قصة أويس القرني مع والدته

من هو أويس القرني

اسمه أويس بن عامر بن جزء بن مالك القرني المرادي اليماني أي من اليمن ، وكان يكنى بأبي عمرو، عاش في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يره ، وذلك لأنه كان له والدة يقوم على أمورها ويتولى حاجاتها ، ويخدمها فكان بره بأمه يمنعه من السفر للحج ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث لم يكن هناك من يتولى أمر أمه عنه ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف بأمره و بره لوالدته فكان يوصي الصحابة ، حين يلقوه أن يطلبوا منه أن يستغفر لهم ، وأنه إذا أقسم على الله لأبره ، وكاو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأل عنه أهل اليمن كل موسم حج ، حتى لقاه وطلب منه أن يستغفر له ، وكان يعيش في اليمن ، حتى توفيت والدته فذهب للحج ، وقابل سيدنا عمر ، واستغفر له ثم ذهب إلى الكوفة ليعيش بها ، وأشارت بعض الروايات إلى أنه قد يكون خرج مع جيش سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، من الكوفة في معركة صفين ، واستشهد في المعركة ، وذهبت روايات أخرى إلى أنه استشهد في غزوة أذربيجان . [1]

قصة أويس القرني مع والدته

  • عن بن جابر أن سيدنا عمر بن الخطاب ، كان كلما أتى عليه وفد من اليمن يخرج فيهم ويساهم افيكم أويس ، ولا يجده فيعود حتى جاء عام ، وخرج على أهل اليمن ، وسألهم أفيكم أويس ، فقالوا نعم فخرج له رجل فسأله أنت أوي، س بن عامر فقال له أويس: نعم ، فسأله عمر من مراد ، ثم من قرن ، فقال أويس نعم ، فسأله أكان فيك برص فبرأت منه إلا موضع درهم ، قال أويس نعم ، فسأله ألك والدة قال نعم ، فقال له عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن ، من مراد ثم من قرن كان به برص ، فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على ، لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل ، فاستغفر لي فاستغفر له .
  • فقال له عمر أين تريد ، قال أويس : الكوفة ، فقال له عمر : اتريدني أن أكتب لك كتابا إلا عاملها (اي الشخص الذي يتولى أمورها ) قال له : أحب إلى أن أكون وسط الناس .
  • قال بن جابر : فلما جاء عام الحج الذي يليه حج رجل من أشراف اليمن ، فالتقى بسيدنا عمر بن الخطاب ، فسأله عمر أين أويس ، فقال الرجل تركته في بيت رث ، ولا يملك من المتابع الا القليل ، هذه


    قصة أويس القرني


    . [2]

صفات التابعي أويس القرني

جاءت صفات أويس القرني ، كما ورد عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حدث به عمر بن الخطاب ، وهي :

  • أن أويس كان يعيش في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنه لم يره لذلك أطلق عليه سيد التابعين ، وأوصى الصحابة بأن من يلقاه يطلب منه أن يستغفر له .
  • كان أويس يعيش في اليمن .
  • كان من مراد من قرن .
  • كان بارا بوالدته .
  • كان أويس ابرص ولكنه شفي من برصه إلا موضع درهم .
  • كان زاهدا وتقيا وورعا وفيها في الدين .
  • كان إذا أتى عليه المساء قال هذه ليلة الركوع ويمسي يركع حتى يأتي الصباح ، وفي الليلة التالية يسجد حتى يأتي الصباح أيضا .
  • وكان يتصدق بالفضل الذي يملكه في بيته كل يوم ويدعو الله أن لا يؤاخذه بمن مات جوعا أو من مات عريانا .
  • كان يرتدي رداء يمس طرفه الأرض ، ولا يملك غيره ، وكان يعتذر لله من كل شخص جائع ، وجسد عار ، وأنه لا يملك إلا ما على ظهره من رداء وما في بطنه من طعام .
  • كان ينصح ويقول كن في أمر الله كأنك قتلت الناس أجمع . [2]

بر الوالدين

أمر الله الإنسان ووصاه ببر الوالدين ووردت الكثير من الأبيات التي تأمر ببر الوالدين:

  • قَالَ تَعَالَى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا(24)} }[الإسراء:23- 24] .
  • وقَالَ تَعَالَى { {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)} }[لقمان:14]

كما وصى رسولنا الكريم أيضا ببر الوالدين وأخبرنا عن

فضل البر

فقال :

  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ : «أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» قَالَ : ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ : « ثُمَّ أُمُّكَ » قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ» .
  • وعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” «نِمْتُ ، فَرَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ ، فَسَمِعْتُ صَوْتَ قَارِئٍ يَقْرَأُ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ ” فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “كَذَاكَ الْبِرُّ، كَذَاكَ الْبِرُّ” وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِأُمِّه »[2]

فضل بر الوالدين

  • يعد البر من

    أفضل الأعمال عند الله

    وأحبها إليه .
  • يمد الله في عمر من يبر والديه ، ويبارك له في رزقه ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ ، وَأَنْ يُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ » .
  • يكون سببا في تفريج هم وكرب الإنسان ، بدليل قصة أصحاب الغار ، والرجل الذي توسل إلى الله ببره لوالديه .
  • يستجيب الله دعاء الأب ، أو الأم لولدها البار ، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « «رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الوَالِدِ ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ» .
  • يكون سببا في قبول توبة العبد إذا كانت توبة نصوحه .
  • من يسعى على والديه ، ويبرهما يكون في سبيل الله . [2]