أبدع الله تعالى في خلق السماوات والأرض وفي خلق الكون والكون لا يتواجد به أي فراغ أو عدم على الإطلاق ولا يوجد أي مكان خالي وفارغ به ولقد إستمدت الزخرفة الإسلامية هذه الخاصية في شغل وتكوين الفراغ بالتكوينات الزخرفية ودمج العديد من الأشكال بعد تحويرها بما يتناسب مع الزخرفة من أشكال نباتية أو طبيعية لكي يشغل بها هذه الفراغات فمن خصائص الزخرفة الإسلامية شغل الفراغات .
التكرار
التكرار من المبادئ الأساسية الموجودة في الإسلام وفي القرآن الكريم أيضًا حيث تتكرر الآيات والمعاني في مواضع مختلفة ووهناك أيضًا التكرار للصلاة والصوم ولقد قامت
الزخارف الإسلامية
على مبدأ التناظر فأخذت شكل التكرار لكي يكون تجسيدًا مثاليًا لفكرة العودة الأبدية والتكرار في الزخرفة يقوم بإثراء الشعور ويغني الإحساس والتكرار هنا لا يتسبب في حدوث أي رتابة أو ملل .
التنوع
التكرار في
مفهوم الزخرفة الإسلامية
يعني أيضًا التنوع في المشاهد الموجودة وبين الوحدات الزخرفية ولا يعني وجود شيء واحد في كل الزخرفات الموجودة فمثلًا الوحدة الزخرفية المستخدمة لقبة المسجد مختلفة عن الوحدة الزخرفية المستخدمة للمئذنة وكذلك مختلفة عن زخرفة المحراب ومختلفة أيضًا عن زخرفة الجدران وعن زخرفة العمد والسقوف والعقود وهكذا فللزخرفة الإسلامية تنوع عظيم بين الوحدات المختلفة وأيضًا يقابله تكرار متواصل لها .
الوحدة
الوحدة من الخصائص الأساسية التي يمتاز بها فن الزخرفة الإسلامية فكل شيء بها توحي بوحدانية الله سبحانة وتعالى وعلى الرغم من التكرار الموجود بالزخرفة إلا إنه تكرار موجود بشكل نمط خاص بكل وحدة فلكل وحدة نواة أصلية تأتي منها الزخرفة وهي لا تعني التشتت والتنافر فالوحدة الفنية تجمعها معًا ك
الزخارف الإسلامية والنقوش القرانية
.
التجريد
التجريد يعني عدم تمثيل أو عدم تجسيم الأشياء أو يعني الإبتعاد عن المحاكاة الفنية فالزخرفة الإسلامية تقوم على قاعدة التسطيح الفني وهذا النوع من الخصائص عرفه العديد من الحضارات والفنون التي سبقت الفن الإسلامي منها الفن السومري والمصري القديم والبابلي والفينيقي والأشوري وأيضًا عرف في فن أسيا الوسطى والشرق الأقصى وعندما جرى إستخدام التجريد في الزخرفة الإسلامية كان له أحدى المعنيين وهم :
- عدم وجود أي أشخاص مجسدين به وخلو الموضوع من التشخيص نهائيًا فكلمة تجريدي هنا تأتي في مقابل تشخيصي .
- الخروج من الكثرة إلى النموذج وتوخي عدم التباين حتى بين أفراد النوع الواحد فعد رسم ورقة شجرة مثلًا لا يتم رسمها بعينها بل يتم الإشارة إلى شكلها دون أي تجسيم لها .
