ما هي الظروف المبنية وعلامة بنائها

تعتبر ظروف الزمان والمكان مصطلحات مُعربة ، وقاعدة إعرابها هي النّصب على الظرفية بشكل لازم ؛ لذلك تم تصنيف الظرف على أنّه أحد المفاعيل ، وتمت تسمية الظرف مفعول فيه ، ولكن هذا لا يعوق دون كون هناك ظروف زمان ومكان تم اشتقاقها من العرب وتم بناؤها على حركة واحدة ، وبذلك فإنّ ظروف الزمان والمكان تم تقسيمها على حسب شروط البناء وشروط التعريب إلى جزأين الظروف المبنية والظروف المعربة.

يعتبر

ظرف الزمان والمكان

أحد الأسماء التي تدخل علي الجملة بنوعيها ، وهي أسماء تطاع في إشاراتها مع لوازم الجملة واللغة والعلامات الدلالية التي تحملها ألفاظ العبارة ، ولهذا الدافع فهي تتراوح من عام إلى خاص ، فالظروف عامّة ، والتي تحمل في معناها تقدير حرف الجر في قبلها تجزأ بدورها إلى جزأين من حيث الدلالة العامة ؛ جزء له معنى محدد ، والجزء الآخر يحصل على معناه من خلال الاسم بعده.

أقسام ظرف الزمان والمكان

جميعها تتشعب إلى فرع ثان أساسيّ يتجزأ حسب إشارته إلى زمان ومكان ، ومن منظور ثاني فإنّ هذه الظروف تتجزأ في إشارتها الزمانيّة والمكانية إلى جزأين آخرين فيكون منها ما يطلق عليه الظرف المختص ، ومنها ما يكنى بالظرف المُبهم ، وعليه فإنها تتجزأ وفقا لإعرابها إلى ظروف منصوبة وثانية مبنية ولذا فهي قد تعد



من الاسماء المبنية

، كما تم تجزئتها حسب الاشتقاق والتصرف إلى جزأين هما الظروف المتصرفة والغير المتصرفة.

الظرف المبني

هو الظرف الذي لا يتأثر بدخول أي عامل عليه ويفرض على آخره حركة إعرابية واحدة مثل

الاسم المبني

، على عكس الظروف المعربة تتأثر بدخول أي عامل عليها أو بتبديل مكانها في الجملة  فتتغير حركات أخرها ، وتلك الأحكام الإعرابيّة ترتبط بدلالات الظرف ، وتتوّزع كالتالي على حسب علامات البناء مبنية على الضم أو الفتح أو السكون أو الكسر ، وهي كما يلي :


الظرف المبني على الضم

ويضم قط ، منذ ، حيث ، وعندما تأتي تلك الكلمات في الجملة يتم إعرابها ظرف مبنيّ على الضم في محل نصب مفعول فيه سواء كانت تدل على زمن أو موقع.

مثل لم أكذب منذ زمن ، يتم إعراب منذ بالطريقة التالية ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب مفعول فيه.


الظرف المبني على الفتح

ويضم الآن ، ثَم ، هنالك ، ثَمة ، هناك ، أيّان ، وعندما تأتي تلك الكلمات في الجملة يتم إعرابها ظرف مبنيّ على الفتح في محل نصب مفعول فيه سواء كانت تدل على زمن أو موقع.

مثل هنالك تقرأ الكتاب ، يتم إعراب هنالك بالطريقة التالية ظرف مكان مبني على الفتح في محل نصب مفعول فيه.


الظرف المبني على السكون

يندرج تحته مذ ، لدى ، إذ ، وعندما تأتي تلك الكلمات في العبارة يتم إعرابها ظرف مبنيّ على الفتح في محل نصب مفعول فيه سواء كانت تدل على زمن أو موقع.

مثل وردت البيت لدى سعد ، يتم إعراب لدى بالطريقة التالية ظرف مكان مبني على الفتح في محل نصب مفعول فيه


الظرف المبني على الكسر

يحوي كلمة أمس فقط ، وعندما تأتي تلك الكلمة في العبارة نكرة مثل ذهبت للقاهرة أمس ، يتم إعرابها ظرف زمان مبني على الكسر في محل نصب مفعول فيه.

