هل جميع المفاعيل وأشباه المفاعيل مجرورة

تعريف المفاعيل

إن المنصوبات كثيرة باللغة العربية، وهناك كذلك الكثير من أوجه الاختلاف والتشابه فيما بينها، وتعتبر


المفاعيل


الخمسة أحدد أهم المنصوبات التي أحياناً ما يقع الباحثين في بحور النحو بخلط ولبس في مسألة التمييز بين كل منها، وتلك المفاعيل الخمسة هي: (المفعول به، المفعول الأجله، المفعول معه، المفعول فيه والمفعول المطلق)، وفيما يلي بيان للمقصود بكل من المفاعيل الخمسة وإعرابها وذكر


أمثلة على المفاعيل الخمسة


: [1]


المفعول به

يعرب المفعول به اسمٌ منصوب دال على ما أو مَن وقعَ الفعل عليه، إذ أن ما تشير لغير العاقل، في حين تدل مَن على العاقل، حيث قد يرد المفعول به عاقلًا أما قد يرد في الجملة غير عاقل، وفي مثال على ذلك: (رأى أحمد عليً) للعاقل، أو (أكل الطفل التفاحةَ) لغير العاقل، وإذا كان اسمًا مُفردًا تكون علامة نصبه الفتحة مثل: (زارَ الأبن الأبَ)، أو جمع تكسير مثل: (أحضر الصبي أقلامًا)، وتكون الفتحة ظاهرة إلّا في حالة انتهى المفعول به بالألف إذ أنه في هذه الحالة تكون الفتحة مُقدّرة.

وعلى ذلك النحو فإن الياء من بين علامات نصب المفعول به إذا كان مُثنى مثل: (أكل الرجل سمكتين)، أو كان جمع مذكّرٍ سالم مثل: (كافء المدرس الناجحين)، وأيضاً تكون الكسرة علامة نصبه في حالة كان جمع مؤنّث سالم مثل: (مدح الطبيب الطبيبات الماهرات)، وله أشكال خمسة وهي:

  • اسمٌ ظاهر مثل: أشتريت قصةً.
  • ضمير متّصل مثل: شاهدتك.
  • ضمير منفصل مثل: إيّاكَ أقصد.
  • وجملة فعليّة مثل: أراك عصيّ الدمع.
  • جملة اسميّة مثل: الحمد لله.


المفعول المطلق

المفعول المطلق اسمٌ يؤكّد عامله مثل عبارة : (نجح نجاحاً)، أو يوضح نوعه مثل قول : (ذاكرَ مذاكرةَ الطامحين)، أو أن يوضح عدده على سبيل زيادة التوكيد، مثل قول: (زارَ الطلاب المتاحف زوراتٍ ثلاثًا)، وقد عرف باسم المفعول حيث إنه يعتبر هو المفعول الحقيقيّ للفاعل، في حين عرف بالمُطلق لكونه غير مقيّد بأي قيد، في حين أن الأصل بالمفعول المطلق أن يأتي باعتباره مصدرًا، بينما ما يرد منصوبًا على المفعوليّة المُطلقة فإنه نائبٌ عنه أي غير مصدر.

وهناك الكثير من الأشياء تنوب عن المفعول المطلق أهمّها: ما له من صفة، مثل: (ذاكرتُ أفضل مذاكرةَ)، واسم الإشارة

،

مثل: (ذاكرتُ تلكَ المذاكرةَ)، واسم المصدر، مثل: (حدثه حديثاً)، ومصدر فعلٍ آخر، مثلما ورد في قول الله تعالى: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا}، حيث إن مصدر فعل تبتّلَ هو تبتّلًا وليس مصدره هو تبتيلًا، وما دلّ على نوع المصدر، مثل: (تنفست الصعداء)، والعديد من الحالات الأخرى.


المفعول فيه

المفعول به اسمٌ منصوبٌ من خلاله يتم الدلالة على الزمان الذي قد وقع به الحدث أو أنه يدل على مكان وقوعه، ومن الممكن أن يتضمن معنى (في) حرف الجرّ، وهناك نوعين من المفعول فيه: أولهما ظرف زمان والآخر ظرف مكان، كما ويُقسَم المفعول فيه إلى مبني ومُعرَب على النحو الآتي:

  • هناك من ظروف الزمان ما هو مبني وهي: (لمّا، إذا، إذْ، قطُّ، الآنَ، أمسِ).
  • أما ظروف المكان المبنيّة ما يلي: (هنالك، هناك، هنا، حيث).
  • ومن ظروف الزمان المُعربة: (مساءً، صباحًا، نهارًا، أمدًا، أبدًا، دقيقةً، أسبوعًا).
  • ومن المعرب من ظروف المكان يذكر ما يلي: (فوقَ، جنوبَ، غربَ، شرقَ، خلالَ، حولَ، تُجاهَ).
  • وأخيراً يحتاج المفعول فيه تعليق إلى أن يتمّ معناه.