وعلى الرغم من أن التجريد موجودًا في الفنون الأخرى السابقة للزخرفة الإسلامية إلا إنه هنا يقوم على التجريد المطلق غير النهائي وهو لا يأتي مقيدًا بأي أبعاد للموضوعات الطبيعية كالرؤية البصرية مثلًا وهو أيضًا لا يكون تجريد عبثي أو هيولي وإنما هو تجريد يتبع قوانين الإيقاع الرياضية فيعتبر التجريد دعامة أساسية للفن والزخرفة الإسلامية بالإضافة إلى إستخدام الرمز .[3]
الأفقية
ويتم إستخدام الأفقية لكي تقوم بعكس المساواة الموجودة في الإسلام وهي عبارة عن تعبير يستخدم ليدل على الثوابت في الطبيعة مثل البحر والسهل أو الصحراء مثلًا فيمكن إستخدام الأفقية في عمارة المساجد كوجود غابة ممتدة وهذه الغابة الموجودة داجل المسجد يمكن أن تكون تعبير معماري يقصد به المصلين المتراصين في المسجد تحت السماء والأفقية من الخصائص التي تجعل الفنانون النمسلمون يذهبوا بعيدًا عن فكرة الإتجاه الصاعد الرأسي وينفرون منه إلا في المئذنة المضادة لذلك وهي ما ترمز إلى التوجه إلى أعلى إلى السماء وتعني بضرورة التسامح والتطلع إليها دائما وليس في الصلاة فقط .[1]
بعض الخصائص الأخرى للزخرفة الإسلامية
يعتبر الفن الإسلامي
زخارف إسلامية
من الفنون التي تحتاج إلى نفاذ للبصيرة فهي تحتاج إلى ذوق شفاف وملهم ولا يمكن لك الإنتقال من الصورة إلى المعنى إلا بعد تجريد لغة القلب وفهم المدلول المجرد والولوج إلى لهجات الروح ومن بعض خصائص الزخرفة الإسلامية ما يلي :
- لا وجود للمظاهر الحسية في العمل فهي مهملة .
- يتم إحاطة العناصر بالخطوط وتجريدها من تفاصيلها الطبيعية وتحويلها إلى خطوط هندسية بسيطة فقط .
- إغفال التفاصيل .
- الإبتعداد عن خداع النظر والمنظور وتجنبه .
- الإتجاه نحو التسطيح .
- عدم إستخدام الظلال .
- عدم إستخدام الأضواء .
- تغطية المساحة بلون واحد حتى يخلق لغة مرئية بالإضافة إلى القيمة الجمالية .
- الإبتعاد عن وتجنب النحت الثلاثي الأبعاد .
- إثبات بعض العناصر الوهمية أو المستحيلة في عدة مواضع وكذلك إستخدام الألوان بصورةغير واقعية فمثلًا يتم إستخداماللون الذهبي وهو أكثر الألوان تجريدًا .[3]
أسس الزخرفة الإسلامية
يوجد عنصران تعتمد عليهم الزخرفة الإسلامية ويعتبروا من
عناصر الزخرفة الإسلامية
الأساسيين وهم :
الزخرفة النباتية
وتسمى أيضًا بفن التوريق وهي عبارة عن أوراق النباتات أو الزهور مشكلة على شكل زخارف وهي تقوم على إعمال الخيال والبعد عن التقليد وهي تقوم على التجريد ويتم إستخدام هذه الزخارف في العديد من التحف وأيضًا الجدران أو القباب بالإضافة إلى أنه يتم إستخدامها في تزيين الكتب وتجليدها وهناك عدة أساليب للزخرفة النباتية منها :
-
الإفراد .
-
المزاوجة .
-
التقابل .
-
التعانق .
-
أو الوحدة للعديد من العناصر النباتية المختلفة التي تأتي بصورة متشابكة ومتداخلة ومتكرة ومنظمة ومتناظرة .
الزخرفة الهندسية
حيث تقوم هذه الزخرفة على إستخدام الخطوط الهندسية والمضلعات والدوائر والنجوم والعديد من الأشكال الهندسية الأخرى بصورة يتم فيها إعادة صياغتها لتكون الأشكال الفنية المتنوعة والجميلة ولقد تم إستخدام هذه الزخرفة لتزيين العديد من الأماكن والمباني وكذلك تزيين التحف المصنوعة من النحاس أو الخشب أو تزيين الأبواب والسقوف.
ولقد كانت الزخرفة الهندسية دليلًا على التقدم الهندسي للمسلمين ولقد قاموا بإستخراج العديد من الأشكال المختلفة منها المسدس والمعشر والمثمن والمربع والمثلث والمخمس وقاموا بتدخيل العديد من الأشكال معًا ونتج عن ذلك
أجمل الزخارف الإسلامية
والعديد من الزخارف الرائعة والمتنوعة والتي تخطف الأنفاس عند رؤيتها ومن أشهر الأشكال الهندسية المستخدمة الدوائر التي تأتي متجاورة أو متداخلة وغيرهم .[2]