الظروف المعربة

هي الظروف المجهولة ، وتتضمن السعات والمسارات مثل  وراء ، حول ، فوق ، عند ، خلف ، بين ، وقد تكون في صورة ظرف المكان يمين و شمال ، وتفرض هذه التسميات الظرفية.

ويتم إعرابها إذا أضيفت ظرف منصوب بالفتحة سواء كانت تدل على زمن أو موقع مثل جلست أمام أحمد ، ولكن إذا جاء قبلها  أحد أحرف الجر كان إعرابها على حسب موقعها اسم مجرور.

الظرف المتصرف

هو الذي لا يرغم على كونه ظرف ، بمغزى أنّه يجيئ ليعبر عن معاني ثانية ، فمصطلح مساء يتبدل بتبدل العبارة التي يتمّ استخدامه فيها ، مثل مقولة زرتك مساء،  فهي هنا تدل على ظرف زمان ، ولكن في عبارة كان المساء لطيفا ، فهنا تعرب بحسب موقعها اسم كان مرفوع.

الظرف غير المتصرف

وهو الذي يرغم على كونه ظرف ، ولا يقدر تصريفه ، فكلمة تحت في عبارة نمت تحت الشجرة ، يتم إعرابها  دوما ظرف مكانٍ منصوب ، ولكن في عبارة كان الصدق فوق الجميع ،  يتم إعرابها بحسب موقعها ظرفاً منصوباً في محلّ نصب خبر كان ، ومن أمثلة الظروف غير المتصرفة تحت ، خلف ، بعد ، طَوال ، بين ، حول ، دون ، عند ، تلقاء.

الظرف المختص

ويتضمن أغلب الكلمات التي تحوي في نفسها علامة محددة ومعرفة مثل  صباح ، ساعة ، ظهر ، لحظة ، ليلة ، يوم ، وتلك الكلمات لها حالتين من الإعراب إذا استطعنا وضع حرف جر تقديره في قبلها فقد يتم إعرابها على أنها ظرفًا منصوبًا ، أما إذا لم نستطع وضعه قبلها ، فلا يتم احتسابها ظرف ولكن تعرب على حسب موقعها في العبارة ، مثل يوم الجمعة مفرح ، وهنا يتم إعراب يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهر على آخره.

الظرف المبهم

يتم إطلاق هذا المصطلح على الكلمات التي تعبر عن مواقع أو مواقيت بشكل عمومي غالب غير مقيد أو محتكر ، وظروف الزمان المُبهمة تضم الكلمات التي تعبر عن مواقيت مفتوحة غير مقيدة مثل  دهر ، وقت ، زمان ، وغيرها من الكلمات سيان جاءت معرفة أو نكرة ، وأيضا فإنّ ظروف المكان المُبهمة هي الكلمات التي تعبر عن مواقع بصورة عامة غير مقيدة بمعنى أنها لا تبدو لها نسخة محددة في العقول ، وتضم المسارات مثل  تحت، يمين ، خلف ، وراء ، أمام ، شمال ، عند ، بين وغيرها ، وتضم كذلك الكلمات التي تعبر عن السعات الكمية مثل فرسخ ، ميل وغيرها ، وهذه الفئة من الظروف تلازم النّصب على الظرفية ، بمعنى أنه يتم إعرابها ظرف زمان أو مكان منصوب بصورة دائمة.

الظروف التي تكون معربة ومبنية معا

من أمثلة هذه الظروف قبل وبعد ، ويكونان معربان في بعض الحالات مثل

  • إذا تمت معرفة المضاف إليه ، مثل مقولة نمت قبل منتصف الليل
  • إذا ذكر قبله أحد حروف الجر وعندئذ يتم جره به ، مثل كتبت من قبل أن تسألني المعلمة
  • إذا تم حذف المضاف إليه ، ولكن نوى لفظه ، مثل سوف أكلمك وأكلم صديقي ولكن سأكلمك قبلَ ، أي بمعنى قبل مكالمة صديقي .
  • إذا تم محو المضاف إليه نطقا ومغزى ، وفي هذه الحالة يتم تنوينه مثل مقولة  وقدم لي الشرب وكنت قبلا أكاد أختنق بالمياه الزلال
  • ويتم بناؤها على الضم في محل نصب عند محو المضاف إليه ونوي مغزاه مثل أية  “فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ “.[1]