المفعول لأجله

يعرف المفعول من أجله كذلك باسم المفعول معه، وهو مصدرٌ قلبيّ منصوب، يرد ذكره من أجل إيضاح سبب حدوث الفعل أو الهدف منه، مثل العبارة التالية: (ضحكت الفتاة سعادةً بالنجاح)، ووفقاً لما سبق ذكره بالتعريف فإن شروط المفعول لأجله يتمثل أولها في أن يكون مصدرًا، وأن يكون المفعول لأجله قلبيًّا، والمقصود بقلبيّ أنّه لا يُدرَك فقط بواسطة بالحواس، حيث إنه في حالة قول : (ذاكرت مذاكرةً) لم ترد (مذاكرةً) مفعولًا لأجله؛ حيث إن المذاكرة تدركها الحواس.


المفعول معه

وضع علماء اللغة تعريف المفعول معه باعتباره اسمٌ يرد عقب واو المعيّة، ويسبقها فعلٍ أو كلمة بها معنى أو رائحة الفعل، مثل: (جريت والبحر)، ومثال : (أنا جاري والبحر)، وهناك حالات ثلاثة عقب الواو، أولهما يكون النصب بها واجب على المفعوليّة في حالة كان العطفُ ممتنعًا، مثل : (جلست ومحمداً)، وثاني الحالات هي يكون النصب راجح على العطف على المفعوليّة، مثل : (كن أنتَ ومحمداً كالأصدقاء)، إذ يعد من الجائز هنا العطف ولكن يكون محمداً مأمورًا بالعطف، وذلك على خلاف ما يهدف إليه أو يقصده القائل، لذا أتى النصب على المفعوليّة أولى، والثالثة أن يكون العطف راجح على المفعوليّة، مثل : (جلس محمداً وزيد).

تعريف أشباه المفاعيل

يوجد من المنصوبات البعض عرف بأشباه المفاعيل وذلك لما يوجد بينها وبين المفاعيل الخمسة من شبه في مجموعة من الصفات، ومنها:


  • المنادى:

    هو اسم يأتي عقب أداة نداء تأتي من أحل الاستدعاء أو التنبيه، ومن بين أدوات النداء ما يلي المنادي بها من همزة، وأداة النداء (يا، هيا، أيا) ويتم تقسيم المنادي إلى مبني ومعرب، ويتبع كل نوع الكثير من الأنواع الأخرى.

  • المستثنى:

    ذكر علماء النحو في ذلك الصدد حول الاستثناء أنه إخراج لما يرد عقب الأداة (إلا) وكذلك أخواتها من حكم ما يسبقها، حيث إن المستثنى له أنواع يختلف إعراب المستثنى معه.

  • التمييز:

    التمييز اسم نكرة غالباً جامداً ويرد في الجملة لكي يُفسر ما هو سابقاً له وكان مبهماً، أو لإيضاح ما نسبة ما، فيرد عقب المقادير والأعداد وما أجري مجراها، ويرد محولاث عن  مفعول به أو مبتدأ، أو فاعل وله الكثير من الصور الأخرى.

  • الحال:

    حول اسم منصوب يأتي نكرة يوضح حال صاحبه وهيئته حين وقوع الحدث، ولا يمكن أن يأتي الحال إلا إذا كان جامداً، ويرد على العديد من الصور والتي من بينها (أن يرد الاسم مفرداً، كما قد يرد في صورة جملة اسمية يسبقها واو وتكون تلك الواو خاصة بالحال غالباً، وقد يرد كذلك بصورة جملة فعلية سابقاً لها معرفة، أو أن يأتي على هيئة شبه جملة.

هل المفاعيل وأشباه المفاعيل لازمة الجر

مما سبق ذكره من بيان للمقصود من المفاعيل وأشباه المفاعيل وما لكل منها من علامات إعرابية في مختلف الحالات فإن السؤال القائل هل جميع المفاعيل وأشباه المفاعيل مجرورة إجابته هي خطأ، إذ أن المفاعيل وأشباه المفاعيل منصوبة وليست مجرورة، وعلى ذلك فإن سؤال

هل جميع المفاعيل منصوبه

هو ما تعد إجابته هي الصائبة.